أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - أغراض سياسة السرد














المزيد.....

أغراض سياسة السرد


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5734 - 2017 / 12 / 21 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


" الحكمة ذاتها وجميع إحساسات النفس حكاية حقيقية بقدر الإمكان"1

لقد دل السرد من الناحية اللغوية على التتابع والانتظام وتقدم شيء على شيء آخر ضمن السياق الجيد، لكنه من الناحية الاصطلاحية ارتبط بالنقد القصصي وأشار إلى نموذج الضمير المتكلم ولقائه مع الغريب ويشتمل على التجاوز في الرواية ويطرح إشكالية العلاقة بين الحلم واليقظة وبين المتخيل والواقعي. من ناحية أولى السرد يفيد معنى الإخبار عن حدث وذلك بحكاية خبر سواء من ابتكار الخيال أو من صميم الواقع وفق ترتيب معلوم وضمن تتابع منتظم.
من ناحية ثانية لقد تبين أن السرد لا يقتصر في دلالته على المعنى المصدري وإنما يتعدى ذلك إلى فعل القص والأسلوب الذي يؤدي به هذا العمل. على هذا النحو يعتمد السرد على طريقة تروى بها القصة عبر قناة تحرص على الواصل بين الباث والمتقبل وتتأثر بجملة من الظروف قسم منها متعلق بالراوي والمتلقي وقسم آخر متعلق بالقصة نفسها.
من المعلوم أن السرد بضمير المتكلم الذي ينتشر كثيرا في القصص القصيرة يعتمد تقنية حجر الزاوية ووجهة النظر ويرصد البؤر التي تتضمنها القصة ويقوم بوظيفة التبئير من أجل ممارسة النقد والتأثير.
ما الذي يبرر اعتماد المؤلف ضمير المتكلم عند تأطير تجربته السردية؟
يستعمل الأديب الحقيقي ضمير المتكلم من حيث هي تقنية سردية من أجل بلورة عمله الإبداعي وينطلق من عبقريته الفردية ومن العوامل الثقافية والاجتماعية التي تحدد نوعية الرؤية التي يحملها ويبثها في تجربته إبداعه وتترك تأثير خاص في نفسية القارئ ويسعى إلى تحقيق انطباع معين في وجدان المتلقي.
يجعل الأديب الحقيقي من ضمير المتكلم مرتكز قصته والصوت الذي يختبئ خلفه الكاتب لكي يمرر انتمائه الثقافي وموقفه الفكري ويعتمد على السارد بوصفه ناطق باسم الكينونة ومرتكزا للعالم بأسره لنقل مشاعره وتأملاته وطبيعة رؤيته للكون ويجعل منه مصدر الوحدة وسط تشتت التجارب وتناثر الجزئيات.
يتضمن السرد بضمير المتكلم الشهادة تطابقا بين مضمون القصة وأحداثها وما تعيشه الشخصية من تجارب متنوعة ومتفاوتة ويقوم بتغييب الآخرين ويجعل المتلقي على مقربة من الراوي ويتبادل الإحساس المباشر معه ويعينه على تجميع شظاياه وشذراته المتفرقة في وحدة يمكن أن تساعد على التقدم إلى الأمام.
يمكن تطبيق التنويع الأسلوبي على فن السرد باستبدال المضير المتكلم بالضمير الغائب وجعل السارد ينتقل من حال الظهور العلني إلى وضع التكتم ويتم الاستعانة بسارد عليم بوضعها مكان سارد مبتدئ.
ليست مهمة السرد الذي يعتمد ضمير المتكلم ترسيخ القيم والأخلاق عن طريق الوعظ والإرشاد والتلقين بالاعتماد على التبسيط الظاهري وبالبداهة السطحية وإنما ينقل المشاعر والتأملات بجذابية الإقناع الفني.
" وحينئذ ينبغي أن تتوفر ثلاثة أشياء في التربية الموسيقية، اولا: اجتناب كل إفراط قم تحمل ماهو ممكن ثم ماهو لائق"2 . لكن ماهي أفضل التمرينات السردية القابلة لأن تصنع العدد الكبير من الفاعلين للخير؟
الإحالات والهوامش:
[1] أرسطو، كتاب السياسة، ترجمة أحمد لطفي السيد، منشورات الجمل، بغداد، طبعة 2009،ص314.
[2] أرسطو، كتاب السياسة، نفس المصدر، ص325.

المصدر:
أرسطو، كتاب السياسة، ترجمة أحمد لطفي السيد، منشورات الجمل، بغداد، طبعة 2009،

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد الفلسفي للتراث عند طيب تيزيني
- الفكر بما يعود الى ذاته
- الحقوق الفلسطينية في القدس في يوم الإعلان العالمي لحقوق الإن ...
- التعليم التكويني والتدريس التربوي
- التوجه نحو عقلنة المجالات غير العقلانية
- من أجل حياة إنسانية خالية من ذل العبودية
- ما جدوى الإطلالة على الحكمة المشرقية في الاحتفال العالمي بال ...
- الالتزام التاريخي للفلسفة السياسية
- أصوات فكرية عريقة عن تربية فلسفية جديدة
- أطياف ثورة 1917 واستذكار زمانية الوجود السوفياتي
- تزايد هجرة الشباب في ظل تعثر الحل التنموي
- عبور ثورة تشي جيفارا نحو الأممية
- علامة استمرار الدمقرطة هي قوة المشاركة وحرية الفعل
- اليسار الاجتماعي: فكرة ثورية ذات طموح اندماجي
- تشريح أصول الفكر العربي الإسلامي
- تاريخ الفلسفة مجرد تأريخ لميلاد المفاهيم وهجرتها
- حكمة الحد الأوسط في نظرية أرسطو
- التساؤل عن الإنية والبيذاتية عند هيدجر وسارتر وكيركجارد
- الأزمة المالية تعرقل مسار التنمية الاقتصادية
- الحقيقة السياسية للدولة المدنية في الوضع الجمهوري


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير الخويلدي - أغراض سياسة السرد