أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اخلاص داود - إكذوبة الغزو الثقافي














المزيد.....

إكذوبة الغزو الثقافي


اخلاص داود

الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 00:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ شيوع مصطلح الغزو الثقافي وهناك فريقان مختلفان على صحة وقوة هذا المصطلح فالاول اعتبره اخطر من الغزو العسكري اما الفريق الثاني فيراه مجرد مصطلح وهمي مصطنع لا وجود له في العالم .
وقد ذكره الكاتب السعودي عبد الله الغذامي في كتابه الثقافة التلفزيونية (سقوط النخبة وبروز الشعبي) قائلا:
"إن مقولة الغزو الثقافي ليست سوى مقولة واهمة هدفها المبالغة في تخويف الذات"
وكذلك الفيلسوف مراد وهبة في كتابه (جرثومة التخلف) قال :
"هناك جملة تتداول على السنة الكثير وهي (الغزو الثقافي ) ولكي نعرف زيف هذا المصطلح يجب ان نحلل هذه الكلمة ، كلمة (غزو) مصطلح عسكري يستلزم جيوشا مهمتها اقتحام الحدود الجغرافية بحيث يتيح لها هذا الغزو ضم اراضٍ جديدة اليها ، اما الثقافة فليست لها حدود أذ هي من صنع البشر في كل زمان ومكان ، ولهذا حق للبشر جميعا تداول هذه الثقافة وعلى مفكري العرب ان يعوا هذه الحقيقة حتى يمكن التفاعل مع الثقافة الانسانية فالثقافة في الاصل انسانية وتتخذ مواقع جغرافية ولكن من الصعب احداث وحدة بين الموقع الجغرافي والثقافة "
وقد تطرق الكثير من المفكرين والكتاب والباحثين لمفهوم الغزو الثقافي واسبابه وبدايته التاريخية وتاثيره الخطير على المجتمع الاسلامي وملخص مفهوم الغزو الثقافي او الغزو الفكري كما ذكرته الموسوعة الحرة ويكيبيديا وجاء متطابقا نوعا ما مع تعريفاتهم على انه :
(مصطلح حديث يعني مجموعة الجهود التي تقوم بها أمة من الأمم للاستيلاء على أمة أخرى أو التأثير عليها حتى تتجه وجهة معينة. وهو أخطر من الغزو العسكري؛ لأن الغزو الفكري ينحو إلى السرية وسلوك المسارب الخفية في بادئ الأمر فلا تحس به الأمة المغزوة ولا تستعد لصده والوقوف في وجهه حتى تقع فريسة له وتكون نتيجته أن هذه الأمة تصبح مريضة الفكر والإحساس تحب ما يريده لها عدوها أن تحبه وتكره ما يريد منها أن تكرهه. وهو داء عضال يفتك بالأمم ويذهب شخصيتها ويزيل معاني الأصالة والقوة فيها والأمة التي تُبتلى به لا تحس بما أصابها ولا تدري عنه ولذلك يصبح علاجها أمرا صعبا وإفهامها سبيل الرشد شيئاً عسيراً).
ولعل كل من يقرأ هذا التعريف يتراء له او يجده مطابقا جدا للمرض العضال الذي فتك بعقول شباب العرب وشوه ديننا وازال معاني الاصالة والقوة فيها واتخذ مسارب خفية جعلت المجتمعات مريضة الفكر والاحساس ومصابة بالازدواجية والمتمثل بالخطاب الديني السياسي المتطرف.
والذي فعل فعلته التخريبية في المجتمعات ونحن لسنا بصدد الغاء الدور السلبي للفكر الاوربي على الشعوب وانما لو اردنا ان نضعهم بكفتين ومعرفة ايهم اكثر خراب وتدمير للعقول لوجدنا الخطاب الديني السياسي المتطرف الداعي للتعصب والارهاب اعلى وامضى واضر بكثير من ما يدعونه بـ (الغزو الثقافي ) فلم تزهق الارواح وتتناثر اشلائها بالتفجيرات ولم تهتك الاعراض وتسبى النساء ولم يتقاتل اهل المحلة والمنطقة الواحدة وتثار بينهم النعرات الطائفية الغزو الثقافي، ولم تحدث مجزرة سبايكر ولم يصنع داعش المتعصب الارهابي الدموي التكفيري الذي دمر البلاد والعباد بكل قسوة وهمجية الغزو الثقافي ،انما من صنعه هو الخطاب التعصبي ودعاة الضلالة المتسترين بالدين واصحاب المنابر الذين اشركوا الله بمصالحهم وجعلوا كلام الله وسيلة لمبتغاهم ومبتغى مموليهم ومرؤسيهم ، لقد سلخوا المحبة والتسامح وقبول جميع الاديان من معتقدات هذا الجيل وزرعوا الكراهية والتعصب والغلو في الدين حتى اصبح جيل مهزوز القناعات والمعتقدات وتشتت فكرهم فمنهم من أنظم لما يسمونه أقتناعا وأيمانا بصحة أعمالهم الأجرامية بـ(الدولة الاسلامية )ومازال تحت تاثير سكرات خطابهم التعصبي ومنهم من اختارالفكر العلماني لانه وجد الصدق والوضوح يكتنف مفاهيمه، ومنهم من اتخذ الالحاد سبيلا ليريح عقله من تناقضات الدين التي اخذت بالاتساع بفضل رجال الدين ،ومنهم من بقى متارجح بين الدين الاسلامي ومايمنحه لعباده من اطمئنان وراحة قلبية واستقرار نفسي وبين صخب الحياة وملذاتها ،ومنهم من رحمه ربي وحاد عن النظرة ضيقة الافق وتبين امره وابتعد عن اللغو والتعصب والاحقاد وترفع عن الافكار المتعصبة والدونية وعاش حياة متحررة من الافكار المتشددة وهذه الفئة تقل وتتقلص يوما بعد اخر.
اليوم نحن بحاجة ماسة للبحث عن مخرج وايجاد وسائل تمكننا من سحب الخطاب الديني من ايدي الذين عبثوا به وغيروا مفاهيمه الجلية وجعله مسلك لتحقيق مآربهم ومآرب مموليهم وكباراتهم وحولوا الدين الى- لحية وسيف وبندقية - اليوم نحتاج لمن يتسيد الخطاب الديني ان يكون على قدر كبير من الوعي لتكون ثمرة وعيه خطاب صادق يدعوا للمحبة والعمل والتآخي مع الآخر مهما اختلف معه في العقيدة والدين والرأي ،يكون منسوب الانسانية والرقي مرتفعة عنده ليكون مساهم فعال لبناء ركائز اخلاقية مجتمعية منتجة صانعة وليست مستهلكة .



