أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سرتي - قوم لوط













المزيد.....

قوم لوط


محمد سرتي

الحوار المتمدن-العدد: 4859 - 2015 / 7 / 7 - 03:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الصعب التخيل بأن الأفغان ثاروا ضد رئيسهم الشيوعي بعد إصداره قانون الإصلاح الزراعي بينما كانت أغلبيتهم الساحقة تعيش إما تحت خط الفقر وإما بالكاد تتجاوزه. فمن المفترض أن يشكل هذا النوع من الشعوب أرضية خصبة للثورات الشيوعية، وليس العكس. لذلك فمن لا يعرف الأفغان عن قرب يصدق ما يكتب في الإعلام بأنهم شعب متدين لدرجة الهوس فيرفضون كل قيم الشيوعية من عدالة اجتماعية ومساواة ما دامت تخالف الشريعة الإسلامية، ويقبلون باستعباد الإقطاعيين لهم ما دامت لحاهم طويلة.
في الحقيقة لعبها الإقطاعيون بذكاء؛ فعندما استولى الشيوعيون على الحكم أدرك الآخرون عدم قدرتهم على منازلة الشيوعية في ساحة القيم والمباديء الإنسانية، فقرروا نقل المعركة لساحة يعرفون تضاريسها هي ساحة العرق والنسب، فأقنعوا الأفغان أن الشيوعية ستقضي على الجين المقدس الذي ورثوه عن أجدادهم الآلهة، وهو وتر يبلغ من الحساسية ما يستحق التضحية بمليون قتيل وعشرة ملايين مشرد ودمار شامل لدولة شبه مدمرة أصلاً. فالشيوعية تسمح للمرأة بكشف وجهها والخروج من بيتها دون إذن زوجها والاختلاط بالرجال الأجانب. وبالنسبة للأفغاني؛ هذه مساحة كافية لفقدان الضمانات بنقاء ما في رحمها عرقياً.
المسألة لا علاقة لها بالأخلاق والقيم، ولا بالدين، ولا حتى بالتعفف الجنسي. فالأفغان من أكثر الشعوب اشتهاراً بممارسة اللواط. والمصيبة أنهم يدركون جيداً بل ويعترفون علانية بأن ظاهرة اللواط المنتشرة بينهم بشكل مرعب هي إحدى مخرجات التابو القاسي الذي يفرضونه على ممارسة الجنس الطبيعي، ولكن ما دام ذلك يصب في مصلحة حفظ النسب ونقاء الأصل والفصل؛ فهم على أهبة الاستعداد للذهاب إلى أبعد حد: لإدمان اللواط والتحول إلى مخانيث، لإمتهان الذل والعبودية وتسليم أرقابهم ومصائرهم للإقطاعيين والرأسماليين فيتاجروا فيهم ويبيعوا ويشتروا في دمائهم وأرزاقهم وأعراضهم وشرفهم وكرامتهم ومستقبلهم باسم الدين والشرف اللذين تم اختزالهما فقط في مسألة العرق والنسب.
في الحقيقة لم يمثل الأفغان حالة تخلفية شاذة في جسد المليار مسلم؛ فما تمخض عن الجهاد الأفغاني من أحداث أوصلتنا لما نحن فيه اليوم أثبتت أن الأفغان هم نموذج فكري حقيقي لحالة عامة مهيمنة بالفعل على عقلية باقي المليار، مع الاختلاف فقط في المقاسات. وكون النموذج الأفغاني يأتي ثانياً في الترتيب التخلفي على مستوى الجسد؛ أهله للحصول على المرتبة الثانية في جذب الاستثمارات الخارجية.
ولكن في المقابل –ولحسن الحظ- شكل هذا البروز الملفت للتخلف الأفغاني أرضية خصبة للدارسين والباحثين عن الحقيقة لاكتشاف أسباب تخلف العالم الإسلامي ككل، ولمعرفة سبل الخلاص أيضاً، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.
أما المصيبة الأكبر؛ ماذا لو اكتشفوا مستقبلاً بأن هذا الجين الذي بذلوا من أجله كل هذه الدماء والتضحيات؛ اتضح في النهاية أنه جين مزور، بل ومن النوعية الرديئة؟!



#محمد_سرتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السعودي
- التاريخ الإسلامي وصناعة الكذب


المزيد.....




- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...
- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب
- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سرتي - قوم لوط