أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مشروع سعودي لضرب المقاومة















المزيد.....

التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مشروع سعودي لضرب المقاومة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



من الواضح بان النظام الرسمي العربي من بعد اتفاقية كامب ديفيد،حدثت تغيرات عميقة في بنيته ودوره ووظيفته،فالنظام انتقل من النقيض الى النقيض ،ففي زمن المد التحرري الوطني،كان النظام الرسمي العربي،بقيادة البرجوازية الوطنية العربية،يرفع شعارات اللاءات الثلاثة لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف مع الإحتلال،وما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة،وكلفة المقاومة أقل بكثير من كلفة الإستسلام،ولكن تلك الشعارات تآكلت وتجوفت بعد سقوط برامج البرجوازية الوطنية ودورها التاريخي،حيث انتصرت الشرائح العليا من هذه البرجوازية الوطنية والشرائح الطفيلية والكمبرادورية وتحالفت مع القوى الدينية المتأسلمة في قيادة النظام الرسمي العربي،فمن بعد اتفاقية كامب ديفيد،تم استدخال ثقافة الهزيمة وشعار الراحل السادات 99% من اوراق الحل بيد أمريكا،والإنتقال والتغير في بنية ودور النظام الرسمي العرب وظيفته،إتجهت نحو تطبيع العلاقات مع الإحتلال....وكان واضحاً بأن النفط والبترودولار الخليجي،لعب ويلعب دوراً كبيراً في تخريب وعي الجماهير والشعوب،وحتى حركات التحرر،حيث جرى فسادها وإفسادها،الثورة الفلسطنية مثالاً،ولعل عملية الإنتقال من العداء للتطبيع مع المحتل وشرعنة العلاقات معه،اخذت تتطور بشكل كبير بعد مؤتمر مدريد واتفاقيات وأوسلو،حيث جرى الإعتراف المتبادل بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال،وأصبحت السلطة المكبلة بإتفاقيات امنية واقتصادية" بلدوزر" التطبيع على المستوى الرسمي،ولتحدث تغيرات بنيوية عميقة في بنية النظام الرسمي العربي ودوره ووظيفته،أثناء وبعد الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية،في تموز/2006 ،حيث وقفت العديد من الأنظمة العربية،وفي المقدمة منها السعودية الى جانب إسرائيل في حربها،وإن كان ذلك بشكل سري وليس علني،وتحدث وزير خارجية قطر أنذاك حمد بن جاسم عن ثقافة " الإستنعاج"،وبما يعني أن النظام الرسمي العربي يعاني من حالة إنهيار غير مسبوقة،وحالة إستجداء وذل لم يعرفها التاريخ العربي لا بقديمه ولا حديثه...التطورات اللاحقة بعد ما عرف بما يسمى بالربيع العربي،جاء ليقول ،بأن النظام الرسمي العربي،يسعى الى تطبيع علاقاته مع إسرائيل بشكل علني ومشرع،في ظل ما قامت به العديد من الأنظمة العربية الخليجية،من تحريف وتحوير للصراع عن أسسه وقواعده من صراع عربي – إسرائيلي جوهره القضية الفلسطينية الى صراع إسلامي- إسلامي- مذهبي ( سني وشيعي)،حيث جرى نقل الفتنة من الجانب الرسمي الى الجانب الشعبي،وتصوير ايران ومن يقف في محورها من قوى وحركات تحرر عربية وفلسطينية بانهم أعداء الأمة العربية،والمقصود هنا ايران وسوريا وحزب الله والحشد الشعبي والحرس الثوري وانصار الله "الحوثيين"،وكل من يقول بالمقاومة او يتبناها كنهج وخيار.
التطور البارز هنا،ان البعض عربياً،أصبح يتحدث عن التطبيع مع المحتل جهراً وعلناً،ويرى به مكون طبيعي في المنطقة،وهو ب"الصديق" و "الجار الحسن" ،ولا غضاضة ليس فقط في إقامة علاقات واتصالات معه،بل تمادى البعض ليصل في علاقاته الى حد التنسيق والتعاون والتحالف معه،والضغط على الفلسطينيين،ليس لتطبيع علاقاتهم مع المحتل،بل قبول كل شروطه وإملاءاته المطروحة لتصفية القضية الفلسطينية،ولتصل الأمور الى حد الخروج من حالة الزنا السري الى الزواج العلني،وكما قال جاد شيمرون وكيل الموساد السابق والمؤرخ الحالي،بان ما يجمع إسرائيل والسعودية،هو"الشيطان" المشترك،والمقصود هنا ايران ومحورها،والسعودية نقلت التطبيع والتحالف مع أمريكا وإسرائيل الى درجة أعلى عندما إرتضت في القمم الثلاثة التي عقدت في الرياض،في العشرين من شهر أيار الماضي،بأن يكون ترامب"إماماً يصطف خلفه العرب والمسلمين،وقد دفعت له الجزية من أموال الشعب السعودي،ما لا يقل عن (460) مليار دولار،ومن ثم جرى شرعنة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي،حيث أقلعت طائرة الرئيس الأمريكي ترامب من مطار الرياض الى مطار اللد مباشرة.وفي تلك القمم تم تضمين البيان الختامي بأن ايران دولة إرهابية وتهدد امن المنطقة واستقرارها،وأنشئت أكبر قاعدة إرهابية في المنطقة،والمقصود هنا حزب الله المقاوم.

