أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القيام بالثورة و دفع الإنتاج – مقتطف من كتاب - ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية !- تأليف بوب أفاكيان















المزيد.....



القيام بالثورة و دفع الإنتاج – مقتطف من كتاب - ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية !- تأليف بوب أفاكيان


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 14:04
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


القيام بالثورة و دفع الإنتاج – مقتطف من كتاب " ماتت الشيوعية الزائفة ...
عاشت الشيوعية الحقيقية !" تأليف بوب أفاكيان
[ لتنزيل الكتاب بأكمله نسخة بى دى أف : مكتبة الحوار المتمدّن ]
https://www.4shared.com/office/TAHEVgGAca/__-______.html
الماويّة : نظريّة و ممارسة
عدد 28 / جويلية 2017
شادي الشماوي

( ملاحظة : هذه الترجمة ليست رسميّة /This is not an official translation )
مقدّمة المترجم للكتاب 28 :
عنوان كتاب بوب أفاكيان الذى ترجمنا إلى العربيّة وننشر هنا هو" ماتت الشيوعيّة الزائفة...عاشت الشيوعيّة الحقيقيّة !" وهو ذات عنوان بيان شهير للحركة الأمميّة الثوريّة بصدد ما جدّ في أواخر ثمانينات القرن العشرين و بدايات تسعيناته في الإتّحاد السوفياتي و البلدان التي كانت تمثّل كتلته من تفكّك و تداعى و إنهيار . و الحركة الأمميّة الثوريّة وليدة الصراع بين الخطّين صلب الحركة الشيوعيّة العالميّة الذى خاضه ورثة ما سمّي بداية " فكر ماو تسى تونغ " و تاليا الماويّة ضد كلّ من التحريفيّة المعاصرة السوفياتيّة و التحريفيّة الصينيّة و التحريفيّة الألبانيّة أو الخوجيّة ، تنظيم عالمي لمجموعة كبيرة من الأحزاب و المنظّمات الماويّة أو الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة نشأ على أساس بيان الحركة الأممية الثوريّة لسنة 1984 الذى أردف لاحقا ، سنة 1993 ، ببيان " لتحي الماركسية - اللينينيّة - الماويّة " . و ظلّ هذا التنظيم العالميّ ينشط موحّدا إلى 2006 حيث حصل داخله إنشقاق أساسيّ كبير لعدّة أسباب أبرزها الإنحراف اليمينيّ ، التحريفيّ الإصلاحيّ للحزب الشيوعيّ النيبالي ( الماوي ) الذى أوقف حرب الشعب الماوية التي قادها لسنوات عشر و بدلا من إنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة و تعبيد الطريق للثورة الإشتراكية بقيادة البروليتاريا و بالتالى تحطيم الدولة القائمة للطبقات الرجعيّة ، إنخرط في العمل في إطار الدولة الرجعيّة لإصلاحها . و قد سبق لنا و أن وثّقنا هذا الصراع داخل الحركة الأممية الثوريّة في كتابين تجدونهما بمكتبة الحوار المتمدّن و هما " الثورة الماويّة في النيبال و صراع الخطّين صلب الحركة الأمميّة الثوريّة " و " الماويّة تنقسم إلى إثنين ".
و بوب أفاكيان هو رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الذى كان من أهمّ الفاعلين في تشكيل الحركة الأمميّة الثوريّة و في قيادتها لذلك لم يكن مفاجأ أن يحمل بيان تلك الحركة نفس عنوان كتاب أفاكيان كما لم يكن مفاجأ أن تروّج أحزاب و منظّمات تلك الحركة لهذا الكتاب عبر العالم قاطبة و كذلك لم يكن مفاجأ عدم نشر الجزء الثاني المعدّ في الأصل لهذا الكتاب مع الجزء الأوّل منه بل صدر في مجلّة الحركة الأمميّة الثوريّة ، " عالم نربحه " عدد 17 سنة 1992 ورابطه على الأنترنت هو : http://www.bannedthought.net/International/RIM/AWTW/1992-17/index.htm. و قد إنصبّ إهتمام المؤلّف في الجزء الذى نشر بالمجلّة إيّاها على نقد إنحراف يمينيّ ديمقراطيّ برجوازي ظهر صلب قيادة حزب من الأحزاب المنتمية إلى الحركة الأمميّة الثوريّة ونقصد الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسي – اللينيني) لجنة إعادة التنظيم. و بعد بضعة سنوات ، في طبعة ثانية للكتاب ، وقع ضمّ الجزء المنشور بالمجلّة إلى بقيّة الكتاب . لذلك لم نترجم الكتاب كما صدر في طبعته الأولى فحسب بل أضفنا إليه النصّ الذى نشر في " عالم نربحه ".
و لئن إنكبّ بوب أفاكيان في الجزء المنشور في مجلّة الحركة الأمميّة الثوريّة بتسليط سياط النقد على ذلك التوجّه التحرفيّ الإصلاحي فإنّه في الجزء الذى صدر من البداية ككتاب قد إعتنى بالردّ على الهجوم الإيديولوجيّ على الشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة من قبل الممثّلين السياسيّين و الأدبيّين للبرجوازيّة الإمبرياليّة و بالأخصّ ما صرّح به جورج بوش و برجنسكي المستشار السامي في إدارته .
و ليست هذه هي المرّة الأولى التي ينبرى فيها بوب أفاكيان و حزبه للتصدّى للدفاع المستميت عن علم الشيوعية و التجارب الإشتراكيّة للبروليتاريا العالمية وتعرية التيّارات التحريفيّة و الإصلاحيّة فقد رأينا بوب أفاكيان يقارع التحريفيّة الصينيّة التي إستولت على السلطة في الصين إثر إنقلاب 1976 و حوّلت الصين الماويّة الإشتراكيّة إلى صين رأسماليّة ، في كتاب " المساهامات الخالدة لماو تسى تونغ " و رأينا الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ، ينقد بصلابة الخوجيّة و يرفع راية الماويّة في كتابنا ، " الماويّة تدحض الخوجيّة و منذ 1979 " ، و رأينا هذا الحزب بقيادة بوب أفاكيان ، يفضح تحريفيّة و إصلاحيّة الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) في كتابنا " الثورة الماويّة في النيبال وصراع الخطّين صلب الحركة الأمميّة الثوريّة " ) و ألفيناه أيضا يواجه دغمائيّة بعض الأحزاب و المنظّمات التي كانت منتمية إلى الحركة الأممية الثورية من أفغانستان و الهند و إيطاليا و غيرها و معارضتها التعاطى مع الشيوعيّة كعلم و تطوير الماويّة تطويرا ثوريّا في كتابينا " الماويّة تنقسم إلى إثنين " و " آجيث صورة لبقايا الماضى " . و لتكوين فكرة عن الخلاصة الجديدة للشيوعيّة أو الشيوعيّة الجديدة التي يعتبر بوب أفاكيان مهندسها و التي يمكن أن تعدّ مزيجا من الدفاع عن المبادئ الشيوعيّة الصحيحة و مكاسب التجارب الإشتراكية من ناحية و نقد لبعض الإنحرافات و الأخطاء و تطويرثوريّ للماويّة أو الماركسيّة – اللينينيّة – الماويّة لجعلها أرسخ علميّا و أقدر على قيادة المرحلة أو الموجة الجديدة للثورة الشيوعية العالميّة من ناحية ثانية ، نقترح على القرّاء الغوص في كتابنا – المتوفّر هو و بقيّة الكتب الآنف ذكرها بمكتبة الحوار المتمدّن – " عن بوب أفاكيان و أهمّية الخلاصة الجديدة للشيوعية – تحدّث قادة من الحزب الشيوعيّ الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة ".
و قد ينبرى أحدهم ليثير سؤال : ما علاقة كتاب " ماتت الشيوعيّة الزائفة ... عاشت الشيوعيّة الحقيقيّة ! " بمجريات أحداث الصراع الطبقيّ و الصراع الإيديولوجي تحديدا الآن و هنا ، بعد ما يناهز الثلاثة عقود من صدور ذلك الكتاب ؟ و الجواب في غاية البساطة : المسائل المطروحة و المناقشة مسائل ما إنفكّت تطرح على بساط البحث إلى اليوم في صفوف فرق اليسار عربيّا فضلا عن كون الهجوم الإيديولوجيّ على الشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة ما لقي تصدّيا كما يجب كمّا و نوعا من الشيوعيّين و الشيوعيّات في البلدان العربيّة و ما زلنا إلى اليوم نعانى أيّة معاناة من تبعات ذلك . و حتّى عالميّا ، لا تزال أفكار هذا الكتاب ليس صالحة و حسب بل تنبض حياة و على سبيل المثال سيتفطّن دارس الخطّ التحريفيّ الإصلاحيّ للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي) منذ 2006 و دارس نقد أفاكيان للحزب الهنديّ في الجزء الثاني من هذا الكتاب تقاطعا إلى درجة كبيرة بين أطروحات الحزبين المنحرفين و بالتالى بالإمكان إستغلال حجج أفاكيان في هذا المصنّف للردّ عليهما معا و حتّى على أشباههما ممّن صاروا من أنصار الديمقراطيّة البرجوازيّة المغلّفة بغلاف شيوعيّ في الكثير من بلدان العالم و على النطاق العربيّ أيضا .
و وحده من يسلك سياسة النعامة و يدفن رأسه في الرمل بوسعه إنكار ضرورة الفرز اليوم بين الشيوعيّة الزائفة أي التحريفيّة و الإصلاحيّة السائدتين داخل الحركة الشيوعيّة العربيّة من جهة و الشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة من الجهة الأخرى سيما و انّ التحريفيّة و الإصلاحيّة قد نخرا و لا يزالان أجسام حتّى القلّة القليلة الباقية من المنظّمات الشيوعيّة الثوريّة أو التي تدّعى ذلك ، و قد سمّما أفكار الشيوعيّات و الشيوعيّين و حوّلا تلك المنظّمات و أولئك الأشخاص إلى ديمقراطيّين برجوازيّين أو قوميّين شوفينيّين لا غير .
و من هنا يندرج عملنا هذا ضمن توضيح و مزيد توضيح خطوط التمايز بين علم الشيوعيّة كسلاح جبّار من أجل الثورة الشيوعيّة العالميّة من ناحية و الصورة المحرّفة و المشوّهة له التي يقدّمها التحريفيّون و الإصلاحيّون من الناحية الأخرى. غاية عملنا إذن هي مساهمة أخرى تنضاف إلى مساهماتنا السابقة في ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة كما أوصانا ماو تسى تونغ . و يكفى إلقاء نظرة على مضامين هذا الكتاب الذى نضع بين أيديكم للتأكّد من مدى أهمّية و صحّة هذا و لا ظلّ للشكّ في أنّ دراسة القضايا المناقشة في هذا الكتاب ستساعف على كشف حقائق في منتهى الأهميّة و الدلالة و رفع الوعي الشيوعيّ الحقيقيّ و نشره في مجابهة أعداء الشيوعيّة و مزيّفيها . و بطبيعة الحال ، ينبغي عدم نسيان إعمال سلاح النقد و قراءة الكتاب قراءة نقديّة في علاقة بواقع أيّام كتابته و أيّامنا هذه و لما لا صياغة ملاحظات نقديّة تفيد في الجدالات و الصراعات في سبيل تطوير فهم علم الثورة البروليتاريّة العالميّة و تطبيقه من أجل تغيير العالم تغييرا شيوعيّا ثوريّا و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد.
و محتويات العدد 28 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المترجم :
ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية !

