أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمود أحمد السيد... لو لم يتخطفه الموت سراعاً














المزيد.....

محمود أحمد السيد... لو لم يتخطفه الموت سراعاً


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 22:01
المحور: الادب والفن
    


أول مرة يطرق فيها أسمه سمعي وباصرتي, يوم قرأت مقالة ضافية عنوانها (محمود أحمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق), نشرت في عدد نيسان / 1969 من مجلة (الآداب) البيروتية, كتبها أستاذي الدكتور علي جواد الطاهر, يوم كان يعمل في جامعة الرياض, وكأن هذه المقالة, والقسم الثاني منها الذي نشرته المجلة في الشهر التالي, تمهيد لنشر الدار ذاتها الكتاب الذي أوقفه أستاذنا الطاهر لدراسة المنجز الإبداعي والريادي للسيد وعنوانه ( محمود احمد السيد رائد القصة الحديثة في العراق) الكتاب الذي سنعود لدراسته بوصفه جزءاً من مفردات المنهج المقرر على طلبة كلية الآداب حين انتظمنا للدرس فيها بداية عقد السبعين من القرن العشرين.

وبهذا يكون للطاهر فضل الريادة في دراسة ريادة السيد للقصة العراقية الحديثة, تلته الدراسة الأكاديمية للدكتور عبد الإله أحمد وعنوانها (نشأة القصة وتطورها في العراق 1908-1939) هذا المبدع الذي تخرمه الموت سراعاً, وأنك لتعجب من هذا الإصرار على الكتابة, ومواصلة الحرث في أرض بكر, على الرغم من مشاغل الحياة والوظيفة واعتلال الصحة وكثرة المثبطات, إذ قوبلت كتاباته الأولى بالهزء والسخرية, في مجتمع لا يعرف النجومية, إذ كتب في مقدمته لرواية (مصير الضعفاء) الصــــــــــــــــادرة عام . 1922 طالما كانت تشوقني نفسي إلى كتابة الروايات ولكني كنت أتردد وأحْجُمُ لما في الأمر من صعوبة, استشرتُ هذا وذاك فلم أجد أحداً يشجعني على الكتابة بهذا الموضوع, ولم آلفْ رجلاً يشير علي بشيء سوى الكفِ عنه وتركه بتاتاً, وذلك لأنهم استصغروا شأني وحسبوا أن لن أقدر عليه”.

ظلال قاسية

هذه الآراء المثبطة تركت ظلالها القاسية على نفسية محمود أحمد السيد فجعلته يكاد يبرأ من هذا الذي كتبه في البدايات واعني روايته (في سبيل الزواج) ). 1921ومصير الضعفاء) ومجموعته القصصية (النكبات) حتى توقف عن كتابة القصة أو الرواية, وبدأ بكتابة المقال الفكري, ومن المؤسف ان الكثير من الكتاب يَسْتخِفُهُمْ الطرب, بما كتبوا, فيبادرون إلى نشر هذه البدايات, التي ما عادت تمثلهم لقد نقد محمود أحمد ذاته, وإبداعه وعده سخيفاً, قائلا:

” آه, ليت الظروف كانت تفهم, فتكسر يدي قبل أن اكتب تلك الروايات الغرامية الفاسدة الثلاث, السخيفة, التي أعدها لطخة عار في حياتي وحياة الأدب).

وعلى النقيض من هذا الرأي المتشدد, الناتج عن تأزم نفسي وشعور بالكآبة كما يصفه, أستاذي الطاهر, فإني لأستذكر رأياً طريفاً ومنصفاً للدكتور سهيل إدريس صاحب مجلة (الآداب) ودار (الآداب) للنشر ببيروت يوم قرر سنة 2000 إعادة طبع مجموعاته القصصية الثلاث ( أشواق) و(نيران وثلوج), و(كلهن نساء) المنشورات تباعاً في النصف الثاني من عقد الأربعين من القرن العشرين, فأحس بعدم الرضا عنها, وحكمت يقول إدريس بأنها لا تمثلني بعدُ, بيد أني توقف عند مضمون هذه العبارة, لا تمثلني بعد, إذن فقد كانت تمثلني ولا يجوز أن أسقِطها من حساب تطوري الفكري والإبداعي لكن تنكر محمود أحمد لكتاباته الأولى وبراءته منها لم تقف عند هذا الحد بل امتدت لتشمل كتابات المنفلوطي التي تستدر الدمع والعبرات, وكل ما يصفه بقصص الغرام والخيال والابتذال.

