جمال الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 5746 - 2018 / 1 / 3 - 04:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت كنائس المسيحية والمعابد اليهودية قديما تهيمن على كل شيء، إلا أن انحرافها كان واضح جدا، فجاء سبينوزا وقدم فكرة الدين يحوّل قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية كان يقصد اليهودية والمسيحية التي صنفها مارسيل البدواني على أنها ديانات روحانية وليست سياسية لتسيير الحياة اليومية،يعني خطابات العلمانية ومدرستها الحداثة أفكار مستوردة وضعت لديانات غير الإسلام،لأن ديننا الحنيف هو نظام حياة كلها لأنه عقيدة روحانية سياسية تشمل الكل.
بضاعة يهودية لأن أول من تكلم عنها وقدم تلميحات من أجل الخروج من سيطرة الكنائس والمعابد هو مارسيل البدواني في كتابه المدافع عن السلام،والذي لخص فيه أهمية فصل السلطتين عن شرائع الكنيسة والمعابد،ومن اتفق معه في الموضوع كليا غيوم الأوكامي الذي جدد فكرة الفصل الزمني عن الروحي وطرحها على العامة من منطلق التفريق بين السلطة الدينية والسلطة المدنية،ثم جاء بعدهم باروخ سبينوزا الذي قال أن دولة كيان متطور يجب أن يكون مستقل عن الشريعة الثابتة،كل هؤلاء فتحوا ثغرة لمفكرين جاءوا من بعدهم جعلوا من العلمانية صفة مطلوبة يجب إدرجها مع تطوير الدولة عبر العصور .
لذلك يدهشني بعض العلمانيين حينما يفتحون النار عن الفتاوى الدينية بداعي أنها مستوردة من السعودية أو مصر أو اليمن وهم مستوردين فكرة العلمانية كلها من بعض الفلاسفة اليهوديين الذي وضعوا حد لهيمنة الكنائس وانحرافها،كل الشبه التي طرحها الحداثيين والعلمانيين على الإسلام هي شبه قدم علماء الدين لها تفسيرات، لكن التطرف العلماني دائما يقدم الشبه على أنها انحراف عقائدي يجب إعادة النظر فيه، يبقى العلماني يطبق في بضاعة يهودية على الإسلام ،ويبقى الإسلام صامدا بإذن الرحمان العالي .
جمال الصغير
[email protected]
#جمال_الصغير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