أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الازمة المصرية، كفرصة ذهبية !















المزيد.....

الازمة المصرية، كفرصة ذهبية !


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 04:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يرى النظام المصرى، الازمة الشاملة التى تواجهها مصر، والمتصاعدة على مدى العقود الست الماضية؟!.

لا ترى سلطة يوليو الممتدة، فى نسختها الاحدث، الازمة الشاملة المتصاعدة ، فى كل اوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية .. الخ، لا تراها باعتبارها ازمة سلطة، ازمة ناجمة عن ايديلوجية حكم فاشلة يجب تغيرها، وانما ترى الازمة باعتبارها فرصة ذهبية لتحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه من قبل!. فرصة لتحقيق المزيد من السيطرة المنفردة الشاملة والتامة على كل اوجه الحياة المصرية. هكذا تعتقد انه سيستقر الامر.


الازمة المصرية، كفرصة ذهبية للسلطة !

فى لحظة تاريخية درامتيكية، (امتدت من 25 يناير 2011 الى 30 يونيه 2013)، وجد قطاع عريض من الشعب المصرى نفسه امام شحنة عاطفية هائلة، لتتحق اخيراً احلامه واماله فى حياة انسانية كريمة، لن يجبر فيها عن ان يتنازل فيها عن واحدة من ابسط حقوقه، لتحقيق الاخرى، اما الحرية، واما العيش "الخبز"!. لقد وجد اخيراً من "سيحنو عليه" بعد طول حرمان، يعده بدولة مدنية ديمقراطية حديثة، فاذا به "يصدم" منه بالذات، باجراءات سياسية واقتصادية وامنية واعلامية، لم يشهد مثل قسوتها من قبل، حتى ممن ثار عليه!.

ان التغيرات المفاجئة السريعة والمتلاحقة التى شهدها المجتمع المصرى من تداعيات ما بعد 25 يناير 2011، مثلت فرصة ذهبية لنظام سلطة يوليو الممتدة، فى اتخاذ حزمة من الاجراءات شديدة القسوة على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والاعلامية، فى حزمة واحدة متعاضة، تدعم كلً منهم الاخرى. مستغلة فى ذلك حالة "الصدمة" وماخلقته من حالة تخبط وانقسام وتشوش سواء لدى قطاعات الشعب او النخب على حدً سواء. ليستعير النظام شعار ثوار يناير الابرياء "النوبه دى بجد مش حنسبها لحد"!.

لتتحول انتفاضة يناير الكبرى من فرصة محتملة لتحقيق، ولو الحد الادنى، من طموحات "الشعب الذى لم يجد من يحنو عليه"، لتتحول الى فرصة ذهبية لتحقق سلطة يوليو الممتدة، من خلالها، على ايدى نسختها الاحدث، وفى غيام الغبار الناجم عنها، ما لم يكن لها ان تستطيع تحقيقه من قبل!. ففى ظل غبار المعارك والاحداث الكبرى، يمكن تحقيق ما لا يمكن تحقيقه فى اوقات السلم الرمادية، فتصادر بالمعنى الحرفى كل السلطات فى يدها منفردة، لتحقق رغبتها العميقة الانانية الضيقة فى الانفراد بالثروة والسلطة، ولكنها بذلك تعمق فى نفس الوقت ازمتها الايديولجية المزمنة منذ استيلائها على السلطة فى منتصف القرن الماضى!.



فشل قوى التغيير المزمن !

ان الفشل المزمن الذى تعانى منه قوى التغيير المستمر على مدى اكثر من ستة عقود، والذى ابرز سماة قوى التغيير المتصدرة للمشهد السياسى "الانتهازية السياسية"، فى مواجهة سلطة شمولية مستبدة تجمع بين ايديها كل السلطات، ذلك على المستوى الوطنى، وصعود اليمين المدنى والدينى على المستويين الاقليمى والدولى، وهو ما يمكن ان يفسر فى جانب منه، لماذا وصل اليمين الدينى المصرى الى السلطة خلال السنة البائسة لحكم الاخوان لمصر، بغض النظر عن طريقة "سيناريو" ايصالهم الى الحكم فى سياق مواجهة "التفاف" السلطة حول تسونامى يناير 2011.

تحليلياً، يمكن اعادة استمرار الفشل المزمن الذى تعانى منه قوى التغيير، الى عاملين رئيسيين:

الاول: العامل الذاتى، المتمثل اساساً فى انقسام قوى التغيير ذاتها الى فريقين لكلً منهما ايديولوجية متناقضة مع الاخرى، الاولى، قوى مدنية يسارية تقدمية، ذات ايديولجية طبقية متناقضة جذرياً مع ايديولجية النظام الحاكم، فصراعها الرئيسى مع السلطة صراع ايديولجى، صراع على السلطة بطبيعة طبقية مناقضة. اما القوى الثانية الساعية للتغيير، فهى قوى مدنية ودينية يمينية محافظة، لا تختلف ايديولجيتها الطبقية جذرياً مع الايديولجية الطبقية للنظام، حيث ينحصر صراعها مع النظام، على السلطة فقط، ولكن على نفس الاسس الايديولجية الطبقية. انه صراع مصالح فى اعلى صوره، صراع الاستيلاء على السلطة بنفس طبيعتها الطبقية.

الثانى: العامل الموضوعى، فيعود الى درجة "تأخر" التطور "المادى" للمجتمع المصرى نفسه، وانعكاس "تأخر التطور" المادى على تخلف تطور الجانب الامادى للمجتمع، العادات والتقاليد والثقافة .. الخ، فمازال طور المجتمع ما قبل "المدنية"، من بقايا للعلاقات الانتاجية والملكية الاقطاعية، تسيطر على مساحات واسعة من الجغرافيا السياسية المصرية. اى تاخر تطور وسائل وعلاقات الانتاج نحو المجتمع الصناعى "المدنى"، فيما عدا سنوات قليلة استثنائية منذ عام 1952، سنوات خلال ستينات القرن الماضى. وبالتالى تأخر تطور الجانب الامادى للمجتمع المصرى، الذى يشكل حال توفره البيئة الحاضنة والمهيئة والقابلة لفلسفة وقيم التغيير.



الازمة المصرية، كفرصة ذهبية لقوى التغيير !

كيف تواجه قوى التغيير، الازمة الشاملة المتصاعدة التى تواجهها مصر؟.

مازال التناقض الجذرى بين ايديولجيتى قوى التغيير اليسارية واليمينية، من ناحية، وتخلف التطور المادى والامادى للمجتمع المصرى، من ناحية ثانية، هما المهمتان الرئيسيتان المطلوب ايجاد مخارج "اهداف" تكتيكية ومبتكرة قابلة للتحقق، فى اتجاه انجاز التغيير الاستراتيجى المطلوب، فى مواجهة انانية السلطة الشمولية المستحكمة.

لقد حددت السلطة الحالية، وفقاً لطبيعتها، موقفها من الازمة المصرية، بالمضى قدماً فى نفس الاتجاه السابق لها، ولكن بمعدلات فائقة السرعة والحدة، لاحداث "الصدمة" التى تمكنها من انجاز ما لم تتمكن من انجازه من قبل. لانجاز المزيد من السيطرة المنفردة الشاملة والتامة على كل اوجه الحياة المصرية. هكذا تعتقد انه سينجح الامر.

ينجح ذلك، فيصبح الناس مرتبكين وقلقين وخانعين ينتظرون الاوامر، ويتقاعس الناس ويصبحوا اكثر تبعية وخوفاً. عندها يصبح الناس بمعنى آخر فى حالة صدمة، لذا، عندما تؤدى الصدمات الاقتصادية الى ارتفاع جنونى للاسعار وانخفاض كبير للاجور، تبقى الشوارع هادئة والميادين فارغة. لا مظاهرات تطالب بالغذاء، او اضرابات تطالب بالحقوق, وتتكيف العائلات بصمت، وتفوت وجبات، وتغذى اطفالها بطعام منعدم القيمة لقمع الجوع، ويستيقظون قبل طلوع الفجر كى يسيروا ساعات الى عملهم، موفرين بذلك اجرة الباص. ينجح ذلك، ايضا،ً فى ازاحة الطبقة المتوسطة، "جزع المجتمع"، نحوالاسفل.(1)*


بالفعل، لقد نجحت السلطة حتى الان فى لجم اى رد فعل للمجتمع تجاه كل الاجراءات القاسية التى اتخذتها على طريق التطبيق الصارم لليبرالية الجديدة، الا ان تراكم ارباح هذه السياسات فى ايدى اعداد محدودة، واتساع قاعدة الافقار لتشمل الطبقة الوسطى، يوفر امكانية حقيقية لان تتحول هذه الازمة من فرصة ذهبية للنظام الحاكم، الى فرصة ذهبية لقوى التغيير والتقدم، شرط ان تحسن هذه القوى حسابات ميزان القوى الحالى والاهداف التكتيكية التى يمكن تحقيقها ، لانجاز تقدم حقيقى فى مجالى العاملان المتسببان فى الفشل المزمن لقوى التغيير حتى الان، السابق الاشارة اليهما .. هل نجرؤ على النجاح؟!.



سعيد علام
إعلامى وكاتب مستقل
[email protected]
http://www.facebook.com/saeid.allam
http://twitter.com/saeidallam



المصادر:
(1) جريمة "الابادة الجماعية" الرائعة !*
* عن الكتاب الرائع "عقيدة الصدمة"، صعود رأسمالة الكوارث. للكاتبة والباحثة الفذة، كندية الاصل، نعومي كلاين.
https://www.4shared.com/office/WE6mvlL6/____-_.htm
فيلم مترجم للعربية عن نفس الكتاب. https://www.youtube.com/watch?v=YRDDQ9H_iVU&feature=youtu.be



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الاخوان-، نجم انتخابات 2018 بلا منازع !
- السقوط الثانى ل-شفيق--مسخرة-، !
- هل شفيق، خطوة الى الامام، ام خطوتان الى الخلف ؟!
- لمن -ضحى- السيسى بشعبيته ؟!
- جريمة -الابادة الجماعية- الرائعة !
- شرين وخيانة الوطن ولصوص الفن !
- -الرباعية المصرية-، -خارطة انقاذ مصر-.
- انتخابات رئاسية -سابقة التجهيز-، لا جديد !
- هل حقاً -السيسى- يسير بمصر الى دولة مدنية ديمقراطية حديثة ؟!
- رئيس عسكرى، ذو خلفية عسكرية !
- دستور مصر، دستور دولة دينية بامتياز !
- هل يرحل -السيسى- بعد -صفقة القرن- ؟!
- -فوبيا- اللجان الخاوية !
- تعديلات دستور -حسن النية-: السيسى، رئيس -منزوع الدسم-!
- التعديلات الدستورية وتسلق شجرة السلطة:
- تعديلات دستورية، ام انقلاب دستورى ؟!
- اعلان فوز السيسى فى انتخابات 2018 !
- أحدث جرائم الإعلام المصرى العلاج بالأمراض النفسية
- من قتل أبرياء أكثر: الارهاب ام الحرب على الارهاب؟!
- مأزق الجزيرة، ومأزق خصومها ! كل الطرق تؤدى الى -صفقة القرن-.


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - الازمة المصرية، كفرصة ذهبية !