أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - الجزء التاسع/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداثة و المعاصرة















المزيد.....

الجزء التاسع/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداثة و المعاصرة


فواد الكنجي

الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 10:19
المحور: الادب والفن
    


-128-

كنا نطالب بتحرير كامل تراب ارض الوطن
فصرنا نطالب بتحرير ضفة
كنا نتحدث عن وحدة من المحيط إلى الخليج
صارت العبارة نكتة دامعة
وصرنا نحلم بتوحيد الشرقية والغربية في بيروت قلبا لا مظهرا
وكنا نتحدث عن اقتحام العالم
وصرنا ننام ونصحو على هاجس اقتحام بيت الجيران
فيا حسرتا على ما سيكون وما كان !!

(الرقص مع البوم) نموذج للمعانات الإنسان في يومياته المؤلمة تسلط الضوء على الحلم الذي يتكسر كلما اقتربنا من الصحو، لنصحو ونحن نتقوقع في محيط اقصر من ظلال أجسادنا على الأرض فلا أفضل من واقع المر الذي نعيشه، فان كنا بالأمس نطلب ونحلم ونتمنى أشياء .. وأشياء .. وأشياء....! أصبحنا لحالة التي صحونا عليها ونحن فيها حيث الفواجع والمأساة ومن تحطيم وتمزيق نطالب فقط إن يتركوننا نتنفس دون تعذيب وتجريح وآلم، لتجيد (غادة السمان) تأدية المعنى من صور التي استدرجتها من ان (( نطالب بتحرير كامل تراب ارض الوطن)) إلى ((تحرير الضفة)) ومن ((وحدة من المحيط إلى الخليج)) إلى ((توحيد الشرقية والغربية في بيروت)) ومن التحدث عن ((اقتحام العالم)) فصرنا ((ننام ونصحو على هاجس اقتحام بيت الجيران .. فيا حسرتا على ما سيكون وما كان ))، فهذا الأداء الذي قدمته (غادة) ليس عنصر لتزين أو لزخرفة القصيدة بقدر ما هو صورة فنية عالية التعبير عن هموم الإنسان العربي، انسكب الألم والحزن انسكابا في أعماقه الحزينة، ولهذا فان الرقص مع البوم، نموذج للقصيدة المعاصرة ليست سهلة بقدر ما يتطلب منا البحث عن كل مقاطعها لاكتشاف ما يغور في أعماقها السحيقة من معاني ودلالات وإيحاءات، لان (غادة السمان) تطرح مواقف وأسئلة جوهرية تخص واقع عالمنا العربي وإنسان الشرق، ولعل ما يميز هذه القصيدة هو حالة الهذيان، والألم، والغربة، والاغتراف، والحزن، وكل ذلك ما هو إلا ظاهرة من ظواهر القصيدة المعاصرة الحديثة وقد أبدعت قريحة (غادة) كل الإبداع، لأنها تعاملت مع بناء القصيدة شكلا وموضوعا تعاملا فنيا رائعا إلى جانب تعاملها بالقيم الإنسانية انطلاقا من وعيها الفكري والثقافي والشعري ومن إحساسها المرهف والمتألم بأوجاع الإنسان العربي، فتغوص (غادة) مبحرة في عوالم القصيدة (الرقص مع البوم) بومضات شعرية بلغة معاصرة تتضمن نصوص اندهاشية مفتوحة مع الكثافة في العمق والرمز وفي المعنى والتعبير بغية لمنح مجالا أوسع للتعبير عن كل ما هو في الذات وما هو في الواقع المعاش لتفصح عن أفكارها الفلسفية على نحو فني يبعد عالم القصيدة عن المباشرة والسطحية ليتوغل إلى اللامباشر والى عمق الإيحاء والترميز والإشارة بعد تمكين ألأداء بربط بين الفكرة والبناء الفني للقصيدة وذاتها وبين واقع الإنسان العربي الممزق و المغيب، فهي تكشف على صعيد آخر عن حالة التصدع سواء على مستوى المحيط أو الذات، ليشكل في النهاية كل ما تكتبه وتؤرخه عبر القصيدة (الرقص مع البوم) ضوءا يسلط على المنطقة بتاريخها السياسي و الثقافي والاجتماعي، لتبقى القصيدة في جوهرها تقدم رسما للهوية الممزقة المتصدعة، فصارت (الوحدة ) التي ننشدها نحن العرب كيانا متفردا قائما على وحدة تؤلف بين عناصر النص وتقدم موضوعها بطريق إيحائي باستخدام التكنيكات وتقنيات اللغة الفنية المعاصرة عن طريق تكثيف في تقديم الأفكار عبر الصور المستلهمة في معاني و في اللغة الشاعرة .




