أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - الجمعيّات ذات الأيادي البيضاء














المزيد.....

الجمعيّات ذات الأيادي البيضاء


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 13:28
المحور: المجتمع المدني
    


كنتُ أمس في حيْرةٍ حيْرى ، فالأمران جميلان يُلوّنان النَّفس بالوان الفرح والغبطة.
الأوّل دعوة لحضور حفلة تقيمها جمعيّة " شادي وأنا" ؛ هذه الجمعيّة الخيريّة الرائدة والتي تُعنى بالأطفال المحرومين والمعوزين واليتامى في طول البلاد وعرضها ، فتبلسم جروحهم وتسربل حياتهم قدر الامكان بالبسمات الوضيئة.
وأخرى بيت الثّقافة المسيحيّ – عبلّين والذي يقف على رأسه كوكبة جميلة من خيرة الشّباب ، الذين نذروا انفسهم في سبيل خدمة المجتمع العبلّيني ، فقد نظّموا مساء امس حفل تخريج المجموعة الاولى من الشباب والشّابات القادة من الطائفتين المسيحيّة والاسلاميّة ، وحاولت أن تضع في أياديهم الصنانير بدل الأسماك ، وأن تفتح امامهم الآفاق ليسبحوا في دنيا التفاؤل والعطاء وقوّة الشّخصيّة ، حاملين منذ الآن الطموحات والآمال ، عاقدين العزم على التغيير الجذريّ المبني على أسس الاحترام والخدمة الحقيقيّة، بعيدًا عن مفهوم الزّعامة التقليدي والمخترة التي أثخنت حياتنا بالجروح والقروح.
جميل فعلًا أن نعطي من قلوبنا وألاجمل أن نعطي بِلا مِنّة ففي العطاء لَذّة... نعم هناك من يعطي ، وعبلّين اليوم كما الكثير من بلداتنا العربيّة في البلاد ، تمور وتموج بالجمعيّات والأطر الاجتماعيّة التي بات دينها وديدنها العطاء والأدب والفنّ والمحبّة والتآخي والتلاقي وزرع بذور الانسانيّة الجميلة في النفوس ؛ كلّ النفوس، في حين تقف السلطات المحليّة في معظم بلداتنا موقف المُتفرِّج واللامبالي وكأنّ الأمر لا يخصُّها ولا يهمّها ، كما البعض منّا نحن المواطنين ، فالبعض يؤمن بالمقولة التشاؤميّة :
" شو بيطلع بإيدينا " أو " فِكّك ... خلّينا على ما إحْنا" .
ويبقى المجتمع عندها خاملًا ، باهتًا ، تأكله الرتابة ويُعشّش بين حناياه الكسل والفقر والجهل والملل ، تقود موكبه جماعة لا يهمّها سوى " شوفوني يا ناس" أنا ربّكم الأعلى".
نعم هبّة مباركة نحظى بها ، فالأطر الاجتماعية والجمعيّات التي تعمل على مسرح حياتنا في الكثير من النّواحي ، تُثلج الصّدور والقلوب ، وأخشى أن أعدّها لئلّا أنسى إحداها لكثرتها ، والجميل في الأمر أنّها تتعاون وتلُمُّ شمل البلدة بطوائفها ، فتجد اليوم فعالية أدبية في قاعة الكنيسة ، وبعد أيام فعالية أخرى في قاعة المسجد ، والحضور يتوقون الى أيام زمان ؛ أيام البساطة والعفويّة والاخوّة الحقيقيّة.
كم أتمنّى أن يبقى الأمر على ما هو عليه اليوم ، فلا أخفيكم سِرًّا إن قلتُ إنّي أخشى بعض الشيء من الآتي ، فالانتخابات البلديّة قريبة ، وكثيرًا ما تزرع الفرقة بين الناس، لأنّنا ما زلنا لا نؤمن تمامًا بحريّة الرأي وحريّة التعبير ، ولا نؤمن بالمقولة الشهيرة : " ان اختلاف الرأي لا يُفسد للودِّ قضيّة" ... إنّه يُفسد وأكثر ، ولذلك أهيب بمجتمعنا أن يرقى ونرقى وأن نجعل " المعركة " الانتخابيّة عُرسًا حقيقيًّا للديقراطيّة وفرحًا لحريّة الرأي ، علمًا أنّني لا أميل الى كلمة " معركة" انتخابيّة وكنت أتمنّى أن تُستبدلَ بكلمة عُرس.
اضمامة منتور أزفّها عطرة لكلّ جمعيّة وإطار شعبيّ في مجتمعنا العربيّ المحليّ ، وضع نُصْبَ عينيه أن يخدم المواطن ويمدّ يد العون للغير ، وأن يحمل لواء العطاء والعلم على كتفه شلّال نور.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاء التأنيث والانتخابات
- كلّو باقي مَحلّو
- الرأي والرأي الآخَر
- بَمْبا...بَمْبا
- الاعتداء على المُعلّمين جريمة
- السّوقُ السّوداءُ أكلَت الأخضر
- لمى الجميلة
- المُعلّم -بو مَدفَع -
- المُعلّم - بو مَدفَع -
- مرشحونا للسلطة المحليّة والشّهادات
- طبيعة بلادنا تفقِدُ عُذريتها !
- منقوشين على كْفافَك
- غَسيلُ جارتِنا
- البنت السّمينة
- محظوظٌ أنا
- جَدّي سافرَ الى السّماء
- ثوري سيّدتي فالثورة أنثى
- زَنبقةُ المُدوَّر
- - حوله وحواليه-
- طُغاة..ارحلوا


المزيد.....




- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - الجمعيّات ذات الأيادي البيضاء