أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنوار الأنوار - قصيرة جدًّا














المزيد.....

قصيرة جدًّا


أنوار الأنوار

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


الموج خلفيّتنا الموسيقية. كنتَ تقاطع حديثك بتأمّل سرب عصافير غزلت فوقنا رقصات الحريّة. وكنتُ في سرّي أشتم فيروز التي سبقتني إلى الصورة فيما أرتشف نظراتك المتجلية. نسجتَ منها رقصة تمرّرها بين ارتماء الشمس في حضن البحر وبين السّرب المحلق فوقنا. توقفتَ قليلا:" أن تكون مبدعًا يعني أن تمارسَ الخلق" قلتَ، فسارعت نظراتي إليك مجددًا :" لن أملك أن أبدع معك بخلق صورةٍ ما دامت تلحّ عليّ فيروز :"تشرب من فنجانك وأشرب من عينيك"..
رميتَ إليّ بنظرةٍ مبدعةٍ خلقَت فيّ شخصيةً شبقَت الحياة بجرعة لهفة.
ارتفع الموج. فرّت العصافير.. وظلّت نظرتي معلقة ًعلى سرب نظراتك وعلى فيروز التي سرقت مني الصورة.
وعدتَ تشرب من فنجانك وعدتُ أرتوي من عينيك.
***
كنتَ تغزلها مجبولةً بسحرك.. وكنتُ أضمّها ثمّ أدسّها في قلبي مخفيةً بين النبض، قبل أن أسرع إلى خلوتي كيلا ينتبه أحدٌ إلى عبّي ينتفخ بها .وما أن أطمئنّ للعتمة تنسدل في المكان حتى أستلّها وأصير أفرطها نبرةً نبرةً، أفتش بينها عن سرّ ذاك السحر ..
مرةً، باغتَّني ذات عتمة ، وسمعتَني ألحّ بالسؤال على آخر نبرةٍ من ضحكتك يائسةً من بَوحها بعدما فرطتُ النبرات كلَّها عبثًا..فاضت منك ضحكةٌ فاتنة أخرى، وتوغّلَت قلبي من جديد. انتفخ العُبُّ فاضحًا، وضاع السرّ بين النبرات مختفيًا، وبقيتُ ألوذ بالدهشة مما انهمرَ من ضحكاتك كسَيلٍ أحتاج عمرًا آخر لفَرطه، دون أن أدرك أبدًا للسحر سرًّا...
***

لا أحبّ النهايات الباهتة . نغرس صبّارًا- قلتُ-. يحتمل العطش والوحدة بعد إذ نغادر. بلساني ألعق شوكاتِه وأفسحُ للزهرة أن تشرق في المكان.
لم تقل لي ادّخري لسانَكِ للأشواك المتكاثرة في دربك القادم إذ تعبرينه وحيدةً. هو النيم -قلتَ- شجر النيم يسمّونه. يعمرون به الجدبَ فيستحيل غاباتٍ يانعة. ويكتفي برشّة مطرٍ يتيمةٍ حين تبكي السماء رحيلنا. ستتصحّر هذي الأرض من أغاني الحبّ ورقصات الدفء التي ياما بعثنا. لكنها ستزهو إن وجدَت ما نزرع للذكرى.
وقلبك الذي كان وطنًا. سكبتَ منه حنانًا ساخنًا..ومني انسابت أغنيةٌ اعتدنا ترديدها. لم نتفق على نبتةٍ تجيد الصمودَ في وجه الجفاف. رسم كلٌّ منا اسمَه فتعانق الاسمان ونبتا ألوانًا.. تركناهما يخلّدان لوحة ما جمعنا من صدقٍ طويلاً.
همست: الحبّ أن تجيد الفرقة بما غمرتك الرفقة.
سلخ كلٌّ منا ذاته من الآخر ومضى في طريقٍ غريب.. بينما أسدلت السماء ستارَها على اللوحة المدهشة، وحلفَت أن تسقيها كلما اشتاقت لما كان في تلك البقعة.

***
العصافيرُ التي غزلتُ بعمري ريشاتِها، غنّت على شجرات خصمي، ولم أحزن. لم يبدُ الأمرُ كئيبًا. لم تنشج سقسقةُ أحدها. لم تنفرط الريشاتُ ولا خابَ التحليق.. أرسلتُ لكلٍّ منها قبلةً، وحملتُ مغازلَ روحي وكنزيَ الوحيد : أني إن لم أجد شجرةً أبني فيها عشًّا جديدًا غرستُها وبنيتُه ..
***
بعضنا أخذَته الصدمة فوقف ذاهلًا، والبعض تسابق للتفرّج على عوراتك، وكان منّا مَن راح يلومك ويوبّخك، إذ رأيناك في ذاك البرد القارس تخلع عنك كلَّ ثيابك، وتسير عاريًا ووحيدًا نحو الغابات الشائكة.. استوقفك أحدنا صارخًا مسكونًا بالشفقة:" إنّ الثياب مهما كانت تظلّ أسلم من هذا العري الكامل في عزّ البرد المميت"، بينما صرختَ تصرّ بأنّها خانتك، وكانت مبطّنةً بأسنان نهشَتك.. كانت تغلبك الدمعة مجبولةً بالشهقة مرةً، ويخاتلك الكبرياء فتشمخ أخرى، وأنت تقسم مكررًا أنّك قد آمنتَ يقينًا بأنها من حريرٍ قبل أن تعضّك، ثمّ زفرتَ أنفاسك كأنما تتخلص منك، قبل أن تعاود سيرَك صارخًا: ما أقدس العُريَ إن كانت الثياب خائنة!
***
كان الماء منشغلًا بالبكاء على صورك المعلقة على الجدار الهشّ إذ ذوت ضحكاتك . كانت الآنية تلملم حسرات الورود الذابلة من غياب الماء. وكنت أراقب دمع الآنية حين سمعت نشيج العبق : لا جدوى من أيّ جمالٍ لا تعانقه عيناه.

أنوار الأنوار
كاتبة من الجليل



#أنوار_الأنوار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من القفص
- حديث الرمان
- نملٌ في العين
- دواة مائلة


المزيد.....




- الفرنسي فارس زيام يحقق فوزه السادس في بطولة الفنون القتالية ...
- الفيلم التونسي -سماء بلا أرض- يحصد النجمة الذهبية بالمهرجان ...
- الممثل بورتش كومبتلي أوغلو قلق على حياته بسبب -بوران- في -ال ...
- -أزرق المايا-: لغز الصبغة التي أُعيد ابتكارها بعد قرنين من ض ...
- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أنوار الأنوار - قصيرة جدًّا