-129-

في الربيع تخلع السلحفاة صدفتها
وتتحول إلى فراشة
نادرة هي اللحظات التي تداعبت فيها السماء أخمص قدم الأرض
وتحلق العصافير حتى مصابيح النجوم
ولكن ذلك ما يحدث حين تلثم قلبي هامسا:
كل ربيع وخريفك خير أيتها البومة



-130-
لا ترش مسوق الكوكايين فوق طعامي خلسة لاشتعل
يكفيني غرام من الملح الصخري
من شواطئ لبنان الربيعية لأطير واحلق

فالنص بصياغته للأشياء المحيطة تمازج بما يتم لها عن طريق الحدس والشعور تارة وتارة أخرى بالفكر والعقل وهي سمة تنفرد بها (غادة السمان)، وهذا الاندماج بين العقل والحدس وبين الفكر والشعور ينقل نصها الحداثي المعاصر من طور المجاز والتشبيه إلى طور يضاف إليهما صور الرمزية والأسطورة والصور الذهنية بطاقات اللغة والإيحاء ليكون غايتها من ذلك أداء دلالية لفهم النص عبر صورة ثلاثية الإبعاد لروح الكاتبة وفكرها وخلجاتها وكل ما يعكس لها ضمن مواقعها في ألازمنه والأمكنة المحيطة بها، وهي صور تصورها عن تطلعات وحالات انفعالها وكل ما افرز جراحاتها وهي في يقظة الضمير تتحدى جراحات الغربة والوطن والحب وتحمل بكل شفافية وصدق أحاسيسها عبر الرمز ولإيحاء ((لا ترش مسوق الكوكايين فوق طعامي خلسة لاشتعل
يكفيني غرام من الملح الصخري
من شواطئ لبنان الربيعية لأطير واحلق))، هكذا تصور وتنقل هذا الحب فتوظف الخيال والواقع ودلالة المفردة في صور النص ليعبر ما هو خلف مكنونات الذات وانفعالاتها ومواجعها بكل وضوح .


-131-
اينما حلقت أطير دوما صوبك
وقلبي بوصلة تشير إليك
لا أريد ان أذكرك ولا استطيع نسيانك
إن تحبني أو لا تحبني
تلك هي المسالة..

-132-
قال الخل للنبيذ : انا اصغر سنا منك
قال النبيذ: اجل لكنك في الربيع القادم
ستصير خلا عتيقا وسأصير أنا نبيذا معتقا
أننا مختلفان فالزمن ضدك لكنه حليفي
من يحالف الزمن هو الرابح
تلك حكمة البوم

التكثيف في المضمون النص وفي بنية الصورة الشعرية هو مفتاح البناء الفني العالي للقصيدة، وهذا التكثيف هو ما يمهد إلى تأويله، وهو الأمر يقودنا بتنوع وبتعدد القراءة النص لما يحمل من كم هائل مما هو مرادف له، فالنص المقدم بهذه الصورة يمارس فعل العطاء والتنوع كون محتواه يتجلى ما بين التركيز والتكثيف ليمنح لنا فرصة لتأمل اعمق لاستيعاب الصورة بما يحتويه النص من دلالات وعواطف تكون قابلة للعطاء وللاتساع عبر التأمل وإنشاء الترابط الموضوعي بين مكونات النص الشعري والتي جلها ترتبط وتنطلق بترابط بين تطلعات (غادة) وعالمها، ففي هذا المقطع:
(( قال الخل للنبيذ : انا اصغر سنا منك
قال النبيذ: اجل لكنك في الربيع القادم
ستصير خلا عتيقا وسأصير أنا نبيذا معتقا
أننا مختلفان فالزمن ضدك لكنه حليفي
من يحالف الزمن هو الرابح
تلك حكمة البوم ))، نجد بان الفكر المطروح يرتقى بإبعاد فلسفية ليشكل نموذجا راقي من عطاء الفكري عند (غدة السمان)، نستشف منها دلالات وعبر، فحرية الرؤية هي التي تنتقي المفردة عبر الفكر وفق تأثير الذات وما يرتبط بكنهها، ليتم تشكيلها تشكيلا فكريا موحيا في أعطاء الشكل وثراء الدلالة بكل مستوياتها.


