أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أنا سوري آه يا شحاري 2














المزيد.....

أنا سوري آه يا شحاري 2


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5762 - 2018 / 1 / 19 - 22:05
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا سوري آه يا شحاري 2

كأن هذه الهوية السورية قد صارت بمثابة لعنة وتهمة وعلامة فارقة ووثيقة حكم عليه وإدانة مسبقة وذلك لجملة من "المزايا" التي بات يتمتع بها السوري وليس أولها الفقر والجوع والقلة والقهر والحرمان من أبسط الحقوق والمزايا الفعلية التي يتمتع بها حتى سكان الغابات والأدغال، فالسوري العادي ممنوع من، وغير قادر على الخروج من سوريا، ليس بسبب وجود منع سفر عليه من الأفرع الأمنية المختلفة التي تتسلى به وتتفنن باللعب بمستقبله وحياته وأعصابه بشكل مزاجي وكيدي، بل لأنه لم يعد قادراً على السفر من ضيعة لضيعة بسبب القلة والفقر، وربما يفضل أن يقطع كل مشاويره سيراً على الأقدام، هذا إذا وجد أصلاً أي بلد في العالم تستقبله وتمنحه فيزا وسمة دخول كسائر خلق الله...بمعنى أنه ممنوع من الخروج من سوريا وممنوع بنفس الوقت من دخول أي بلد آخر.....من سمع منكم عن مستحيل اسمه "السائح السوري"...هذا فضلنا على البشرية اخترعنا وقدمنا للبشرية مستحيلاً جديداً....
ولا يجد السوري في طول العالم وعرضه من يهتم به، فالكل ضده من أنطونيو غوتيريس حتى بواب أي مصلحة ودائة حكومية...وبأوضاعه ويرحب به أو يتمنى وجوده، والكل يتذمر منه، ويأنف منه، ولا يطيقه، ولا يتصور وجوده، وترى كل الجنسيات مطلوبة ومرحب بها باستثناء الجنسية السورية التي تثير الارتياب والهلع، وكم تعرضت في مطارات العالم لحالات محرجة فقط لأن جوازي هو "سوري" ولرفضي الدائم حتى اليوم حمل أية جنسية غير الجنسية السورية وكان ذلك متاحاً لي بسهولة بزمن ما....حتى المسؤول السوري والرفيق البعثي يمننه بسحارة ليمون ويأنف من ذكر المواطن السوري، ولا يتحدث عنه، ولا يطيق رؤيته ولا ذكر اسمه، ويتحدث عن العرب والعروبة وكل الكائنات البشرية الأخرى لكنه لا يأتي على ذكر كلمة مواطن سوري، تابعوا الإعلام السوري وتصريحات رموزه حيث الكل يتهرب من مجرد ذكره...تابعوا كيف يستقبلون الضيوف الأجانب والعرب والمحللين الاستراتيجيين وخاصة اللبنانيين بالإعلام السوري بارقص والأهازيج والتودد واسترضائهم وطلب رضاهم....
ولكي تتعرفوا حجم الكارثة والمأساة بسوريا، فقط قارنوا أوضاعكم مع زملائكم وأقرانكم خارج سوريا حتى بماينمار وبنغلادش وإفريقيا الوسطى من نواحي العمل والدخل ونوعية الحياة والمستقبل والتقاعد والرفاهية والاحترام ووو لتدرك الهوة التي تفصلك عنهم وبأي جحيم ودرك تعيش وهاوية وصلت.....ولقد خبرت أنا مثلاً وعشت ردحا من هذا العمر الجربان وخبرت نمطا متميزا من الحياة خارج سوريا لا أحلم به ها هنا مجرد حلم وخيال بألف عام وعام بعد أن تحولت ها هنا إلى عالة على نفسي ومجتمعي وتحولت من مجرد منتج رافد للحياة وداعم للآخرين وسنداً وعوناً لهم إلى مجرد عاطل عن العمل ومتسكع استراتيجي تنتظر الأقدار في ظل وجود ألف جهة وجهة تطاردك وتشتبه بك وتستهدفك وتريد تحطيمك والنيل منك ومنعك من تحقيق أهدافك وتمرير مؤامرتك وتكتشف مخططاتك الشريرة وتحبطك وتضعفك وتعمل على إذلالك وإفقارك والتشفي منك والشماتة فيك والثأر والانتقام منك وحرمانك من أية فرصة ومن أي شيء ووضع العصي في دواليب حياتك وقهرك وسد الأبواب في وجهك ومنعك من الشعور بأي عامل راحة وأمان وإضحاك الذي يسوى والذي ما يسوى عليك...إذ يستطيع أي مخبر رخيص أو موظف تافه أو نمام وعريف شبه أمي وجاهل من اللي بالكم منهم أن يتصرف خارج دائرة القانون ودون وجود أي دليل وبرهان وعلى مجرد الظن والشبهة وربما الشك أن يرقعك ويفبرك بك تقريراً يجد فوراً صداه في غير مكان ليدمـّر حياتك وبقضي على مستقبلك ويحيله إلى كابوس وجحيم مع عدم وجود أية مرجعية تنصفك أو تحميك أو تعيد لك حقك المهدور وتعوضك عما أصابك من ضرر جراء الاستهداف والعبث بمصيرك وحياتك من قبل "شوية" جهلة وأميين وزعران مستهترين عابثين بطرانين لا يقيمون وزنا ولا اعتبارا للبشر مع انتفاء العدالة وضعف وغياب كامل للقضاء وغياب أنظمة الضمان والحماية الاجتماعية وووو....
فقط أريد أن أعرف من هو الفهلوي والعبقري صاحب أغنية أنا سوري آه يا نيالي؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إله إلا براهما...رب العرض العظيم
- لإيلاف قريش: الغزو وعولمة البداوة
- إعلام البعث العروبي الظلامي البغيض وممارسة الفاشية والعنصرية ...
- لماذا بيت هامقداش ليست عربية ولا إسلامية؟
- احذر أن تكون بعثياً أو قومياً عربياً
- إيران: الدور الوظيفي المشبوه في المنطقة
- لماذا هامقداش* في خطر؟
- جعجعة القرن مقابل صفقة القرن
- العلمانية والإسلام: لماذا يرفض المسلم العلمانية؟
- مزاد القدس: احذروا عودة المدينة للعرب والمسلمين
- بلاغ إلى سيادة النائب العام المحترم/ سوريا عن عملية سطو وعدو ...
- السيد رئيس مجلس الوزراء: هل سمعت بهذه السرقة الموصوفة؟ هل سو ...
- قفشات سورية خالدة
- أوثانستان: عاصفة المناهج التربوية
- ثقافة الخوف: الرعب من المخابرات
- لسادة جنرالات الأمن المحترمين
- طارق بن زياد كأجحش وأغبى قائد عسكري في التاريخ:
- التغريبة السورية: ابتسم أنت في فرع الأمن السياسي باللاذقية
- مال السعودي الخسيس يروح -فطيس-
- بيان هام للرأي العام العالمي:


المزيد.....




- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...
- -زرقاء اليمامة-... تحفة أوبرالية سعودية تنير سماء الفن العرب ...
- اصدار جديد لجميل السلحوت
- من الكوميديا إلى كوكب تحكمه القردة، قائمة بأفضل الأفلام التي ...
- انهيار فنانة مصرية على الهواء بسبب عالم أزهري


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أنا سوري آه يا شحاري 2