|
رسالة إلى من يريد أن يتذكر التاريخ أو يعرفه ..من أهالى قرية الماى
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 14:57
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
طالبنى من سنوات بعض أبناء قريتى من الأصدقاء بكتابة تقرير عن تجربة الشباب بقرية الماى. تلك التجربة التى كنت أحد المشاركين فيها فى ستينات القرن الماضى منذ كنت طالبا بالجامعة.هذا وبرّرأصدقائى طلبَهم بأن ذلك من حق من عاصروا تلك التجربة وكانوا صغارا لا يدركون حقيقة أبعادها بالضبط ؛ وأيضا من حق الأجيال الجديدة - من الشباب والشابات – التى تجهلها .. لتعرف تاريخ قريتها. ومادام ذلك حقُّهم فهو بالطبيعة واجبى .
وحيث أن من يفتقد ماضيه لا يملك مستقبله.. كان من المنطقى أن أستجيب لتلك الدعوة إلا أنى تباطأت فى تلبيتها ليس عزوفا منى ولكن لأن ظروفى وانشغالاتى كانت تحاصرنى ولا تتيح لى ذلك بسهولة - حيث أن كتابة مثل ذلك التاريخ يتطلب صفاء للذهن لا يتيسر فى أى وقت ودقة وأمانة بالغة - إلى أنْ أجبرتنى الظروف على الشروع فى الكتابة.
ففى وقت من الأوقات واعتبارا من عام 1960 أصبحتُ وأسرتى من سكان الماى نظراً لوفاة أبى، ويوما بعد يوم أصبحت ضمن حركة واسعة للشباب. وقد واجهَتْ تلك الحركة عددا من المعارضين الذين تمثل الحركة تهديدا لهم بشكل أو بآخر وعلى رأسهم أجهزة الأمن وبعض الأشخاص والقوى السياسية. وخلال تلك الفترة من عام 1960 إلى عام 1970 كنت أو كنا نستطيع التصدى لأية مواجهات مع هؤلاء أو حتى شائعات يطلقونها أو يُروّجونها.. فذخيرتنا لمثل هذه الأمور متوفرة وحاضرة.
إلا أن الأمر اختلف بعد أن تم إبعادى عن محافظة المنوفية عام 1971 ونقلى إلى محافظة أسيوط بقرارمن رئيس الوزراء ( ممدوح سالم ) بعد أن تولى السادات الحكم بعام واحد وبعد أن أطاح برجال عبد الناصر بأسابيع قليلة. وصار الغائب عن القرية فريسة لكثير من الشائعات من كل شكل ولون .. والتى لم يكن يجرؤ من أطلقوها أو روجوها بقادرين على ذلك فى وقت سابق.
ولأن تلك الشائعات كانت تصب فى مصالح هؤلاء وتستثمر غياب من تستهدفه الشائعة علاوة على تدهور حركة الشباب ؛ لم يكن هناك من يستطيع التصدى لها ( خوفا أو جبنا .. أو سلبية أوانشغالا).
وبالتالى أسهمتْ فى خلق هوة تطورت بمرور الوقت إلى غياب عن (أو قطيعة مع ) ذلك التاريخ.. الذى يمثل صفحة ناصعة وإيجابية من تاريخ الماى ؛ كما أنه يُعَدُ أيضا وصمة فى جبين القوَى والأشخاص والأجهزة التى تعاديه.. وتكتئب لسماعه أو استعادته.. وترى ضرورة طمْسِه وطمْرِه إلى الأبد.
وللأسف فإن عددا من أقاربى – بعضهم بشكل متعَمَّد.. وبعضهم دون وعى- قد أسهموا فى ترويج تلك الشائعات.. ومن ثم فى تعميق ذلك الغياب ( أو تلك القطيعة ) مع ذلك التاريخ.
لقد كان لى رأى واحد محدد فى جملة الأوضاع التى تمر بها قريتنا ووطننا لم يختلف أو يتغير منذ تجربة حركة الشباب وما بعدها من تجارب خُضتُها فى كل مكان حللتُ به وحتى هذه اللحظة أى بدءا من عام 1960 وحتى 2017 توالى فيها على حكم مصر ستة رؤساء.
ورغم طردى من أربعة محافظات وإبعادى عن عملى مرة وفصلى منه مرتين لم أتزحزح بوصة عن ذلك الموقف لا لشئ ..إلا لأن الأوضاع لا تتغير إلى الأمام بل تزداد سوءا يوم بعد يوم. حدث هذا فى عهد السادات حيث تم فصلى من عملى وفى عهد مبارك حيث تكرر ذلك عندما تم تعيين ابنه بالمؤسسة التى كنت أعمل بها ؛ وجرى كل ذلك رغم صدور حكم قضائى بعودتى لموطنى الأصلى - المنوفية - عام 1975 وحكمين قضائيين بتعويضى عن الإبعاد عام 1971 والفصل عام 1997.
ويهمنى أن أوضح أننى لم ( انتمى ) لأى حزب (موالى) للسلطة بدءا من الاتحاد الاشتراكى وحتى الحزب الوطنى ، ولا لأى حزب معارض سواء قبل ثورة يناير 2011 أو بعدها حتى الآن.. ولم أعمل فى أى هيئة أو جمعية مُمَوّلة .
