أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة















المزيد.....

في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5685 - 2017 / 11 / 1 - 14:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الذكرى المئوية لوعد بلفور
نكباتنا ومآسينا مستمرة
بقلم :- راسم عبيدات
هناك اجماع على ان وعد بلفور الذي صدر قبل مئة عام،أسس لمأساة شعبنا المستمرة بفصولها وتجلياتها المختلفة،حيث نشهد "تسونامي" إستيطاني،قائم على التطهير العرقي،وبما يشمل كل مساحة فلسطين التاريخية،وإن كانت القدس تتصدر هذا المشهد وهذا الإستهداف،بهدف تغيير الواقع الديمغرافي فيها بشكل كبير لصالح المستوطنين،حيث تتوالى المخططات والمشاريع،التي جوهرها التخلص من اكبر عدد من الفلسطينيين المقدسيين،من خلال الإنفصال عنهم،وكذلك بالعمل على توسيع مساحة القدس،لكي تصبح 10% من مساحة الضفة الغربية،وبما يضم المستوطنات في الجنوب الغربي للمدينة وشرقها الى " القدس الكبرى"،المشروع الذي تأجل نقاشه وإقراره مؤقتاً،وبما يعني ضخ 150 ألف مستوطن الى المدينة وإخراج 100 ألف عربي منها،مشروع ما يسمى بوزير شؤون القدس زئيف إليكن،وكذلك سبق ذلك مشاريع ومخططات في نفس الإطار والهدف للوزير وعضو الكنيست حاييم رامون ومعه مجموعة من القادة العسكريين والأمنيين المتقاعدين ومشروعي زعيم حزب العمل السابق اتسحق هيرتصوغ ومن ثم مشروع عنات باركو عضو الكنيست الليكودي،وجوهر كل هذه المشاريع سياسي بإمتياز،يقوم على طرد وترحيل العرب خارج حدود بلدية "القدس".
وعد بلفور لم يشكل جريمة كبرى بحق شعبنا الفلسطيني إرتكبتها حكومة الإنتداب البريطاني فقط،بإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق،فهذا الوعد الذي اعطى لليهود حقوقاً سياسية وإقامة وطن قومي لهم في بلد لا يشكلون فيه سوى (3%)،في الوقت الذي لم يعترف فيه لسكان وأصحاب الأرض الأصليين والذين يشكلون (97%) من سكانه سوى بحقوق مدنية ودينية،أي الأقلية اغلبية والأغلبية أقلية...هذا الوعد كان له أهداف سياسية،من ضمنها خدمة المشروع الإستعماري في المنطقة القائم حسب اتفاقية سايكس- بيكو على تقسيم المنطقة العربية بين بريطانيا وفرنسا،وبأن يشكل إقامة هذا المسمى بالوطن القومي اليهودي حاجز صد وفصل ما بين بلاد الشام ومصر على وجه التحديد،وبأن تصبح الحركة الصهيونية رأس الحربة لهذا المشروع،في محاربة أي حركة تحرر وطني عربي،وأي نظام رسمي عربي وطني تقدمي،يريد أن يخرج الأمة العربية من نير الإستعمار،او يعمل تنمية وتطوير البلدان العربية وتوحيدها ضمن مشروع عربي تحرري نهضوي،ولذلك وجدنا الحركة الصهيونية وتجسيدها المادي اسرائيل قد شاركت الى جانب بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على مصر،وكذلك في عام 1967 استكملت إحتلال ما تبقى من فلسطين واحتلال سيناء المصرية والجولان السورية.
وشعبنا الفلسطيني الذي طرد وهجر أكثر من 70% من سكانه قسراً بفعل العصابات الصهيونية التي احتلت أرضه وطردته وشردته،واحلت مكانه المستوطنين الغزاة في اكبر عملية تطهير عرقي عرفها التاريخ البشري الحديث،ولم تكتف تلك العصابات بالطرد والتهجير،بل عمدت الى تدمير مدنه وقراه(531) قرية ومدينة جرى تدميرها،واستتبع ذلك الإستيلاء على أملاك اللاجئين الفلسطينيين،ومن ثم العمل على بيعها بالمزاد العلني.وهذا الوعد الذي شكل سلسلة مآسي ونكبات مستمرة ومتلاحقة لشعبنا الفلسطيني،حيث نشهد الان قيام أسوء نظام فصل عنصري في فلسطين،يتجلى من خلال الإستيطان في القدس والضفة الغربية والطرق الإلتفافية والطرق والشوارع الخاصة بالمستوطنين،ناهيك عن التهويد المستمر والتغيير في الواقع الديمغرافي لصالح المستوطنين،ولذلك نشهد عمليات هدم لقرى عربية بكاملها،كما حصل في قرية العراقيب في النقب التي هدمت للمرة العشرين فوق المئة وقرية أم الحيران.
