أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - محمد سرتي - وطن بلا متسول














المزيد.....

وطن بلا متسول


محمد سرتي

الحوار المتمدن-العدد: 5750 - 2018 / 1 / 7 - 23:27
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


حملة "الراتب ما يكفي الحاجة" كم هي مخزية عندما تنم عن سطوة العقلية التسولية على البعض، مع الأسف، من ابناء الجيل الشاب المعقود بنواصيه الآمال. ولحسن الحظ أن هذا البعض، الذي لا ينتمي لا إلى الحاضر ولا المستقبل، لم يعد يمثل الأغلبية بعد سقوط داعش، عسكرياً وفكرياً وثقافياً. تلك البقايا الموشكة على الانقراض، والتي أثبتت، في الماضي، فشلها في تحمل مسؤولية (لتكونوا شهداء على الناس) أثبتت الآن، مجدداً، فشلها في القيام بأبسط العمليات الحسابية، فضلاً عن العمليات الرياضية المعقدة التي لا يمكن لحضارة أن تقوم دون الاعتماد عليها.
يخرج أحدهم متميلحاً/متحلوناً بمقطع فيديو ضمن تيار "مع الخيل يا شقرا" ليعلنها مدوية بأن راتبه البالغ ثلاثة آلاف ريال لا يكفي مصروف جيبه فيضطر لـ "مد يده" إلى والده ليكمل الباقي. وبحسبة بسيطة: لو استأجر شقة صغيرة من غرفتين بألف ريال شهرياً (12000 سنوياً) لصفي معه ألفي ريال مصروف جيب خالص، أما الفواتير فيتحملها عنه حساب المواطن، ولو أحسن ترشيد استهلاكه لغطى حساب المواطن فواتيره وبنزين سيارته بالكامل. أما إذا ادعى أن ألفي ريال شهرياً لا تكفي مصروف جيب شخص واحد فقط، ليس لديه أي التزامات، فالعيب ليس في الألفي ريال بل فيه هو.
ولكنه قد يبالغ في التميلح/التحلون زاعماً أن المشكلة تتعلق بالزواج، فالألفي ريال وإن غطت جميع احتياجاته الشخصية إلا أنه لا يستطيع الـ "تحويش" بغرض الزواج!
لماذا، يا هذا، يجب أن تحوش لتتزوج؟! لماذا لا تذهب مباشرة، الآن وفوراً، إلى إحدى زميلاتك في العمل، وتقف أمامها كالرجال قائلاً: خطبتك لنفسي دون مهر، دون شبكة، دون ذهب لأمك، دون رضوة لأبيك، دون سيارة لأخيك، دون فستان لأختك، دون مئة ذبيحة لأفراد قبيلتك، لا أملك سوى شقة مستأجرة من غرفتين، بها القليل جداً من الجهاز، والمتواضع جداً من العفش، والكثير الكثير من الحب. فلو كانت بنت أمها حقاً لقالت لك مباشرة :"قبلت". ولذهبت معك مباشرة إلى أقرب مأذون، ومنه إلى شقتك المتواضعة لتضع راتبها على راتبك فيصبح ستة آلاف ريال شهرياً، تدفعون منه ألفاً للإيجار فيصفى معكم خمسة آلاف خالصة لا يشارككم فيها أحد، ألا تكفي خمسة آلاف لإعاشة شخصين اثنين فقط لا غير! خصوصاً بعد أن يتضاعف حساب المواطن ويغطي فواتيركم وبنزينكم ويزيد!
أما إن كنت لا تزال تعيش ثقافة الأرانب وتريدها "ست بيت" وظيفتها الوحيدة إنجاب العيال وأنت تتحمل وحدك جميع الامدادات اللوجستية؛ ففي هذه الحالة لو كان راتبك ثلاثين ألفاً لن يكفيك. ستظل تكتب في "معاريض" التسول دون جدوى لأنك إنما تنفخ في قربة مقطوعة. وستظل أرنبتك المتفرغة تطاردك بأفواه عيالها حتى تمتص آخر قطرات دمك، بعد أن تكون قد استغلت فيك رغبتك المريضة بتخليد جيناتك النادرة التي لو انقرضت من الوجود، لا سمح الله، فستختل موازين الكون. ثم بعد أن لا يبقى في وجهك قطرة دم؛ تتركك أرنبتك غارقاً في ديونك، وتذهب لتبحث لعيالها عمن يدفع أكثر. أما أنت فإما أن تقضي بقية عمرك تكتب في معاريض التسول والاستجداء، وإما أن تبحث لنفسك عن ثغرة تنفجر فيها بحقدك، وإن كانت مجرد ارتفاع سعر البنزين أو فاتورة الكهرباء أو حتى علبة السجائر.
الحق الحق أقول لك: إن كنت لا تزال تعاني هذه العقلية التسولية فعليك التحرر منها الآن وفوراً، وإلا لن تجد لنفسك مكاناً "بيننا" في رؤية 2030



#محمد_سرتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولة الضرورة القرآنية: أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلي ...
- هرطقات توحيدية : المعرفة والعرفان
- هرطقات توحيدية : منطق وحدة الوجود
- إرادة الخلود بلسان عربي مبين
- أصل العائلة وإرادة الخلود6
- أصل العائلة وإرادة الخلود5
- أصل العائلة وإرادة الخلود4
- أصل العائلة وإرادة الخلود3
- كان عندنا وطن لم يدنسه توحيدهم
- معجزة التشهد الأخير
- أم المؤمنين امرأة نوح وامرأة لوط وامرأة محمد
- أنطولوجيا الحسين وميثولوجيا الخلاص
- أصل العائلة وإرادة الخلود2
- أصل العائلة وإرادة الخلود1
- للخروج من مأزق الرافعة... الإلحاد هو الحل
- تحطيم الحدود...دعاية داعش الكبرى
- هرطقات صوفية: هل القرآن كلام الله أم الشيطان؟
- من قال إن الله لا يحب الملحدين؟!
- قوم لوط
- الشعب السعودي


المزيد.....




- في جدة.. هذه السعودية تتولى مسؤولية -أهم يوم- في حياة كل امر ...
- لك ولكل الأسرة: كيفية الحصول على حساب المواطن 2024
- العراق.. السجن 15 عامًا للمثليين والعابرين
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوي؟ تابعونا عشان تعرفوا #الحب_ث ...
- 5 نصائح صحية للنساء للوقاية من خطر السكتات الدماغية
- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - محمد سرتي - وطن بلا متسول