مقدمة الناشر :
تمهيد :
موت الشيوعيّة و مستقبل الشيوعيّة
القمم الثلاث
1 / ماركس :
أ- المادية التاريخية هي الجانب الجوهريّ فى الماركسية :
ب- السرّ القذر للإستغلال الرأسمالي :
2 / لينين :
أ - الإقتصاد السياسي للإمبريالية :
ب- الحزب البروليتاري الطليعي :
ت- تطوّر الثورة البروليتاريّة العالميّة كسيرورة ثوريّة عالميّة :
3 / ماو تسى تونغ :
أ- نظرية و إسترتيجيا ثورة الديمقراطيّة الجديدة :
ب- مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا :
4/ الماركسية - اللينينية - الماوية : توليف كلّي القدرة لأنّه صحيح

الجزء الأوّل
الهجوم الراهن ضد الماركسيّة : المراوغات و الردود
1/ أسطورة الأسواق الحرّة فى مقابل الإشتراكية الحقيقية :
2/ بصدد البرجوازية و " الطبيعة الإنسانية " و الدين : الردّ الماركسي :

3/ مرّة أخرى حول الإقتصاد البرجوازيّ و خلط البرجوازيّة للأمور:

4/ من يدافع حقا عن التحرر الوطنيّ و ما هو مفهوم الأمميّة :

5/ دكتاتورية البروليتاريا : ألف مرّة أكثر ديمقراطيّة ... بالنسبة للجماهير :

6/ الشيوعيّة ليست " طغيانا طوباويّا " بل هدفا قابلا للتحقيق و هدفا تحرّريا :

7/ " الماديّة التاريخيّة " الميكانيكيّة و الماديّة التاريخيّة الجدليّة :
الجزء الثاني
مرّة أخرى حول التجربة التاريخيّة للثورة البروليتاريّة – مرّة أخرى حول كسب العالم

1/ مسألة قوى الإنتاج :

2/ تقدّم الثورة العالميّة و تعزيزها :

3/ الثورة البروليتاريّة و الأمميّة : القاعدة الإجتماعيّة :

القيام بالثورة و دفع الإنتاج
1/ تحويل العلاقات بين الناس و تحويل الملكيّة :

2/ المساواة و الوفرة العامة فى ظلّ الإشتراكيّة :

3/ ماذا يعنى أن تكون الجماهير سيّدة المجتمع ؟

4/ البناء الإشتراكيّ فى الإطار العالميّ :

خاتمة
1/ المواجهة الإيديولوجيّة :

2/ نظرتان إلى العالم ، رؤيتان متناقضتان للحرّية :

3/ أبعد من الحقّ البرجوازيّ :

4/ التكنولوجيا و الإيديولوجيا :

5/ تغيير المجتمع و تغيير " طبيعة الإنسان " :

6/ الماديّة التاريخيّة و تقدّم التاريخ :

-------------------------------------------------------------------------------------
الديمقراطية :
أكثر من أيّ زمن مضى بوسعنا و يجب علينا إنجاز أفضل من ذلك
مقدّمة :
1 / بصدد الأحداث الأخيرة بالكتلة السوفياتية السابقة و بالصين

2/ أفق كمونة باريس : الثورتان البلشفيّة و الصينيّة كإمتداد و تعميق لها :

3 / ممارسة السلطة فى المجتمع الإشتراكيّ : القيادة و الجماهير و دكتاتوريّة البروليتاريا :

4/ الصراع الطبقيّ فى ظلّ الإشتراكيّة و أشكال الحكم الجماهيريّ :

5 / مشكلة البيروقراطيّة و دور الحزب و هياكل الدولة فى ظلّ الإشتراكيّة :

6/ تصفية التحليل الطبقيّ بإسم معارضة " الإختزاليّة الطبقيّة " :

