أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر السلامي - طائر الحب الحسيني.. الشيخ هادي الكربلائي














المزيد.....

طائر الحب الحسيني.. الشيخ هادي الكربلائي


حيدر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 5576 - 2017 / 7 / 9 - 14:53
المحور: الادب والفن
    


للحب مراتب ومظاهر أعلاها وأبرزها الطاعة والإتباع. وله كذلك دلائل وشواهد أقربها الذكر الدائم والتلفظ المستمر لاسم الحبيب الذائب في حنايا الفؤاد.
هذا بعض ما يفصح عن سر العلاقة بين أحباب الحسين ومحبوبهم.
ومن بين أولئك يطالعنا الشيخ هادي الكربلائي. فقد ولد هذا الرجل حسينيا وعاش فانيا في حب الحسين ولم يفارق الحسين يوما حتى وفد على ربه الكريم معاهدا محبوبه على الوفاء فدخل معه في زمرة الخالدين.
الكربلائي عشق الحسين ووله بذكره وتعلق بجواره طول حياته فلم يسافر عن مدينة كربلاء إلا لأداء فريضة الحج ولمرة واحدة فقط. ولم يخرج للخطابة بعيدا عن مدينة الحسين رغم إلحاح المريدين وإغراء المحبين.
التحمت روحه بروح مولاه وتعطرت أنفاسه بنوره وامتزجت عبراته بذكره وحلق في فضائه الأرحب وارتفع إلى منازل عليين بمودته فرفض أن ينزل إلى كوكب غير كوكبه أو يحل في دار غير داره.
كانت عاشوراء بالنسبة للشيخ هادي موسما ليس له ابتداء ولا انتهاء، فالعمر كله عاشوراء. وأما كربلاء فلا حدود لها.. الكون كله كربلاء.. وأما الحبيب ابن الأحبة الحسين فهو الوجود بشخصه.
وأما الفاجعة فقد عاشها الكربلائي بوجدانه ورافق كل أحداثها وتحسس كل آلامها وبكى كل أحزانها ليس ساعة من نهار ولكن على مدار حياته. و"من أحب عمل قوم حشر معهم".
بلهجة ما أصدقها وبحزن ما أحرّ ناره وفناء في ذات الله وأوليائه وخشوع في حضرة المعبود وجوار المعشوق، ظل يروي الكربلائي على مستمعيه وحاضري مجلسه فصول المأساة وكأن لسان القدس هو الناطق أو قلم الإرادة يسطر على لوح القضاء فيصدع القلوب ويقرع النفوس فتسيل العبرات بلا اختيار.
بحق هو شيخ الخطباء وخادم الإمام الحسين عليه السلام ومبلغ رسالته. وكفاه فخرا أن يكون معلم أجيال من خطباء المنبر الحسيني ومدرسة مستقلة ينتمي إليها المشاهير كالسيد جاسم الكربلائي والشيخ مرتضى الشاهرودي ونجليه الشيخ بهاء الكربلائي والشيخ علاء الكربلائي وغيرهم ممن أجاد طرائقه الحزينة وأسلوبه المميز الشجي وصوته الرائق الرخيم وأطواره الندية المؤثرة.
وللشعر في حياة الكربلائي حضوره المتألق أيضا. كتبه منذ حداثة سنه فأجاد وأبدع في لغته ولهجته (القريظ والدارج) وقرأه على المنابر فأثار وأثر حتى في الحجر.
ما زال يلهج في عزاك لساني* حاشاك في يوم الجزا تنساني
يابن النبي المصطفى ووصيه * وابن البتولة خيرة النسوان

وأما دراسته فبدأت بالفقه والأصول على والده الشيخ صالح وتطورت إلى فنون الخطابة على الشيخ محسن أبو الحب. وعلوم الدين والعربية على الشيخ محمد الخطيب، بين مدرسة الصدر الأعظم والمدرسة الزينبية.
وقرأ شرح القطر وألفية ابن مالك على الشيخ محمد العماري بمدرسة العلامة الخطيب الرسمية، ولكن مدرسة المنبر وفيوضاته القدسية كانت هي المعين الحقيقي الذي انتهل منه الشيخ هادي الكربلائي كل ما آتاه الله من علم وحكمة وأدب وارتقاء في سلم الفضيلة وسبح طويل في سماء العشق الحسيني الخالد.
وانتقل حين انتقل إلى دار البقاء قرير العين مسرور الفؤاد ونفسه مرضية بما أنعم الله عليه من خدمة الحسين وشفاعته يوم الورود.
في هذه الرحلة الطويلة التي تبدأ من محلة الشيخ بشار ببغداد حيث ولد عام 1908م وتنتهي بوفاته في كربلاء المقدسة ليلة الأحد 4/1/1992م قدم الشيخ هادي بن الشيخ صالح بن مهدي بن درويش آل عجام الخفاجي الكربلائي كل ما استطاع إليه سبيلا وحالف به التوفيق الإلهي لخدمة مخدومه الإمام سيد الشهداء الحسين عليه السلام وبقي صدى كلماته العابقة بذكر النبي وأهل بيته الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين يتردد وظل صوته الهادر وسيظل إلى ما شاء الله يملأ الأرجاء شدياً عاطرا كأجمل ما يكون عليه الوفاء. فسلام على الكربلائي حيا عاشقا ومرتحلا خالدا في ذمة مولاه.



#حيدر_السلامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومضات قصصية2
- مجزوءات2
- مجزوءات
- ومضات قصصية
- انكار
- إشكالية الإحتراف والولاء
- الأديب علي حسين الخباز: النظر إلى المنجز يغني الإنسان عن الإ ...
- الشاعر والكاتب سليم رسول حلم -بعرقجين- الجواهري وأدهشته -نغم ...
- الشاعر والروائي علي لفتة سعيد: كتبت اجرأ رواية عن الديكتاتور ...
- الزهراء.. كيف نحيي مولدها؟
- الشاعر والقاص العراقي محمد الميالي: نحن في زمن التكثيف والمف ...
- عيناك يا أسماء
- ماذا جرى
- يحيا القلم
- فصام
- زيارة القاهرة لبغداد.. ما وراءها؟
- من رأى منكم علي هندي؟!
- تحفة النساء
- العيد
- ومضات


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر السلامي - طائر الحب الحسيني.. الشيخ هادي الكربلائي