أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر السلامي - افتراضي جداً














المزيد.....

افتراضي جداً


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5779 - 2018 / 2 / 6 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


فتح هاتفه الموصول دائما بالإنترنت.. تفقد حسابه الشخصي على الفيسبوك تواردت عليه الإشعارات كوابل المطر، عاد إلى الصفحة الرئيسة حرك إصبعه ومن دون قصد ضغط على حيز بم تفكر؟
تساءل مع نفسه:
ـ صحيح.. بم تفكرين؟
أطال التساؤل وفي ثوانٍ مضين كالسنوات العجاف اليوسفية.. فكر أن يخرج من عالمه الافتراضي هذا.. ولكن قبل تنفيذ الفكرة، لابد من تحديد الوجهة..
فكر أن يستشير أحدهم، وما أكثرهم.. ليسوا افتراضيين كلهم.. نسبة منهم فقط.. نعم هي نسبة كبيرة على أي حال..
وقع هذه المرة في دوامة الاختيار، فالقائمة طويلة جداً.. مع أيٍّ من أولئك أتحدث؟! أي صديق أقرب إليّ من غيره؟!
علي.. نبيل.. محمد.. كريم.. فؤاد.. كوثر.. سعاد.. آمال.. إلخ.. إلخ؟!
يصعب التحديد حقاً.. كل شخص في هذه اللائحة جدير بالمحادثة خاصة وأنهم من ألوان شتى واتجاهات مختلفة ومن كل أرجاء الدنيا..
فكر أن يرسل وجهاً ضاحكاً مع قلب صغير مكسور لكل منهم وسيقع الاختيار على أول المكترثين..
فكر في نفسه: نعم هذا هو الحل.
أرسل الوجه، لكنه وبخطأ غير مقصود لم يكن ضاحكاً، بل غاضب محمر.. أذهله عن إرسال القلب الصغير معه..
أراد تدارك الأمر بحذفه.. لم يفلح.
قرر تصحيح الموقف.. ولكن كيف؟!
نعم.. يرسل هائية الضحك الافتراضي هههههههههه هههههههههه
اثنان تكفي على الأرجح.
أو لأجعلها ثلاثاً هههههههههههههههه والأخيرة أطول قليلاً.
لا ضير في ذلك.. خاصة وأنها لازمة كل محادثة وفاتحة لشهية الحديث لدى معظمهم.. إنها خير ما يُستهل به ويُنتهى إليه.
فكر أن يتبعها بكلمة Hi أو hello. ثم سرعان ما استبعد من رأسه هذه الفكرة كلياً واستبدلها بتعبيرية لايك ..
لا.. أفضل منها ملصق القبلة المتحركة..
فكر أنها لا تليق ببعض النساء في القائمة وبعضهن لا يتقبلها مطلقاً..
فكر بصوت عالٍ:
فعلاً بعض الملصقات خادشة للحياء حتى مع أقرب المقربين.. لا يمكن استخدامها إلا على نطاق محدود جداً..
استأنف التفكير من البداية وذهب ثانياً إلى مساحة بم تفكر؟
فكر لماذا لم يُجبْ أحد على رمز الوجه الغاضب بلا قلب الذي أرسله منذ لحظات؟!
رجع إلى قائمة الأصدقاء أو بالأحرى قافلة الأصدقاء كما اعتاد أن يسميها.. ويصفها أحياناً بالأسرة التواصلية..
نظر فيها ملياً.. تفقد إرساله لكل واحد منهم..
أووه.. لم يجد شيئاً..
ما الذي يحصل الآن؟
أين ذهبت الـ(...)؟
وملصق الوجه الغاضب؟!
عجباً.. وأين أصدقائي الذين يصعب عدهم؟!
يا للهول.. لا شيء يحدث.. لا أحد على الإطلاق..
ساوره الشعور بالغربة..
أحس بوحدته في هذا الفضاء الفسيح..
اجتاحته فكرة أن يترك التفكير ويصحو من حلمه الافتراضي أيضاً..
تثاءب غير مرة..
اعتدل بجلسته وواصل تدخين السيجار في ذهول شديد.



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص وامضة
- نسألكم عليكم الدعاء
- عينٌ على الأربعين.. قراءة المثقفين للحدث والصورة
- ضياع
- الروائية الشابة هبة الجراخ: العراق لا يتزحزح داخلي والحب مشك ...
- الروائية هبة الجراخ: العراق لا يتزحزح داخلي والحب مشكاة تنير ...
- حمل كاذب... ققج
- عبق المدينة
- عذرا وطني
- الهالة الافتراضية وتأليه البشر
- شيزوفرنيا.. ومضات قصصية
- كهرومانسية.. ومضات
- ومضات قصصية 2
- المسرحية الومضة.. ابتكار أم تأصيل؟
- طائر الحب الحسيني.. الشيخ هادي الكربلائي
- ومضات قصصية2
- مجزوءات2
- مجزوءات
- ومضات قصصية
- انكار


المزيد.....




- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟
- المغرب : مهرجان مراكش الدولي للسينما يستهل فعالياته في نسخته ...
- تكريم مستحق لراوية المغربية في خامس أيام مهرجان مراكش
- -فاطنة.. امرأة اسمها رشيد- في عرضه الأول بمهرجان الفيلم في م ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر السلامي - افتراضي جداً