7 / تقييم التجربة التاريخيّة :

8/ المركزيّة و اللامركزيّة و إضمحلال الدولة :

9/ إن لم تكن الطليعة هي التى تقود فمن سيقود ؟

10/ أيّ نوع من الحزب ، أيّ نوع من الثورة ؟

11 / النموذج الإنتخابيّ البرجوازيّ مقابل قيادة الجماهير لإعادة صياغة العالم :

12 / المركزيّة الديمقراطيّة و صراع الخطّين و الحفاظ على الطليعة على الطريق الثوريّ :

خاتمة : رفع التحدّى أم التنكّر للثورة ؟
ملحق " الديمقراطية :
أكثر من أيّ زمن مضى بوسعنا و يجب علينا إنجاز أفضل من ذلك "
حول الديمقراطة البروليتارية

( اللجنة المركزية لإعادة تنظيم الحزب الشيوعي الهندي ( الماركسيّ – اللينينيّ) )
1 / المقدّمة :

2/ دكتاتوريّة البروليتاريا :

3- ماركس و كمونة باريس :

4/ لينين و سلطة الدولة البروليتارية :

5 / السوفياتات و ممارسة دكتاتورية البروليتاريا :

6/ نقد وجّهته روزا لكسمبورغ :

7/ ماو و الدولة الديمقراطيّة الجديدة و الثورة الثقافيّة :

8/ الخطأ الأساسيّ :

9/ الدكتاتوريّة البرجوازيّة و الديمقراطيّة البروليتاريّة :

10/ الحاجة إلى توجّه جديد:

11 / دور الحزب الشيوعيّ و عمله :

12 / حلّ لغز الحزب الشيوعيّ :

13 / بعض المسائل الإضافيّة :

14 / الخاتمة :

---------------------------------------------------------------------------------------
ملحق الكتاب
فهارس كتب شادي الشماوي
++++++++++++++++++++++++++++++

القيام بالثورة و دفع الإنتاج

ثمّة موضوع أساسيّ له صلة بما مرّ بنا و لا بدّ أن نبحثه ألا وهو المبدأ الذى صاغه ماو تسى تونغ " القيام بالثورة و دفع الإنتاج " فلنعالج مختلف جوانبه (10) .

1/ تحويل العلاقات بين الناس و تحويل الملكيّة :

عندما قدّم لينين تعريفا أساسيّا للطبقات الإجتماعيّة ، شرح أنّ جذورها هي جوانب ثلاث متداخلة من علاقات الإنتاج : أوّلا و قبل كلّ شيء ، نظام الملكيّة و، ثانيا ، علاقات الناس فى سيرورة العمل الإجتماعيّ ، وثالثا ، موقعهم فى نظام التوزيع و حصّتهم من توزيع الثروة الإجتماعيّة . ( لينين " المبادرة الكبرى " ) .

والملكيّة هي أكثر جوانب علاقات الإنتاج الثلاث المذكورة أعلاه أهمّية . و مع ذلك ، لا يجب إعتبارها العامل المهمّ الوحيد فى علاقات الإنتاج هذه و علاقتها بالعوامل الأخرى لا يجب النظر إليها على نحو صارم . و يتّسم هذا بأهمّية خاصة فى المجتمع الإشتراكيّ أين حتّى بعد بلوغ ، فى خطوط عامة ، مشركة الملكيّة ، تبقى إختلافات و لاتكافئ هامين فى المجتمع الرأسماليّ يعبّرون عن أنفسهم فى قوانين و سياسة الحكومة و الإيديولوجيا ( ما يعبّر عنه بصيغة مقتضبة ب " الحق البرجوازي " ) . هنا كذلك ، يتعيّن تحليل شامل لمشكل البناء الفوقيّ و علاقته بالقاعدة الإقتصاديّة .

فى مقال هام مكتوب سنة 1975 ، أشار تشانغ تشن – شياو إلى أنّه :

" من الصحيح تماما أن نولي إهتماما كبيرا للدور الحيويّ للملكيّة فى علاقات الإنتاج . و سيكون مع ذلك من الخاطئ أن لا نلاحظ مع كلّ العناية اللازمة هل أنّ مشكل الملكيّة قد جرى حله فعلا أم فقط ظاهريّا. سنقترف خطأ إن إستهنّا بإنعكاسها على العنصرين الآخرين لعلاقات الإناج – العلاقات بين الناس و شكل التوزيع . و إنعكاس البنية الفوقيّة على البنية التحتيّة الإقتصاديّة ، لأنّ هذين العنصرين و البناء الفوقيّ ينهضان بدور حيويّ في ظروف معيّنة . ...إنّ الخطّ الإيديولوجي و السياسي و الطبقة التي تقود هي العوامل التي تحدّد إلى أيّة طبقة تعود ملكيّة المصانع في الواقع ." ( تشانغ تشن – شياو ، " بصدد الدكتاتورية الشاملة على البرجوازية " ، صفحة 11 ، منشورات باللغات الأجنبية ؛ الإنقليزية ، بيكين 1975 ؛ و بالعربيّة " شادي الشماوي ، " قيادات شيوعيّة ، رموز ماويّة " ، مكتبة الحوار المتمدّن ) .

