أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلامه ابو زعيتر - التطرف الديني من منظور اجتماعي















المزيد.....

التطرف الديني من منظور اجتماعي


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 18:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بسم الله الرحمن الرحيم
23/1/2018
إعداد: د. سلامه ابو زعيتر
ورقة عمل حول " التطرف الديني من منظور اجتماعي"
يشكل التطرف الديني أكبر الازمات والاشكاليات التي تواجه المجتمع العربي بصورة عامة والمجتمع الفلسطيني بصورة خاصة، وقد أصبحت ظاهرة اجتماعية ولا يمكن حصرها بفئة معينة، أو جماعة دينية بعينها، فمازالت تتمدد داخل المجتمع ارتباطا بالعديد من الاسباب والمؤثرات، حيث أن الكشف عن التطرف الديني وجذوره الذي يتجلى بالتعصب والعنف، يحتاج الي البحث العلمي والتقصي لمعرفة أسبابه، باعتباره من أهم مواضيع العصر، وهو من أشدها خطورة على الانسان والمجتمع، حيث ان ما أصاب المجتمعات من تصاعد العنف والتطرف والعصبوية، جسد لخلافات وتنازع وتناحر بهدف ارغام الخصوم على اعتناق ما اتت به الجماعات المتطرفة من مذاهب فاسدة ومدمرة بأي وسيلة كانت حتى وان كانت القتل والتدمير والتكفير والتهجير.
إن العنف والصراعات ارتبطت بالوجود الانساني، وهو أمر متوقع حدوثه في المجتمعات وليس أمراً نادر الحدوث، ولكن الصراعات التي تقترن وترتبط بأهل التطرف تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، حيث يجمعهم قاسم مشترك وبينهم خصائص ومواصفات تدل عليهم من خلال اجماعهم على ارتكاب الجرائم البشعة باسم الدين، فالتطرف وتبعاته من التعصب والعنف لم يأت اعتباطاً ولم ينشأ جزافاً بل له اسبابه وتداعياته في أي مجتمع ومعرفتها غاية في الاهمية والضرورة للتدخل، ومواجهة هذه الظاهرة بالعلاج المناسب والفعال، وهذا يحتاج الى الدراسة والمعلومات والتشخيص بهدف معرفة دقيقة للأسباب والدوافع التي أدت الى هذا الفكر الضال والخارج عن القيم والثقافة الاسلامية والفلسطينية السمحة التي تجمعها القضية الوطنية ومكافحة ومناهضة الاحتلال الصهيوني.
خلال هذه الورقة المختصرة سوف أتناول التالي:
اولاً: مفهوم التطرف، والدين، والتطرف الديني، كونها المفتاح الاساسي لورقة العمل
ثانياً: مظاهر التطرف الديني في المجتمع.
ثالثا: الاثار الاجتماعية للتطرف الديني وانعكاساته.
ورابعاً: قراء تحليلية لموضوع التطرف الديني بالمجتمع.
خامسا: تقديم التوصيات والمقترحات لوضع رؤية للتدخل والعلاج لهذه الظاهرة.
اولا المفاهيم (التطرف- الدين- التطرف الديني) :
مفهوم التطرف:
يعني أن يتخذ الشخص موقفاً متشدداً يتسم بالقطيعة في استجابته للمواقف الاجتماعية التي تهمه والموجودة في بيئته التي يعيش فيها، وقد يكون التطرف ايجابياً في القبول التام، أو سلبياً في اتجاه الرفض التام، ويرتبط التطرف بالعديد من المصطلحات، منها الجمود العقائدي والانغلاق العقلي.
والتطرف بهذا المعنى هو اسلوب مغلق للتفكير، يتسم بعدم القدرة على تقبل اي معتقدات أو أفكار تختلف عن معتقدات الشخص او الجماعة والتسامح معها واستيعابها.
مفهوم الدين:
هو نسق من الافكار والمعتقدات الغيبية التي تنظم علاقات وتفاعلات البشر ببعضهم البعض وعلاقاتهم مع ما وراء الطبيعة.
