أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة العضوية بين أمريكا والإرهاب















المزيد.....

العلاقة العضوية بين أمريكا والإرهاب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 14:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تتزعم الإدارة الأمريكية حملة جديدة من حملاتها التى لاتنتهى تحت عنوان (محاربة الإرهاب) والتركيزهذه المرة على تنظيم (داعش) ومن أجل تنفيذ تلك الخطة دبّرت توريط 40 دولة، وبالطبع تضع فى حسابها أنْ تكون الدول العربية ومصرفى المقدمة. والإدارة الأمريكية تتعامل مع الدول الخاضعة لها، على خلفية أنّ شعوب تلك الدول ليس لها أى دورفى سياسة تلك الأنظمة، وعلى تصورأنه لا أحد يتذكرالسجل الإجرامى للإدارة الأمريكية فى صناعة الأصوليات الدينية (يهودية/ مسيحية/ إسلامية)
إنّ الحملة ضد داعش لابد أنْ تــُـحيل العقل الحرلما حدث فى أفغانستان عندما قرّرت الإدارة الأمريكية تجنيد طلبة الشريعة فى باكستان (جماعة طالبان) تحت ستارمن الدخان اسمه (محاربة السوفيت الكفرة) الذين احتلوا (بغباء لايستطيع أحد الدفاع عنه) أفغانستان. وكانت النتيجة توريط الدول العربية والدول المُسماة (إسلامية) فى دفع فاتورة تلك الحرب التى مات فيها كثيرون، سواء من الشعب الأفغانى أومن الجنود السوفيت. ونظرًا لأنّ الإدارة الأمريكية ليستْ مبعوثة العناية الإلهية للدفاع عن الإسلام ضد (الملاحدة السوفيت) وإنما لأنها لاتقبل أى شريك استعمارى، ولأنّ (مسعود شاه) كان يرفض الاستعماريْن السوفيتى والأمريكى، لذلك اتفقتْ المخابرات الأمريكية مع العميل الأمريكى حكمتيارعلى تصفية مسعود شاه وأتباعه من المناضلين الأفغان، وهوما تمّ بالفعل بقتل مسعود شاه. وكان المقابل أنْ حصل حكمتيارعلى مبلغ ملياردولارمن المخابرات الأمريكية، التى لاتدفع من خزينة الدولة الأمريكية إنما من حصيلة ما تجمعه من الدول العربية (كانت السعودية فى ذاك الوقت على رأس قائمة دافعى الفاتورة ومعها مصروباقى الدول العربية) وبعد خروج السوفيت من أفغانستان بدأ الفصل الثانى لتوريط الدول العربية والمُسماة الإسلامية، أى فصل (تنظيم الجهاد) ورغم أنّ الإدارة الأمريكية هى التى أنشأته وموّلته، تزعّمتْ حملة سافرة بحجة القضاء على الإرهاب والتخلص منه، وبعد أنْ تركته يرتكب العديد من الجرائم ضد الإنسانية، سواء ضد الشعب الأفغانى أوالباكستانى أوالصومالى الخ، كانت المحطة الأخيرة عندما قرّرت إغتيال عميلها بن لادن.
والشىء المُـلفت لنظرأى باحث حرهوأنه بعد إغتيال بن لادن بدأتْ تظهرعدة تنظيمات إسلامية تتبنى العنف والتخريب والقتل فى أكثرمن مكان فى العالم، وكلها تحت مُسميات إسلامية ذات مرجعية دينية، وتــُـستخدم فيها ألفاظ (الجهاد، محمد، الله، الإسلام إلخ) ووصل عدد تلك التنظيمات الإجرامية إلى أكثرمن سبعين تنظيمًا، على علاقة بالمخابرات الأمريكية مباشرة، كان من بينها تنظيم داعش.