و لنتفحّص هذا بالتفصيل . فى كتاب الإقتصاد السياسي الذى صدر بشنغاي [ الطبعة الأنجليزيّة في ديسمبر 1975- المترجم ] و عموما فى الخطّ الذى تمّت صياغته فى ظلّ قيادة ماو ، وقع التأكيد بإلحاح على "الحلقة الوسطى " لعلاقات الإنتاج أي العلاقات بين الناس فى سيرورة الإنتاج ( ما كان الرفاق الصينيّون يسمّونه " العلاقات بين الأفراد " ). وضعوا تشديدا خاصا على" الدور الديناميكي للعلاقات بين الأفراد ". و إلى جانب ذلك ، أعاروا أهمّية كبرى إلى الدور المبادر للبنية الفوقيّة . ما معنى هذه المفاهيم ؟

مبتدئين بالعلاقات بين الأفراد نقول إنّ هذا المفهوم يعود على أشياء مثل العلاقة بين الإداريّين و العمّال فى المؤسسة و العلاقة بين العمّال بالساعد و العمّال التقنيّين و العمّال بالفكر و هكذا دواليك . و ما أبرزه ماو فى " نقد"ه للإقتصاد السياسي السوفياتيّ ( و كتاب الإقتصاد السياسيّ لشنغاي يحلّل هذه النقطة أيضا ) هو أنّ فى المجتمع الإشتراكي ، تحدّد طبيعة نظام الملكيّة فى أيّة مرحلة الإطار المرجعيّ العام للتحوّلات التى يمكن إدخالها على علاقات الإنتاج ، لكن ضمن هذا الإطار العام يمكن تحقيق تغييرات كبيرة فى الحلقة الوسطى للعلاقات بين الأفراد .

ولنلق نظرة على بعض الإجراءات الملموسة و الخاصة . إنّ مساهمة القيادة و الموظّفين السامين فى الحزب و الدولة فى العمل المنتج جنبا إلى جنب مع الجماهير و مساهمة الجماهير فى المجالات الهامة من البنية الفوقيّة كالإدارة و التعليم و الثقافة و مساهمة الجماهير فى تطوير التكنولوجيا ، كلّ هذا يقطع مع مظاهر هامة من تقسيم العمل الموروث عن المجتمع القديم . و من غير الممكن القضاء كلّيا على تقسيم العمل إيّاه مرّة واحدة . إلّا أنّه ينبغى مقاومته و مهاجمته بإستمرار و تحويله إلى أقصى درجة ممكنة فى كلّ لحظة و إن لم نقم بذلك فإنّ المجتمع سيتراجع إلى الرأسمالية .

و مثلما تعرب عنه أطروحة تشانغ تشن- شياو ، بمقدور مثل هذه التغييرات فى العلاقات بين الناس فى الإنتاج ( أو العلاقات بين الأفراد ) معا مع التغييرات فى نظام التوزيع ، بمقدورها أن تمارس تأثيرا عميقا على نظام الملكيّة . ولننظر فى الوضع الملموس للصين الإشتراكيّة . فى وقت قصير نسبيّا ، رغم تمكّنهم من تحويل الغالبيّة العظمى من الملكيّة الصناعيّة إلى ملكيّة دولة ، فإنّهم فى الريف ( و لنتذكر أنّ الفلاحين كانوا يمثّلون غالبيّة السكّان ) لم يقدروا على بلوغ مثل ذلك التحويل. حين إغتصب التحريفيّون السلطة ، عقب ثلاثين سنة تقريبا من إنتصار الثورة ، كان الشكل الرئيسي للملكيّة ، فى الريف ، هو الملكيّة الجماعيّة لمجموعات من الفلاّحين ( و ليس ملكيّة الدولة ) . علاوة على ذلك ، ضمن هذه الأشكال الجماعيّة للملكيّة ، كانت وحدات المحاسبة الأساسيّة و المقصودة هي وحدات الإنتاج المسؤولة عن أرباحها و خسائرها الذاتية ، كانت " مجموعات إنتاج " صغيرة نسبيّا .

إلاّ أنّه فى ظلّ هذا الوضع العام ، أمكن تحقيق تحويلات ذات أهمّية كبرى مثل جعل التقنيّين و الخبراء الموجودين بالريف يساهمون إلى جانب جماهير الفلاّحين فى العمل الإنتاجي و من جهة أخرى ، أمكن جعل الجماهير تساهم فى التخطيط و فى التحديث التقنيّ و فى الإدارة . كانت هذه الخطوات هامة لسببين إثنين : ليس لأنّها تحول دون تعميق الإختلافات فى صفوف الشعب ، فى سيرورة الإنتاج و دون الإقتراب أكثر فأكثر من علاقات الإستغلال الطبقيّة فحسب ، بل أيضا لأنّها تؤثّر على نظام الملكيّة .

و زيادة على ذلك ، حصل صراع دائم و أحيانا حاد للتوصّل إلى أن يضع الفلاّحون المصلحة الجماعيّة فى المصاف الأوّل قبل مصالح وحداتهم الإنتاجيّة الصغيرة ( و الربح و الخسارة ) فعلى سبيل المثال لإنجاز مشاريع كانت على المدى القصير غير مربحة للفرق أو المجموعات ( و بالنسبة للفلاّحين ذاتهم ، شخصيّا ) و لكن كانت ستعزّز الإقتصاد الجماعيّ و الروح الجماعيّة و مزيد تحرّر قوى الإنتاج و بالتالى كانت تتناسب مع المصالح العامة و على المدى البعيد لجماهير الفلاّحين و قد إستنهضوا جماهير الفلاحين و العمّال لتحقيق مهام الإنتاج التى لم تكن موجّهة لتلبية حاجياتها الآنية و الشخصيّة لكن التى تتناسب مع المصالح الأكثر جوهريّة للنضال فى سبيل الشيوعيّة العالميّة : مهام إنتاج موجّهة إلى دعم النضالات الثوريّة عبر العالم قاطبة و إلى خدمة الثورة العالميّة .

و لنتفحّص جانبا آخر من العلاقات الإجتماعيّة و نقصد النضال من أجل تحرير المرأة من إضطهاد النظام الأبويّ/ البطرياركي و من أجل جعل الرجال يشاركون على قدم المساواة فى العمل المنزليّ و جعل العديد من هذه الأعمال إجتماعيّة و من أجل كسر السلاسل التى كانت تحدّ من مساهمة المرأة فى كلّ مجالات الحياة . كانت لكلّ هذا دلالة كبرى سياسياّ و إيديولوجيّا و مثّل تغييرا راديكالياّ آخر فى العلاقات بين الناس فى الإنتاج و تحريرا عظيما لقوى الإنتاج و بوجه خاص جماهير النساء .

و بقدر ما يتمّ النضال فى سبيل تحقيق هذه التغييرات بقدر ما تقع توعية الشعب و تتطوّر القاعدة الماديّة لإنجاز تغييرات فى نظام الملكيّة . ( بخاصة فى الريف الصيني ، ، مثل هذه التغييرات رفعت إلى أعلى مظاهر الإنتاج على نطاق محاسبة الفرق ، و حتّى الكمونة ، حسب تطوّر قوى الإنتاج و الإقتصاد عامة ) . مفاد هذا ليس أن تطوّر الإقتصاد ( و بالخصوص التكنولوجيا ) ليس هاما . بالعكس إنّه هام إلى أقصى درجة و من الضروري تحقيق نوع من الوفرة فى كلّ مرحلة لكي نقدر على القيام بتحويلات كبرى فى نظام الملكيّة . مثلا ، ناظرين مرّة أخرى إلى تجربة الصين الإشتراكية ، كان لزاما القيام بقفزة فى مستوى قوى الإنتاج فى الريف و فى الإقتصاد عموما قبل أن يُستطاع إحداث تحوّل راديكالي إلى وضع يكون فيه مستوى الكمونة مسؤولا على كلّ شيء ، أو تقريبا كلّ شيء ، الملكيّة و الأرباح و الخسائر فى الريف . و كان لزاما إيجاد مستوى حتّى أرقى لقوى الإنتاج قبل أن يمسي ممكنا إحداث قفزة كبرى أخرى ، من الملكيّة الجماعيّة للفلاّحين إلى ملكيّة الشعب بأسره ( بداية فى شكل ملكيّة الدولة و فى النهاية ، مع القضاء على الطبقات و الدولة ، فى شكل ملكيّة مباشرة للمجتمع بأسره دون وساطة الدولة ) . بيد أنّ المركزيّ هنا هو أنّ كلّ هذه السيرورة تمرّ بمراحل أو لوالب و أنّه كي نستمرّ على الطريق الإشتراكي ، من اللازم تحرير المبادرة الواعية للجماهير دفعا للسيرورة عبر جدليّة تحرير قوى الإنتاج إنطلاقا من التغييرات فى علاقات الإنتاج ، مستعملين الدور الديناميكي للعلاقات بين الأفراد . (11)

إجمالا لهذه العلاقات بين الأفراد أو العلاقات بين الناس فى سيرورة الإنتاج تأثير عظيم على تقسيم العمل و على التغييرات التى يمكن إحداثها فى نظام الملكيّة . و لهذا بدوره تأثير كبير على مظاهر أخرى متبقّية من الرأسماليّة لا سيما إستمرار علاقات تبادل السلع بين الجهود الفلاحيّة المختلفة و بين المجموعات الفلاحيّة و قطاع الدولة فى الإقتصاد و خاصة الصناعة و بين مؤسسات مختلفة من قطاع الدولة . فإستمرار بقايا العلاقات السلعيّة يعنى أنّه لا يمكن على الفور التجاوز مع الإبقاء فى الخلف أشياء مثل قانون القيمة و مفاده أنّ قيمة المنتوجات تساوى زمن العمل الضروري لإنتاجها و يتضمّن هذا القانون بذور الرأسماليّة و لا يمكن السماح بأن يقود الإنتاج فى ظلّ الإشتراكيّة و أن يعيّن ما سينتج و كيف سيُنتج . هذا من جهة و من جهة أخرى ، طالما وُجدت علاقات سلعيّة ، من الواجب أن نأخذ بعين الإعتبار قانون القيمة فى الإنتاج و التبادل . إذا جرى التعاطي معه بطريقة جيّدة ، يمكن أن يكون مفيدا لضمان أن يتماشى التخطيط و سير الإقتصاد مع الظروف و القوانين الموضوعيّة لتطوّر الإقتصاد ( مثلا ، القانون الجوهريّ القاضى بأنّ الأشياء المنتجة تمثّل كمّية معيّنة من العمل الإجتماعي و أنّه لا بدّ أن يؤخذ بنظر الإعتبار حتّى فى المجتمع الشيوعيّ ، رغم أنّه لا بدّ ألاّ يعكس مبدأ التبادل القائم على الكمّيات المتساوية من العمل المبدأ الذى يقود تبادل السلع ) . ينبغى إستعمال قانون القيمة للتقدّم من المستوى الحالي بإتّجاه هدف الشيوعيّة ، عاملين على تحقيق هذا الهدف عبر جملة من الأمواج و اللوالب .

