أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - تحذيراتي إلى حكام إسرائيل















المزيد.....

تحذيراتي إلى حكام إسرائيل


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5755 - 2018 / 1 / 12 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال لي

كتبته منذ عدة سنوات تحت عنوان "قوى العقل في إسرائيل والعالم العربي" قلت: كيف نفهم قوى العقل في العالم العربي؟ هل نفهمها على أساس انتمائها لديكارت أم على أساس كونها ممارسةً وفعلاً وتأثيرًا في الحدث؟ نظريًا آه! ما أشطرها وعمليًا لا شيء أو أنها رفلٌ من أرفال القوى الغيبية، فمن يترك القوى الظلامية تجول وتصول بلا رادع هو بشكل من الأشكال ذيلُ ثوبٍ تجره من ورائها، ومن يرى الحلول من زاوية ألا حل هناك تحت ادعاء الموضوعية التاريخية أو التاريخية الواقعية يسعى بإرادته إلى تكريس تلك القوى النقيضة القوى الغيبية، ويعمل على إدخال العقل معها في قمقم الميتافيزيقيا، فتصبح الأنظمة العربية أنظمة لا يمكن المساس بها، والاقتصاد العربي قيمة فائضة من قيم الرأسمال الغربي، وإسرائيل نجمة من ملايين النجمات التي مصيرها إلى الزوال مصير غيرها كما يقول علماء الفلك، متى وكيف؟ حتى بعد مليون سنة سيكون حتمًا زوالها، تجيب قوى العقل العربية. أنا لا أنتمي إلى هذه القوى، ولا أنتمي إلى هذا العقل، أنا لا أنتمي إلى دغل العلم الغيبي، لأني أرى في الواقع رؤية المتبصر لا الضرير، وأجد للصراع السياسي مع إسرائيل أفضل الحلول لا أسوأها، أرى أن إسرائيل اليوم تفرض نفسها عليّ بوجودها وغدا فأتعامل مع فرضها لنفسها عليّ اليوم وغدا أما بعد غد، فهذا ليس من شأني، هنا يمكنني القول إن هذا لمن شأن الواقع التاريخي الآتي، لأن حتى إسرائيل نفسها لا تعرف ما سيكون مصيرها مثلما لا أحد يعرف ما سيكون مصيره. اليوم تفرض كل الشروط الموضوعية على فلسطين وإسرائيل والعالم العربي التعامل مع ظروف الجميع الموضوعية بما تمليه هذه الظروف على الجميع، وعند مقاربة العقل لهذه الظروف يرى أن إسرائيل تقضي على غيرها وتقضي على نفسها. إسرائيل اليوم هي شمشون عصرنا شاءت أم أبت، القوة التي لها ليست الحل، والدسيسة ليست الطريقة، وسياسة الخطط والمخططات سياسة الضعيف والخرع والفاقد للبوصلة. لقد فَهِمَتْ هذا من عندهم بعض قوى العقل أمثال أبراهام بورغ وإيلان بابيه ويوسي سريد وغيرهم، ولا أحد من عندنا –نسيبة وعبد ربه وعباس يمثلون في التحليل السياسي والألسني قوى العقل الرثة وأعلام براز الوعي ومطايا التسليم والاستسلام- فطالبوا بإسرائيل جديدة لا بإسرائيل توراتية غيبية وغبية غيبت الإنسان إنسانهم وإنساننا، وجعلت منها مختبرًا تجريبيًا لهتلرية استيطانية تتعدى المستوطنات في الأراضي الفلسطينية إلى استيطان الإسرائيلي نفسه لنفسه وهذه أعظم كارثة بأنفسهم من كارثتنا بهم.

أين إسرائيل اليوم مما قلت؟

إسرائيل اليوم هي أشبه بمزرعة "أورويل" من الماء بالماء، فسادُ الحكمِ فيها على أيدي حكامها الذين يدمرون "حلمهم الصهيوني" المتمثل باليوتوبيا لدى الكاتب الإنجليزي، وذلك بجنون العظمة وهستيريا الانحراف والابتلاء باللامبالاة والغطس في مستنقعات الجهل والطمع في الكرسي ولا شيء غير الكرسي وقصر النظر شأنهم شأن جابوتنسكي الذي كان يجهل كل شيء عن مشاكل إسرائيل اليوم، مشاكل ستؤدي إلى وقوع فظائع اقتصادية، وبالتالي اجتماعية، وبالتالي سياسية، لن تخرج منها إسرائيل سالمة إن لم يجر تفاديها كما أقترح، ولو عاد هرتزل إلى الحياة في ثوبي لقال ما أقول: إسرائيل ليست قلعة للإمبريالية! أولاً أنا لا أرى أن هناك إمبريالية، هناك مواقع نفوذ أمريكية ومصالح اقتصادية، ثانيًا أنا لا أرى أن إسرائيل قلعة، إسرائيل مخزن سلاح أمريكي وخاتم في خنصر أمريكا مثلها مثل أي نظام عربي، هي هنا للتنفيذ وَرِجل أمريكا على رأسها. لهذا جاءت أمريكا بنتنياهو –إلى حين لظرف يلعب دورًا فيه- على شاكلة نابليون في رواية "مزرعة الحيوان"، شخصية شريرة، قليلة الكلام، كثيرة الطغيان، تتغطى بالدفاع عن الإسرائيليين، بينما تُراكم سلطتها بالاعتماد على "كلاب"، هي في سياقنا الأحزاب الدينية والأجهزة البوليسية والمصالح الاستخباراتية، ووسيلتها إلى ذلك غزو العقل الإسرائيلي بالدعاية المضللة، وبالإرهاب عن الإرهاب، حتى أنها استطاعت بإيديولوجيتها إفراغ الوصايا العشر كوصايا أورويل السبع من معانيها تحت ادعاء تطبيقها عند بناء المستوطنات من أجل دغدغة كبرياء مواطنيها، وهي بذلك تصرفهم عن أمورهم الحياتية الجوهرية، فلا تبقى سوى أمورها السياسية الميكيافلية.

هذه الطريقة

في الحكم غير منتجة وغير واقعية وغير زمنية، أطلق عليها اسم "سياسة الأقنعة"، وهي سياسة خسيسة لأنها تتخذ من الدفاع الكاذب عن مصالح الإسرائيليين هدفًا يقوم على الخداع السياسي والافتراء التاريخي واستغلال ثقة الناس. هو الشيء نفسه الذي تم مع الفلسطينيين بعد التوقيع على اتفاقات أوسلو التي، من خلف كل ديباجة السلام المزورة، لم يكن هناك من هدف آخر لها غير توفير ثلاثة مليارات دولار كانت تنفقها إسرائيل سنويًا لمواجهة الانتفاضة. وهو الشيء نفسه الذي تم مع الحكام العرب الذين تدعي إسرائيل تثبيت أقدامهم في الأرض بوصفها دراكولا الأمم –الدعاية العالمية الخسيسة كالعادة- مقابل مليارات تدفعها السعودية لإسرائيل سنويًا ويقال تدفعها أمريكا، ومقابل المعاهدات السرية العسكرية وغير العسكرية بينها وبين قطر وتركيا وباقي دول الكرتون في الخليج، والتي تكلف هذه الدول بعض المليارات الأخرى.

فهل الحمير تعمر طويلاً

كما يتساءل بنيامين في رواية أورويل؟ في سياقنا الشرق الأوسطي، لقد عمرت الحمير أكثر مما يجب، فكانت من وراء كل مصائبنا المشتركة نحن والإسرائيليون حتى ولو وقعت هذه المصائب في الرياض أو في عمان أو في القاهرة. هذا ما فهمه تمام الفهم شمعون بيريس عندما نادى، كما أنادي، بشرق أوسط متطور، شرق أوسط مشرق، شرق أوسط عماده الاقتصاد. إسرائيل بشرق أوسط كما أريد، شرق أوسط متطور، شرق أوسط مشرق، شرق أوسط الاقتصاد ربه، ستحصد بدل المليارات الثلاثة التي وفرتها على خزينتها بأوسلو ثلاثمائة، كدينمو صناعي المنطقة، وكدرع وقائي الديمغرافيا، مصر على كشحها الأيمن، وباقي العالم العربي على كشحها الأيسر، فكيف بعد عدة سنوات، أقل من عشر سنوات، ستقدر إسرائيل على حملهما؟ بالتحريب إلى ما لا نهاية؟ بالتفريق إلى الأبد؟ بتجاهل منطق الأشياء؟ إذن لماذا؟ لأن حكام إسرائيل مطاردون بعقدة الاغتصاب. فرويد أعطى لكل العقد علاجاتٍ ناجعة، ولعقدة الاغتصاب أعطى علاجًا استثنائيًا أخذه عني: الاستثمار!

الحل الاقتصادي

يوجب الحل السياسي وليس العكس، والحل السياسي كما أرتأي وحل سياسي سريع أن نبدأ بتعليق الإيديولوجيا في الخزانة، صهيونيتكم يا حكام إسرائيل، بعد ذلك كل شيء من أسهل ما يكون: إبقاء كل شيء كما هو عليه، إعلان صوري عن دولة فلسطينية للهوية ولذكر فلسطين في القاموس، إبقاء القدس موحدة تحت علم بلديتها وكعاصمة بعلمين مع إدارة المتدينين من الأديان الثلاثة للأماكن المقدسة، التعويض للطرفين تحت شرط العمل والسكن أينما أريد أي حرية التبادل وحرية التنقل كما هو ماشٍ في الاتحاد الأوروبي، المستوطنون جنسية مزدوجة، وانتهى الإشكال.

سلطة مراحيض رام الله

لم يعد زمنها، وكذلك سلطة تكايا غزة، فتح وحماس لا نريد أن نسمع بهما، نريد بنية سياسية جديدة تقوم على أساس منظمات المجتمع المدني، وتنهض على أكف العصر بنظام علماني، كما جاء في ورقتي "الديمقراطية الجديدة". الجديد في الفعل وفي الفكر، هذا هو أمر العصر علينا وعليكم وعلى باقي شعوب المنطقة، من أجل مستقبل أطفالنا وأطفالكم وأطفال العالم.



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العواصم الخمس الفذة
- ملاحظاتي إلى حكام إيران
- إيران وهيئة أمم انتهى زمنها!
- المظاهرات في إيران هذا ما توقعت!
- كلماتي إلى جان نصار
- الاتفاق الاقتصادي والتجاري بين إيران وأمريكا
- أمريكا وإيران فلنتكلم اقتصاد
- ماخور
- عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة3
- عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة2
- عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة1
- إيران وأمريكا وقوس قزح
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول3
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول2
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول1
- قمر الجزائر مقدمة الرواية
- الاقتصاد الإيراني كيفه مع قوس قزح
- أمريكان أقل
- عن الدين
- أعترف بإسرائيل دولة يهودية وبإيران دولة فارسية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - تحذيراتي إلى حكام إسرائيل