أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - فقاعة صابون














المزيد.....

فقاعة صابون


يحيى نوح مجذاب

الحوار المتمدن-العدد: 5714 - 2017 / 11 / 30 - 00:48
المحور: الادب والفن
    


الصور ملوّنة وواضحة، عميقة وحادّة الملامح، لا شائبة فيها ولا تداخل، لا ضبابية عليها ولا انحسار. قوة البيكسل عملت بأقصى درجاتها، والوعي الباطن المطمور في أخاديدَ من زمن مضى، وربما زمن قد يأتي حَفَرَ كلّ الذكريات واستخلصها من ركام الأيام لتومض ببريق ساطع يأخذ بالألباب. بوابة واسعة تخرج منها الجموع المسرعة المسربلة بالأحداث في منتصف نهار قائظ. كان يبحث بين الوجوه عن شكلها المنمنم الشهي، وقد تعَكَّزَ على عصا مصنوعة من عاج فيل هندي، يراقب المندفعين نحو فضاء الطريق. مرّت الدقائق واللحظات كسنوات ثقيلة عِجاف، وفي غفلة زمن كان خيط عطر ياسمين يسبر خيشومه مُنداحاً من ثوبها الشفيف الأبيض الهابط فوق دائرة البروج المحمية بتنورة قصيرة ارجوانية اللون والملامح لم تسطيع ستر عمودَيْ رخامها الأملس فاجر البياض. رشقته بلحظ عين ذئب مفترس تزرُّ حدقته الملونة من وراء الحجب وخطواتها المتسارعة تسابق جري الريح تاركة كفها البيضاء وهي تعصر أصابع رفيقة صبية لم تكتمل يناعتها في رحلة النضج وقطاف الأزاهير، وعندما حطّت قدماه عند فسحة البوابة العظيمة كانت قبة السماء قد لفّت نجومها في مسيرة الفناء. متاريس من بشر كأطواد شموخ من صوّان تقف مرصوصة صامتة في آسُف ( جمع ساف ) متعاقبة تحدق بوجوم نحو ذُرى السنابل.
القطار الحديد الهادئ الأنيق مرّ بخفوت غريب وأكداس من البشر الواجمين الحالمين المبتسمين الحزينين والساهين ينضوون في مقاعد وثيرة وأضوية كاشفة تعكس ملامح الوجوه الغارقة بالوجد، ولأن الأفراد ليسوا دائماً أرقاماً مبهمة لا تمثل سوى طرفة عين في مسارات الانبعاث الحي، فقد كانت هي ... بخصلات شعرها الذهبي الممزوجة بخيوط سوداء مدلهمَّة استرسلت بعنفوان شمم على المتون المُكساة بالحرير. شفاه مكتنزة لحماً دافئاً اسفنجياً رطباً عسلياً... روتها قبلة غريبة عدمية، منبعثة من وراء الأزمان لحظة انطفاء الأضواء الكاشفة ... لسان مُبتلّ يدور بين شواخص العاج المرصوص، يقلِّب رحيق العسل المصفّى بنهاية لزجة رطبة ليلتقي بالكتلة العطشى الدافئة ويمصّ رحيقها المكتوم. يوم طويل تداخلت مواقيته بين أجنح ليلٍ وأبحر نهار لم يُحسب بتكّات الساعات المغروزة بالحيطان مرّ ومرّت معه كل دفقات الشوق المُترع بلظى الأنامل.



#يحيى_نوح_مجذاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الأفكار
- فاروق مصطفى، فهد عنتر الدوخي، وعامر صادق في ملتقى (دورت يول)
- نص خارج الزمن - الرؤيا الهلامية
- نفحات صنوبر - قصة قصيرة جداً
- عصارة العشق - قصة قصيرة جداً
- حمقاوتان - قصة قصيرة جداً


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى نوح مجذاب - فقاعة صابون