2/ المساواة و الوفرة العامة فى ظلّ الإشتراكيّة :

و ضمن كلّ هذا ، تحتلّ مسألة الوفرة مكانة هامة جدّا إلاّ أنّه علينا أن نتساءل : وفرة لأيّ غرض و من أي نوع ؟ أيّ خطّ يقودها و نحو أيّ هدف ؟ هذا ما يجرّنا إلى مسألة هامة أخرى متّصلة بعلاقات الإنتاج هي نظام التوزيع و اللامساواة فى ظلّ الإشتراكيّة .

يقول كتاب الإقتصاد السياسي لشنغاي : نعم ، من الصحيح الوقوف ضد المساواة المطلقة لكن من غير الصحيح الوقوف ضد المساواة عامة .

فلنتفحّص الجزء الأوّل : لماذا من الصحيح الوقوف ضد المساواة المطلقة . لا يجب قول إنّ على الجميع أن يحصلوا على الأجر عينه و إلاّ بصراحة فإنّ عديد التقنيّين و الناس الذين يشغلون مناصب مشابهة سيثورون و سيخرّبون الإقتصاد الإشتراكيّ . لبعض الوقت ، سيكون عديد هؤلاء التقنيّين و " الخبراء " و آخرين ، بالضرورة أناسا مؤهّلين فى المجتمع القديم و حتّى عديد الناس المتكوّنين فى المجتمع الجديد لن يقبلوا بنفس أجر العمّال الأقلّ مؤهّلات . هذه المواقع التقنيّة ( و العمل الفكريّ عموما ) بذاتها تتطلّب مزيدا من التربية التقنيّة و وقتا أطول للتوّصل إلى المعرفة الضرورية . لذلك ، طالما بقيت العلاقات السلعيّة ، ستكون قيمة العمل التقنيّ و الفكريّ أعلى من قيمة العمل الذى يحتاج إستعدادات أقلّ . لهذا و للظروف الماديّة العامّة و الإيديولوجيّات فى المجتمع ، لن تتمّ تعبئتهم جماهيريّا بالنداءات الإيديولوجيّة الشيوعيّة فقط فالعديد لن يتعاونوا معنا بحماس و نشاط و طريقة خلاّقة فى سيرورة تطوير الإقتصاد الإشتراكيّ إذا لم ندفع لهم أجورا أعلى من أجور العماّل الذين ليس لهم ذات مستوى التأهيل و الإستعداد التقنيّ .

أعيد ، هذه مسألة نرثُها عن الرأسمالية بيد أنّه لا يمكن القضاء عليها فى الحال . و لذلك يعترف كتاب الإقتصاد السياسي لشنغاي بحقيقة أنّه من غير الممكن التوصّل إلى مساواة مطلقة و أنّه لا يمكن أن ندفع للجميع الأجر نفسه و لا يمكن أيضا أن يعيش الجميع فى المستوى نفسه بالضبط . علاوة على ذلك ، فى النقاش حول الحقّ البرجوازي ، يضع الكتاب تشديدا على أنّه على أيّ حال ، طالما تواصلت العلاقات السلعيّة و معها قانون القيمة ، فإنّ" المساواة " ذاتها لا يمكن واقعيّا أن تكون متساوية ذلك أنّ الذين يحصلون على الأجر نفسه مقابل العمل نفسه لا يقومون بالضرورة بكمّية العمل نفسها و النوعيّة نفسها و للبعض عائلة تعدّ أنفارا أكثر لإعالتها بأجرهم إلخ . و هكذا ، على كلّ حال ، فى النهاية ليست هنالك مساواة . و تتأتّي كلّ هذه اللامساواة من أنّ المجتمع ، فى ظلّ الإشتراكيّة ، لم يتخط بعدُ تماما العلاقات البرجوازيّة و الحقّ البرجوازيّ الذى يجسّدها و هدف الثورة البروليتاريّة هو تخطّى كلّ هذا .

