|
المياه الجوفيه خزين استراتيجي للعراق يجب الحفاظ عليه
عبد الكريم حسن سلومي
الحوار المتمدن-العدد: 5738 - 2017 / 12 / 25 - 12:22
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
المياه الجوفيه خزين استراتيجي للعراق يجب الحفاظ عليه
في السنوات الاخيره اجتاحت العالم ظروف التغير المناخي بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري ورافق ذلك موجات جفاف وانحباس الامطار وتفاوت تساقطها مما جعل ذلك الكثير من الدول تسعى للبحث والتنقيب عن المياه الجوفيه كبديل مهم للاستخدامات البشريه بالمناطق الجافه لتعويض عجزها المائي خاصة في المناطق الجافه وشبه الجافه في العالم وتقع عموم منطقة الشرق الاوسط في المناطق الجافه وشبه الجافه وتعاني من انحباس بأمطارها في السنوات الاخيره مما حدا ذلك بالدول لاستثمار مياهها الجوفيه والتعويض عن الشحه بالموارد السطحيه (يقسم العراق جيولوجيا الى خمس مناطق هي المنغلقه والجبال والمتموجه والسهليه والصحراويه وتمتاز المنطقتان المنغلقه والجبليه بأحتوائها على خزانات مائيه جوفيه ذات مياه جيده وصالحه للاستخدام خاصة في المنطقه الجبليه حيث تكثر الينابيع العذبه ولايتجاوز عمق المياه عن سطح الارض(5-50)وتوجد في المناطق السهليه كميات من المياه الجوفيه ناتجه من تسربات مياه دجله والفرات وهي لاتبعد كثيرا عن سطح الارض في حين نجد ان مستودعات المياه الجوفيه في الباديه يزيد عمقها عن 300م وغالبا ماتكون مياهها قليلة الجولكنها تصلح للزراعه والى حد ما للشرب خاصة في حوض الفرات الواقع في الجهه الغربيه من العراق والذي يمتد للاراضي السعوديه ويقدر حجم المياه الجوفيه في العراق بحدود 2 مليارم3 واشارت الدراسات الجيولوجيه الحديثه الى وجود خزان مائي جوفي هائل في المنطقه الشماليه ومنطقة الجزيره الغربيه من العراق قدر مخزونه المائي بنحو 200 مليار م3وتغذيته المائيه السنويه تصل الى 1447 مليون م3)(1) بالاضافه لذلك يتوفر بشمال العراق عدد كبير من العيون والينابيع المائيه والتي يستفاد منها لاغراض بشريه وحيوانيه وزراعيه.
وهنالك العديد من العوامل التي تؤثر في نوعية المياه الجوفيه منها طبيعيه ومنها صناعيه والمياه الجوفيه جميعها تحتوي على املاح مذابه فيها ويختلف تركيز ونوع الاملاح باختلاف المحيط الماره به المياه اثناء جريانها
ان استعمالات و استثمار المياه الجوفيه بصوره غير عقلانيه وغير مدروسه بسحب كميات كبيره من تلك المياه مع تعرضها لمصادر ملوثه متنوعه يعتبر من اكبر التحديات التي يتعرض لها مخزون المياه الجوفيه بالبلاد. ان لدى العراق صحاري واسعه فيها كميات من المياه الجوفيه تحتوي على نسب عاليه من الملوحه لكن باستخدام الحامض الاميني وبعض التقنيات والاجراءات من الممكن زراعة هذه الصحاري وسيؤدي هذا الى تغير البيئه المناخيه للمدن وانخفاض التلوث وهذا بدوره يؤدي لتحسين بيئة المدن ويقلل من العواصف الترابيه التي تتعرض لها المدن فهنالك الكثير من البحوث والتجارب اثبتت امكانية زراعة محاصيل حقليه باستخدام المياه المالحه بنسبه قد تتجاوز 15ملم/سم وذلك باستخدام الحامض الاميني (البرولين )كما انه من الممكن استخدام الابار المائيه المالحه للزراعه باستخدام هذا الحامض
ان اغلب الابار المائيه ذات الملوحه القليله ترتفع درجة ملوحتها بسبب سوء الاستخدام والسحب المفرط منها وبمرور الزمن تكون غير صالحه للاستخدام البشري والزراعي والصناعي
