انا موجود .. اذن انا محظوظ .. ح6

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5760 - 2018 / 1 / 17 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الثقوب السوداء
قوة الجاذبية عندما تتعاظم بسبب من الاسباب .. مثلا انفجار نجم عملاق .. سوف تتناثر قشرتها الى الخارج .. لكن نواتها تنضغط الى الداخل مكونة ثقبا اسودا .. لا يسمح حتى للضوء من الهروب من جاذبيتها الفظيعة
و يبدا بالتهام كل ما يكون قربها او يقترب منها و يبدأ حجمه يكبر و يكبر
لاحظ عزيزي القاريء .. ان قيمة الجاذبية عندما تغلبت على القوى الاخرى .. تحولت النجمة الى ثقب اسود .. و لكن بعد فترة طويلة عندما يكبر الثقب هذا اكثر من اللازم .. سوف تتغلب القوة الكهرمغناطيسية او القوة الضعيفة شيئا فشيئا على قوة الجاذبية .. مكونة كونا جديدا من بقايا الثقب الاسود العظيم هذا
و بالتالي .. بداية حياة جديدة على كوكب ما بعد ان فنيت بسبب ابتلاع الكون من قبل الثقب الاسود العظيم
سيقول البعض .. و كيف ستتغلب القوة الكهرمغناطيسية على الجاذبية الفظيعة .. فاجيب .. كما تغلبت قوة الجاذبية الضعيفة على الكهرمغناطيسية بسبب بعض الظروف .. فستتغلب الكهرمغناطيسية ايضا على الجاذبية عندما تحين بعض الظروف الاخرى
الثقب الاسود الصغير .. فيه الجاذبية اعظم من القوة الكهرمغناطيسية .. لكن في الثقب الاسود الكبير .. ستكون الكهرمغناطيسية اكبر من الجاذبية
لماذا اقول كل هذا .. اقول هذا .. لان التذبذب بين الحياة و الموت هو حتمي حسب اعتقادي انا
جئنا مرة الى الوجود .. ليس صدفة .. بل .. لان هذا هو حتمي تماما .. و مجيئنا مرة بل مرات و مرات هو حتمي ايضا
الكون هو مثل البندول يتأرجح بين الانضغاط و التمدد .. ثقب اسود عظيم ثم كون ثم ثقب اسود ثم كون و الخ
هل سينتهي امكانيات الكون عند صنع الوعي فقط .. ام ان هناك امور اخرى جديدة في الطريق .. لا ادري
و لكن اعتمادا على الموجود و الموجود فقط .. فطالما الكون قادر على خلق الانسان و خلق حياة عاقلة و واعية .. فامكانية صنع امور اعقد من الحياة و الوعي واردة طبعا
لكن تأرجح الوجود بين شكلي الكون و الثقب الاسود .. لن يعطي الفرصة للكائنات العاقلة الموجودة فيها بان يصبحوا كائنات خالدة .. الا اذا استطاعوا ان يخرجوا من الكون و من الجاذبية بحيث يصبحون كائنات مستقلة عن الكون و الثقب الاسود العظيم .. هل هذا ممكن .. اشك في ذلك
نحن مثل صورة موجودة على غشاء الاكورديون .. عند الانضغاط اكثر من اللازم نغيب عن الوجود .. و عند التمدد اكثر من اللازم ايضا نغيب عن الوجود .. بالرغم من ان لبناتنا او ذراتنا ستبقى في الوجود في الحالتين بالرغم من تغير اشكالها كثيرا
و ما سطرته في هذه المقالة .. يلغي كل الفوائد المرجوة من السير بسرعة الضوء او الاستفادة من الجاذبية العظيمة .. لابطاء الزمن و الوصول الى الخلود .. حيث ان الزنبرك لن يتوقف بل سيتمدد و من ثم سيتقلص و من ثم سيتمدد و الى اخره
سرعة الضوء
سرعة الضوء هي ثابتة .. و لكنها لا تظهر ثابتة بالنسبة للرائي او الراصد .. كيف
اسد يطارد غزالة .. اذا كانت سرعة الغزالة اكبر من سرعة الاسد .. قستفلت الغزالة من الاسد .. و لكي ينال الاسد الغزالة كفريسة .. يجب ان تكون سرعته اكبر من سرعة الغزالة .. اليس كذلك
كذلك الحال فيما لو كنا داخل مركبة فضائية تسير بسرعة الضوء .. فضوء المجرات التي نبتعد عنها لن تصلنا و لن تمسك بنا .. و بالتالي سنراها و كانها واقفة متجمدة في الزمن .. لا تتحرك و لا تشيخ و لا تنفجر .. اما المجرات البعيدة التي سنقترب منها فسنرى ماضيها بشكل اسرع مما هو الان .. اي بضعف وتيرة رؤيتنا لها فيما لو كنا نسير بسرعات بطيئة .. سنرى صورة المجرة كرؤيتنا لفيديو قام احدهم بتسريعها الى ضعف سرعة العرض .. هذا هو كل ما سيحدث .. و ليس كما يريد ان يدعي البعض اننا يمكن ان نسافر الى الماضي او المستقبل فقط بتغيير سرعة مركبتنا الفضائية
في حالة واحدة فقط سنذهب الى ماضي ابعد لهذه المجرات البعيدة و ليس ماضينا او مستقبلنا نحن .. لو اننا سرنا بسرعات اكبر من سرعة الضوء .. و هذا غير ممكن فيزيائيا .. قاننا سنسبق الصور التي ارسلتها لنا هذه المجرات .. اي اننا سنرى الصور التي عبرتنا و ذهبت و تركتنا .. اما لو سرنا بسرعة اكبر من سرعة الضوء باتجاه المجرة .. كل ما سيحدث اننا سنرى ان الفيديو المعروض قام احدهم بتسريعها اكثر من الضعف
الاله
حسب اعتقادي انا .. ان الاله يختلف عن الوجود و الحياة .. كاختلاف الرسام عن اللوحة ( مع ملاحظة ان تجعلوا تشابه الرسام و اللوحة في كونهما مكونان من الذرات جانبا .. اي ان لا تاخذوا جميع ما في المثال بعين الاعتبار ) .. فاللوحة مهما حاولت ان تفهم ما هو او من هو الرسام فلن تفلح في ذلك .. حتى لو سارت بسرعة الضوء او فلقت الذرة او استطاعت خلق ثقب اسود .. لان هناك فرقا في الابعاد و في النوع
حسب اعتقادي انا .. ان الوجود و الحياة و الوعي هي صفات يمكن ان ينالها الموجودات .. و ليس واجد الموجودات .. تماما كما ان اللون صفة للموجود و ليس لواجد الوجود .. فكذلك الوجود و الحياة و الوعي هي صفات خاصة بالموجودات و ليس بواجد الموجودات
طبعا هذه هي اعتقاداتي انا .. و لستم ملزمين بالاخذ بها
و الى اللقاء
..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات