أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض البغدادي - بلفور تآمر على اليهود














المزيد.....

بلفور تآمر على اليهود


رياض البغدادي
الامين العام للحركة الشعبية لإجتثاث البعث

(Riyadh Farhan)


الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلفور تآمر على اليهود

ربما سيُصدم القارئ الكريم عندما تقع عيناه على هذا العنوان الاستفزازي لمشاعر الكثير من المجتمعات والحركات التي تتعاطف مع الشعب العربي في فلسطين ، لكن رغم ذلك أنا مصر على ان اليهود تعرضوا لمؤامرة كبيرة تضامنت كل الدول الاوربية على تنفيذها ، بل وساهمت المجتمعات والقوى الدينية والمحافل الثقافية في اوربا في تشجيع اليهود على الهجرة الى ( ارض الميعاد ) في فلسطين.
وهذا السر ليس عصيا قراءته لمَنْ يقلَب الصورة ليرى ملامحها الحقيقية.
كان اليهود يعيشون في بلدانهم الاوربية ويكونون فيها واحاتهم المجتمعية المعزولة عن المجتمعات المسيحية في الدول التي عاشو فيها ، الا ان هذه العزلة لم تكن عزلة كاملة ، بل لها خطوط تواصل مع المسيحيين ، لكن بالطريقة التي يختارها اليهودي وليس ما يأمله ويريده الاوربي .
اليهود كانوا يمسكون بخيوط اللعبة الاقتصادية بكل اطرافها بالرغم من انهم لايملكون الا نادراً المصانع الانتاجية التي تُعَدُّ المظهر الواضح للاقتصاد في اوربا ، لكنهم ، رغم ذلك كانوا يتحكمون بوسائل الانتاج فيها بل ويتحكمون حتى بأسواقها وكميات انتاجها ، وذلك كله عبر سيطرتهم على البنوك ومكاتب تبادل الاموال وتحويلها ، وهذا يعني بصريح العبارة ، التحكم بالتضخم الاقتصادي والعجز في الميزان التجاري والاستيراد والتصدير وحركة المال في البورصات وغيرها من مقومات الاقتصاد الاوربي.
وكان اليهود ايضاً مجتمعاً متمسكاً بمظاهر التدين والالتزام الديني، وكانت النسبة العظمى منهم يقدسون المراسم الدينية وارتياد اماكن العبادة ويشاركون بقوة في المحافل والمهرجانات الدينية الكثيرة الخاصة باليهود والتي تتوزع على ايام السنة.
ولا يخفى على لبيب ان اوربا رفعت شعار الحداثة والتخلص من التركة الثقيلة للدين ومحاكم التفتيش وسيطرة الكنيسة على المجتمع الاوربي ووضع مفكرو الحداثة ومنظروها الأسس التي يجب على اوربا ان تسعى لتثبيتها على الارض الاوربية في بلدانها كافة والتي تتوافق مع الفكر الرأسمالي وبالخصوص في كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وهي دول الثقل الاعظم في اوربا.
اوربا تعرف جيداً ان انطلاقتها الاقتصادية ينبغي ان لا تتحكم بها قوى منغلقة على نفسها ما يجعل قراراتها وطريقة عملها مجهولة تماماً لراسمي السياسة والخطط الاقتصادية في اوربا مما يجعل حركة الاقتصاد مبهمة وغير واضحة بسبب تحكم رجال الدين اليهود بها.
وبصريح العبارة - اوربا ارادت ان تستولي على البنوك التي يملكها اليهود ، لانها ايقنت ان المال وحركة البنوك يمثل حجر الزاوية لكل اقتصاد. لذلك لابد ان تتخلص اوربا من اليهود وتجعلهم يهاجرون بطواعية والفرحة تملأ قلوبهم وهم يتركون اوطانهم ومدنهم وحاراتهم التي نشأوا فيها وقضوا بين أزقتها اجمل ايام الصبا ومغامرات الشباب.
اذن فالوطن الموعود في متناول اليد ( فيا يهود العالم أتركوا البنوك لنديرها نحن واتركوا الاوطان لنتخلص من مظاهر تدينكم )..هذه المظاهر التي تسعى اوربا الى القضاء عليها ، لان المظاهر الدينية اليهودية في شوارع المدن الاوربية تبعث على تمسك المسيحيين بديانتهم وتزيدهم حماساً الى ارتياد الكنائس ، وهذا لاينسجم مع ( الحداثة ) التي تريدها اوربا بعد الحرب العالمية الأولى.
فجاء وعد بلفور ليضمن للاوربيين اربعة من اهم اسس نجاحهم وهيمنتهم على الاقتصاد العالمي:
اولاً - الاستيلاء على البنوك التي تركها اليهود المهاجرون الى فلسطين مما ضمن لهم السيطرة الكاملة على حركة المال والاقتصاد.
ثانيا - تخليص اوربا من مظاهر التدين وانهاء اسباب تحفيز الاوربيين على التمسك بالمظاهر الدينية التي تشكل عائقاً لزحف اوربا نحو ( الحداثة ) التي جزء منها نشر مظاهر الابتذال والفجور وانهاء كل ارتباط روحي للمواطن الاوربي.
ثالثاً - تطهير المجتمعات الاوربية من اسباب الكراهية والحقد التي كانت ظاهرة ذات معالم واضحة تجاه اليهود بسبب (طبيعة اليهودي الجاف الخالي من المشاعر) كما صوره لنا الكاتب الانكليزي الشهير شكسبير بشخصية شايلوك في رواية تاجر البندقية وشخصية فاغن في رواية اوليڤر تويست للكاتب الانكليزي تشارلز ديكنز ، وغيرها من كتب الادب الاوربي في القرن السابع عشر الى القرن العشرين الذي وصل فيه العداء الى أقصاه في اضطهاد اليهود في المانيا والنمسا وهنكاريا وغيرها من بلدان اوربا.
رابعا - تهجير اليهود الى فلسطين وتركهم في بقعة صغيرة من الارض وسط عالم اسلامي مترامي الاطراف يبرر التدخل في شؤون هذا العالم بدعوى حماية اسرائيل وسلامة شعبها (المسكين) الضعيف.
ومن ذلك كله نخلص الى ان بلفور لم يتآمر على فلسطين فحسب بل وتآمر على اليهود ايضاً، فبدل ان تسعى اوربا الى اعطاء اليهود الحقوق الكاملة للمواطنة في بلدانهم التي هم جزء لا يتجزأ من شعبها وتسعى الى دمجهم وتعويضهم عن سنين المعاناة بسبب الاضطهاد ، لكنهم بدل ذلك قاموا بحياكة مؤامرة ترحيلهم وخلعهم من جذورهم ورميهم في البحر لتنقلهم سفن متهالكة الى فلسطين مما تسبب في غرق الكثير من اطفالهم ونسائهم ومن غير شفقة استمرت المؤامرة.
لذلك أرى أن تتحمل أوربا المسؤولية التأريخية وتعمل على تعويض اليهود وتعيدهم الى اوطانهم وتقدم لهم الاعتذار الذي يتناسب وهذه المحنة التي وضعتهم فيها اوربا الظالمة.
[email protected]