والسؤال الذى يطرحه العقل الحرهو: إذا كانت الإدارة الأمريكية هى التى أنشأتْ جماعة داعش، فلماذا تريد أنْ تتخلص من أعضائها وتشن الحرب عليها؟ وهل هى صادقة فما يُسمى (الحرب ضد الإرهاب) أم أنها تــُـخطــّـط لمرحلة جديدة: فيتم القضاء على أتباع داعش، وفى نفس الوقت تكون قد أنشأتْ تنظيمًا جديدًا، يُحقق نفس أغراض داعش، مع الحرص على الظهوربأنه أقل من داعش من حيث الدموية وحرق المدن وسبى النساء وقتل الأطفال والشيوخ إلخ؟
ولأنّ الإدارة الأمريكية– بعد الحرب العالية الثانية- قرّرتْ أنْ تكون هى زعيمة الاستعمار العالمى، لذلك كان وقوفها ومساندتها ودعمها لكافة أنظمة الحكم الاستبدادية، ولأنّ تلك الأنظمة لاتستطيع العيش بدون الأصوليات الدينية التى تعمل على تخديرشعوبها، بكل ما فى جعبة الميتافيزيقا من غيبيات، لذلك كانت الخلطة السحرية الأمريكية (أنظمة استبداية تروّج لها أصولية دينية) وليس مصادفة أنّ الإدارة الأمريكية أيـّـدتْ وصول الإسلاميين إلى الحكم فى مصربعد يناير2011. وليس مصادفة ما حدث فى ليبيا حيث سيطرة الأصوليين على مقدرات الشعب الليبى بالتواطؤمع حلف الناتو، وليس مصادفة وقوف الإدارة الأمريكية مع الأصوليين فى سوريا، وليس مصادفة تسلل التنظيمات الإسلامية الإرهابية (المدعومة من المخابرات الأمريكية) داخل مصروتونس وليبيا، وذلك من أجل تحقيق أكبرقدرمن عدم الاستقرار، من خلال عملياتهم الإرهابية سواء بقتل الجنود والمدنيين أوتخريب المنشآت العامة والخاصة.
(عدم الإستقرار) هو أهم أهداف الإدارة الأمريكية والتى تسعى لتحقيقه مع الأنظمة التى ترى أنها تابعة لها وخاضعة لكل ما تــُـخطط له، حتى ولوكان ضد المصلحة الوطنية. لماذا التركيزعلى (عدم الإستقرار)؟ لأنه- بمفهوم المخالفة- لوتحقق الإستقرار، تحققتْ التنمية الاقتصادية، وهذه لوتحققتْ تحقق مبدأ (الاعتماد على الذات) وهوالمبدأ الذى يُسبّب أشد أنواع القلق لدى الإدارة الأمريكية، حتى تظل تلك الدول (الخاضعة والخانعة) تحت سيطرتها لصالح الرأسمال العالمى وتحت سيطرة صندوق النقد الدولى وكافة المؤسسات العالمية التى تــُـسيطر عليها أميركا، وبالتالى تفرض شروطها من حيث بيع المؤسسات الوطنية لصالح المستثمرين الأمريكان والأوروبيين والعرب المدعومين من الرأسمالية العالمية. وكذلك إلغاء الدعم عن الفئات الشعبية. وإنشاء العديد من المدارس والجامعات الخاصة لصالح أبناء الأثرياء (بهدف خلق الجيل المُـتبنى وجهة النظرالأمريكية عن الرفاهية) وقائمة شروط صندوق النقد الدولى وغيره من المؤسسات الرأسمالية طويلة ، لعلّ على رأسها وأخطرها شرط تعيين مندوبين عن المؤسسات المالية العالمية فى الوزارت والجهات الحكومية التى لها علاقة بإدارة المحفظة المالية أوالتخطيط مثل وزارة المالية والبنك المركزى ووزارة التخطيط ففى نوفمبر1955 اشترط (يوجين بلاك) رئيس البنك الدولى على مصرأنّ البنك عليه مراقبة الميزانية المصرية. وأنْ تمتنع مصرعن إجراء أى قروض أخرى))
إنّ الحملة التى تتزعمها الإدارة الأمريكية– بإشراف أجهزتها من وزارة الخارجية إلى جهاز المخابرات، تــُـحقق لها ثلاثة أهداف الأول: الظهوربمظهرالدولة الرافضة لما يُسمى (التطرف الدينى) وبالتالى فهى مع الحداثة والدولة المدنية وحق المواطنة إلخ. الهدف الثانى: توريط الدول العربية والدول المُسماة (إسلامية) فى هذه الحرب الملعونة، فيموت شباب تلك الأنظمة فى حرب دبّرتْ لها الإدارة الأمريكية ولصالح المخطط الأمريكى الذى يسعى إلى تعميق الخلافات بين تلك الأنظمة من جهة، أوداخل كل دولة، حيث تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض للمشاركة فى تلك الحرب المجنونة التى هى سيناريومُـتكرّرلما حدث فى أفغانستان ودول البلقان. كما أنه – داخل الهدف الثانى– ستكون الفرصة مواتية للإدارة الأمريكية لتنفيذ مخططها نحوتقسيم كل دولة إلى عدة دويلات كما حدث فى العراق واليمن وليبيا. أما الهدف الثالث فهوتبديد موارد الأنظمة التى ستوافق على المشاركة فى تلك الحرب، وإنهاك جيوشها وقتل أولادها فى حرب– هى فى حقيقتها– تــُـدارلصالح الإدارة الأمريكية.
فى ضوء ما سبق فإننى أرى أنّ على كل دولة محاربة الأصوليين الإسلاميين الذين ينتهجون أسلوب العنف الدموى والتخريب على أرضها، ويتواكب مع ذلك أنه يجب على كل دولة حماية حدودها، وهذا لن يتحقق إلاّبتوفرأقصى درجة من الإرادة الوطنية.
كما أننى أتوقع– وأرجوأنْ أكون مغاليًا فى توقعى– أنّ المخطط الأمريكى سيكون ذريعة لدخول جيوش قوات الناتولبعض الدول العربية، فتكون النتيجة الاحتلال الأمريكى الأوروبى تحت شماعة (محاربة الإرهاب) ثم يُـفاجأ الجميع أنه بعد هدوء العاصفة وجمع أشلاء الضحايا، بظهورتنظيم إرهابى جديد كان يتم استنساخه فى معامل تفريخ الإرهابيين فى الولايات المتحدة الأمريكية.
لدينا فى مصرمثل شعبى يقول ((اللى حضــّـرالعفريت عليه أنْ يصرفه)) ولكن الإدارة الأمريكية تتبنى آلية شيطانية تتلخـّـص فى أنها تتولى تربية الإرهابيين، ثمّ تتحمّـل الدول العربية والمُسماه (إسلامية) محاربتهم أى أنها ((تحضرالعفريت وعلى غيرها أنْ يصرفه))
ويهمنى التأكيد على أنّ الإرهاب المُسلــّـح بأدوات القتل (من قنابل ومدافع) ليس هوالخطر الوحيد، بل أزعم أنّ الأخطر منه هوالإرهاب المُـسلــّـح بنصوص دينية تنفى حق الآخرالمُختلف فى العيش فى وطنه وفقــًا لمبدأ (المواطنة) وليس لمبدأ (الديانة) وهذا النوع من الإرهاب هوما تتغافل عنه الأنظمة العربية وتتغافل عنه مصر، وبهذا التغافل ساهمتْ الأنظمة العربية فى تخريج الآلاف من الإرهابيين فى معاملها المُسماة: مدارس ومعاهد وجامعات وفضائيات وأرضيات، أى أنّ معامل تفريخ الإرهابيين فى الأنظمة العربية ومصر، تكاتفتْ وتضامنتْ مع معامل تفريخ الإرهابيين فى الولايات المتحدة الأمريكية، سواء عن قصد أوعن جهل، وفى الحالتيْن فالنتيجة واحدة، لأنّ العبرة بالنتائج وليست بالنيات.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء مصر وبناء الأهرام
- هل التبشير بدين يستدعى الاحتنلال الاستيطانى؟
- لماذا الربط بين عبدالناصروصلاح الدين الأيوبى؟
- تخاريف عصرية حول سجن النبى يوسف
- لماذا لايقتحم المبدعون المصريون التراث المسكوت عنه؟
- سيجموند فرويد والديانة العبرية
- اليمن ومقصلة العروبة
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952 (1)
- ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول؟
- من مؤسس الدولة الدينية؟ عبدالناصرأم السادات؟
- مغزى ضرب تجربة الليبرالية المصرية
- هل الخرافة فى أوروبا مثل خرافة العرب والمسلمين؟
- مشهد من تاريخ المجازرالعربية/ العربية
- مفارقة التبشيربالهداية والتهديد بالسلاح
- الأساس التوراتى لوعد بالفور
- الدين وخصوصية الثقافة القومية
- الغاء الخلافة وتحريرالشعوب من قبضتها
- الشرق والغرب فى فكرإسماعيل أدهم
- عاصم الدسوقى ومغزى تزويرالتاريخ
- إلى متى يستمر دور الكهنوت الأزهرى؟


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - العلاقة العضوية بين أمريكا والإرهاب