وعد بلفور جعل ستة ملايين فلسطيني يعيشون في مخيمات اللجوء في الدول العربية المحيطة بفلسطين في ظروف وأوضاع تفتقر الى أدنى شروط الحياة الإنسانية،بل الحروب المذهبية العربية المتواصلة،فرضت عليهم نكبات ومآسيٍ جديدة،وكذلك أبقى ستة ملايين فلسطيني آخر يعيشون تحت الإحتلال،في ظل أسوء نظام فصل عنصري،يستهدف الشعب الفلسطيني في ووجوده وأرضه وكل مكونات ومركبات هذا الوجود.
حكومة بريطانيا ورئيس وزرائها اليمينية المتطرفة تيريزا ماي التي تفاخر بدور بريطانيا في إقامة دولة الإحتلال،والإعلان بكل وقاحة عن نيتها الإحتفال بالذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم،يؤكد بأن هذه الدولة الإستعمارية،هي من يتحمل المسؤولية المباشرة عن نكبات شعبنا المستمرة والمتواصلة بفعل وعدهم المشؤوم،وهذه الرغبة بالإحتفال تهدف الى قطع الطريق على مطالبة شعبنا لها بالإعتذار عن هذا الوعد والمطالبة بالتعويضات،وكذلك هو يشكل استخفاف بحقوق شعبنا،ولذلك لا مناص من خوض نضال شعبي ورسمي وقانوني وحقوقي ضد الحكومة البريطانية،والضغط عليها من اجل تصحيح هذا الخطأ التاريخي والإعتراف بحق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة،بل وابعد من ذلك حمل الحكومة البريطانية على تحمل مسؤولياتها التاريخية والسياسية والأخلاقية عن هذه الجريمة،وتحميلها كل التبعيات التي ترتبت على هذا الوعد ومطالبتها بدفع مئات المليارات من الدولارات كتعويضات لشعبنا الفلسطيني عن النكبات والظلم والإضطهاد والتشريد الذي لحق به،بفعل وسبب وعدهم المشؤوم هذا،ولذلك يجب على القيادة الفلسطينية والجماهير الشعبية ان تغادر هذا الصوت الخافت في الإحتجاج والمطالبات،نحو رفع الصوت والفعاليات الشعبية والجماهيرية والملاحقات السياسية والقانونية للحكومة البريطانية،وحشد أوسع حالة تضامنية بريطانية وعربية واسلامية ودولية لحمل هذه الدولة الإستعمارية على تصحيح خطئها،وممارسة أوسع شكل من التحركات والضغوطات من خلال اعتصامات مستمرة وضخمة أمام كل السفارات والبعثات البريطانية في العالمي العربي والإسلامي وفي كل دول اوروبا وامريكا اللاتينية وغيرها من دول العالم.
وأيضاً علينا ان نقدر عالياً ونثمن وندعم كل التحركات والمطالبات التي يقودها برلمانيون وأعضاء في مجلس اللوردات البريطاني ودبلوماسيون ومؤسسات وفعاليات بريطانية أكاديمية وتربوية ورجال دين،الذين دعوا وحثوا الحكومة البريطانية على الإعتراف بدولة فلسطين الى جانب دولة الإحتلال على حدود الرابع من حزيران/1967،كما علينا تثمين دور زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كورين الذي رفض المشاركة في حفل مئوية "وعد بلفور"،ومهم جداً أيضاً ان نفعل بعثاتنا وسفاراتنا وكل أنصارنا وأصدقائنا في الخارج من أجل ممارسة ضغوط جدية على الحكومة البريطانية،لكي تصحح خطأها التاريخي وتمكن شعبنا الفلسطيني من ممارسة حقه في الحرية والإستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
القدس المحتلة – فلسطين
1/11/2017
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟
- في القدس الإستيطان مستمر...وبيع ممتلكات الكنيسة متواصل
- الحرب على حزب الله ...باتت قريبة
- لا جدران الفصل العنصري ...ولا الكاميرات الذكية... ولا مجسات ...
- الحرب على وسائل إعلامنا الفلسطينية جزء من الحرب الشاملة التي ...
- حروبنا مع المحتل مستمرة ومتواصلة
- لماذا يخشى ليبرمان انتصار الأسد..؟؟
- من خطة حاييم رامون الى خطة عنات باركو الهاجس الخطر الديمغراف ...
- -النمر- يفشل أوهام الاحتلال بعد سبعة عشر عاماً
- في الذكرى السابعة عشر للإنتفاضة الثانية
- من منع طبخة -المقلوبة-...إلى الأحكام -القراقوشية- بحق الأطفا ...
- الإحتلال يصعد في كل الإتجاهات
- لنرمم أنفسنا يا زهار...قبل ترميم سوريا لنفسها
- لماذا الحرب المسعورة تشتد على قوى المقاومة ...؟؟؟
- مع بداية العام الدراسي الجديد في القدس
- الى متى تبقى أعياد شعبنا وأمتنا مؤجلة ..؟؟
- هم كذلك قادة كبار وبسطاء
- رهانات نتنياهو تسقط بالجملة في سوريا
- زيارة الوفد الأمريكي لرام الله......-طحن بلا طحين-
- نعم شرقُ در


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة