أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - التموقعات الجديدة الممكنة في تونس














المزيد.....

التموقعات الجديدة الممكنة في تونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 01:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان استـنـفار حركة النهضة ضد الجبهة الشعبية بمناسبة الاحتجاجات الممضاة من طرف الجبهة الشعبية، يحيل الى امضاء سياسي وراء كل هذه المشاهد، و هو دخول الجبهة الشعبية في حكومة الوحدة الوطنية و خروج حركة النهضة منها. هذه الحركة ليس بالضرورة ان تكون بطريق استبدال وجوه بوجوه، و انما اساسا منهج سياسي هو في النهاية امتداد للبدايات التي ابتدأها رئيس الحكومة السيد "يوسف الشاهد" في الحرب على الفساد بمساندة من الجبهة الشعبية، اضافة الى تملك رؤية عامة جديدة للحكم بحوار مع الجبهة الشعبية و ذلك في اطار بناء مضمون حي للوحدة الوطنية المتمحورة حول دولة القانون ضد دولة الفساد..
مداخلة النائب النهضاوي "حسين الجزيري" في البرلمان مثلت صرخة انفعالية واضحة المعالم. صرخة تعبر عن لحظة مأزقية من عدة نواحي منها ان الجبهة عرفت كيف تلعب لعبتها، و هددها هو الآخر بالشارع، و الاحرى انه هدد كذلك "يوسف الشاهد" بل اكثر من ذلك هدد رئيس الجمهورية السيد "الباجي قايد السبسي"..
ان اتـفاق "السبسي" مع "حمه الهمامي" يمثل عودة كابوس "جبهة الإنـقاذ" و اعتصام الرحيل في سنة 2013، و الذي قاد إلى زحزحة حركة النهضة عن السلطة و دخولها في الحوار الوطني..
هذا الاتـفاق في اطار الوحدة الوطنية الذي أشر له اليوم السبت 13 جانفي 2018 ،السيد رئيس الجمهورية في اجتماعه بقصر قرطاج مع الأطراف الممضية على "الوحدة الوطنية"، إضافة الى الاشارة الخفيفة من القيادي في الجبهة الشعبية السيد "جيلاني الهمامي" عن وجود اتصال حكومي مع الجبهة الشعبية بالأمس، اضافة الى البدء بالأمس من قبل بعض المثـقـفين المقربين من القيادة في الجبهة الشعبية، الى ان الجبهة حسنت شروطها الآن للمشاركة في الحكم، فانه يمكننا ان نفهم مدى الحنق و القلق النهضوي..
الشروط التي لا يمكن للجبهة ان تدخل بدونها الى دائرة الحكم تـتركز اساسا في نقطتين اساسيتين. اولهما ان تـتـسارع وتيرة الحرب على الفساد و خاصة على المستوى السياسي و ذلك باستهدافها بعض الوجوه السياسية من حركة النهضة و من حركة نداء تونس.. لا يمكنها ان تـنتج خطابا جديدا لقواعدها الشرسة دون قرابين ذات وزن تمكنها من الخروج من شعار تحالف النداء و النهضة هو تحالف رجعي يميني..
الشرط الثاني هو الاتـفاق حول رؤية فلسفية عامة للحكم تمثل منهجا للحكم قائم على استـقلالية الاختيارات وفق الواقع التونسي سيكولوجيا و ثوريا و هو دخول الدولة في العملية الاقتصادية بشكل مباشر. كيفية ذلك يتم نقاشها و صياغة برنامج توافقي بين رؤية الجبهة الشعبية و رؤية اكراهات الحكم، بحيث يتم تجاوز الحالتين نحو حالة ثالثة تؤسس لاستـقلالية نسبية و امكانات فعلية لاستـنهاض الاقتصاد الوطني. هذه الرؤية طبعا تؤثـثها ابعاد فكرية تتمحور حول مقولة التحدي و المغامرة و التكتل الوطني. في هذا الاطار لا يقتصر الامر على الاتـفاق النظري و انما النظري في التاريخ محكوم بالجسدي اللحمي الحقيقي الذي هو فكرة في نفس الوقت.. اي ان وزارة العمل او المسماة بوزارة التـشغيل يجب ان ترأسها شخصية من نمط "تشي قيفارة" الذي كان يعمل بيديه بمثل ما يعمل في المكتب اضافة الى تأثيره النفسي من خلال كلماته و خطابه و نشاطه و ثوريته الاصيلة. نعتـقد ان الجبهة الشعبية او نفترض على الاقل انها تملك شخصية تـقـترب من المثال القيفاري..
