أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أمريكا – قوّة خير في العالم ؟ قولوا هذا إلى الشعب اليمني















المزيد.....

أمريكا – قوّة خير في العالم ؟ قولوا هذا إلى الشعب اليمني


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 23:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أمريكا – قوّة خير في العالم ؟ قولوا هذا إلى الشعب اليمني
جريدة " الثورة " عدد 522 ، 18 ديسمبر 2017
http://revcom.us/a/522/yemen-en.html
ماذا وراء التهديدات الأمريكية – السعوديّة ضد إيران ، و الحاجة الملحّة لمعارضتها !
العربيّة السعوديّة نظام ملكي وحشي أصولي إسلامي و حليفة من الحلفاء المفاتيح للإمبرياليّة فى الشرق الأوسط وعالميّا . ولعقود إرتكبت العربيّة السعوديّة الجريمة وراء الجريمة تحقيقا لأهداف الولايات المتحدة و غاياتها هي الرجعيّة الخاصّة. و قد رفع نظام ترامب / بانس من دعمه للعربيّة السعوديّة كجزء من تصعيد عدائه ضد إيران .
و جمهوريّة إيران الإسلاميّة نظام تيوقراطي رجعي أعدم آلاف الشيوعيين و الراديكاليين و الديمقراطيين لتعزيز سلطته أواخر سبعينات وبداية ثمانينات القرن العشرين و لفرض هياكل إضطهاديّة بطرياركيّة / أبويّة دينيّة على النساء . و لا صلة له بتحرير الإنسانيّة و ليس بديلا حقيقيّا للإمبرياليّة . بيد أنّ هذا ليس هو سبب إستهدافه من قبل الولايات المتحدة و إيران .
إنّهما يستهدفان إيران لأنّها تقف حجر عثرة أمام السيطرة الأمريكيّة الساحقة لعقود طويلة على المنطقة و أمام الأجندا الإجراميّة للعربيّة السعوديّة ذاتها – بعقد صفقات مع قوى عالميّة أخرى و ببناء حلفائها الخاصين الرجعيين في لبنان و سوريا و العراق و غيرها من البلدان .
و تتصاعد التهديدات الأمريكيّة – السعوديّة لأنّ القبضة الأمريكيّة على الشرق الأوسط تواجه عديد التناقضات و التحدّيات بما فيها تلك من قبل إيران ، و لأنّ نظام ترامب / بانس مصمّم على إعادة فرض الهيمنة الأمريكيّة في المنطقة و عالميّا مهما كان عدد القتلى و المعذّبين أو المعنّفين أو المحطّمة حياتهم أو المداسة في خضمّ السيرورة .
و يستدعى تصاعد التهديدات الأمريكيّة – السعوديّة ضد إيران والجرائم الجماعيّة و جرائم الحرب التي يقترفانها في اليمن، بحياة الملايين تماما في الميزان ، يستدعى معارضة عريضة و حيويّة لعدوان الولايات المتحدة و عمليّاتها الحربيّة و للإطاحة بهذا النظام الفاشي من السلطة في أقرب وقت ممكن .
ما الذى ستقلولنه و ما الذى ستفعلونه إذا علمتم بأنّ الولايات المتحدة تساعد في خوض حرب تجويع لملايين من أفقر الناس في العالم ؟ حرب تخوضها بقصف المزارع و الحقول و الأسواق بالقنابل ، و بمهاجمة قوارب الصيد و حصار بواخر التموين بالغذاء . و بفعل هذه الحرب ثلاثة أرباع سكّان البلاد بمن فيهم الأطفال دون غذاء كافى و الملايين على حافة المجاعة .
أمعنوا النظر في ما يجرى الآن بالذات في اليمن . لقد دعمت الولايات المتحدة بصفاقة حرب العربيّة السعوديّة هناك لما يناهز السنوات الثلاث ، مزوّدة إيّاها بالقنابل و العتاد العسكريّ و مزوّدة طائراتها الحربيّة بالوقود و موفّرة المعلومات المخابراتيّة و داعمة حصارها البحري لليمن .
هدف الولايات المتحدة و العربيّة السعوديّة هو سحق تمرّد الحوثيّن إذ يعتبران أنّه تهديد لمصالحهما الرجعيّة . و تعتمد الحركة الحوثيّة على أتباع الفرع اليزيدي من الإسلام الشيعي ، الذين يشكّلون أكثر من ثلث سكّان اليمن الذى يعدّ 25 مليون نسمة . و يقاتل الحوثيّون تحت راية إسلاميّة رجعيّة هي راية أنصار الله و يلقون سياسيّا الدعم من جمهوريّة إيران الإسلاميّة الرجعيّة و لهم بعض الروابط معها.