-133-
ترتجف الشمس بردا حين نفترق
ينتحب البدر هلعا من كسوف ليلي
يدا بيد يمشي حزني مع فرحي
فالفرق موت لكن الفراق حرية والحرية حياة
الموت السعيد كما دائما ثمن الحرية!

-134-
الحب الجديد هو إن ينمو بستان من شقائق النعمان الأحمر الربيعي فوق حقول رماد السنة الماضية
الحب الجديد هو إن تنمو الحدائق فوق ارض حرائق ما كان
وان يبدو لي ما كان غابرا حتى النسيان

-135-
الذي يحبلون بالليل سنين طويلة
قد ينجبون شمسا إذا عشقوا الأمل
وضوء عينيك مشروع ربيع

البلاغة سمة الكاتبة والشاعرة (غادة السمان) في النص، فالبلاغة حاضرة مع زمن القصيدة، وتضرب في عمقها الدلالي واللغوي والجمالي والمعاصرة أسلوبها وهي تعني الحداثة والمعاصرة، فعوالم (غادة) وانصهارها في الحب والحرية مرورا بحالات الإحباط العاطفي في كتاباتها وإفراز مداخلاتها بالأسباب والعلل مرورا بتجاربها وفواجعها والغربة والاغتراف العاطفية ومحاولة التمرد انتهاءا بتوظيف فلسفتها وثقافتها في استخدام الرموز وتكثيف الصور تأتي موازية لما تملك (غادة) من طاقات إبداعية وما تنطوي عليها من فاعلية مؤثرة تكسب كتاباتها هذه القدرات الفنية والدلالية التي نراها في نصوصها ونلتمسها من خلال التراكيب اللغوية العميقة السعة والشمول والتي تعطي لبنية القصيدة (القص مع البوم) نسيجا فريدا من الدلالات والمعاني والرموز التي تتجه إلى العالم (التبويمي) الغامض الخفي الذي تناشده في هذه القصيدة لتجسيده على مستوى الفكري والنفسي والإنساني .

-136-
كنت تريد تسير حياتي بـ "الريموت كونترول"
كما تدير خاتمك في إصبعك
وكنت ابحث عن أفق شاسع يتسع لجموحي
فكيف تهديني جدارا وقيدا ذهبيا وكمامة
وأنا بومة الضوء والحرية والأفق ؟

-137-
في الحلم عدت إلى دمشق
سألني بيتي : من أنت أيتها البومة المشردة؟
لم يعرفني خشبة ولا "السقاطة" المعدنية التي علقها جد جدي على الباب المنقوش بالآيات القرآنية والحكم
قلت لبيتي:
فتك بي الحنين إلى حب الشام ودفء الشام
لحظتها فقط وعيت إنني النسخة النسائية العصرية من "عوليس"
ووعيت أيضا إنني رحلت طويلا طويلا
بأكثر مما يتسع له عمر واحد
حاولت إقناع الربيع بان يشهد لي
عند شرفة البت العتيق اللامنسي حيث كنت أقف طويلا
رفض الربيع
وحده شبح جاري المراهق العشق
الذي كان ينشد تحت شرفتي في الثلج منذ عقود وعقود عرفني
ولو لم يشهد شبحه إنني كنت هنا
لما تذكرني بيت أجدادي
ولما عرفني ربيع الشام
استجوبني الربيع : أيتها البومة لماذا تهيمين وتكتبين؟
اكتب يا سيدي الربيع لكي لا اقتل


