|
أعترف بإسرائيل دولة يهودية وبإيران دولة فارسية
أفنان القاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 18:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في سبعينات القرن الماضي
عندما كان الاعتراف بإسرائيل يعتبر خيانة، وبدافع حلمي الإنساني الكبير بالعيش معًا والعمل معًا والبناء معًا من أجل سائر البشر، كنت من بين أوائل الذين اعترفوا بإسرائيل كدولة من دول الشرق الأوسط، في الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تهيج الحرب الطائفية في لبنان، لتسويغ وجودها كهوية دينية وكيان عرقي. وبعد لبنان، فبركت إسرائيل "حماس" في القطاع، كما يفبرك السمكري المزراب المثقوب عن عمد وإصرار، ونجحت في تكريس الدين كهوية والعرق ككيان. وها هي إلى اليوم نجدها تسير على نفس الطريق، الذي هو في الأساس أمريكي استغلته إسرائيل أحسن استغلال، والذي هو في هلوساتها التي منها تصورها التخيلي الخادع طريق خلاصها. وذلك عن خطأ استراتيجي لن تقوم منه إن هي داومت عليه، أوقعتها فيه المطامع الأمريكية في المنطقة، فجعلها هذا الخطأ الاستراتيجي جزءًا لا يتجزأ من هذه المطامع، بعد أن ألبستها وسائل الإعلام العالمية والمحلية ثوب "البعبع" ذي البراثن التي تطول حتى على القمر في سماء العرب، بينما إسرائيل، في الواقع، بين براثن الاحتكار الرأسمالي العالمي، الحمل الوديع. ليست إسرائيل فقط، بل إيران كذلك، قبل الخميني، وهي تسير في نفس الاتجاه، وبعد الشاه، لتحقيق نفس الأهداف في إيران كهوية دينية لم يكن الشاه متأهلاً لها، وهو "المودرن"، الغربي، البهلوي، صاحب "تخت جمشيد" (بيرسيبوليس عاصمة الإمبراطورية الفارسية الأرشمينيدية)، ولم يكن متماشيًا والمشروع الديني الكبير في التصور الجيوسياسي لواشنطن في منطقة نفوذها الأهم في العالم. لتحقيق نفس الأهداف في إيران كهوية دينية إذن وككيان عرقي يتجاوز حدود إيران إلى باقي العالم العربي، إلى الخليج بذهبه الأسود –رب المشاكل يلعن ربه!- وإلى لبنان، وإلى سوريا، وإلى اليمن، وخاصة إلى العراق، بلد ديمقراطية بريمر الكاذبة في ثوبها الديني، لأن مثل هذه الديمقراطية في ثوب ديني هي كاذبة. ولإخضاع هذين البلدين، إسرائيل وإيران، الدائم، لشهوات أمريكا في المنطقة، جعلت الإدارة الأمريكية من اغتصاب فلسطين واغتصاب الأهواز كابوسًا مؤرقًا كابوسًا أزليًا يظل مطاردًا حكام تل أبيب وطهران، كي يبقوا في حالة دائمة من اللااستقرار، وبالتالي، في حالة دائمة من الاستمرار تحت إمرتها.
