أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - الرُصافي في حادثةٍ طريفة














المزيد.....

الرُصافي في حادثةٍ طريفة


حامد خيري الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 23:36
المحور: الادب والفن
    


أن كل ما قيل ويقال عن شاعرنا الكبير معروف الرصافي هو قليل جداً بحقه، من سيرته النزيهة الناصعة وعفة يده وحتى مواقفه السياسية المبدئية، التي كانت بمثابة عِبر غاية في التأثير، الأحرى بمثقفي الزمن الحديث الاتعاظ بها وفهم مغزاها... كان بأمكان هذا الشاعر الخالد (لو أراد) أن يعيش مُنعماً وسط باحات القصور، لكنه بدلاً من ذلك سكن بين دور (صاحبات الرايات) مفضلاً أياهن عن مخالطة السياسيين وعُهرهم الذي يزكم الأنوف... لينتهي به المطاف في آخر أيام حياته وهو تحت وهن المرض وعجز الشيخوخة بائعاً للسكًائر عند قارعات الطرق في مدينة الفلوجة، رافضاً أذلال نفسه وبيعها لأذناب الاستعمار.... ليرثيه شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري بقصيدة عصماء رائعة قالها عند قبره، جاء في مطلعها...

لغز الحياة ولوعة الألباب .... أن يستحيل الفكر محض تراب

وفي حياة شاعرنا الرصافي العديد من المواقف والحوادث الطريفة، هذه واحدة منها كان قد رواها لي قبل سنين طويلة أحد الشيوخ الاجلاء من أهالي منطقة باب الشيخ من الذين عاصروا خلال ردحاً من حياتهم شاعرنا الكبير....
في أحد الأيام كان الشاعر معروف الرصافي جالساً في أحدى مقاهي بغداد بصحبة جمع من الأصدقاء، عندما دخل المقهى رجل تبدو على هيئته مظاهر التعجرف والغطرسة (أرنبة أنفه تلامس السماء)... بدا ذلك جلياً عندما أدى التحية على الجالسين بتكبر واضح، ثم أخذ مجلسه بالقرب من الرصافي، الذي بادره القول كما هو مُعتاد (الله بو الخير) فلم يرد الرجل عليه بمثلها... فما كان من صاحب المقهى أن أستهجن ذلك ليسأله مشيراً الى الرصافي (مَترد على الأستاذ)... فأجابه الرجل الذي كان يعاني من لثغةٍ في لسانه (يلفظ الراء غيناً)... (ماغيد أغد، وبغبك منو يابة هذا الأستاذ)... فبيّن له صاحب المقهى شخص الرصافي (متعرف الشاعر معروف الرصافي)، ليرد الرجل (هااااااااااا الغصافي، كًلي مو هو هذا اليكتب شعوغة (يقصد أشعار))..... فلم يتمالك شاعرنا الكبير أعصابه وهو الذي عُرف بحّدة لسانه البغدادية، فعّقب على ما قاله، هازئاً منه وبنفس لثغتهِ (أي بغبي آني الغصافي، وآني اللي أكتب شعوغة)، ثم أكمل مُشيراً الى الرجل (أكتب شعوغة حتى يقغاها مثل هيج بعوغة (يقصد بعورة))... فما كان من الرجل ألا أن نهض واقفاً بعصبية وغادر المقهى مُسرعاً ليتجنب سماع المزيد وسط ضحكات وسخرية رواد المقهى.

رحم الله شاعرنا العظيم معروف الرصافي ، وكفا الله الجميع شر (البعوغة)



#حامد_خيري_الحيدر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسوة الموت وخلود النضال ... تحية مجد لذكرى المناضل الراحل جب ...
- العراقيون وقيلولة الظهيرة
- سأنتصر
- أنهار الخمر ...... حكاية من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة
- جوانب من المدينة العراقية القديمة
- أغلى من الذهب ...... حكاية من خيال بلاد ما بين النهرين القدي ...
- ذكرى مأساة العراق
- بسمات عند شجرة الكستناء ...... حكاية من خيال بلاد ما بين الن ...
- بعيداً عن نينوى ...... حكاية من خيال بلاد ما بين النهرين الق ...
- نبوءة الماضي ...... حكاية من خيال بلاد ما بين النهرين القديم ...
- أمنية لعامٍ جديد
- عام سعيد غربتي
- المهن والحرف في العراق القديم
- الخمور والحانات في العراق القديم
- عند أسوار بابل ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديم ...
- حيرة كًلكًامش
- بين المعبد والماخور ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين ا ...
- المرأة في العراق القديم
- ممارسات مجرمي شباط الأسود بحق الآثاريين العراقيين
- مجاديف ضائعة ...... قصة من خيال بلاد ما بين النهرين القديمة


المزيد.....




- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة
- مصطفى محمد غريب: تجليات الحلم في الملامة
- سكان غزة يسابقون الزمن للحفاظ على تراثهم الثقافي بعد الدمار ...
- مهرجان الكويت المسرحي يحتفل بيوبيله الفضي


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد خيري الحيدر - الرُصافي في حادثةٍ طريفة