أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - استنساخ -جبهة الانقاذ-، لانقاذ من ؟!















المزيد.....

استنساخ -جبهة الانقاذ-، لانقاذ من ؟!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 5731 - 2017 / 12 / 18 - 23:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الانتخابات الرئاسية المصرية بأيام، (مارس 2018)، تم مؤخراً استنساخ النسخة الاحدث من "جبهة الانقاذ" بأسم " الحركة المدنية الديمقراطية"، بعد فشل المحاولات العديدة السابقة للاستنساخ المماثل، استنساخ فى التحليل النهائى، ليس فقط لانقاذ النظام المأزوم، باضفاء "وهم" ديمقراطى على مناخ لا ديمقراطى، وانما ايضاً لانقاذ المعارضة المدنية المأزومة من فوق!.

من البديهى ان محاولة استخلاص الخبرات من تجارب محاولات التغيير السابقة، لا يعنى انتقاصاً من القيمة والتاريخ النضالى السابق لآىً من اعضاء "الحركة المدنية الديمقراطية"، انما هى محاولة لقراءة نقدية لخبرات حركة التغيير المدنية المأزومة. المأزومة ليس فقط بفعل قمع سلطة يوليو الممتدة لها، بل وهو الاهم، بفعل غياب البوصلة المبدئية لحركة وقوى التغيير ذاتها.


"سباق الافلاس" بين المعارضة والنظام !

كما استنسخ النظام مؤخراً تجربته فى حركة "تمرد"، الذى اصبح معلوماً بشكل واسع من كان ورائها، استنسخها بمسخ "علشان تبنيها"!، تستنسخ "المعارضة" المدنية، قبل الانتخابات بأيام، تجربة "جبهة الانقاذ"، الذى اصبح معلوماً بشكل واسع ايضاً "الفخ" الذى تم توظيفها من خلاله، تستنسخها بمسخ "الحركة المدنية الديمقراطية"!، بالرغم من اختلاف اللحظة التاريخية، والسياق العام، والتى كانت فيه قد تشكلت كلً من وجهى العملة الاولى "جبهة الانقاذ" و"تمرد"، وبين اللحظة التاريخية الراهنة، والسياق العام الراهن، التى تتشكل فيه وجهى العملة الاحدث "علشان تبنيها" و"الحركة المدنية الديمقراطية"!. وكأنها تتجاهل كل ذلك على طريقة "وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الاطفال فى عينيه"!.



المرض المزمن للغرام بالاشكال الفوقية لـ"هندسة التاريخ" !

لكل مضمون، "شكله"، وكلً من الشكل والمضمون مرتبطان ارتباطاً عضوياً، وبدون هذا الارتباط العضوى لا يؤدى هذا "الشكل" وظيفته الخاصة بهذا المضمون بالذات.

ان الغرام الحاث لدى قوى التغيير المدنية، بهندسة الاشكال الفوقية للـ"النضال"، اصبح مرض مزمن لدى هذه القوى منذ ان صادرت سلطة يوليو الممتدة منذ منتصف القرن الماضى، كل اشكال العمل التنظيمى والجماهيرى المستقل، وكافة اشكال التنظيمات المستقلة، خاصة مع القوى المدنية وفى مقدمتها اليسارية، وشجعت ودعمت فى المقابل كل اشكال التنظيمات الفوقية البيروقراطية التابعة لها مباشرة، او الاشكال "المستقلة" الديكورية، والتابعة لها ايضاً، ولكن باشكال غير مباشرة، وفى بعض الاوقات التنظيمات الدينية اليمينية فى الاوقات التى كانت تحتاج ان تستخدمها فيها.