#رياض_البغدادي (هاشتاغ)       Riyadh_Farhan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوارج الجدد في ايران
- حقوق السجين في العراق ... خرط قتاد
- إدارة الحج ... حقائق مؤلمة
- العراق ... بين المتظاهرين والقاعدين !
- الى وزير النقل العراقي .... مع التقدير
- وسطية الازهر تتراجع في تكريت
- دمبسي ... ونصائح الشيطان !!
- اندحر الفساد وانتصر الاعلام في العراق
- سورية والعراق والربيع العربي


المزيد.....




- -لا يهمني-.. شاهد ترامب يخالف تقييمات مديرة الاستخبارات بشأن ...
- -انهيار إيران ليس من مصلحة الخليج-.. حمد بن جاسم يحذر من مخا ...
- غارات متبادلة ودمار.. شاهد ما رصدته كاميرات للصراع بين إيران ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس مهدّدا خامنئي: تذكّر مصير صدام ح ...
- بحثوا عن الطحين فعادوا جثثا.. قصف إسرائيلي يقتل 64 فلسطينيا ...
- صفارات الإنذار تدوي في إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران ...
- الجيش الإسرائيلي: الدفاع ليس محكما في مواجهة الصواريخ الإيرا ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: هل ستزود واشنطن تل أبيب بقنابل خار ...
- ترامب عن المواجهة بين إسرائيل وإيران: نحن لا نبحث عن وقف لإط ...
- إيران: علي خامنئي... الزعيم الحديدي الذي تواجه قبضته الإلهية ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض البغدادي - بلفور تآمر على اليهود