كما ويعرف بأنه نسق منطقي من القيم الاجتماعية ينظم الحياة الاجتماعية، وفق الاسس والضوابط التي أرادها الخالق لتنظيم العلاقات والعبادات لأفراد المجتمع المؤمن به.
مفهوم التطرف الديني:
يعرف التطرف الديني بأنه الظلام الأسود الذي يسود المجتمعات، والتطرف الديني موجود في كل الديانات، وانتشر بالذات في الديانات السماوية، وبالخصوص في المسيحية والإسلام، وفق الدراسات سابقة، حيث يعني التطرف الديني أو التعصب، هو تعصب شخص أو جماعة لدين معين أو لمذهب في دين معين، ورفض التعاطي باي شكل مع الذي يختلف أو يتعارض معه.
ويتبنى التطرف الديني عدة اتجاهات ومن أكثرها تأثيراً هو التعصب للجماعة التي ينتمي اليها وهذه أهم ميزة للمتطرفين، حيث ان التعصب يعني حالة من الكراهية تتسم بالجمود وعدم المرونة ورفض التفاهم والحوار.
والمتطرفون هم الاكثر ميولاً الى تبني النظرة التعصبية، وهي أهم سمات المتطرفين والذي يعني الانحراف عن معيار العقلانية والحوار التفاكري بكل ما تعنيه، والتصرف ضمن إطار القوالب النمطية التقليدية في فرض الرأي والمواقف على الاخرين.
ثانيا: مظاهر التطرف الديني في المجتمع.
للتطرف الديني العديد من المظاهر التي يتجلى بها ومنها على سبيل المثال لا الحصر التالي:
- سوء الفهم والتفسير للأمور الدينية والتعصب للرأي وعدم تقبل الرأي الاخر والاعتراف به، وخاصة في الامور الاجتهادية والتي يعتبرها المتطرف لسوء فهمه مسلمات ليس فيها الا رأي واحد، وهو قوله ورأيه ويرى نفسه هو وحده على حق وما عداه على الضلال.
- التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه للأخرين بحقهم في الاختلاف وبداء الرأي، حيث انه يجيز لنفسه أن يجتهد في أعقد المسائل وأعمق القضايا ويفتي فيها وفق ما يتوصل من رأي، سواء وافق أو خالف الاخرين، والمنطق.
- الفكر التكفيري هو الاكثر انتشاراً في المجتمعات المسلمة وهو من أخطر مظاهر التطرف حيث أن أصحاب هذا الفكر يضللون الناس باسم الدين، ويكفرونهم ويستبيحون دمائهم وأموالهم.
- رفض الحوار وعدم تقبل رأي الاخر، والتعامل بالأسلوب الحاد والخشن والعنيف مع الاخرين في المواقف الحوارية والنقاشية.
ويتضح مما سبق بأن للتطرف الديني عدة مظاهر يتسم بها المتطرف منها:
- سوء الظن بالأخرين والنظرة التشاؤمية التي يتبناها المتطرفين، وهي من أهم سماتهم، فهم لا يروا الاعمال الحسنة لغيرهم، ويقومون بتضخم سيئات وأخطاء الاخرين بهدف توجيه الاتهام والإدانة، وقد يكون مصدر ذلك كله شعورهم بالثقة الزائدة بالنفس والتي تؤدي الى الاستهانة بالغير، وأحيانا يصل لحد تبرير السلب والنهب لأموال المختلفين معهم ويستبيحوا دماؤهم ويبرروا ذلك بأنهم خارجين عن الدين.
- وما نلاحظه في مجتمعاتنا العربية ومجتمعنا الفلسطيني أن ظاهرة التطرف الديني ليست وليدة اللحظة والساعة بل هي متجددة ومتكررة على مختلف العصور والديانات السماوية.