قصف قوارب الصيد و مرافق النقل البحري بالقنابل
في 12 ديسمبر 2017 ، تعرّض قارب صيد بالسواحل اليمنيّة إلى الهجوم دون تحذير من طرف طائرة مروحيّة سعوديّة . و ما كان هذا حادثا أو حدثا معزولا . فالصيد حيوي بالنسبة للتموين اليمني بالغذاء المتناقص و قد هاجمت العربيّة السعوديّة و حلفاؤها 250 قارب صيد يمنيّ و قتلت 152 صيّادا إلى يومنا هذا .
و قد نفّذت 942 ضربة جوّية سعوديّة على المزارع و الحقول و على 114 سوقا و 34 مسجدا و 147 مدرسة و معهدا و 26 جامعة ، و على 378 وسيلة نقل و على 61 موقع تخزين للغذاء و ذلك منذ مارس 2015 ، وفق مقال صدر في جريدة " الغارديان " بتاريخ 12 ديسمبر 2017 . و تشدّد البواخر السعوديّة ( بدعم من البحريّة الأمريكيّة ) الخناق على موانئ بلد يورّد 80 بالمائة من مواده الغذائيّة . و كلّ هذا دليل ، حسب دراسة (1) ، على الإستراتيجيا المعتمدة " لتدمير إنتاج الغذاء و توزيعه " في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيّون . و جراء القنابل السعوديّة ، 20 مليون يمني دون ماء نظيف و دون مجارى صحّية و دون غذاء مناسب و بالنتيجة الجوع مستشرى و المجاعة داهمة و أكبر آفة كوليرا في التاريخ تضرب الآن 800 ألف إنسان نصفهم أطفال دون الثمانية عشرة سنة ، و إليهم تنضاف يوميّا أربعة آلاف حالة جديدة .
و قد وصفت الأمم المتّحدة " المنع المتعمّد للموارد الضروريّة للحياة الماديّة لمجموعة ... كالمياه النظيفة و الغذاء و المرافق الصحّية " على أنّه عمل إبادة جماعيّة ! ( http://www.un.org/en/preventgenocide/adviser/pdf/osapg_analysis_framework.pdf)
تعاطى الولايات المتحدة مع الكارثة الإنسانيّة
ما كان ردّ حكّام الولايات المتحدة الذين يدّعون كونهم قوّة خير في العالم تجاه الكارثة الإنسانيّة في اليمن ؟ هل ندّدوا بصور الأمّهات اللاتى كنّ تواسين بياس أطفالهنّ المصابين بالكوليرا ؟ هل شجبوا المجاعة الداهمة على الملايين محطّمة الشباب ؟ هل صرّحوا بأنّ القتل يجب أن يتوقّف عقب أنباء مجزرة أخيرا تسبّب فيها طيران السعوديّة و ذهب ضحّيتها 39 إنسانا من عاصمة اليمن ، صنعاء ؟ لا ، أبدا .
في ندوة صحفيّة رفيعة المستوى عن اليمن نظّمت في الأسبوع الفارط ، لم تشر سفيرة الولايات المتحدة للأمم المتحدة ، نيكى هالاي ، حتّى إلى الملايين على حافة الموت جوعا أو إلى الكوليرا نظرا للتعاون بين الولايات المتحدة والسعوديّة . و لم تلمح حتّى إلى مئات و مئات القنابل و الصواريخ الأمريكيّة التي ألقتها العربيّة السعوديّة على مبانى المياه و معالجة مياه المجارى و المستشفيات و المصحّات و المساكن و المساجد و مواكب الدفن و مواكب الأعراس في اليمن .
بدلا من ذلك ، وجّهت هالاي غضبها ... نحو إيران . مقدّمة ما صرّحت بأنّه جزء من صاروخ إيراني أطلق من اليمن على العربيّة السعوديّة ، زعمت هالاي (2) أنّ ذلك يُثبت أنّ النظام الإيراني يزوّد الحوثيّين و إتّهمت إيران بالمسؤوليّة عن المجزرة في اليمن و زعمت أنّها تمثّل " تهديدا للسلم و الأمن في العالم قاطبة ". و لم تدلى بأيّة إثباتات لأين و متى تمّ العثور على الصاروخ الذى عرضته و أين و متى تمّ صنعه و إستخدامه . و ندّدت بإيران ل " سماحها بإطلاق مثل هذه الصواريخ على مدنيين أبرياء "- في الوقت الذى كانت فيه القنابل و الصواريخ السعوديّة المصنوعة فى الولايات المتحدة الأمريكية تتساقط على رؤوس المدنيين اليمنيّين !
من هو أكبر متسبّب في الإبادات الجماعيّة على وجه الأرض ؟
