أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - اشراقات قصصية -2














المزيد.....

اشراقات قصصية -2


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 20:13
المحور: الادب والفن
    


اشراقات قصصية -2

نبيــل عــودة

1. نرسلها لك بسعادة....

رن التلفون في آخر الليل، كان المتحدث "زامر المسلح"، فقيه الأدب، ما كدت أقول حرفاً إلا وكلماته تتدفق.
* وصلت لصانع شواهد القبور؟
* أجل، لكن ما العجلة لتتصل في هذه الساعة؟
* أريد أن تجهز لي شاهد قبر.
* حسناً تعال غداً...
* ولكن المرحومة عزيزة علي، وأريد أن أطمأن إلى أني في العنوان الصحيح.
* يا حبيبي، هل تعرف ما الساعة الآن? الصباح رباح... نحضر لك بدل الشاهد شاهدين.
* لا فقط واحد... هل أنقلك النص؟
رأيت أن الشخص بالطرف الآخر لا يسمع إلا صوته، قلت:
* هات... ماذا نكتب؟!
* أكتب: هنا ترقد الزوجة الغالية نيروز ، رجاء يا الهي استقبلها بسعادة مثل ما أرسلها لك بسعادة!!!

2. هنا يرقد رامي سعيداً

كان رامي يحب الحياة ويحب المناصب ولو على خازوق.
تقدم به العمر وهو مكانك عد.
كان ينظر حوله ويشتاط غضباً. كلهم صاروا حملة ألقاب وهو ما زال قطروزاً رغم شعوره أنه أفضل من الجميع، وشهاداته تملأ حيطان الديوان.
كان يغضب حين يقال أن فلاناً أنهى الجامعة ونال لقب جامعي وما هي إلا بضع سنوات واذا هو في القمة... وأنت يا رامي مضت سنوات عمرك بلا فائدة، رغم شهاداتك وثرثرتك.
كيف ينجح الآخرون، وانت مكانك عد؟!
قضى جل أيام عمره غاضباً. ربما لهذا السبب تعقدت دروب الحياة أمامه أكثر.
عندما تقدم به العمر، وبات يتحرك بصعوبة، فكر وقال لنفسه لا بد أن أجعل من موتي حدثا لا ينسى، اخوزق به الجميع، عندها سيعرفون ان رامي كان ذكيا جدا.
قبل موته بيومين انتهى من كتابة وصيته، ولأول مرة يشعر بالرضاء عما أنجزه، قال المعزون:
* أخيراً انتقل إلى ربه راضياً مرضياً.
المفاجأة كانت في وصيته التي فتحت بعد انتهاء مراسيم العزاء. كتب كلمات قليلة:
* انقشوا على شاهد قبري كفة يدي مضمومة الأصابع إلا الإصبع الأوسط بارزاً إلى أعلى وتحتها: "هنا يرقد رامي سعيداً"!!

3. احذر أن تقربه

كان الحوار حاداً حول الميت المسجى. زامر توفاه الله: ولا أهل له غيرهم ، فهل عليهم الصرف على أجره ودفنه بسبب رباط العائلة؟
البعض اعترض وقالوا أنهم براء من زامر حتى اليوم الآخر، لقد نهب بيوتنا وسطى على أموالنا وأملاكنا، وأبقانا على البلاطة، لتأكل لحمه القطط والكلاب، الأمر لا يخصنا.
قال كبيرهم: يا جماعة الخير مهما كان في دنياه حسابه عند ربه، انه يحمل اسمنا، ونحن نقوم بواجبنا نحو عائلتنا، صحيح أنه نهبنا، ولنعتبر ان مصروفات دفنه هي سرقته الأخيرة لنا.
* بل يسرقنا حتى في مماته!!
وبتردد، وبسبب ضغط كبير العائلة، دفع كل فرد حصته مجبراً لتغطية مصروفات الجنازة والأجر.
دفنوه، وسارعوا ينهون أيام العزاء بأقل من يومين، لقلة عدد المعزين.كان واضحا ان زامر لم يترك أحد بعيداً عن شره. كانت يده تطول جميع أهل البلد .
عندما طرح كبير العائلة ضرورة إقامة شاهد على قبره استهان الأقارب بذلك وتذمروا، قال أحدهم:
* اسمه مثل الزفت، حتى لعزائنا بموته لم يحضر إلا نفر قليل، والشاهد يوضع لمن يعز على أبناء عائلته.
أصر كبير العائلة أنه يعرف ما يعتمل بالصدور، وللعائلة اسمها وكرامتها ولا يمكن أن تتخلى عن شخص يعد من أبنائها، ستصبح سمعتنا في الحضيض.
وهكذا أقنعهم، أو ملوا النقاش، ووضع كل منهم ما يقدر عليه، وأوصوا له على شاهد لقبره، وقرر كبير العائلة حتى يبرئ ذمته أمام الخالق عندما يحين أجله أن يكتب على شاهد القبر:
* نرسل لك أيها الرب ابن عائلتنا زامر، الذي أفرغ جيوبنا وسرق أملاكنا، نحن غفرنا له ونطلب أن تغفر له أيضا، ولكن إذا غفرت له، اياك ان تقربه من عرشك!!.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقات قصصية...
- ملاحظات حول مؤتمر مساواة للمكانة القانونية للجماهير العربية
- ساعده ليساعدك..!!
- فلسفة مبسطة: أرسطو والروطوريكا (البلاغة الخطابية)
- حقيقة عصرنا: الرأسمالية طريق للتطور والديموقراطية
- مكالمة محلية مع جهنم !!
- الجبهة تستعد لمؤتمرها .. هل من تغيير في نهجها؟
- ضد الانغلاق الفكري .. ضد الهرطقة النقدية!!
- الهوية القومية-انتماء انساني بجذورها
- الهوية القومية واضطهاد الأقليات
- الناصرة مدينتي: شهادة معاصر تاريخية وسياسية
- الناصرة تستعد للانتخابات .. توضيح لمن يهمه الأمر!!
- هل يوجد شخص آخر فوق ..؟!
- في أمريكا لا يقوم الميت بعد ثلاثة ايام
- انتخابات السلطات المحلية-الناصرة نموذجا!!
- العنف يدمر الحياة الاقتصادية -الاجتماعية في الناصرة
- -نور للنشر- الأمريكية تصدر كتابا لنبيل عودة
- أيام موسكو التي لا تنسى
- الواقع الثقافي العربي ومفهوم الحداثة
- ببغاء لرئاسة البلدية


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - اشراقات قصصية -2