أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي قدري أبوبكر - أيها العربي .. أما آن الأوان كي تنهض؟














المزيد.....

أيها العربي .. أما آن الأوان كي تنهض؟


فادي قدري أبوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 14:05
المحور: القضية الفلسطينية
    




بعد إعلان ترامب المشؤوم القدس عاصمة لما يسمى "إسرائيل"، السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يشكل هذا الإعلان أرضية جيدة لكي ننهض فلسطينياً وعربياً، أم أن مسألة النهوض باتت حلماً تجاوز سقف الواقع؟.

لم يفطن العقل العربي إلى الخطر وما زال يُكابر منذ قرن من الزمان، من اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م وتقسيم الوطن العربي، مروراً بوعد بلفور واحتلال فلسطين، والتقسيم الثاني للوطن العربي الذي جرى ويجري اليوم في سورية، واليمن، والعراق، وليبيا وغيرها، وحتى إعلان ترامب الأخير.
في المقابل- قامت الدنيا ولم تقعد- في الولايات المتحدة الأمريكية، حينما سبقها الاتحاد السوفيتي بإطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء عام 1957م، وتم إعداد الخطط والبرامج في سبيل سد الفجوة التي سببها تخلف الأميركيين في العلوم والرياضيات، وتمت مراجعة أوضاع التعليم في البلاد، وأُصدر تقرير أميركي شهير بعنوان "أمة في خطر".
هذا يدل على أن الأزمة ليست في تقاعس الحكام والزعماء، وإنما في خمول الشعوب وغفلتهم، وقد يخالفني بعضهم في الرأي ويتخذ من الاستبداد "الشماعة"التي تحد من تأثير الشعوب. ولكن برأيي لا يمكن أن يُستبد بأي شعب إلا إذا كان يمتلك مقومات الاستبداد به. الشعوب هي الأساس، هي التي تغير، وتقرر في نهاية المطاف.
في مسألة إعلان ترامب والأزمة التي تلت هذه الأزمة، تأكد من جديد اتساع الفجوة بين الحكام والشعوب. ففي الوقت الذي خرج علينا زعماء العالم العربي والإسلامي بترديد نفس عبارات الشجب والاستنكار الرنانة، خرجت الشعوب في مختلف عواصم البلدان العربية والإسلامية، والجاليات الفلسطينية والعربية في البلدان الغربية، في مسيرات غضب حاشدة رافضة لإعلان ترامب وناصرة للقدس وفلسطين وشعبها البطل الذي يقدم كل يوم شهيداً تلو الشهيد وجريحاً تلو الجريح وأسيراً تلو الأسير.

كانت المشاهد تُثلج الصدور، كما يقال، ولكن لم تستمر بما يتلاءم مع حجم الحدث، فكيف يمكن استثمار هذه المشاهد وجعلها دائمة ومستمرة لإبقاء قضية القدس مشتعلة ومركزية؟

الأنظمة العربية التي تكتفي بالشجب والاستنكار لا يمكن التعويل عليها، والأنظمة التي لا تشير بوصلتها إلى القدس هي أنظمة مشبوهة، والأنظمة التي ترى في القضية الفلسطينية قضية جانبية لا يجب أن تعادي أمريكا بسببها هي أنظمة عميلة.
القيادة الفلسطينية مارست دوراً مهماً وقوياً فيما يتعلق بالدبلوماسية الدولية، فهي حسنت الملف الحقوقي الفلسطيني في الأمم المتحدة، ولكن في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، والتي بالمناسبة تمثل الوجه الحقيقي لأميركا، لم تفدنا هذه الدبلوماسية على أرض الواقع، فأميركا انسحبت من اليونسكو التي أقرت بالحق التاريخي للفلسطينيين في القدس، وأدارت ظهرها لمجلس حقوق الإنسان وقلصت ميزانيتها في الأمم المتحدة، بالرغم من الاعتراف الأممي بحقوق الشعب الفلسطيني.
لا بد للقيادة الفلسطينية من التركيز على الدبلوماسية الشعبية اليوم قبل الغد، وذلك عبر دوائر منظمة التحرير الفلسطينية- التي هي من اختصاصها. لا بد من تركيز كل الجهود على هذه الدبلوماسية الشعبية التي تستهدف الأحزاب العربية الوطنية، الجامعات العربية بهيئاتها الإدارية والطلابية، النقابات والاتحادات العربية، مؤسسات المجتمع المدني وغيرها.دبلوماسية شعبية يكون هدفها مأسسة حراك عربي وإسلامي شعبي واسعينصر القدس والقضية الفلسطينية.