واليوم يزداد استعمال المياه الجوفيه يوما بعد يوم في الكثير من البلاد التي بدأ عليها زحف الجفاف ويشكل استعمال هذه المياه لاغراض الري اكثر من نسبة 75%من مجموع المياه الجوفيه المستخرجه والبقيه منها يستعمل لاغراض اخرى (صناعيه وبلديات)لذا اصبح من الضروري جدا تطوير وحماية المياه الجوفيه لضمان استمرار تواجد هذه المياه كمصدر طبيعي للمياه وبسبب ندرة المياه الطبيعيه اصبح من الضروره الحفاظ على المياه الجوفيه وترشيد استخدامها حفاظا عليها للاجيال القادمه بسبب مايعانيه اليوم العراق من الجفاف وابتزاز دول الجوار فيما يتعلق بالموارد المائيه السطحيه ان المياه الجوفيه ستبقى هي المورد المائي الوحيد الذي يحافظ على نقاوته بعكس المياه السطحيه التي تتعرض لشتى انواع التلوث لتصبح غير صالحه للاستخدام وفي ظل الاساليب التي يقوم بها الاخرين والصهيونيه العالميه والامبرياليه العالميه لمحاربة الاقطار العربيه والاسلاميه وفي مقدمتها بلدنا ومصر وسوريا والتي كانت دوما مستهدفه بمشاريع الامبرياليه العالميه في المنطقه لذا بات من الضروري المحافظه بقوه على استخدام المياه الجوفيه وترشيد استعمالاتها واصبح من الاولى بالمسؤولين عن المياه بالمحافظه عليها وعدم السماح باستخدام اساليب قديمه متخلفه بأستثمارات المياه الجوفيه والمستخدمه للري والصناعه والبلديات ويجب ان تستخدم المياه الجوفيه مصاحبة دائما وحصريا باستخدام وسائل الري الحديثه . ان ثروة المياه الجوفيه اهم بكثير من ثروات طبيعيه اخرى حيث لايمكن الاستغناء مطلقا عن المياه ولايمكن العيش بدونها لذا بات من الضروري المحافظه عليها من الاستخدام الجائر والغير عقلاني وان يتم دائما تنشيط وصيانة الابار ويتطلب ايظا استخدام طرق جديده في تغذية الخزين المائي الجوفي للابار باستخدام المياه السطحيه المتوفره في اوقات الوفره لتعزيز الخزانات الجوفيه كما و يجب توفير مستلزمات الابار المائيه بكافة انواعها مع عدم السماح بحفر الابار باعداد كبيره وبدون دراسه حفاظا على هذه الثروه المهمه والتي اصبح لها دور كبير في ظل الظروف المناخيه التي تمر بها البلاد لقد بات من الضروري منح اصحاب الابار قروض ميسره لغرض شراء منظومات الري الحديث ومنظومات الابار مع السعي لتجهيز الفلاحين بالمنظومات التي تعمل بالطاقه الشمسيه سواء منظومات الضخ للابار او منظومات الري ان الكثير من الخبراء والمختصين يقولون ان العراق يحتوي على كنوز هائله من المياه الجوفيه حتى بالمناطق الجافه وان هذه المياه تعتبر مفقوده بسبب عدم توفر الاليات والامكانيات لاستخراجها وان العراق اليوم بحاجة ماسه لمسح جيولوجي حديث متطور. ان العرب القدماء لهم تجارب عريقه باستخراج المياه الجوفيه والكشف عنها واستعمالاتها لقد كانت ظروف الجزيره العربيه المناخيه وماتعانيه من الجفاف عاملا مهما لجعل العرب يعتمدون بصوره كبيره على المياه الجوفيه لاغراض الشرب والزراعه فقاموا بتطوير اساليب عديده لمعرفة تواجد المياه الجوفيه ونوعياتها وطرق استخراجها فقد ذكر الكثير من علماء العرب بكتب الفلاحه التي ألفوها عن الطرق للاستدلال على وجود المياه الجوفيه ونذكر منهم الشيخ النابلسي(1050-1143ه)(1620-1730م)حيث ذكر عدة طرق لمعرفة وجود المياه الجوفيه وقد كان العرب القدماء يعتمدون على شم التربه او السمع او من نوع حبيبات التربه او وجه الارض ونوع العشب النابت فيها وان كل من يطلع على هذه المؤلفات لابد ان يكون منصف ويعترف بعبقرية العقل العربي وعلمهم الزاخر في هذا المجال وقد ذكرت كتب الفلاحه العربيه طرق حفر الابار ومواصفاتها وظروف زيادة تصريف الابار وتعتبر المياه الجوفيه من اهم انواع المياه لحياة البشر منذ قديم الزمان ونلاحظ ان حول كل عين ماء وجدت مدينه او واحه او قريه وكانت الشعوب العربيه القديمه مثل تدمر والجزيره العربيه وجزر البحرين يعتمدون على مياه العيون والفوالج ان المياه الجوفيه لها اثر كبير على حياة البشر قديما وحديثا حيث كانت العماره والحضاره تتواجد حول منابع المياه فقد قام العرب القدماء بحفر الابار في مناطق السهول القريبه من الجبال مستفيدين من خصائص المياه بالجريان الطبيعي المستمر بين فرق مستوى الماء بين الجبل والسهل وكان لهم معرفه كبيره بخصائص الماء بباطن الارض وكانت الامطار تعمل بصوره كبيره على تغذية احواض المياه الجوفيه ومع ذلك فالمنطقه كانت تعاني من تذبذب الخزين المائي لذلك اعتمدت اغلب المناطق العربيه القديمه على المياه الجوفيه كمصدر رئيسي للمياه واليوم نحن نرى لو استعملت المياه الجوفيه بصوره صحيحه فانها ستكون مصدر خير وفير اما استغلالها كما يحصل اليوم بهذه الصوره السيئه سيؤدي لتدهور كميات ونوعيات المياه بالخزين الجوفي لقد استخدمت المياه الجوفيه في مجالات عديده بالعراق فقد استخدمت كري تكميلي لسد الحاجات الزراعيه وخاصة بمواسم الجفاف وفي الصناعه للمعامل في المناطق النائيه والبعيده عن المصادر المائيه وايظا استخدمت لانتاج الخضر في الواحات والصحراء والمناطق الفقيره بالمياه السطحيه والامطار ان المياه الجوفيه تعتبر اليوم من مصادر الثروه الوطنيه المهمه في البلاد المطلوب المحافظه عليها بكل قوه
المهندس عبد الكريم حسن سلومي
الهوامش 1- المياه الجوفيه بالوطن العربي –صاحب الربيعي –ص71,72
#عبد_الكريم_حسن_سلومي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اضواء على تنمية موارد المياه بالعراق
-
هدر المياه بالعراق وسبل ترشيدها
-
السياسه واثرها على الموارد المائيه بالعراق
-
مياه العراق تحديات وحلول ج7
-
مياه العراق تحديات وحلول ج6
-
مياه العراق تحديات وحلول ج5
-
مياه العراق تحديات وحلول ج4
-
مياه العراق تحديات وحلول ج3
-
مياه العراق تحديات وحلول ج2
-
مياه العراق تحديات وحلول ج1
-
استراتيجية تنفيذ مشاريع الري يجب تغيرها
-
عاداتنا السيئه بالعراق لاستخدامات المياه وتعاليم الاسلام
-
مشكلة المياه في العراق الواقع المرير والامال بالحلول الواقعي
...
-
اهمية المياه في الحياة
-
المياه سلاح جديد مستقبلي لمحاربة العراق
-
شحة المياه ودوائر الري في العراق
-
ازمة المياه في العراق اصبحت حقيقة ساطعه
-
هدر المياه في العراق الى متى
-
نقص المياه يهدد حياتنا
-
تلوث المياه خطر كبير يهدد حياتنا
المزيد.....
-
-الأبد يبدأ الآن-.. سيلينا غوميز تعلن خطوبتها على بيني بلانك
...
-
بلينكن عن التحركات الإسرائيلية في سوريا: لا نريد أن نشعل صرا
...
-
بوغدانوف يبحث الأوضاع في سوريا والشرق الأوسط مع السفير الأرد
...
-
بي بي سي تطلق خدمة إذاعية موجهة إلى سوريا ودول الجوار
-
القضاء الجزائري يرفض طلب الإفراج عن الكاتب بوعلام صنصال
-
-منصة القاهرة-.. حوار نحو سوريا جديدة
-
أول تعليق لحزب الله على الخروقات الإسرائيلية في جنوب لبنان
-
-أبو عبيدة- يوجه دعوة لـ-الشبان والمقاومة- في الضفة الغربية
...
-
الدفاع الإسرائيلية تشتري طرادات من نوع -رشيف- محلية الصنع
-
الجيش المصري يعلن إجهاض مخططات تستهدف الإضرار بالأمن القومي
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|