كان توقفه عدة سنوات عن كتابة القصص, أمضاها بالقراءة الجادة ولاسيما إذا عرفنا أنه يجيد لغة ثانية هي التركية, فضلاً عن تأثيرات هذه الثلة التي يقف حسين الرحال على رأسها إلى جانب عوني بكر صدقي ومصطفى علي, الذي سيكون أول وزير للعدل في العهد الجمهوري, ويكلفه الصحفي الرائد روفائيل بطي الذي كان يتولى رئاسة تحرير جريدة (البلاد) بقراءة ما يرد إلى الجريدة من قصص وكتابة نقد عنها, ومن يرجع إلى الثبت الذي أعده الباحث الكبير الدكتور عبد الإله أحمد – رحمه الله- للقصص والروايات المنشورة في الصحف والمجلات العراقية في السنوات الثلاثين الأولى من القرن العشرين, في كتابيه (نشأة القصة وتطورها في العراق) و(في الأدب القصصي ونقده), يلمس عظم المسؤولية الأدبية والثقافية الملقاة على عاتقه, أن تقرأ وتدرس هذا الكم الوفير من القصص.

هذه المراجعة للذات, أنتجت روايته, أو قصته المطّولة أو الطويلة (جلال خالد) التي نشرها 1928 واضعين في الحسبان, عدم تبلور المصطلح النقدي لفن السرد لدى محمود احمد, فهو لا يكاد يذكر مصطلح الرواية, ولقد قرأت (جلال خالد) في مكتبة المتحف العراقي, منتصف السبعينات, ليردفها بمجموعته القصصية الأخرى (في ساع من الزمن) في المكتبة ذاتها, قبل أن يتولى أستاذنا الطاهر والباحث الدقيق عبد الإله احمد نشر الأعمال الكاملة لمحمود أحمد السيد عام 1978 ووضعها بين أيدي الدارسين والقارئين.

وإذا كانت الريادة الزمنية للقصة القصيرة في مصر تسجل لمحمود طاهر لاشين في مجموعته القصصية (يحكى أن) والرواية للدكتور محمد حسين هيكل في روايته (زينب) فقد كان بالإمكان ان تسجل ريادة القصة أو فن السرد في العراق بطرفيه الزمني والإبداعي لمحمود احمد السيد, واضعين في الحسبان تخلصه إلى حد كبير من سذاجة البدايات, وبساطتها ولاسيما أعماله الثلاث الأولى مقارنة بــ( جلال خالد) و( في ساع من الزمن), لكن تقدرون وتضحك الأقدار, فلقد عصف مرض الكبد به ليفارق الحياة في القاهرة, التي ذهب إليها طلباً للشفاء, ويوم أزمعت الدولة العراقية الاعتناء بقبر الشاعر عبد المحسن الكاظمي, دفين مقبرة الإمام الشافعي بالقاهرة, قرأت مقالة لأستاذي علي جواد الطاهر يدعو إلى الاهتمام بقبر محمود احمد السيد دفين المقبرة ذاتها.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظواهر القراءة لدينا ولديهم ... ايقاظ المتلقي النائم
- حرث في المفاهيم الدكتور جلال الخياط في (المتاهات) النقدية...
- لويس عوض في سيرته الذاتية...مفكر حر ناوأه الرجعيون واليساريو ...
- التصادي والمشتركات المعرفية والأنثروبولوجية...
- العراق كان سباقاً في نقل روايات إيشيكورو للعربية
- محمد مبارك .. مواهب معرفية وفكرية باهية
- توفيق صايغ شاعر قصيدة النثر الرائد
- ناجي التكريتي يسرد أيامه في جامعة كمبردج الذاكرة تتعلم الحكم ...
- مهدي شاكر العبيدي...باحثا وقفة عند كتابه.. (من شعراء بني ايو ...
- بعد تجاوز الوطني العراقي الثمانين من عمره...نصير الجادرجي ير ...
- الدكتور سهيل إدريس: رمز ثقافي شاخص الحياة الشخصية معين للسرد ...
- مقروءاً وفق مفهوم التناص والسرد متعدد الأصوات...رفعة الجادرج ...
- قراءة لذكريات الشاعر الكبير مظفر النواب
- عزت القمحاوي: الايك في المباهج والاحزان جماليات الجسد، جمالي ...
- مناقشة هادئة مع الدكتور لويس عوض..لمن تسجل ريادة شعر التفعيل ...
- مجيد السامرائي باحث ذو رأي.. (الحيوان) رمز في التصوير الإسلا ...
- الاستشراق: أدبيا ومعرفيا وبحثيا الدكتور محمد الدعمي يدرس است ...
- ستيفن هوكينغ.. النضال من اجل الحقيقة
- توثيق لحياة شاعر بدءاً ببغداد وانتهاءً بمستشفى لندني..فوزي ك ...
- معنى ان تقدم حوارا ناجحا هنري ميللر... على ابواب الثمانين يع ...


المزيد.....




- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - محمود أحمد السيد... لو لم يتخطفه الموت سراعاً