تتمثل ازمة قوى التغيير المدنية التقدمية، اكثر ما تتمثل، فى الضعف الشديد فى ارتباطها بالناس، هؤلاء الناس الذين من المفترض ان هذه القوى تستهدف الدفاع عنهم وعن مصالحهم الحقيقية. والامر كذلك، يصبح المطلوب "خلق" "الاشكال" الملائمة لهذه المهمة، مهمة توثيق الارتباط بهؤلاء الناس فى القاعدة، هذه المهمة التى لا مفر من انجازها لتحقيق اى تعديل لميزان القوى الحادث والمفسر بشكل جوهرى وواضح عن اسباب الفشل المزمن لقوى التغيير المدنية، وليس من معنى للاعلان "من فوق" عن جبهة او حركة من فندق او مقر لا تربطه اى روابط تذكر بالقاعدة الجماهيرية، ليس له من معنى سوى انه تعبير عن استمرار مرض "النخبة" المزمن فى الانفصال عن قاعدتها الجماهيرية، - حتى ان واحد من نخبتها "المدنية" والذى ينتمى لواحدة من افقر محافظات الوجه القبلى، عندما ترشح للانتخابات النيابية، ترشح عن واحد من ارقى احياء القاهرة!، كما ترشحت قيادات اقوى حزب قومى "ناصرى" على قائمة الاخوان المسلمين! -. ان افتقاد القوى المدنية التقدمية الى الارتباط بالقاعدة الجماهيرية، يقابله فى المقابل، ارتباط قوى التغيير الدينية اليمينية المحافظة بقاعدة جماهيرية واسعة ومتنوعة، بالرغم من ان هذه القوى لا تختلف عن النظام الحاكم الا، فقط، على من منهما يتولى السلطة!، ان حتمية انجاز قوى التغيير المدنية التقدمية لهذه المهمة، مهمة الارتباط بقاعدتها الجماهيرية، مهمة اجبارية لا مفر او مهرب منها، على طريقة، "اهرب من قلبى اروح على فين، ليالينا الحلوة فى كل مكان"!.



طوق النجاة من "فوبيا" اللجان الخاوية !

بخلاف ارتباك النظام الحالى امام "ورطة" الانتخابات الرئاسية التى على بعد ايام، ومازالت فى مواجهه مع التناقض الحاد بين ضرورة وجود مرشحين منافسين "عليهم القيمة" من اجل ان تكتسب هذه الانتخابات الحد الادنى من الشرعية، وبين واقع "الصحراء القاحلة" للحياة السياسية المصرية، التى حرص النظام نفسه على "تنظيفها" من اى صوت مستقل، ناهيك عن معارض، ولا نقول ثورى!، فمن اين يأتى مرشح منافس "عليه القيمة"؟!. لقد خلق النظام "بحسن نية" مآزقه بنفسه لنفسه!.

بخلاف ذلك، مازال النظام يصارع كوابيس "فوبيا" الليل والنهار، من مشهد اللجان الانتخابية الخاوية، فى زمن فاضح، اصبح السيطرة فيه على وسائل التواصل والاتصال من مخلفات الماضى، وكل يوم يمر يقرب النظام من يوم الامتحان "الانتخاب"، حيث يكرم المرء او يهان!، وفى نفس الوقت يزداد حجم وعمق الغضب المكتوم لدى قطاعات واسعة من الناخبين، والتى تتسع كل يوم يمر اكثر واكثر، وما يفاقم من درجة غليان غضبها، انها لاتمتلك اى وسيلة للتعبير عن عذاباتها، حتى لكى تقول "الآه"، بعد ان اغلق النظام المجال العام "بالضبة والمفتاح"!، وبعد ان صادر منفردا كل السلطات، فاصبح المتحكم الوحيد فى الثروة والسلطة، اى اصبح "لا بيرحم ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل"!.

ليس صدفة ان يأتى فى هذا التوقيت بالذات، قبل "الانتخابات الأزمة" بأيام، الاعلان "الفوقى" عن النسخة الاحدث من اشكال "هندسة التاريخ"، بما لا يستجيب بأى حال من الاحوال للاحتياجات الفعلية لمسيرة نضال مفترضة من اجل التغيير، فلا قبلها مقدمات، ولا بعدها، "بعد الانتخابات"، نتائج!، فبعد انتهاء "موسم" الانتخابات لن يتبقى لها سوى الاحباط وخيبة الامل!. وفى الوقت الذى من غير المحتمل ان تأتى باى نتائج لصالح مسيرة قوى التغيير المدنية التقدمية، لكنه، من المؤكد انها ستأتى بنتائج لصالح اطراف اخرى، فى المعارضة المدنية اليمينية او الانتهازية، وبالتأكيد فى صالح السلطة، او لكلاهما معاً.



لا يمكن لمجتمع ان يسير بشكل طبيعى، بقدم واحدة، ناهيك عن ان يعدو!

بالرغم من كل ما اتخذ مع تيار الاسلام السياسى منذ 30 يونيه 2013، الا ان كل شواهد الواقع الحى فى الشوارع والحوارى والقرى والنجوع، تؤكد لمن يريد او يجرؤ على رؤية الحقيقة، ان اى هبة جماهيرية قادمة، وهو امر وارد تماماً بل ووشيك، ستكون بقيادة اسلامية، انها حقائق الواقع وليست امنيات الواهمين. ان الازمة التى تضع السلطة كل المجتمع المصرى فيها، والناجمة عن ازمة الحكم، المصمم بانانية عمياء على ان يسير المجتمع المصرى على قدم واحدة، مدعياً انه يعدو!.

لا مخرج من الازمة المستعصية للمجتمع المصرى، سلطة ومعارضة "مدنية ودينية"، الا بتخلى السلطة عن انانيتها وجشعها، وبتخلى المعارضة عن انتهازيتها .. وكلاهما غير متوقع.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة المصرية، كفرصة ذهبية !
- -الاخوان-، نجم انتخابات 2018 بلا منازع !
- السقوط الثانى ل-شفيق--مسخرة-، !
- هل شفيق، خطوة الى الامام، ام خطوتان الى الخلف ؟!
- لمن -ضحى- السيسى بشعبيته ؟!
- جريمة -الابادة الجماعية- الرائعة !
- شرين وخيانة الوطن ولصوص الفن !
- -الرباعية المصرية-، -خارطة انقاذ مصر-.
- انتخابات رئاسية -سابقة التجهيز-، لا جديد !
- هل حقاً -السيسى- يسير بمصر الى دولة مدنية ديمقراطية حديثة ؟!
- رئيس عسكرى، ذو خلفية عسكرية !
- دستور مصر، دستور دولة دينية بامتياز !
- هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن- ؟!
- -فوبيا- اللجان الخاوية !
- تعديلات دستور -حسن النية-: السيسى، رئيس -منزوع الدسم-!
- التعديلات الدستورية وتسلق شجرة السلطة:
- تعديلات دستورية، ام انقلاب دستورى ؟!
- اعلان فوز السيسى فى انتخابات 2018 !
- أحدث جرائم الإعلام المصرى العلاج بالأمراض النفسية
- من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!


المزيد.....




- مصر.. ماذا نعلم عن إبراهيم العرجاني بعد تعيينه رئيسا لاتحاد ...
- واشنطن وطوكيو تخصصان 3 مليارات دولار لتطوير صاروخ جديد يعترض ...
- هل ما يزال مكيافيلي ملهما بالنسبة للسياسيين؟
- سيناتور أمريكي ينتقد تصرفات إسرائيل في غزة ويحذرها من تقويض ...
- خطأ شائع في تنظيف الأسنان يؤدي إلى اصفرارها
- دراسة: ميكروبات أمعاء الأب تؤثر على نسله مستقبلا
- بعد 50 عاما من الغموض.. حل لغز ظهور ثقوب بحجم سويسرا في جليد ...
- خبراء: هناك ما يكفي من الماء في فوهات القمر القطبية لدعم الر ...
- الضغط على بايدن لمخاطبة الأمة إثراندلاع العنف في الجامعات
- السلطات الإسرائيلية تؤكد مقتل أحد الرهائن في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - استنساخ -جبهة الانقاذ-، لانقاذ من ؟!