لذا إزاء تعمّق جهنّم اليمن من الجوع و المجاعة ، أعادت هالاي تأكيد دعم الولايات المتحدة لحرب العربيّة السعوديّة الوحشيّة و صعّدت من التهديدات ضد إيران ، رافعة من خطر مجازر أكبر حتّى مستقبلا . يد الولايات المتحدة الملطّخة بدم حرب الإبادة الجماعيّة في اليمن ليست " إستثناءا مأسوفا له ". فبإسم " الحريّة " و " الديمقراطيّة " و " إنقاذ الحياة "، إستهدفت الولايات المتحدة مرارا و تكرارا المدنيّين و إقترفت مجازرا : ثلاثة ملايين في الحرب الكوريّة بين 1950 و 1953 ، و 500 ألف على يد جنرالات أندونيسيا المؤتمرين بأوامر السي آي أي الأمريكيّة سنة 1965 ، و بين مليونين و ثلاثة ملايين أثناء الحرب الفتناميّة بين 1965 و 1975 ؛ و أكثر من مليون عراقي جراء الجوع و الأمراض الناجمة عن عقوبات الولايات المتحدة – الأمم المتحدة في تسعينات القرن الماضي ؛ و أكثر من مليون و ثلاث مائة في العراق و أفغانستان و الباكستان نتيجة " الحرب على الإرهاب " التي لا نهاية لها و التي إنطلقت في 2001 ؛ و القائمة طويلة وطويلة جدّا .
و يستهدف تصعيد العنف و قتل المدنيين الحفاظ على و توسيع الإمبراطوريّة الأمريكيّة العالميّة للإستغلال و الإضطهاد الرأسماليين – نظام يسحق مليارات البشر تماما .
هل أنّ هذه الأفعال " قوّة خير في العالم " ؟
كفّوا عن التفكير كأمريكيين و إشرعوا في التفكير في الإنسانيّة !
-1- (www.theguardian.com/world/2017/dec/12/bombed-into-famine-how-saudi-air-campaign-targets-yemens-food-supplies?CMP=share_btn_tw)
-2- (www.huffingtonpost.com/entry/nikki-haley-iran-role-yemen_us_5a32b7cbe4b0e41f9e043302
----------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إهانة أنجيلا ماركال و الدعوة فى بولونيا إلى - محرقة للمسلمين ...
- الشيوعيّة ليست - طغيانا طوباويّا - بل هدفا قابلا للتحقيق و ه ...
- موقف الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة من نقل ترامب لل ...
- دكتاتورية البروليتاريا : ألف مرّة أكثر ديمقراطيّة ... بالنسب ...
- من يدافع حقا عن التحرر الوطنيّ و ما هو مفهوم الأمميّة- مقتطف ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة (4) الكذبة 4 : الشيوع ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة (3) الكذبة 3 : كانت ث ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة(2) الكذبة 2 : لأنّ ال ...
- مع دخول النازيين الجدد البرلمان الألماني و إنعطاف الحكومة إل ...
- الولايات المتّحدة الأمريكيّة : إعدادات لتحرّكات جماهيريّة في ...
- دحض الأكاذيب الكبرى المشوّهة للشيوعيّة(1) : طبيعة الإنسان تق ...
- كاتالونيا و مصالح الإنسانية-[ فهم أعمق]
- أسس وحدة المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك
- بصدد البرجوازية و - الطبيعة الإنسانية - و الدين : الردّ الما ...
- أسطورة الأسواق الحرّة فى مقابل الإشتراكية الحقيقية – من الجز ...
- موت الشيوعية و مستقبل الشيوعية - مقتطف من كتاب - ماتت الشيوع ...
- ما الذى لا يقال لنا لكن نحتاج إلى معرفته بشأن المخاطر الجديد ...
- مقدمة الناشر و تمهيد بوب أفاكيان لكتابه - ماتت الشيوعية الزا ...
- مقدّمة الكتاب 28 ، - ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بصدد ...


المزيد.....




- مراسلة RT: مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
- قصف إيراني يستهدف منزل نتنياهو في بلدة قيسارية
- نحو تدبير أمثل لخلافات اليسار العمالي…صوب حزب شغيلة اشتراكي ...
- المركزية الديموقراطية من لينين الى ستالين
- عين على نضالات طبقتنا
- العمل النقابي والدعارة. بعض الأسئلة المحرجة
- تدمير الطبيعة


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أمريكا – قوّة خير في العالم ؟ قولوا هذا إلى الشعب اليمني