أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة1














المزيد.....

عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة1


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احترامي

للخميني العالم العلامة كبير، فهو مثقف من الدرجة الأولى، خاصة في الرياضيات والفقه والفلسفة، وهو مثلي غزير الإنتاج، كتب أربعين كتابًا. لكن الخميني أولاً وقبل كل شيء مشروع سياسي مطهم بالدين، اضطرته إلى ذلك محاربته للشاه الذي كان بلا دين، ومواجهته لآل سعود الذين كانوا الأخوة الأعداء، فعمل من مذهب الشيعة مقابل مذهب السنة أساسًا بنى عليه نظريته في ولاية الفقيه، هذه النظرية التي جعلته يصل إلى مفهوم تصدير الثورة الإسلامية. لم يكن هذا المفهوم وليد إرادة الخميني الفردية، وإنما نتيجة جملة من العوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية: تاريخيًا الإطاحة بالشاه، اجتماعيًا "الأيرنة"، أو البحث عن الذات والرفع من شأنها، ثقافيًا الفارسية كلغة وتراث وقوام للشخصية صمدت أمام الغزو العربي على مدى مئات السنين، اقتصاديًا النفط والغاز المن والسلوى.

إذن

مفهوم تصدير الثورة الإسلامية في زمنه، وهذه هي سياقاته الأربعة، كان مفهومًا بالفعل ثوريًا، يرمي إلى تحقيق الكثير من القيم خارج إيران كداخلها، خاصة وأن الإمكانيات المادية كبيرة. هذه القيم التي أخذت شكل الدين في المشروع السياسي الخميني، كانت في الواقع قيمًا اغترفها روح الله من المذهب الشيعي، أنا شخصيًا لا يزعجني فعل كهذا، طالما أن هذه القيم للخير هي، أما لغيري من الخصوم، في الصراع السياسي، هذه القيم للشر هي. وهكذا يصبح مفهوم تصدير الثورة الشيعية هو الأرجح، والقابل للتفزيع الشعبي من خارج كل سياق، ومن داخل كل زمان.

بناء على ما سبق

تصدير الثورة الإيرانية بعد أربعين عامًا على وقوعها شيء غير ممكن بسبب هذا التفزيع الشعبي الذي يستمد من واقعٍ سرمديٍّ قوته، إضافة إلى أن السياقات الأربعة التي وقفنا عليها هي غيرها اليوم: تاريخيًا إيران في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي اليمن بقوة ميليشياتها لا بقوة قيمها، اجتماعيًا "الأيرنة" دومًا "الأيرنة" ولكن بدلاً من البحث عن الذات والرفع من شأنها، فرض الذات على الآخر والتقليل من شأنه، ثقافيًا الفارسية معادل للشوفينية مسعى الشاه الدائم بدلاً من كونها معادلاً للكونية، اقتصاديًا النفط والغاز دومًا لكن ليس المن والسلوى، فالحصار أثبت هشاشة مثل هذا اقتصاد، وعلى كل حال مليارات هاتين الطاقتين لن تحول دون مضاعفة عدد العاطلين عن العمل، ولن تذهب بالبلد إلى مصاف البلدان المنبثقة، ملياراتهما للحروب بالأحرى.

قبل الخميني

فشل تروتسكي في تصدير الثورة، وعندما نشر الاتحاد السوفياتي تكاياه، أي الأحزاب الشيوعية، عندما نشرها في العالم، أخفق، لأن التصدير الإيديولوجي كالتصدير العسكري مصيره الفشل. فشل ماو في تصدير الثورة، وعندما اخترع نظرية القفزة الإجباربة فشل، تمامًا كالخميني ونظريته الومضة الإلهية، رغم الفارق الكبير في التطبيق. فشل عبد الناصر في تصدير الثورة، وعندما قامت الوحدة بين مصر وسوريا على أساس إيديولوجيا العروبة وبناء صرح القومية، أخفق الرئيس المصري، ولم تدم الوحدة أكثر من عدة أشهر. لماذا نبتعد كثيرًا والأخوة الأعداء في السعودية قاموا بتصدير الوهابية والإرهابية والزلطية وفشلوا فشلاً ذريعًا. اليابان فهمت أن التصدير الإيديولوجي كالتصدير العسكري كارثة الكوارث، فعلقت القيم الكونفوشيوسية في الخزانة لأنها لم تعد قيم زمننا، لم تعد تناسب تكنولوجيا عصرنا، لم تعد تنافس تكنولوجيا عصرنا. القيم الخمينية ربما كانت قيم الإنسان، فلنتركه يغترف منها ما يشاء، لكنها لم تعد قيم العصر.

ومع ذلك

سأعمل على تصدير الثورة الإسلامية بشكل عقلاني إرضاءً للملالي، وأحقق أمنية هذا الرجل العظيم بنظري الذي اسمه الخميني بطريقتي العملية البراغماتية التي يعرفها القاصي قبل الداني: الحل هو فاتيكان مكة والمدينة الذي كتبت فيه عشرات الصفحات، والذي سيكون فاتيكان مكة والمدينة والنجف والكوفة! بهذا الصرح الشامخ، يتم تصدير الثورة إلى كل مكان من بلاد العرب وغير العرب بلاد الإسلام وغير الإسلام، إلى مليار مسلم في العالم، تحت إدارة مجلس من فقهاء الشيعة وفقهاء السنة، يتبادلون الرئاسة عليه، وانتهى الإشكال.

يتبع الجزء الثاني



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران وأمريكا وقوس قزح
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول3
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول2
- قمر الجزائر الزمن الاشتراكي الفصل الأول1
- قمر الجزائر مقدمة الرواية
- الاقتصاد الإيراني كيفه مع قوس قزح
- أمريكان أقل
- عن الدين
- أعترف بإسرائيل دولة يهودية وبإيران دولة فارسية
- الحرب الباردة بين السنة والشيعة
- إيران فلنتحاور!
- البنيوية والثورة الروسية
- الشرق الأوسط الحديث
- لعبة أمريكية في السعودية
- العالم في عينيك الزرقاوين
- شيوعيو الدين
- ماذا تنتظر إيران؟
- عزف على أوتار سنطور إيراني قديم
- بسم الله الرحمن الرحيم 3
- بسم الله الرحمن الرحيم 2


المزيد.....




- اشتداد موجة الحر في جنوب أوروبا ومخاوف من حرائق غابات بألمان ...
- بوتين يوسع نطاق قانون سرية الدولة وسط احتمالات للقاء قريب مع ...
- الشرطة التركية تعتقل عشرات من المشاركين في مسيرة لمجتمع المي ...
- جرحى جراء ضربات روسية ليلية استهدفت عددا من المناطق في أوكرا ...
- مشروع مغربي طموح لربط دول الساحل بالمحيط الأطلسي بهدف تعزيز ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء مناطق بشمال غزة
- إيران: ماذا نعرف عن سجن إيفين الذي يحتجز فيه معتقلون سياسيون ...
- دفاع ترامب عن نتانياهو... ضغط على جهاز القضاء؟
- سوريا تنفي إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الشرع
- رئيس المخابرات الروسي يتواصل مع نظيره الأميركي لإبقاء القنوا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - عقلنة مفهومي تصدير الثورة وتصدير الأمركة1