صدام غازي محسن
الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 18:06
المحور:
الادب والفن
تفاصيل العتمة
------------------------
من يتخيل إن حبة الفستق ، ستكون على هيئة شجرة .
ومن يتخيل إن ذراع الفأس هو غصن شجرة ، ورغم ذلك يرتكب الفأس المجازر بدون أن يعتذر للشجرة التي احيته . نتكلم بلسان المدينة الفاضلة ، تلك المدينة التي لا يقطنها احد . كلنا نجيد الإختباء خلف شخص لا يشبهنا ، ولا يشبه بؤسنا الذي أصبح هو سحنة ملامحنا الوحيدة . ورغم نجاحنا ، الا إننا نخفق في تخبئة كل تفاصيل العتمة التي هي من تسكننا . وفي الحقيقة لا يغير طعم الفودكا عصير البرتقال . ولا أفضل تبغ سيمنع المدخن ، من لفظ البلغم . نسكن خلف رغبات نمتلك مفاتيحها ، والتي لا نملك نسخة من المفاتيح حتما سنقتحمها عنوة . نسكن في محجر ضيق ، عراة نتنفس من ثقب صغير . فمن يتخيل نفسه يسبح في الفضاء أخبره ليحدثني عن الجاذبية التي تسير عليها أقدامه ، ليخبرني بذلك الشعور بدون ان يقدم لي شهادة وفاته . نفقد كثيرا ... الكثير الكثير من ريش الحقيقة . لا نجرؤ على الطيران . الطبيعة تنبذنا . لا عفوية نمتلكها ، وحتى التي تكون في بيضتها سنكسرها . نمتص شعاع الشمس لنلوثه ، لنثقب السماء .
من يتخيل إن الطين لا يلوث ذاكرته ، سيكون واهما .
صدام غازي محسن
٦ كانون الأول ٢٠١٧
#صدام_غازي_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