و نمضى الآن إلى جانب آخر جرى التعبير عنه على هذا النحو في كتاب الإقتصاد السياسي لشنغاي : مع أنّنا ضد المساواة المطلقة فإنّنا من أنصار المساواة عامة . إنّنا من أنصار مساواة مستوى معيشة السكّان على المدى الطويل نسبيّا ، خطوة خطوة و رئيسيا برفع المستوى الأدنى . و إنّنا نعارض جعل الطريق معبّدا أمام اللامساواة و السماح بأن تتفاقم و تتحوّل إلى تناحرات طبقيّة و تعزّز قاعدة إعادة تركيز الرأسماليّة .

فى كتاب شنغاي ، بعد قول إنّنا نعارض المساواة المطلقة لا غير و ليس المساواة عامة يقال إنّ ما نتطلّع إلى خلقه هو الوفرة العامة . بكلمات أخرى ، الهدف هو خلق وفرة يقتسمها الشعب بأسره كلّ مرة أكثر فأكثر . و يمثّل هذا قطيعة راديكالية مع الوضع الذى وُجد منذ ظهور الإنقسامات و التناحرات الطبقيّة : فى جميع المجتمعات الطبقيّة السابقة ، سيطرت أقلّية ، المستغِلّون ، على وسائل إنتاج الثروات و على الثروة المنتجة و على فائض القيمة . الوفرة العامة التى ترنو إليها المرحلة الإنتقاليّة الإشتراكيّة فى تعارض مطلق مع الوضع العالمي الراهن حيث علاقات الإستغلال والإضطهاد المهيمنة تعطى لفئة صغيرة السيطرة على قوى الإنتاج المتطوّرة بدرجة عالية و مراكمة ثروات ضخمة فيما غالبيّة البلدان فى " تخلّف" و الغالبيّة العظمى من الناس فى العالم ، يعيشون فقرا و غمّا .

و ليست الوفرة وحدها الهامة كهدف و مُرشد عام للتقدّم نحو الشيوعيّة عبر المرحلة الإنتقاليّة الإشتراكيّة بل هو هام أيضا فى كلّ مرحلة ، و فى كلّ لولب فى هذه السيرورة ، أن يقع مزيد التقدّم بإتّجاه هذه الوفرة العامة . منظور إليها بمعنى ديناميكي ( كشيء فى حركة و ليس كشيء مطلق ) ، الوفرة العامة و المساواة العامة يجب أن يميّزا المجتمع الإشتراكي فى كلّ خطوة من هذه المراحل و اللوالب . عند التقدّم نحو الشيوعيّة ، لا بدّ من تحسين الظروف الماديّة للشعب من مستوى متساوى نوعا ما إلى آخر ... ثم إلى آخر ... بينما يتواصل فى كلّ مرحلة التقليص ، بأقصى قدر ممكن ، من الإختلافات الباقية . لا يمكن تعميق اللامساواة المتبقّية و فتح الأبواب أمام الحقّ البرجوازي و لا يسمح فضلا عن ذلك بأن تتحوّل الإختلافات فى صفوف الشعب إلى تناحرات طبقيّة بتعلّة خلق وفرة سيتقاسمها الجميع بمساواة ... يوما ما فى المستقبل البعيد . كان هذا هو خطّ دنك سياو بينغ ، الخطّ الذى مارسه تماما أتباع الطريق الرأسمالي ، و على رأسهم دنك سياو بينغ لمّا إغتصبوا السلطة بواسطة إنقلابهم .
-----------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الماديّة التاريخيّة - الميكانيكيّة و الماديّة التاريخيّة ا ...
- أمريكا – قوّة خير في العالم ؟ قولوا هذا إلى الشعب اليمني
- إهانة أنجيلا ماركال و الدعوة فى بولونيا إلى - محرقة للمسلمين ...
- الشيوعيّة ليست - طغيانا طوباويّا - بل هدفا قابلا للتحقيق و ه ...
- موقف الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة من نقل ترامب لل ...
- دكتاتورية البروليتاريا : ألف مرّة أكثر ديمقراطيّة ... بالنسب ...
- من يدافع حقا عن التحرر الوطنيّ و ما هو مفهوم الأمميّة- مقتطف ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة (4) الكذبة 4 : الشيوع ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة (3) الكذبة 3 : كانت ث ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة(2) الكذبة 2 : لأنّ ال ...
- مع دخول النازيين الجدد البرلمان الألماني و إنعطاف الحكومة إل ...
- الولايات المتّحدة الأمريكيّة : إعدادات لتحرّكات جماهيريّة في ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة(1) : طبيعة الإنسان تق ...
- كاتالونيا و مصالح الإنسانية-[ فهم أعمق]
- أسس وحدة المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
- بصدد البرجوازية و - الطبيعة الإنسانية - و الدين : الردّ الما ...
- أسطورة الأسواق الحرّة فى مقابل الإشتراكية الحقيقية – من الجز ...
- موت الشيوعية و مستقبل الشيوعية - مقتطف من كتاب - ماتت الشيوع ...
- ما الذى لا يقال لنا لكن نحتاج إلى معرفته بشأن المخاطر الجديد ...
- مقدمة الناشر و تمهيد بوب أفاكيان لكتابه - ماتت الشيوعية الزا ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - القيام بالثورة و دفع الإنتاج – مقتطف من كتاب - ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية !- تأليف بوب أفاكيان