اضافة الى ذلك، فانه يهم الحكومة و رئيس الجمهورية ان تـتـقـلد الجبهة الشعبية وزارة التربية و التعليم. ذلك ان نقابة التعليم الثانوي هي اقوى النقابات و قد تمكنت من الإطاحة بوزير. هذه النقابة جل قياديـيها الفاعلين هم من المنتمين للجبهة الشعبية. اي خلق تهدئة مع هذه النقابة يكون بتعيين وزير من الجبهة الشعبية.
من ناحية الجبهة الشعبية يهمها البدء في اصلاح المنظومة التعليمية خاصة من حيث المضمون. تعليم عصري ديمقراطي. تعليم ينشئ عقول مفكرة تكون في مستوى المطلوب تاريخيا من تونس ان تكون قاعدة بناء عالم جديد عربيا و انسانيا. من بين المطلوب هو ادخال الفكر العربي العلماني الجديد الى الثانوية. هشام جعيط و يوسف الصديق و عبد المجيد الشرفي و محمد الطالبي اضافة الى الافكار الجديدة في العالم..
يتطلب انتاج كائنات مبدعة و بالتالي تركيز كل ما يتمحور لخدمة هذه الغاية، و في كل الاحوال فان الكتابات الجدية من المختصين العلميين في هذا المجال متوفرة و اكيد ان الجبهة الشعبية، اضافة الى كونها كجبهة منفتحة داخليا حول ما يمكن تسميته بعلمانية عربية، يمكنها ان تؤسس لعلمانية اسلامية بحكم وجود المدرسة البعثية كأحد مكوناتها..
من هنا، فان الصدمة التي عرفتها الجبهة الشعبية و التي تـتـلخص في الوقوف على حدود الفعل الثوري تونسيا، اضافة الى حقيقة كون الصوت المعارض خارج دائرة الحكم في السيكولوجية الشعبية لا يحقق رواجا، و بالتالي صدمة تحطم مقولة البديل الثالث، و ذلك راجع كذلك الى المنهج الخاطئ في داخلها من حيث ارادة سيطرة حزب العمال على الجبهة مما أدى الى تمزقها و ضعفها، و ذلك في علاقة بمنهج الازدواجية بين منهج التموقع الديمقراطي و بين العمل الثوري، فانه من حيث تقاطع جميع الخطوط يؤدي الى تجاوز كل تلك الكرة المتضخمة داخليا و خارجيا ستساهم بدخول الجبهة في قلب معادلة جديدة للوحدة الوطنية، تساهم في تحديد رؤية جديدة للحكم، كما تحسم مسألة العمل الديمقراطي داخل الجبهة و خارجها بتجاوز منطق الاقصاء بواسطة جدل الواقع الذي سيفرض ارتفاع السياسي الخصم و الآخر الى مستوى العمل الوطني المسئول في اتجاه دولة القانون.. في اتجاه تونس حديقة "شكري بالعيد"..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهزلة السياسي في تونس
- نبذة عن آية الله الخميني في العراق
- الثورة على الثورة في ايران
- الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني
- قائمة -الحق الطبيعي-
- الثالث المرفوع الماركسي
- سوريا و الثورة
- النبي الجديد
- المثقف و السلطة و الثورة
- لروحه السلام أبيك و أبي..
- اليسار بين الصعلكة و التحررية
- -ترامب- أو المشهد الأخير
- السياسي الوضيع
- أفق البديل السياسي المطلوب في تونس
- قاون المصالحة يقلب المشهد السياسي التونسي
- مصالحة ألامصالحة
- النداء التقدمي
- تاريخية القرآن ( من خلال سيرة ابن هشام)
- الرئيس التونسي يتحدى الشرق البائس
- زقاق الجن


المزيد.....




- -اليد الميتة-.. لماذا تُعدّ منظومة الردع الروسية أخطر ما خلف ...
- لماذا يطالب خبراء أمميون بتفكيك مؤسسة غزة الإنسانية؟
- ?? الجزائر: مقتل أربعة أشخاص إثر سقوط طائرة بمطار فرحات عباس ...
- الجزائر: أربعة قتلى إثر سقوط طائرة تابعة للحماية المدنية بمط ...
- تقرير أمني ينبه أنقرة إلى دروس الحرب الإيرانية الإسرائيلية
- اسم يحيى السنوار يثير الجدل بعد ظهوره ضمن قائمة مواليد ألمان ...
- ما قصة المثل -جزاء سنمار-؟ وكيف يستلهم الفرزدق الشعر؟
- أردوغان يعين سلجوق بيرقدار أوغلو رئيسا للأركان ويجري تغييرات ...
- الصليب الأحمر يدق ناقوس الخطر بشأن السلاح النووي في ذكرى قصف ...
- لبنان يفوّض الجيش بإعداد خطة لضمان حصر السلاح بيده قبل نهاية ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - التموقعات الجديدة الممكنة في تونس