أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أبونا سمعان … العدلُ معقودٌ بناصية بلادي وجيشه














المزيد.....

أبونا سمعان … العدلُ معقودٌ بناصية بلادي وجيشه


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 03:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أيها القسّ الشهيد، قضاؤنا العادل جاء بحقّ دمائك اليوم، واليومَ أيضًا جيشُنا الباسل يُطارد رؤوس قاتليك في سيناء.
مشهدٌ مروّعٌ صدَّع قلوبَ المصريين. مشهدٌ حزين شاهدنا تفاصيلَه المريرة بالفيديو، ليظلَّ محفورًا في ذاكرة مصرَ؛ عصيًّا على النسيان. قِسٌّ مسالم، مشهودٌ له بالطيبة والبشاشة مع الجميع. كان يسير في إحدى ضواحي القاهرة، في أحد نهارات أكتوبر الماضي 2017، في مهام خدمته لمساعدة الفقراء والمُعوزين. ركض وراءه مراهقٌ يحمل سكينًا ضخمة، ثم ّنادى على القس: "يا قسيس!"، فالتفت له الكاهنُ، كأنما ظنّ أن للشابّ حاجةً فيؤديها له، كما تتطلّب خدمتُه في مساعدة ذوي الحاجات. فما كان من المراهق الضالّ إلا أن طعن القسَّ في بطنه، ثم عاجله بأخرى في جنبه، فسقط الرجلُ الأعزلُ مُضرجًا في دمه. وبدلا من أن يرتبكَ القاتلُ أو يندم لما أثمت يداه، عاجلَ المُحتضَرَ بعدة طعنات في وجهه، حتى صعدت روحُه إلى خالقِها، محفوظًا حقُّه في السماء، ليتبقى حقُّه في الأرض. وبالأمس فقط جاء حقُّه في الأرض بحكم قاضٍ عادل، قضى بإعدام القاتل شنقًا، كتأكيد للحكم الذي قضى به قاضٍ عادلٌ آخرُ في مراحل التقاضي السابقة.
القسُّ المغدورُ اسمه الأبُ سمعان شحاته رزق الله. أحدُ الأقباط الذين نذروا أعمارهم لمساعدة فقراء المصريين وإغاثة المُعوزين من ذوي الحاجات. والغادرُ مراهقٌ بليدٌ نصفُ أميّ لم يكمل شهادته الابتدائية اسمه أحمد سعيد السنباطي، أحد بلطجية الرواقات الذين لم يقدموا للمجتمع شيئًا سوى الدماء والويل والخراب وأطنان من الخيبات. حين سأله المُحقِّق إن كانت له سوابق: ردّ مبتسمًا: “إشعالُ حرائق بالعمد، وحوادث ضرب.” وكأنما يفخرُ بمقدرته على ترويع البشر وتخريب ما عمَّره بشرٌ يُعمِّرون!
كثيرٌ من البشاعات المخجلة صاحبت تلك القضية التي أبكت قلبَ مصر وزلزلت قلوبَ المصريين. منها الفيديوهات الكثيرة التي صوّرتِ المشهدَ الفاجع. مَن الذي صوّرها؟ عدا كاميرات المراقبة المركّبة في مخزن الحديد، مسرح الجريمة؛ ثمة كاميراتُ هواتفَ كثيرة صوّرت المشهد. وكأن أصحاب تلك الهواتف قد فضّلوا تسجيلَ جريمة الذبح بدلا من محاولة منعها، ولو بمجرد إلقاء حجر على القاتل حتى يتشتت انتباهُه ثوانى قليلةً تُمكِّن المغدورَ من الهرب من الغادر قبل إزهاق روحه. لكن الأبشعَ من كلِّ ما سبق هو إجابات القاتل على أسئلة التحقيق بكل ما تحمل من صفاقة وبرود وإصرار على الإثم دون ذرّة ندم، وشعور مريض بالفرح لأنه نجح في إزهاق روح بريئة مسالمة، لم تؤذه على الإطلاق، ولم تؤذ أحدًا، إنما ساعدتِ بؤساء وفقراء ومرضى. كان القسُّ في طريقه لأداء بعض مهام خدمته في جمع التبرعات من الموسورين لتوزيعها على فقراء ينتظرون الغوث، فجاء ضالٌّ خاملٌ اعترف بأنه بدأ حياتَه في العطالة والمجون وشرب الخمور وتعاطي المخدرات، ليوقفَ فيضَ الخير والصدقات الذي كتبه اللهُ للمحتاجين من فقراء المصريين على يد هذا القس الطيب. جريمةٌ مزدوجة إذن: إزهاقُ روح إنسان، ومنعُ مساعدة ملهوفين!
القصّةُ في نظري تعدّت حقلَ القتل الطائفي: مسلمٌ مُضَّللٌ يقتل مسيحيًّا مسالمًا. نحن أمام جريمة قتل مجتمعية لها بطلان اثنان: مفيدٌ وضارٌّ، فاعلٌ وخاملٌ، طيبٌ وشريرٌ... قمحٌ وهالوك. بلطجيٌّ عالةٌ على المجتمع يقتلُ مواطنًا مفيدًا للمجتمع، في وَضَح النهار، أمام المارّة والسابلة. هنا تأخذُ الجريمة بُعدًا مجتمعيًّا خطيرًا يُضافُ إلى بُعدها الطائفيّ المرير، والمخجل.
لكن هناك بطلا ثالثًا خفيًّا لم يظهر في مسرح الجريمة. هو البطلُ الأخطرُ الذي يُحرّك عروس الماريونيت بخيوط في أصابعه. اعترف القاتلُ، "عروسُ الماريونيت" أنه نفّذ جريمته بعد دقيقتين من تلقيه مهاتفة ممن أطلق عليه: "نائب الأمير" أو "السيادة الحرة". وبمجرد تلقّيه أمر القتل، تخلص من الهاتف ونفّذ العملية. أولئك هم أبطالُ الإرهاب الأُوَلُ الذين يحرّكون عرائس الماريونيت الإرهابية في طرقات مصر وأزقّتها وميادينها فيدثرون بيوتنا بشرائط الحداد. وأولئك هم من يحاربهم جيشنا العظيم اليوم في سيناء ليجتثَّ شأفتهم من جذورها. نصر الله جيشنا العظيم وسدّد خُطاه.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشمعةُ التي في قلوبكم
- بهيج إسماعيل … الروايةُ بنكهة الشِّعر والجنون
- صَهٍ … الجيشُ المصريُّ يتكلم!
- سأقولُ يومًا لأطفالي إنني زُرتُ العراق
- كتابي الفِضيّ: (نهم يصنعون الحياة)
- لماذا يُحاكَم الشيخ محمد عبد الله نصر؟
- صالون فاطمة ناعوت الشهري السبت القادم 27 يناير
- عن الإمارات سألوني .... فقلتُ (إنهم يصنعون الحياة)
- -البدلةُ الزرقاءُ وسامٌ- … قالتِ الجميلةُ
- قلقاسٌ على مائدة قبطية
- لأننا نستحقُّ الموسيقارة الجميلة!
- غدًا أُغرِّد مع عصافير شُرفتي
- معجزةُ إبراهيم أصلان
- الجيشُ العراقيُّ يُكملُ النوتةَ الموسيقية
- رسالةُ زهرة اللوتس ل كاتدرائية ميلاد المسيح
- صلاح عيسى … ورقة الغلابة التي سقطت
- سلاح تونس …. زيتونة
- ميري كريسماس … يا سامح!
- الشيخُ الطيب … الشيخُ الشابُّ … شكرًا لك
- أيها -المؤمنون-… أنا مسلمةٌ أحب جرس الكنيسة


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أبونا سمعان … العدلُ معقودٌ بناصية بلادي وجيشه