لا يمكن مأسسة حراك كهذا دون مأسسة عقل المواطن العربي؛ مأسسة على قاعدة العمل بروح الأمة الواحدة، الشعور بالخطر، كسر حواجز سايكس بيكو النفسية قبل الجغرافية، وأيضاً على قاعدة الوازع الديني ( المتعلق بمكانة القدس الدينية بعيداً عن المحاذير والغايات التي ممكن أن تُستثمر لصالح جهات متطرفة أو حتى استعمارية). حيث أن الوازع الديني في معركة البوابات الالكترونية كان من أهم أسباب الانتصار فيها كون الوازع الوطني يخلق تجاذبات كبيرة بفعل الانقسام الأيدلوجي.

نؤكد على الدبلوماسية الشعبية وعلى أهميتها كون الأنظمة العربية لم تعد في وضع يمكن فيه التعويل عليها، فمن لم يهتز لأجل القدس تجرّد من عروبته ولا يمكن أن يهتز لأي شيء. الشعوب العربية والإسلامية هي رهان المرحلة القادمة، وهي بيدها أن تؤثر لما فيه مصلحة القدس والقضية الفلسطينية وحتى أي قضية عربية عادلة.

القدس أيها العربي عروس عروبتك .. أما آن الأوان كي تنهض ؟!

فادي قدري أبو بكر
كاتب وباحث فلسطيني
[email protected]



#فادي_قدري_أبوبكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل حركة حماس في ضوء تياراتها المختلفة
- فكرة -دولة غزة الكبرى- على الطاولة من جديد !
- الحركة الفلسطينية الأسيرة ما بين الأفلاطونية والواقعية
- العنصرية الفكرية وتقبل الطرف الآخر
- دور منظمة التحرير الفلسطينية في العلاقات العربية - العربية
- خطاب المجتمع العربي المعاصر ما بين التحرر والإنهزام
- من هو السجان الآخر؟!
- سلام العرب هو الحل
- صورة اللاجىء الفلسطيني في عيون الأنظمة العربية
- الشرق الأوسط تحت أنياب استعمار حقير


المزيد.....




- قمة منظمة شنغهاي: الرئيس الصيني يدين -عقلية الحرب الباردة- و ...
- بريطانيا تغلق سفارتها في القاهرة -مؤقتاً- بعد إزالة السلطات ...
- إدانات لقصف استهدف مستشفى شهداء الأقصى، وانطلاق أسطول كسر ال ...
- مؤسسة هند رجب تكشف تسلسل المجزرة الإسرائيلية بمستشفى ناصر
- الكابينيت الإسرائيلي يضع -غزة أولاً-.. ولا صفقة جزئية للأسرى ...
- بولتون يقرع ناقوس الخطر.. لبنان رهينة حزب الله والوقت ينفد
- تقرير: زلزال أفغانستان يقتل 250 شخصا على الأقل
- قمة الصين الأمنية: هل تشهد ولادة تحالف جديد ضد النفوذ الأمري ...
- خارجية بريطانيا تتحدث عن إغلاق مؤقت لمبنى سفارتها في مصر
- في الضفة.. كيف -تعاقب- إسرائيل الدول التي ستعترف بفلسطين؟


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي قدري أبوبكر - أيها العربي .. أما آن الأوان كي تنهض؟