إذن
قيام قوس قزح يكون بضوء أخضر من أمريكا، لتقبله إيران، لتقبله إسرائيل، لتقبله السعودية، عِلمًا بأن ما يمشي على إسرائيل وعلى إيران يمشي بشكل تلقائي على السعودية، لأن السعودية حجر شطرنج لا أكثر. والضوء الأخضر من أمريكا، يتوقف على إقناعها بأهداف قوس قزح في المنطقة وفي العالم، أهداف أنا لا أفرضها، أهداف تفرضها المستجدات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتي تجعل من هذه الأهداف ضرورات استراتيجية لتواجه أمريكا، وبالتالي إيران وإسرائيل والسعودية (وباقي دول المنطقة)، ونحن على شفا جُرْفٍ مالي هاوٍ، الأزمة المالية القادمة، أزمة أكثر خطورة مما عصف بالنظام الاقتصادي العالمي عام 2008 (أنا لا أمارس فن التهويل هذا ما يقوله المحللون الاقتصاديون العالميون الذين أولهم سمير أمين وليس آخرهم). والحال هذه، اقتناع أمريكا بأهداف قوس قزح، والعمل على تطبيقها، يجعلانها تحول دون أزمة مالية عالمية جديدة، ليس بنهب ثروات المنطقة، وإنما بالاستثمار فيها، ليس بالاحتكار التكنولوجي، وإنما بالمشاركة فيه، ليس بالسيطرة على السوق المالي العالمي، وإنما بالانفتاح على الأسواق المالية المحلية، ليس بتفجير الحروب من أجل تشغيل مصانع الأسلحة، وإنما بنشر السلم، ومن يقل نشر السلم يعنِ تكييف الإنتاج العسكري إلى إنتاج سلمي، وما يعني اليعني تنويع الإنتاج الذي سيؤدي إلى لاتقييد الإنتاج، وخلق فرص العمل، والإنعاش الاقتصادي.
للحيلولة دون أزمة مالية عالمية جديدة
هناك الاستراتيجية الجيواستثمارية الجيوسلمية التي تقترحها قوس قزح كنقيض للاستراتيجية الجيونهبية الجيوعسكرية التي تمارسها الرأسمالية العسكرتارية، واستراتيجية قوس قزح هذه عمادها الشراكة في كل المشاريع البنيوية الجبارة التي ستجتاح الشرق الأوسط، مقابل المشاركة في التكنولوجيا، وإدخال المنطقة، كما هو جدير بباقي المناطق المتقدمة في العالم، من باب الحداثة الواسع. الحداثة وحدها هي التي لا تحث على العنف، الحداثة وحدها هي التي تضع حدًا للإرهاب، الإرهاب المفبرك، والآخر، الإرهاب الذي يُغَض النظر عنه، الحداثة وحدها هي التي تجعل من الدولار رب الأرباب في أمريكا، وفي كل مكان، وهذه ماليزيا كبلد مسلم خير مثال؟
هذا التطمين الاقتصادي باتجاه أمريكا
سيقابله تطمين سياسي باتجاه السعودية، وباتجاه إيران، وباتجاه إسرائيل، وذلك بالاعتراف بيهودية إسرائيل العبرية، وبشيعية إيران الفارسية، وبسنية السعودية العربية، في نظام علماني يحترم باقي المذاهب والأديان وحقوق الأقليات.
#أفنان_القاسم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب الباردة بين السنة والشيعة
-
إيران فلنتحاور!
-
البنيوية والثورة الروسية
-
الشرق الأوسط الحديث
-
لعبة أمريكية في السعودية
-
العالم في عينيك الزرقاوين
-
شيوعيو الدين
-
ماذا تنتظر إيران؟
-
عزف على أوتار سنطور إيراني قديم
-
بسم الله الرحمن الرحيم 3
-
بسم الله الرحمن الرحيم 2
-
بسم الله الرحمن الرحيم
-
الإجراءات الأولى
-
قطر العمالة
-
قطر القذارة
-
أريد ملياري من قطر!
-
السعودية تنتفض!
-
نحن وإيران والغرب
-
فشل إيران
-
كردستان
المزيد.....
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد -خطة- ضد إيران ووكلائها و
...
-
ماجد الأنصاري يتحدث لـCNN حول توسط قطر بين إيران والولايات ا
...
-
كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى -ساحات
...
-
حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
-
الحياة تعود إلى طهران، لكن سكانها يشعرون بصدمة عميقة
-
حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني..
...
-
كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
-
موجة عداء للمسلمين بعد فوز ممداني في انتخابات نيويورك التمهي
...
-
محكمة إسرائيلية ترفض للمرة الثانية طلب نتنياهو تأجيل محاكمته
...
-
غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|