وكل ما انتميت له هو لجان شعبية ( أهلية ) مع عدد من أصدقائى لا ترتبط بالدولة أو بالأحزاب الموالية أو الأحزاب المعارضة ؛ إحداها كانت (اللجنة الشعبية لدعم الانتفاضة الفلسطينية) فى الفترة من عام 2000 – 2004 وكانت تجمع التبرعات العينية من المحافظات وتوَصّلها إلى الشعب الفلسطينى ؛ والأخرى هى (لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى) التى تأسست منذ عام 2005 لتناصر وتتضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعى الذين يتعرضون للسطو على أراضيهم - التى وزعتها عليهم الدولة من نصف قرن - من جانب ورثة الإقطاعيين وعصابات السطو على الأراضى وللأسف تم ذلك بدعم الدولة وأجهزة الشرطة المدججة بالسلاح.. ولا زلتُ أعمل بها حتى اليوم..علما بأن عملى فى هاتين اللجنتين تطوعى ودون أجر.
أما عن هذا التقرير الذى كتبته عن تجربة حركة الشباب بقريتنا ( الماى ) فيهمنى أن أوضح بشأنه الآتى:
1-أنه بعنوان " من ذكريات الطفولة والشباب " و يتناول بعض الأحداث التى جرت فى تلك الآونة وليس كلها.
2-ويتكون من ستة أجزاء هى: أحداث الطفولة ، رحلتى إلى قرية الماى ، الانخراط فى السياسة ودعم المقاومة الفلسطينية المسلحة، رحلة إلى كمشيش ، رحلة إلى الصعيد ، الرحيل إلى جرجا وحرب أكتوبر.
3-وأن أجزاءها تترابط معا ولا تتجزأ ، ويُفضى كلُ جزء منها إلى الجزء التالى ولا ينفصل عنه ويكمّل بعضُها الآخر ، ولا يوجد جزء فيها يفوق الآخر فى الأهمية ، فالأقدم منها هو مقدمة وجِذْرٌ للأحدث ومتسق معه.. وهكذا.
4-أن هناك كثير من الأحداث التى لم يتضمنها التقرير لا يقل أهمية عما تضمنه التقرير.. لكن الالتزام بتناغم وتناسق التقرير فرض استبعادها.
5- أنى سأوالى نشره بعد يومين من الآن على ستة أجزاء وسيكون متاحا للقراءة على صفحتى على الفيس بوك واسمها ( البشير الصقر ).
هذا وأتمنى أن أكون قد وُفقتُ فى عرض هذه التجربة وأن يلقى ذلك تقديركم .. وفى هذا الصدد أشير إلى استعدادى للإجابة عما يثيره من أسئلة، والرد والتوضيح لبعض ما قد يكتنفه من غموض، والإنصات لأى تعقيب عليها من جانبكم شرط ألا يتضمن ذلك التعقيب تناولا لأشخاص لا يتضمنها التقرير أو عبارات خارجة أو إثارة لميول جِهَوِية عُصْبَوية أو لنَعَرات طائفية أو دينية .. فالتقرير ذو طبيعة سياسية وبصياغة صحفية.. ولا تخرج موضوعاته عن ذلك..على أن يكون ذلك بالاتصال بى على تليفون رقم (01000922016) أو على صفحتى على الفيس بوك " البشير الصقر " .
مع خالص الشكر ،،
4 نوفمبر 2017 بشير صقر
#بشير_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انجازات جحافل الشرطة فى ارياف البحيرة تغطى اخفاقاتها على طري
...
-
حوار مع ابنتى الصغيرة حول عبارة شهيد
-
أحنا وهمّا والزمن طويل : مثال عملى لدور الشرطة لمنع الفلاحين
...
-
هل باع الفلسطينيون أرضهم..؟!
-
مدرسة الفوالق والجيولوجيا.. أم مدرسة الإنسان والتاريخ..؟ الط
...
-
خلية فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية .. والحمض النووى الاستخبارا
...
-
حروب حقيقية فى مصر.. ضد فلاحي البحيرة وعمال طرة والمسيحيين
-
ملحق جريمة قتل فلاحة الكمبانية بحيرة
-
ضابط بشرطة البحيرة يقتل فلاحة بقرية الكومبانية مركز دمنهور
-
مجزرة شرطية جديدة لفلاحى الإصلاح الزراعى فى عزبة حبيب بالبحي
...
-
فى كوم إشّو .. يا تهِشّه.. يا تنِشّه .. لكن لا نفقد الأمل -
...
-
أخطر هجوم إعلامى روسى على المكارثية الجديدة فى واشنطون ..تعق
...
-
صواريخ توما هوك الأمريكية فى البحر!.. كيف سربت روسيا إسقاطه
...
-
مَهْرَب كوميدى من غرامة محكمة سويسرا فى قضية الغاز
-
داروين وميتشورين وصواب المسار العلمى والسياسى
-
مداهمات شرطية جديدة لفلاحي البحيرة.. لتنفيذ أحكام غيابية بال
...
-
مهزلة هيئة الأمن القومى الأمريكي مع البنوك العالمية
-
المجال يضيق أمام المنطق الأمريكى .. والأرض تحته لم تعد ثابتة
-
التخبط يجتاح السياسة الأمريكية من كل اتجاه
-
تعقيب على د.ليث نعمان عن حوار سيناتور ميسى مع قناة ال سى إن
...
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|