الأفق.. والضوء.. والحرية مفردات ترمز إلى اللا حدود والى المد المفتوح، وهي صور تراد منها (غادة السمان) رفع مستوى التفكير لارتقائه إلى مستوى العبر والحكم من خلال البناء المتدرج والترميز لتبث روح الجمال في النص، فالمجاز اللغوي والإيحاء دائرتها لان (غادة) تمتلك رؤية سحرية في اللغة لحجم امتلاكها الإبداعي وقدرتها في إعادة صياغة الحكايات والحكم لتكون كمثل لمقياس الحق وفرز الباطل، ولهذا فإننا من خلال نص المقدم نراها تتجه إلى تراث وتختار حكايات و شخوص باعتبارها امتدادا إلى الحاضر وكرد إلى ذلك الماضي فتصوغ جمل نقرا من خلالها حكايات ونلتمس منها إحساساتنا لنعي كيف تحملنا مشاكلنا في متاهات الطريق فتقول : (( في الحلم عدت إلى دمشق
سألني بيتي : من أنت أيتها البومة المشردة؟
لم يعرفني خشبة ولا "السقاطة" المعدنية التي علقها جد جدي على الباب المنقوش بالآيات القرآنية والحكم
قلت لبيتي:
فتك بي الحنين إلى حب الشام ودفء الشام
لحظتها فقط وعيت إنني النسخة النسائية العصرية من "عوليس"
ووعيت أيضا إنني رحلت طويلا ..طويلا
بأكثر مما يتسع له عمر واحد ))، فالوعي هنا توظفه (غادة) توظيفا فنيا معاصرا، فالماضي ليس هدفها بقدر ما يراد منه تبيان جمالياته، وهذا التجميع هو بناء تكاملي بين الحداثة والأصالة والمعاصرة بتعبير درامي الذي تبدعه (غادة) بكونها لها قدرة على إمساك بخيوط الدراما والشعر لنسج معطيات الفكر نقف عندها .
فـ(غادة السمان) عبر هذه الفضاء تنقلنا إلى صور تنزف ما بين الألم والأمل وهي معذبة بنار الأرض و الغربة والحرية وفي تجليات رحلة لا يعرف لها نهاية وهي ما تقودها إلى الكوابيس، تخفق أنفاسها بمطبات الغربة لتشتعل دواخلها بنيران الحنين تتذكر الحارة والأزقة القديمة في دمشق موطنها، فتمر بأزمات لا تستطيع إيقاف استيقاظ الخيال على ماضيها فتنشطر روحها بين الأرض الوطن والغربة، فتتقد أعماقها وهو ما يستنفر لغتها في الكتابة بشدة الصدمة من سفر المنفى، فتدخل فضاء الحرية وهي إليه تختزل مشاعرها بما يمكنها التعبير عن الألم والعذاب وهي النافذة التي تطل من خلالها لتتنفس عميقا بين مفاصل الوطن والغربة والحب والشوق والحيرة والمنفى والغياب حيث كل ذلك يختزل معانيه وهي تقتنص لحظة التأمل في الليل فتاتي تأملاتها وأسئلتها وتطرح قضايا الوطن والإنسان والأرض والحرية في رؤية تواجه العالم بأسره عن كل الحقائق التي يراد إخفائها وتظليلها عن رأي العام من خلال (الرقص مع البوم)، حيث أصعب الاستفهام في عالمنا تطرح فيها بمقاصد بلاغية ليزيد من قناعتنا في أهميتها والمسؤولية الأخلاقية التي يترتب عنها تحملها في هذا الأفق الذي تعلنه (غادة السمان) بين الوطن وأهات والعشق والجسد والآم والغربة التي أجاد نص القصيدة التعبير عنها و تسليط الرؤية إلى صورها والتي يتكاثف فيها عناوين الوطن والوجع والأنين والحنين وبرد الغربة بما هو سبب في إفراز كل هذه المعطيات.


-138-
اتامل صديقي الشاعر الشاب
وهو ينتحب ليلا ويشحذ أسنانه على كريستال النجوم
واكتشف كيف تولد الثورات من إحزان التمرد والرفض والعصيان
ريثما يجيرها سماسرة الثورات لمصالحهم
ثم ماذا؟ ثم يلتهمون الشاعر على مائدة تكريمه
بعد إن يمتلئ فمه بالطعام كخروف معلوف وتشل حنجرته

-139-
المحاولة الطفولية المرتبكة للإحاطة بجماليات حبك
تشبه محاولة تنظيم المجرة في ابراج البخت
أنت المحيط والتنظير لك عنك ساقية؟

في داخل هذا النص تحاول (غادة السمان) عبر اللغة الشعري باختزال المعنى وتكثيفها ليتم تركيب البنية الجديدة وبثه في روح الشعر، فاللغة المجازية هنا تكمن في مجموعة من المجازات والاستعارات البلاغية والمقارنات بين طريق الثورة والتمرد وبين أفعال السماسرة وشراء الذمم، وباختصار هي لغة حادة سخرت الشعر في داخل هذه اللغة، ولا شك إن (غادة) تبدع في هذا المنحنى كل الإبداع وبلغة معاصره، وهذا الابتكار لا يعني في المطلق في الدلالات اللغوية الغير الوارد في معاجمها بل هو تجديد في صلب اللغة من حيث التشكيل والتركيب والدلالة بكون (غادة السمان) لا تجاري اللغة الدلالية بل تثور عليها لتخلق موضوعا مع بنيته التركيبية لتشكل بحثا بمعنى جديد عن الحقيقة مرتبط بين الذات والموضوع .

-140-
فتوحات النسائية كلها لا تخيفني ..
ها أنا أتمدد على قمة بركانك وأنام ملء جفوني!
معك شاهدت الكوب دائما ممتلئا حتى نصفه
حتى حين يكون فارغا..
صدقت حبك الوهمي حتى وأنت تخونني
الهاذا تعود دوما إلى وكري البومي؟
وهل يعشق الرجل أكثر النساء حماقة مثلي
واكثرهن عشقا - مثلي - لزين الشباب؟

-141-
في الليل كتبت على جدران قصر الحمراء في غرناطة:
جدي مر من هنا من زمان..
فكتبت لي الجدران
جدك ذهب يبكي من زمان ولم يعد!

من هذه العبارة ((معك شاهدت الكوب دائما ممتلئا حتى نصفه حتى حين يكون فارغا..)) يكون منطلق (غادة السمان) قد انطلق التعبير في قدرة الرمز على الانفتاح في النص الشعري، وهذه ذروة الفلسفة تتقنها (غادة) حين تنتفض ثورتها من صلب الحواس والتشبيه والمقارنة كونها تعاين وقائع التمستها، ولهذا جاء توظيفها على شكل رموزا تستند إليها في الإشارة وإيصال فكرتها والتلميح, (على ما كتب على الجدار وما نطق بها الجدار) لتوظيفها كوسيلة فنية متطورة لخلق صورة ذهنية للمتلقي بين الثنائيات الضدية، فالنص يرتقي بالمعنى - وهو في غاية الأهمية - من خلال ما يحمله من تناقضات، فهذا النص لـ(غادة) لهو قادر على الأداء الرمزي لبلوغ مرحلة في إيضاح الفكرة عبر التأمل الفلسفي لهذه الجملة الشعرية، وهنا في تصوري تأتي أهمية النص في مقاربة المتضاد من كونه يشكل عنصر المفاجئة، وهذه المفاجئة تغدو فاعلة لفعلها الفلسفي تطرحها (غادة) بقدرة تحليله عالية في صناعة المفردة الشعرية الحديثة والمعاصرة كنوع متطور من الدراما في النص الشعري.
يتبع في الجزء العاشر .........



#فواد_الكنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثامن/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء السابع/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء السادس/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء الخامس/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء الرابع/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء الثالث/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء الثاني، غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداث ...
- الجزء الأول، غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداثة ...
- عام يمضي.. وآخر يأتي.. وفي خلدنا أمنيات و أسئلة......!
- حرقة الأحزان .. أنستني متى ضحكتُ في هذا العمر....!
- كلما أتي إلى هنا .. كلما أمر من هنا .......!
- سأمضي .. لأنني أريد أن أمضي ......!
- جلال الطالباني كان محور اللقاء بين العراقيين
- هل سيكون مطلب الكرد في الاستقلال كمصير مطلب الأشوريين في الا ...
- لا أطيق ......!
- الإبداع الأدبي والفني والتحليل النفسي
- جماليات الشعر المعاصر وحداثته
- اللغة الأشورية .. الهوية .. والانتماء .. ودورها في نهضة الأم ...
- يوم الشهيد الأشوري، استذكار .. وتذكير
- انا .. موج البحر، فلا تقتربي شواطئي ....!


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواد الكنجي - الجزء التاسع/ غادة السمان والرقص مع البوم، نص شعري في الحداثة و المعاصرة