ردّ الاعتبار.....( سرد تعبيري )

جميلة بلطي عطوي

الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 13:14
المحور: الادب والفن
    

ردّ الاعتبار.....
ككلّ مرّة يُهادنه الخمول يتأبّط بقايا عزم واهن ...عن ساقيه يشمّر ، للهجير يطلقهما ...تتعثّر خطاه في دوّامات الذّلّ وينبض قلبه من شدّة الوجل ...تُرى أين الطّريق؟ مَن الصّديق؟ هلْ مازال في الكرامة ما تُلملمه الأيدي وتحضنه النّفوس؟
تسرح أنفاسه في المدى ...هذه الطّرق الواعدة تومئ بطرف خفيّ ، تهمس في عمق العمق : لا تكنْ كصاحب المظلّة ، لا تتردّدْ ...حذار من مواقف الإحباط تعيدكَ إلى زنزانة الخمول ...رحلتك تبدأ بخطوة.
رحلة بحث مضنية تناجي نجما تائها أغرقته كوابيس اللّيل المدلهمّ ... في غمرة اللّهفة يمدّ يده المرتعشة إلى شريانه ، يعتصر كأسا دهاقا ، في جوفه يصبّ الرّحيق المعتّق فتجحظ عيناه . تحت قدميه تتوسّع حقول الأشواك ، إبَرٌ حادّة تقتنص غفلته في كلّ حركة لكنّ النّبضة في أعماقه يتعالى صداها ...رنين يُذهل الحسّ فلا وجع فقط تستمرّ الحركة ...لا توقّف، لا تراجع والمدى يغري ، يكثّف المدارات الملوّنة.
متى تظهر أيّها النّجم ؟ هلّا أسقطتَ عنكَ الضّباب وتراءيت مشكاة " لا شرقيّة ولا غربيّة " تومض بين النّبض والنّبض ، تكتسح كلّ المسامّ المنهكة ، توُردها نهرا سرمديّا من ارتشف منه النّغبة امتلك عنان الصّمود ، في وجه العجز رفع سيفه البتّار وهلّل : " أكون أولا أكون"
بين الجنبين يُقام " كرنفال" ، عزف على أوتار الكرامة ، مزامير بلهجة عربيّة نقيّة...لا لجلجة ولا انحناء ...على عتبات الأفق تمتدّ القامة ، تستوي الرّكبتان ...يشتدّ دَوس الأشواك فتُهرس كما حصاد البيادر ...ساقان تستمدّان القوّة من هامة شامخة...زرقاء يمامة تكتشف الحجب والعزم عين صقر لا تخطئ الهدف ...هناك ...القبّة تلمع ، تفيض على الأرض ضياء....في أعلاها طيف يرفّ ، بُراق يفتح الممرّ إلى العالم الخفيّ ...روح تمتطي جناحي حلمها ...لا مناص من إدراك الغاية ...آن الأوان لردّ الاعتبار.
جميلة بلطي عطوي
تونس....9 / 12 / 2017

#جميلة_بلطي_عطوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل