طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 14:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الرد على السيد (متابع)
طلعت رضوان
كتب أحد القراء المتخفى تحت اسم (متابع) تعليقــًـا على مقالى (كيف يكون القتل بأمر إلهى) فقال ((وكيف تقيم عملية تقديم القرابين البشرية فى المجتمعات البدائية كالمجتمع المصرى الفرعونى القديم.. إلخ)) وذلك فى باب أرشيف التعليقات على موقع الحوار المتمدن.
وقد فكــّـرتُ كثيرًا : هل أرد أم لا. وسبب ترددى أنّ ما كتبه السيد (متابع) لا يستحق الرد لأنه يسقط من حساب أية كتابة جادة (علمية وموثقة) ولكننى خشيتُ أنْ يتأثر بكلامه بعض المتابعين للموقع المحترم ، فانحزتُ للرد .
أولا: وقع الكاتب فى الخطأ الذى يقع فيه كل الجهلاء بالحضارة المصرية ، عندما قال : ((المجتمع المصرى الفرعونى القديم)) ، لأنّ الحضارة المصرية لم تعرف هذه التسمية ، لسبب بسيط وهو أنّ كلمة (فرعون) ابتكار عبرى اخترعه بنو إسرائيل بسبب العداء بين نمط حياتهم الرعوية وحقدهم وأطماعهم فى (مجتمع الزراع) وهو ما شهدتْ به كتب الديانة العبرية (العهد القديم والأناجيل والقرآن) حيث أنّ الإله العبرى تقبـّـل قربان راعى الغنم ورفض قربان الزارع. أى أنّ لفظ (فرعون) ليس له وجود إلاّ فى رؤوس العبريين والعرب والإسلاميين.
ثانيـًـا : أخطأ الكاتب عندما أضاف صفة (القديم) بعد عبارة المجتمع المصرى الفرعونى.. كما لو أنه يعترف بوجود مجتمع مصرى (فرعونى) جديد .
ثالثــًـا : السيد الكاتب لم يــُـقـدّم دليلا واحدًا (من مراجع علم المصريات أو من البرديات أو من رسوم الجداريات أو من كتب علماء علم المصريات) أنّ جدودنا المصريين القدماء كانوا يُـقـدّمون القرابين البشرية للآلهة ، كما قال سيادته.
رابعـًـا : توجد أكثر من بردية (فى معظم متاحف العالم) وبها صور لآلهة تُــطعم الموتى ، وآلهة تــُـرضع الإنسان.. وممكن التأكد من ذلك فى كتاب (ديانة مصر القديمة) تأليف عالم المصريات الألمانى (أدولف إرمان) أو كتاب (فجر الضمير) تأليف عالم المصريات الأمريكى (برستد) وعشرات الكتب التى تناولتْ الدين فى الحضارة المصرية. ومن بين البرديات الكثيرة التى عثر عليها علماء الآثار، بردية طويلة جدًا بعنوان (كتاب الطريقيْن) جاء بها حسب النص الحرفى أنّ كبير الآلهة قال ((خلقتُ كل إنسان مثل أخيه.. وخلقتُ الآلهة مكن عرقى.. أما البشر فخرجوا من دموع عينى)) وهذه البردية أشار إليها عالم المصريات (رندل كلارك) فى كتابه (الرمز والأسطورة) وبعد كل هذه الأدلة .. كيف يتقبل أى (عقل حر) تخاريف العبرانيين من بنى إسرائيل وبنى يعرب ؟
***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