أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - الفلسفة تنتصر لأنوار العلم ضد ظلام الجهل














المزيد.....

الفلسفة تنتصر لأنوار العلم ضد ظلام الجهل


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5798 - 2018 / 2 / 25 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


" لا يوجد جهل مطلق لا يقدر العقل الفلسفي أن يتغلب عليه"
الفلسفة تجربة ذاتية تتأثر بالبيئة الثقافية والهوية الحضارية للفيلسوف الذي يبدعها وهي كذلك شأن خصوصي بامتياز من جهة المصدر والمنبت والمولد والمنطلق والتكوين والانبثاق ولكنها حق كوني وقيمة مطلقة وعملة عالمية ومطلب أممي ومقصد نبيل لكل العقول ومنارة يهتدي بها كل كائن.
تعاني الفلسفة اليوم بشكل لافت من التضييق وتتعرض للتبخيس سواء في الأنظمة التعليمية والمؤسسات التربوية أو في الأطر الثقافية والبرامج الإعلامية ويلاقي المشتغلين بها الكثير من الازدراء والتهميش.
على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدمها الفلسفة للناس والأغراض الإنسانية والقيم الراقية التي تستهدفها وتناضل من أجل سنِّها على مستوى حقوق الأفراد وحرياتهم ومن جهة عصرية المؤسسات ومدنية الحياة.
رأس الأمر في المشكلة الطارئة في اللحظة الراهنة هي تعارض التفكير الفلسفي مع التمذهب الديني من جهة وانتصار الفلسفة للروح العلمية والمنظومة الأنوارية في مقابل تعميم العولمة لجهل عالم عبر وسائل الاتصال الحديثة واستخدام الوسائط التقنية قصد تعويض العقل التواصلي بالعقل الأداتي من جهة أخرى.
من المعلوم أن الهدف الأصلي من ابتكار الفلسفة هي الانتصار لأنوار المعرفة العلمية ومحاربة الجهل وذلك بالتعويل على ملكة العقل والحوار من خلال اللغة العقلانية وتحكيم المنطق والعودة إلى الواقع ضد الماوراء والتركيز على العمل من اجل السيطرة على الطبيعة ومراكمة الثروة وإنتاج المصلحة البشرية.
يمكن التمييز بين نوعين من الجهل يمثلان خطرا حقيقيا يهدد تماسك الحياة الاجتماعية واستقرار السلم الأهلي وهما الجهل المبتذل والمعمم الذي دفعته الدعاية والإشهار والعولمة إلى الانتشار والهيمنة على مختلف جوانب الوجود الاجتماعي وهو جهل يجهل نفسه وغافل عن مخاطره وعن سلبياته وأمراضه والنوع الثاني وهو الأشد ضراوة لأنه يختلط بالمعارف المتداولة ويدعي التحضر والتمدن والفكرية ويزعم بلوغ المعاصرة والحداثة والريادة والتقدم ولكنه مجرد شكل جديد من الجهل المتعالم والمؤدلج.
والحق أن معركة الفلسفة مع النمط الأول من الجهل هي تاريخية وبدئية وتتكرر بشكل دائم عبر التاريخ وحققت في سبيل ذلك الكثير من الانتصارات والقطائع وتمكنت من تحرير الذهنيات من الخرافة والدجل وأرست معالم الوعي والبصيرة وأحرزت الاستفاقة والانتباه إلى الواقع وثمنت ميدان الحياة وأهمية الدنيا.
في المقابل تبدو حربها على الجهل العارف من حيث هو شكل جديد من التدجيل الفكري مصيرية وحيوية وذلك للطابع المراوغ الذي يتصف به هذا النوع من الجهل أولا وللعسر الشديد الذي تجده في التعاطي مع هذه الظاهرة المستفحلة في الحياة اليومية والتي تجعل الأنفس غير مكترثة والأجساد راضية مقتنعة ثانيا.
إن تبعات هيمنة الجهل المبتذل على وجود الإنسان كارثية والعواقب المترتبة عن الجهل العارف وخيمة ولذلك يجدر بالعقل الفلسفي التحرك السريع وممارسة الشك والنقد والتفكيك والهدم والخلخلة والتحطيم وإزالة الأوهام وكنس الأصنام بغية التخلص من هذه الأمراض والآفات التي تفتك بالحضارة والتمدن.
فمتى تتمكم الفلسفة عندنا من تحويل الجهل المبتذل البسيط والجهل العارف المركب من عائق أمام الأنوار المعرفية الى محرض على البحث والإقلاع وتجعل منه وضعية تجريبية للاختراع ومحرك للاكتشاف؟

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة السياسية على نحو مختلف
- شروط الانعطاف المعرفي من الحس المشترك إلى الفهم السليم
- بماذا تطالب الفئات الاجتماعية المنتفضة؟
- مهنة الفيلسوف بين التعالي والمحايثة
- عواصف سنة 2017 ومنعطفاتها
- أغراض سياسة السرد
- النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني
- الفكر بما يعود الى ذاته
- الحقوق الفلسطينية في القدس في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإن ...
- التعليم التكويني والتدريس التربوي
- التوجه نحو عقلنة المجالات غير العقلانية
- من أجل حياة إنسانية خالية من ذل العبودية
- ما جدوى الإطلالة على الحكمة المشرقية في الاحتفال العالمي بال ...
- الالتزام التاريخي للفلسفة السياسية
- أصوات فكرية عريقة عن تربية فلسفية جديدة
- أطياف ثورة 1917 واستذكار زمانية الوجود السوفياتي
- تزايد هجرة الشباب في ظل تعثر الحل التنموي
- عبور ثورة تشي جيفارا نحو الأممية
- علامة استمرار الدمقرطة هي قوة المشاركة وحرية الفعل
- اليسار الاجتماعي: فكرة ثورية ذات طموح اندماجي


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - الفلسفة تنتصر لأنوار العلم ضد ظلام الجهل