|
أرض العبور الجديدة وانحيازات الرئيس والانتخابات
حاتم الجوهري
الحوار المتمدن-العدد: 5755 - 2018 / 1 / 12 - 17:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حقيقة يجب على المرء ان يرفض الممارسات غير القانونية التي يمارسها الآن وزير الإسكان ورجاله في القادسية والأمل بالعبور الجديدة، ولا اعلم هل هي بموافقة رئيس الدولة أم دون علمه، يشاع الآن جملة من الممارسات التي ما انزل الله بها من سلطان، كلام عن سحب العقود القانونية من صغار الملاك وتسليمهم عقود مبهمة على المشاع من جهاز مدينة العبور بتكليف من وزير الإسكان، كلام عن هدم البيوت المقامة في مقابل نزع الأرض ومنح صاحبها مجرد شقة، دون احتفاظه بأرضه ودون تعويضه عن كل دور بسعر الشقة التي تبيعها الهيئة في المماثل! كلام عن تجاهل قانونية عقود القادسية السكنية المسجلة ومطالبتها بمبالغ تقنين غير قانونية، والكثير والكثير.. وأرفض سياسة الإلهاء وخلق الأطراف المتناقضة ودق الأسافين بين الناس، وأكون قاطعا صريحا واضحا للمطالبة بمطالب محددة تتضمن الإعلان عن: إجراءات الترخيص للأرض السكني الجاهزة بالقادسية، قيمة منخفضة لعلاوة تغيير النشاط للأرض الزراعية، اشتراطات بناء مشرحة تبعا لحجم قطعة الأرض. سوف أفصلها فيما يأتي..
بالونة "إسكان مصر": ويجب بداية هنا رفض طريقة وزير الإسكان في التعامل مع الملف، فهو تجاوز المدة القانونية التي حددها الرئيس بنهاية عام 2017 دون أن يعلن لصغار الملاك عن كيفية الترخيص للبناء وعلاوة تغيير النشاط، واشتراطات البناء. وبدلا من ذلك لجأ لحيل التسريبات لجس نبض الناس عن طريق موقع اسمه "اسكان مصر"! وكل ما تم تسريبه أرفضه تماما، و أرفض التعامل مع الناس وكأنهم مواطنين درجة ثالثة في بلدهم. ذاكرة السمك: وكلاكيت ثاني مرة أكتوبر 2010م يبدو أن لبطانة السوء ذاكرة السمك، وكأن ما يحدث الآن في القادسية والأمل هو "كلاكيت" للمرة الثانية، وكأن الأيام عادت بنا للوراء سبعة أعوام كاملة بلياليهم والنهار، وكأنني وحدي أذكر ما حدث في أكتوبر 2010، بعد صدور قرار ضم مساحة من أراضي الجمعيات بطريق مصر إسماعيلية الصحراوي لمدينة العبور الحالية (ومنها مصر للطيران "حورس" و العاملين بالبترول "الروضة الخضراء")، وأذكر أن تلك الفترة شهدت الوقائع نفسها التي تحدث الآن تماما، والتي حملت نفس الانحيازات للحيتان والأغنياء وتهميش الفقراء والشرفاء وقهرهم، ولكن ما لا يذكرونه أن المصادفة كانت حاضرة، بعد أقل من ثلاث أشهر تفجرت أشرف ثورة وأنبل ثورة في التاريخ المصري الحديث، وأطاحت بالظالمين ورجالهم..
مسئولية الدولة الرسمية التاريخية عن ملف القادسية في عام 2010 كان قد صدر القرار الذي أشرت إليه، ونشط صغار ملاك الأرض في تبادل ونشر واكتشاف الوثائق التي تحيط بمافيا شبكة الفساد في الشهر العقاري والمساحة بالزقازيق وبلبيس على أحد المنتديات الإلكترونية الشهيرة في حينه، وأثيرت التساؤلات حول العلاقة بين واجهة الشركات المتنفذة من ضباط الجيش المتقاعدين والعاملين، والموافقات التي حصلت عليها تلك الشركات لتحول الأرض من "سكني" كما باعت لهم القادسية الأم إلى "استثماري مباني" دون غيرهم! واخذ حجم المعلومات والوثائق التي يتبادلها صغار الملاك يتضخم؛ حتي أصبحت هناك صورة شبة متكاملة لدي صغار الملاك عن مسئولية الدولة عن ملف أرض مصر إسماعيلية؛ كمنحة لترضية رجالها حيث ارتفعت المطالبات حينها بالعدل، وألا تتم تلك الترضيات على حساب مص دماء الفقراء وتشريدهم، وضياع مدخرات عمرهم التي جمعوها بعرق السنين والكدح.
تاريخ رجال القادسية الأم من البلبلة وإثارة الفرقة هنا دخل على الخط بعض رجال الشركات وشركة القادسية الأم، وخلقوا حالة من البلبلة لتفكيك جهد صغار الملاك وإلهائهم عن المطالبة بحقهم وتحمل الدولة لمسئوليتها في ملف القادسية والأمل، واستمر التدافع حتي وصلنا في أكتوبر 2010 لنفس اللحظة الحالية، حين نجح رجال الشركات والقادسية الأم في إثارة البلبلة والفرقة بين صغار الملاك واستقطاب بعضهم ضد بعض (عبر آليات التشويه والاستقطاب)، و نجحوا في إقامة منتديات بديلة وجروبات على الفيس البوك، وضغطت "مباحث الانترنت" على القائمين على المنتدي لوقف نشاط صغار الملاك بالقادسية والأمل بالمنتدي، وتبقي "جروبات" الشركات والقادسية وحدها تقدم نفسها كوكيل عن الدولة، سيخضع الناس ويقهرهم. ولكن ربك كان بالمرصاد، جاءت الثورة بعد ما لا يزيد عن ثلاثة أشهر لتطيح بالفاسدين وانحيازاتهم في يناير 2011.
ضرورة تدخل رئيس البلاد: والآن سيادة الرئيس الوالي على عموم الديار المصرية والمتحكم فيها، بطانة السوء تكرر الأمر نفسه، ما يحدث الآن هو التفريق بين صغار الملاك ودق الأسافين بينهم، وقيام ممثلي بعض الشركات والقادسية الأم بتقديم أنفسهم كرجال سيحققون أهداف الدولة للضغط على صغار الملاك وتشتيتهم. والوزير كل ما يعتقده أنه يدير الملف لصالح زيداة الاستثمارات وحصيلة الخزانة، وليذهب الفقراء والشرفاء للجحيم، وما يهمه هو أهل "الكومباوندات" والقطع الكبيرة التي ستباع وترفع حصيلة خزينة الدولة. سيادة الرئيس الوالي على عموم الديار المصرية وصاحب الرقبة التي ستسأل يوم القيامة عمن رفعوا أياديهم بالشكوي لله تحت سماء البلاد في عهده، سيادة الرئيس لا يغرنك أهل السوء، لا يغرنك ضعف الناس وحاجتهم، لا تجوع أهل البلاد ثم تعيرهم بأنهم جميعا لصوص فسدة ينقلبون بعضهم على بعض، إن فرعون ورجاله (قبل ان يغرقه الله ويجعله عبرة أبد الآبدين) أخذوا يجعلون اهل مصر شيعا ويؤلبون هذا على ذاك، وانظر كيف كانت عاقبة الظالمين.
دلالة غير طبيعية في انتخابات رئاسية مقبلة: وما يحدث يفيد بأنكم لا تلقون بالا للفقراء ونحن على أعتاب انتخابات رئاسية يجب ان تكون انحيازتكم واضحة فيها للبسطاء والشرفاء، لا أن يشير عليكم بطانة السوء، بتجاهل الناس وقهرهم فيما يمتلكونه من مساحة صغيرة في أرض مصر، يريد الوزير طرد الفقراء منها وتحويلها لكمبوندات للأثرياء والشركات الأجنبية. سيادة الرئيس الوالي على عموم المصرية، لن يملك البسطاء من صغار الملاك القدرة على التصدي لتكتيكات بطانة السوء وتأليب الناس بعضهم على بعض، لكنهم يملكون دعاء المظلوم، فاتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، لسنا ملائكة ولن أخطّأ الآن لا أصحاب جمعيات ولا أصحاب شركات ولا صغار ملاك، بل سوف ألقي باللوم على أولي الأمر ومن استوزرتهم للحكم في الناس؟ سيادة الرئيس الوالي على عموم البلاد المصرية، إنما أنا فرد من آلاف البسطاء الذين اشتروا في العبور الجديدة من 13 عاما، وكل مطالبنا هي العدل، وتحمل الدولة لمسئوليتها بقرار تكميلي منكم بتمكين كافة صغار الملاك ممن ثبتت صحة أوراق ملكيتهم للأرض.
الأولوية للأرض المرخصة سكني بالعبور الجديدة وليس لكمبوندات الوزير والشركات الأجنبية نريد قرارا بأن تكون الأولوية للشريط السكني بالقادسية في العبور الجديدة، وإزالة التعديات بحرم الطريق بالموازاة لسور الطلائع، وخطة لربط شبكة المرافق الحالية بالشريط السكني بالمرافق المركزية للمدينة، وسعر رمزي للمرافق، وسرعة استخراج تراخيص البناء للشريط السكني بالقادسية ليكون قاطرة للعمران في المدينة.
مطالب الغالبية من صغار الملاك ونطالب بآلية واضحة لتمكين ملاك مربع خمسة، وفتح الباب مجددا أمام من لم يقدم، وآلية واضحة لتعويض من تضررت أرضهم بالطرق العامة وفق أعلي سعر ستطرح به الأراضي في المدينة، نريد آلية لتمكين من انسحبت شركاتهم من السوق، ونريد وعدا رئاسيا بأن يكون سعر تغيير النشاط للأرض غير المرخصة سكني/ استثماري رمزيا يناسب البعد الاجتماعي لأهل المدينة.
العدالة والانحيازات سيادة الرئيس نريد وعدا بأن تكون الأولوية لصغار الملاك وليس لأهل الـ"الكومباوندات". إن الشريط السكني في القادسية من الفيلات وصولا لمصر للطيران (حورس) وأرض البترول (الروضة الخضراء)، يحمل كل مميزات التحول لقاطرة العمران والبناء في المدينة، بما فيه من مرافق موجودة بالفعل، نريد الوعد الرئاسي بانحيازكم لصالح صغار الملاك الشرفاء، وأن تكون الأولوية لذلك الشريط السكني، لا للمنطقتين اللتان أعلن عنهما السيد وزير الإسكان لكمبوندات الأغنياء وعلية القوم والمستثمرين الأجانب! الانحياز للفقراء والشرفاء أم ذاكرة السمك! سيادة الرئيس أنتم لا تملكون ذاكرة السمك كبطانة السوء، وانحيازتكم على مقتبل انتخابات رئاسية (مفترض أن تكون ديمقراطية وشفافة بين متعدد) سيراها الجميع، فانفض عنكم بطانة الشر والمفسدين في الأرض، من إذا شاهدوا آيات الله أعرضوا واستكبروا، سيادة الرئيس الآمر على عموم الديار المصرية، بطانة السوء الآن علوا في الأرض وجعلوا أهلها شيعا في أرض العبور الجديدة، يستميلون هذا ضد ذاك والناس في حاجة ومذلة (ولعنة الله على رزق منقوع بالمذلة والقهر)، واستكبروا بالأثم وأغرتهم السلطة والدنيا والنفوذ، ونسوا الحادثة وإنا لمذكرون، وأنتم أصحاب القرار حين تقفون أمام الملك صاحب العرش، ويسألكم عن العباد فيما ظُلموا وما اقترفو،ا ليذوقوا المذلة في أرض الله وأرضهم.
سيادة الرئيس فلتستجب لنداء البسطاء والفقراء والشرفاء، ولتنفض بطانة السوء، ولتنحاز لجانب الحق وتمكين المظلومين وصغار الملاك من أرضهم، وأما قد بلغنا، فإما اخذت لنا الحق في الدنيا، أو أخذناه منك يوم الدينونة حين العرض على صاحب الأرض والسماوات رب العرش العظيم. وليشاء الله أمرا كان مفعولا نافذا، ولكن أغلبهم لا يعلمون.
#حاتم_الجوهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما قرره الرئيس وما نفذه الوزير في القادسية والأمل!
-
التراث اللامادي: مقاربة التدافع الحضاري
-
تصريح وزير الإسكان ومستشاري السوء وخرق القانون
-
الثقافة المصرية ومراكز الأبحاث والترجمة المتكاملة
-
مصر: أزمة الصحافة الثقافية وقواعد العمل العام
-
للسيد الرئيس: عن القادسية وعبور البلاد الجديد
-
عبور الوزير بين القادسية والأمل
-
المعارك المفتعلة والحق الضائع في أرض القادسية
-
سارتر والدور المزدوج فى الثقافة الصهيونية
-
العبور الجديدة وأزمة المسئولية السياسية
-
مستويات التعامل مع نصوص الفلسفة السياسية: تأملات سارتر لليهو
...
-
سارتر والصهيونية ومعارك الديناصورات القديمة
-
سارتر وبنيته الوجودية لتبنى الصهيونية
-
نبوءة خراب الصهيونية: مدخل الفكرة والفكرة النقيض
-
اليهودى الأبيض أم اليهودى الأصفر فى إفريقيا!
-
البطل المتكيف ونظرية الفن فى الدراما المصرية
-
نقد مقاربة سارتر للمسألة اليهودية: الشعب الترانسندنتالى
-
الحرية الحائرة: سارتر بين الصهيونية والعرب
-
متى تعامل لينين مع الصهيونية كطليعة ماركسية: فى مراجعة المسل
...
-
المصريون وعلم نفس التحرر: أزمة الموضوعية والذاتية
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|