- من مظاهر التطرف الواضحة في الآونة الاخيرة هي توجهات المتطرفين نحو العزلة عن المجتمع أي تكوين مجتمع خاص منفصل عن المجتمع الام بهدف تطبق أفكارهم السوداء ومعتقداهم الخاصة، وهذه المعتقدات والقيم مزجت بين الدين والسياسة، وأصبحت تتسع دائرة هذا المجتمع الخاص بهم لفرض السيطرة على المجتمع الام.
- أغلب مظاهر التطرف لدى الجماعات المتطرفة أنها تحاول فرض معتقداتها على أفراد المجتمع مدعية أنها وصيه على الدين وحريصة على تطبق شرائعه وهي الاداة الربانية على الارض، وتعد هذه الحالة من أسواء أنواع التطرف التي سيطرت على المجتمعات في الآونة الاخيرة ومارست القتل والتخريب باسم حماية الدين من خلال تكفير وإطلاق فتاوي التكفير واهدار الدماء والقتل، وانتشرت هذه الجماعات بكثرة على مستوى العالم وتمركزت في دول عربية ......
ثالثا: أثار التطرف الديني على المجتمع.
يعتبر التطرف الديني حالة من العزلة والانغلاق العقلي والجمود الفكري وتعطيل للقدرات الذهنية عن الابتكار وايجاد الحلول للمشكلات والتحديات والصعوبات في ظل المتغيرات السريعة والاحداث المتلاحقة التي تواجه المجتمعات، حيث أن انتشار هذه الظاهرة يشكل تهديدا صريحا لتطور المجتمع وتنميته ديمومته واستمراريته بقواعد سليمة ونقية.
ومن خلال كل ما لاحظناه لا بد ان ندرك ان التطرف الديني هو سبب ونتيجة في نفس الوقت للتخلف والركود لأي مجتمع وتتلخص الاثار الاجتماعية في التالي:
- ان التطرف دائماً يرتبط بالتعصب الاعمى والعنف، الذي يؤدي لمزيد من الصراعات المدمرة التي تفكك بناء المجتمع، وتساهم في مزيد من التدهور الثقافي والفكري والعلمي، لأنه قتل لقدرات الإنسان باعتباره كائناً مبدعاً.
- يمثل التطرف دائماً حنيناً إلى الماضي والعودة إلى الوراء، أي أنه يكون دائماً ذا منحى رجعي أو محافظ على أحسن الأحوال، وبالتالي فإنه يجر العلاقات الاجتماعية والتفاعلات الإنسانية إلى أوضاع بالية وقديمة لا تلائم تقدم العصر ويعزز التخلف.
- يساهم التطرف الديني بتدهور وتراجع أي عملية تنموية، حيث أن أهم عناصر التنمية هو الانسان ( واغلى ما نملك الانسان ) وهو العامل الاساسي في احداث التنمية البشرية والتي تعتمد على ضرورة تتطور قدراته العقلية بحيث يكون قادراً على الابداع والابتكار والتجديد، فإذا ما كان هذا الانسان اسيرا لأفكار جامدة متخلفة يصبح عاجزا عن التفكير وتوظيف العقل والمنهج العلمي ويصبح عبء وغير منتج، وهذا يزيد من مشاكله النفسية والاجتماعية وتفاعلاته وعلاقاته بالمجتمع ومكوناته ويحوله لعاجز عن الفعل، وبالتالي نفقد عنصر أساسي في التنمية.
- التدخل السافر من قوى خارجية مؤثرة بشكل مباشر وغير مباشر في حركة المجتمع الفلسطيني بما تسعى من اهداف لخلق حاله من التوتير من خلال دعم جماعات التطرف الديني وتمويها وعقد تحالفت معها بشكل ظاهر أو مبطن وعبر وسطاء.
- وجود أهداف سياسية وراء الاهداف الدينية من قبل الجماعات المتطرفة ولجوؤها إلى العنف لتحقيقها، واستغلال تردي الاحوال الاقتصادية والثقافية ومعاناة الشعب وظروفه، ببث الاشاعة والتظليل الديني لتعزيز قيم متخلفة وفاسدة في المجتمع بهدف الاستقطاب وتغليب مصالح فئوية عصبوية ضيقة على حساب المشروع الوطني المتمثل بالاستقلال والحرية وتحقيق مستقبل أفضل للناس.