التطورات اللاحقة كانت متسارعة حيث ان جماعة انصار الله "الحوثيين" ردوا على إستهداف دول العدوان السعودي،لأطفال اليمن ومدنييه،بإطلاق صاروخ باليستي طويل المدى من طراز بركان 2 تجاه قاعدة الملك خالد بن عبد العزيز الجوية في الرياض،هذا الإستهداف أفقد القيادة السعودية توازنها وباتت تدرك بأن تواصل قصف الصواريخ اليمنية لمدنها الرئيسية،قد يعرض امنها وإستقرارها للخطر،ولذلك رفعت من حدة نبراتها واتهاماتها لإيران وحزب الله بالمسؤولية المباشرة،عن استهداف قاعدة الملك خالد بن عبد العزيز الجوية،وبتهديد امن المنطقة واستقرارها،وعمدت الى القياد بخطوات دراماتيكية،معتقدة بأنها ستمكنها من جر إسرائيل الى شن حربٍ بالوكالة عنها على حزب الله،وكذلك خلق مناخات تحريضية على الحزب في لبنان،قد تدفع بتفجر الفتن المذهبية والطائفية،وبما يهدد السلم الأهلي اللبناني واستقراره،حيث عمدت الى إستدعاء رئيس الوزراء اللبناني الحريري الى الرياض،ومن ثم احتجازه،وإجباره على تلاوة بيان إستقالته،وتحميل حزب الله مسؤولية تفجر أوضاع لبنان الداخلية،نتيجة سياساته وتحالفاته والتدخلات الخارجية في شؤون لبنان الداخلية،والتي سيدفع لبنان ثمنها،ولم تكتف السعودية بذلك،بل عمدت الى عقد لقاء لوزراء الخارجية العرب،مستخدمة نفوذها وسطوتها المالية،من اجل اصدار بيان يصنف حزب الله اللبناني كحركة إرهابية،وبما يتفق ويتوافق مع تصنيفات إسرائيل،في شيطنة قوى المقاومة العربية والفلسطينية،ووسم نضالاتها وتضحياتها بالإرهاب.
ومن بعد ذلك عملت على تشكيل ما يسمى بالتحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب،ضمن منطلقات مذهبية،مستثنية من ذلك ايران والعراق وسوريا،وهذا من شأنه ان يعمق من حالة الإستقطاب المذهبي الإسلامي،وخلق حالة متأصلة من العداء،ناهيك عن ان هذا التحالف يخلط عن قصد ما بين الحركات والتنظيمات الإرهابية،من "القاعدة" و"داعش" و "النصرة" وغيرها من المجاميع الإرهابية،وبين قوى المقاومة والقوى الجهادية حزب الله،قوى المقاومة الفلسطينية،الحشد الشعبي،الحرس الثوري الإيراني وجماعة أنصار الله " الحوثيين" في اليمن،ويضعها في نفس الخانة،بغرض،تجريم قوى المقاومة العربية والإسلامية والفلسطينية،ووصف نضالاتها بالإرهاب، فالصور التي تم اختيارها ضمن العرض المرئي للاستدلال على مكافحة الإرهاب، والخاصة بمقاوم فلسطيني يطلق النار تجاه إحدى المستعمرات الإسرائيلية،وتفجير مقر المارينز الأمريكي في بيروت عام 1983.ولذلك نرى في هذا التحالف السعودي،سوى مدخل لضرب قوى المقاومة عربية - إسلامية وفلسطينية،وتصفية بيئتها وحواضنها وداعميها والقائلين بالمقاومة،فكراً ونهجاً وخياراً وثقافةً،وبما يتساوق مع المخططات والمشاريع الأمريكية والإسرائيلية في شيطنة قوى المقاومة،والسعي الى تطبيع وشرعنة العلاقات معها على مختلف المستويات،وبما ينقلها الى الجوانب التنسيقية والتعاونية والتحالفية العلنية.
القدس المحتلة – فلسطين

28/11/2017
0524533879



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المتغطي بأمريكا عريان -
- رسائل اسرائيلية عبر مذبحة مسجد الروضة لمصر
- دولة بدون دولة....وسلطة بدون سلطة
- في ذكرى الإستقلال ....هل تحقق الإستقلال...؟؟
- عرفات لم يكن رقماً عابراً في سفر النضال الوطني الفلسطيني
- في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة
- هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟
- في القدس الإستيطان مستمر...وبيع ممتلكات الكنيسة متواصل
- الحرب على حزب الله ...باتت قريبة
- لا جدران الفصل العنصري ...ولا الكاميرات الذكية... ولا مجسات ...
- الحرب على وسائل إعلامنا الفلسطينية جزء من الحرب الشاملة التي ...
- حروبنا مع المحتل مستمرة ومتواصلة
- لماذا يخشى ليبرمان انتصار الأسد..؟؟
- من خطة حاييم رامون الى خطة عنات باركو الهاجس الخطر الديمغراف ...
- -النمر- يفشل أوهام الاحتلال بعد سبعة عشر عاماً
- في الذكرى السابعة عشر للإنتفاضة الثانية
- من منع طبخة -المقلوبة-...إلى الأحكام -القراقوشية- بحق الأطفا ...
- الإحتلال يصعد في كل الإتجاهات
- لنرمم أنفسنا يا زهار...قبل ترميم سوريا لنفسها
- لماذا الحرب المسعورة تشتد على قوى المقاومة ...؟؟؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مشروع سعودي لضرب المقاومة