أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الخوف والدين والحكم














المزيد.....

الخوف والدين والحكم


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5743 - 2017 / 12 / 31 - 12:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لعل . الخوف من الموت هو اساس كل خوف . وقد بدأ الايمان وتبني الاديان نتيجة خوف الانسان من غضب الطبيعة مثل الزلازل والبراكين والصواعق وغيرها ، وسعى الى تجنب اضرارها
بالسحر والايمان بقوى خارقة . . وفي زمن الكوارث مثل الحروب والاوبئة يلجأ الانسان الى الدين والدعاء لخفض مستوى خوفه الذي يصل احيانا الى مرحلة الرعب لانه لايستطيع فعل شئ ازاء هذه
الكوارث . وعند تطور المجتمعات ونشوء العشيرة ومن بعدها
الدولة . استغل الحكام الدين لفرض سيطرتهم على الناس . . وفي البدء اعتبر الحاكم هو الاله . . بعدها اصبح الحاكم يستمد سلطته من الله . وبالتالي فان الخروج على الحاكم ومعارضته هو الخروج على الله ايضا . وفي العصور الوسطى استمرت الكنيسة باستغلال الدين لفرض سيطرتها على الشعوب

في وقت متقدم تحررت اوروبا من سطوة الكنيسة والخوف منها . وكذلك من سلطة الحاكم . ولعل الثورة الفرنسية كانت سباقة في هذا الاتجاه . حيث اعلن الثوار شعار شنق الملك بمصران الكاهن . فتخلصوا من هيمنة الكاهن ومن سلطة الملك في آن واحد . ولذلك نجد الشعوب الاوروبية قد تحرروا كثيرا من الخوف . فهم لايخافون الحكومة ولا يخافون الكاهن ، لان هناك قانون يسري على الجميع والقضاء مستقل تماما

عندنا عندما يكون المجتمع متصالحا مع نفسه ووجود الحد الادنى من الخدمات نرى اقبال الناس على الحياة بروح متفائلة وسكون وتبقى العلاقة بين الفرد وخالقه علاقة هادئة ينخفض فيها الشعور بالخوف . ويكون الايمان في الحدود الطبيعية ولكن عند ضعف سلطة الدولة , او في حالة التمرد والحروب نجد الناس يتجهون اكثر فاكثر نحو التدين لتصاعد الخوف عندهم حيث لايعلمون متى ستحل عليهم الكارثة او القتل . وهذا ينطبق على حالة الفقر والتخلف في المجتمع ايضا

بعد الاحتلال الامريكي للعراق ، ونتيجة لفقدان الامن بعد الاعمال العسكرية العدوانية على عموم الشعب العراقي والقصف المستمر والتهديد نرى ان الشعب اتجه نحو التدين لنفس السبب وهو الخوف من اعمال القتل العشوائي اضافة الى الخوف من المستقبل المجهول . وكلما شعر المواطن بالخطر وعدم توفر الامان نتيجة فقدان سلطة الدولة ، كلما زاد خوفه واصبح منحازا الى من يحميه اكثر فاكثر . ولم يجد في خاتمة المطاف الا العشائر والاحزاب والتكتلات الطائفية لينظم اليها مدفوعا بغريزة البقاء . وقد تم استغلال هذه الحالة من قبل الاحزاب والعناصر الطائفية فزاد الشعور بالانتماء والاصطفاف الطائفي لكونه يوفر نوعا من السلامة والامان الوهمي . لكن هذا السلوك يتنافى مع روح المواطنة ، ويزيد من مخاطر العداء ضد الطرف المقابل فتنتشر روح العداوة والبغضاء بين افراد الشعب الواحد

هذه الحالة والتحريض الطائفي هو سلاح ذو حدين فقد تم استغلاله من قبل الاحزاب الاسلامية الحاكمة للمحافضة على مكاسبهم في الحكم . وفي المقابل استفاد منه ايضا التطرف الاسلامي المتمثل بداعش . وقبلها القاعدة
ان الاحزاب الدينية الحاكمة وقادتهم قد شجعوا على التطرف الطائفي في الانتخابات العامة التي جرت في السنين الماضية وكلما يقترب موعد الانتخاب تكثر المزايدات الطائفية لتخويف المواطن من الآخر وبالتالي يتم الحصول على اصوات اكثر . . حتى وجود داعش قد تم استغلاله من قبل الاحزاب والعناصر المتنفذة لاحكام السيطرة على المواطن بحجة الدفاع عنه وحماية مقدساته . ومازال تهديد المواطن بوجود عدو قريب ، يحقق اهدافهم لاستقطاب اكبر عدد ممكن من الاصوات لصالحهم في الانتخابات القادمة وبين هذا وذاك استسلم المواطن للخوف فاعتمد على القضاء والقدر وتمادى في الانغماس بالطقوس الدينية عسى ان يتخلص من الوضع المتردي الذي وصل اليه . بعد ان سلبت منه حرية الارادة واصبح لاحول ولاقوة له . وتعطل الفكر والعقل فاصبح اتكاليا ولجأ الى السحر والشعوذة . وظل اسيرا في انتظار قوى غيبية تخلصه من وضعه المزري الذي لم تستطع الاحزاب الحاكمة تحسينه ، وظل يدور في حلقة مفرغة

ان اصرار السلطة الحاكمة على اعادة انتاج نفسها من خلال ترسيخ الطائفية . ولجوئهم الى تخويف المواطنين من زوال العملية السياسية التي لم تلب مصالحه الاساسية . لا بل زادته سوءا . كان بهدف بقاءهم في السلطة فترة اطول

هذا هو جوهر الازمات والمشاكل وانقسام المجتمع واقتتال الاخوة عندنا
ولكن
عندما نتخلص من الاحزاب والعناصر الفاسدة التي تتاجر بالدين والتدين والطقوس الدينية وتخويف المواطنين . نستطيع بناء الدولة المدنية لينعم الوطن بالسلام وتتوفر الخدمات الاساسية للمواطنين . وسيزول الخوف وبالتالي ستزول اعمال العنف والعنف المضاد ويعود المواطن رجل سوي غير متعصب لدين او مذهب اوعشيرة ويعتز بوطنه ووطنيته . وعندئذ فقط سيكون مؤمنا ايمانا طبيعيا على وفق حرية الارادة. ويحقق السلوك الانساني المعاصر
ادهمShow less



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلوك العراقي في الحكم
- الانتخابات والاجواء غير الطبيعية
- القدس . . زهرة المدائن
- الوجه الحقيقي للاسلام السياسي
- الابعاد المحتملة للازمة اللبنانية
- الدين افيون الشعوب
- برنار ليفي من الربيع العربي الى كردستان
- قراءة في ستراتيجية ترامب تجاه ايران
- بيرسي كوكس ورديفه قاسم سليماني
- وهكذا اطاح مسعود البرزاني باحلام الانفصال
- اشكالية المسألة الكردية
- الاستفتاء حصيلة الاخطاء المتراكمة
- التطهير العرقي في ماينمار . . والتطهير الطائفي عندنا
- من اجل وحدتنا الوطنية
- لماذا كل هذا الضجيج على استفتاء كوردستان
- عسكرة الشعب
- هل آن الاوان لاستقلال كوردستان
- الدوافع الحقيقية لدعوات تصحيح العملية السياسية في العراق
- حكاية الامن المفقود
- هل دار السيد مأمونة حقا ؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الخوف والدين والحكم