ان أثار التطرف الديني وانعكاساته الاجتماعية كثيرة ولا يمكن حصرها، فهي تؤدي الى دمار المجتمع بأكمله وتفكيكه وخلخله نسيجه لاجتماعي وتماسكه وضعف علاقاته وتفاعلاته الاجتماعية، والتي تتمثل بانتشار الافكار الرجعية والمتخلفة وعدم تقبل بعض، وظهور التناقض في حياة الناس، وما يجدونه من مفارقات بين ما يسمعون وما يشاهدون، وظهور التناقضات الكبيرة فيما يقرأه الفرد وما يراه وما يتعلمه وما يعيشه وما يقال وما يعمل وما يدرس، مما يساهم في احداث اختلالاً كبيراً في التصورات وارتباكاً في الأفكار، والتي تؤدي الى تفكك المجتمع وعدم ترابطه، وعجزه عن التفكير في حلول مشكلاته، وعن تطوير ذاته ويصبح مجتمعاً تابعاً ويفقد استقلاليته ومقدرته على تحديد مصيره ومستقبله، وهذه كله من خلال استنزاف الطاقات البشرية بمزيد من الصراعات والعنف الذي يؤدي لعدم تكامل المجتمع.
لقد اختلفت المنظورات الفكرية والتفسيرات الاجتماعية في تحديد العوامل المؤدية الى التطرف الديني في المجتمع وتعتبر أسباب التطرف كثيرة ومتعددة حيث تظهر كالبركان لا يمكن السيطرة عليها أحيانا، فهي تبدأ بتدمير كل شيء يظهر أمامها ويصبح التخلص منها امر صعبا ومرير جداً.
لان التطرف الديني ظاهرة مركبة ومعقدة واسبابها كثيرة ومتداخلة مع بعضها البعض فمنها ما هو اقتصادي ومنها السياسي ومنها الاجتماعي والنفسي والتربوي، والثقافي....الخ.
رابعا: قراءة في التطرف الديني في المجتمع:
التطرف ظاهرة عامة تصيب المجتمعات والاديان بأكملها، والتطرف الديني ليس وليد اليوم وانما له جذوره التاريخية، ولا يمكن فهم التطرف إلا بفهم طبيعة الجماعات الدينية التي تشكل مخاض هذا الفكر، والتي اعتمدت أسلوب وطريقة معينة لتنظيم حياة أعضائها تهدف الى تعزيز الروحانيات والنقاء، وتنمية الشعور والاحساس بالهوية والذاتية والتمايز عن الغير، وتقبل افرادها لمبدأ الولاء والبراء في تنفيذ الأوامر بدون جدال أو نقاش.
وهنا التطرف كظاهرة اجتماعية، هو نوع من الشعور بالقلق الذي يعاني منه المتطرف إما لمشاكل نفسية أو لفراغ فكري او لنظرة تشاؤمية او طاعة عمياء للشيح أو الامام، في محاولة منهم وحسب تفكيرهم وضع حل لإعادة الإسلام الى مكانه السابق في المجتمع الإسلامي، وذلك من خلال العنف الذي يعتبر أحد وسائل التطرف على مدار التاريخ والذي يأتي بالأفكار نفسها والوسائل والأهداف نفسها، لتدمير المجتمعات وتماسكها ويحدث خلل في النسيج الاجتماعي، ويهدد استقرار الامة الاسلامية ويساهم في تحطيمها ويفقدها هويتها وتاريخها وكرامتها، فالتطرف يرتبط بالتعصب الاعمى والانغلاق الفكري وعدم قبول الرأي الآخر ويدخله في حلقة غير منتهية من العنف الذي يؤدي الى تنامي الصراعات داخل المجتمع وتفككه.
يؤدي التطرف الديني الي تقييد المجتمع عن التفكير في فهم مشاكله وحلها، وعجزه على تطوير ذاته ويصبح مجتمعاً مضطرباً وغير مستقل، لذا يتطلب منا تطوير الثقافة الوطنية وتعزيز الوعي الاجتماعي من خلال التطوير الحقيقي للتعليم وتشجيع النقاش والحوار والبعد عن المبالغة في فهم النصوص الدينية والربط بين العطاء للمجتمع والعطاء للفرد وتعزيز الاخلاق الحميدة والانسانية.
فعند الحديث عن الاسلام جميعنا مطالبون بالرحمة واللين وحسن المعاملة، وتعزيز الاخلاق لقوله تعالى: ((وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين))، وقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
حيث ان الاسباب التي تؤدي الى التعصب الديني متعددة ومنها الانحراف عن المسار الصحيح للدين والتنكر لمعايير المساواة والعدالة والانصاف والعقلانية.
المتطرفون يؤمنون بالدين، لكن بعيد عن تحكم لغة العقل والمنطق والفهم الصحيح، يصرون على رأيهم ولا يراعون مقاييس العدالة والعقلانية، ويصرون على عدم تقبل الآخر ورأيه، مما يجعلهم يرون الآخر بأنه عدو وخصم ومخالف لمعتقداتهم، ويصرون على أن جماعتهم الفئة المختارة والناجية من النار دون البشر، وهذا ما يساهم في مزيد من الانغلاق وسد الطريق امام أي اسلوب يؤدي الى الحوار وتغليب العلم ولغة العقل.

ونستنتج هنا ان الفكر المتطرف شأنه شأن اي نسق معرفي، فهو بمثابة ظاهرة اجتماعية تتأثر وتؤثر في غيرها من الظواهر، مرتبطة الى حد كبير بالظروف التاريخية والسياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الظروف التي يتعرض لها المجتمع بأكمله.
كما ساهم سوء التصرف عندما كان هناك محاولات للتدخل لمعالجة ظاهرة التطرف والحد منها من قبل المجتمعات باستمرار تهميش وملاحقة لجماعات الاسلامية، وعدم الاهتمام لإيجاد السبل والاساليب المناسبة لاستقطابها، بل عملت على الوقوف ضدها، وعملت على حصر نشاطاتها وجمدت عطائها حتى وان كانت الجماعة معتدلة ومتسامحة ومتنورة، وهذا ساهم في زيادة ظاهرة التطرف وتناميها بشكل أكبر، وعزل أفرادها عن الاندماج بالمجتمع، مما زاد من عدائيته نحو الاخرين.
وأخيرا لابد من الاشارة أيضا لأسباب تتعلق بانتشار الفقر وارتفاع نسب البطالة والشعور بالظلم الاجتماعي والتهميش والاهمال والتي شكلت أرضية خصبة الى الردة في السلوك الاجتماعي والهروب من متطلبات الحياة وظلم الواقع إما باتجاه الجماعات الدينية أو بالانحراف والخروج عن المألوف ورفض الاستمرار بما هو قائم، وكلاهما يهدد امن واستقرار وسلامه المجتمع.
خامسا: التوصيات والمقترحات لتقديم رؤية علاجية
هذه الظاهرة تهدد المجتمع بكل مكوناته وتحتاج لتظافر الجهود من الجميع لحماية ابنائنا وشبابنا من التعصب والفكر الظلامي الذي يهدد مستقبلهم وحياتهم وعلينا ان نعمل بخطوات مدروسة وبناءة لحماية المجتمع وفق التالي:
- ضرورة تعزيز قيم التسامح ونشرها فهي أساس للاستقرار والسلم الأهلي، والعمل على تحقيق مصالحة وطنية ومجتمعية تحفظ حقوق الجميع وتحمي مصالحهم.
- تطوير سياسات التعليم والمناهج التربوية للعب دور في تعزيز القيم الايجابية وثقافة التسامح والتراحم ونبذ التطرف والعنف والعصبوية.
- العمل على ضبط الخطاب الديني والتوفيق فيما بين المؤسسات الدينية وتوجيهها نحو خطاب ديني معتدل وواضح ينبذ العنف والتطرف وينمي قيم الاخاء والاخلاق الحميدة، واعادة تفعيل الخطاب الديني التنوير والتحضري ومن نماذجه الشيخ محمد عبدو وطه حسين ...الخ.
- تعزيز العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية لدي الشباب ودمجهم في البرامج المجتمعية، ووضع خطط لدمجهم في المجتمع المدني عبر تفعيل الحملات التطوعية والتي يعمل بها المجتمع المدني لفتح آفاق جديدة أمامهم وتدريبهم على المشاركة والتعاون.
- التأكيد على الشراكات بين منظمات المجتمع المدني والاعلام وتطوير الأعلام الخلاق والمبتكر وذو المحتوى المدروس، الذي يساهم في تعزيز القيم الاجتماعية البناءة كالتعاون والشراكة والاحترام والحوار وتقبل الاخر... الخ
- العمل على تجنيد الاعلاميين والمثقفين والجامعات لتبني خطاب تنويري تثقيفي يساهم في تنمية افكار المجتمع ووعيه، وخاصة المؤمنين منهم بالقضية على ان تكون عملية التكاتف مع المواطنين الذين يحملون روح التطوع ولديهم الاستعداد.
- اعادة صياغة البرامج التعليمية والثقافية الشبابية بحيث يكون الهدف منها التركيز على ثقافة التعددية والديمقراطية، والتنوع والتعايش السلمي بين كل افراد المجتمع بكل اطيافه.
- العمل على تنمية روح القيادة والثقة من خلال تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة والعمل في خدمة المصلحة العامة والتركيز على فئة الشباب في هذه الامور كون الشباب هم الاكثر تأثراً وتأثيرا بعمليات التطرف الديني والعنف والتعصب، وكونهم هم الفئة المستهدفة دائماً من قبل المتطرفين والعمل على توعيتهم وتحصينهم ضد عمليات التطرف هذه.
- الاهتمام بالنساء وتوعيتهن حول التطرف الديني واثاره، فالمرأة هي الام وهي الاقرب للأبناء من خلال مساهماتها في التربية ودورها في التنشئة الاجتماعية ودورها الرقابي والتوجيهي لأبنائها في المراحل الاولي من اعمارهم وبناء وسقل شخصيتهم.



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفاهيم المغلوطة للعمل النقابي تقيد حريته
- مبادرة ومقترح عملي لتشغيل الشباب
- التطوع من قيمة اجتماعية لاستغلال وظيفي
- حرية التنظيم النقابي حق إنساني واستحقاق الدولة
- الحقوق العمالية جوهر تحسين الخدمات الصحية
- العودة عنوان التحدي والوحدة استحقاق المرحلة
- الاول من آيار لاستنهاض الهمم وحماية العمال
- النقابات العمالية العربية ودورها في التنمية البشرية
- النقابات العمالية العربية ودورها في زيادة الانتاج
- النقابات العمالية ودورها في تمكين العمال
- النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية تختتم دورة في العم ...
- ورقة عمل بعنوان : تشغيل المراة من منظور النوع الاجتماعي -جند ...
- ورقة عمل - تشغيل النساء من منظور جندري-
- تطبيق الحد أدنى للأجور وأثاره الاجتماعية والاقتصادية
- رسالة لقيادات العمل النقابي العمالي
- الحوكمة الرشيدة في المؤسسة سبيل للتنمية وتطوير الاداء
- أجور عمال تزيدهم فقراً
- فلسفة النقابات العمالية بالتنمية البشرية
- رؤية حول مشروع قانون التنظيم النقابي للنقابات العمالية
- الانتفاضة الشعبية 1987 ثورة شعب وإرادة طفل


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلامه ابو زعيتر - التطرف الديني من منظور اجتماعي