#اخلاص_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هديل كامل ...و إعصار إيرما!
- (أسماء محروقة) و(عبوات لماعة)!!
- صاحبة الجلالة منتهكة ! و(البينة الجديدة ) سرقتني !
- لماذا خانتني زوجتي ؟
- المعلم العراقي ...وماذا بعد؟؟
- طوبى لمن اخرس الظلم وعقر الظالمين
- تاثير العمالة الوافدة ..بعدها الاقتصادي والصحي
- يأبى أن يكون هكذا...
- فشل ....وفشل ....ثم فشل اخر!!!
- خرائب الحضارات ...وضرب يد الرحمة!؟
- أجور الجامعات الاهلية تلدغ القلوب قبل الجيوب
- أنف توماس فريدمان لم يشم طبخة ترامب
- ما يحتاجه الرجل...ثلاثٍ في ثوب واحد
- حتى لا يختلط الحابل بالنابل
- لقطات...تذكر...خيبة امل
- ذات الغزل الرفيع
- سر الأستجواب والعشرة ملايين؟
- المنضوين تحت الأقبية هل يبترون اليد اللعوب
- حتى من تطأ قدماه القبر !!
- ماذا نقول لقرار منتصف الليل لوزارة التربية؟؟


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب 3 أهداف في الأراضي المحتلة ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تشن 6 هجمات بالطيران المسير وصا ...
- شاهد.. رجل يطلق النار على كاهن أثناء خطبته في إحدى الكنائس ا ...
- بعد رد حماس .. -عودة الروح- لمفاوضات الهدنة وإطلاق الرهائن؟ ...
- “شوف جايزتك قد ايه”.. إعلان مشيخة الأزهر عن نتيجة مسابقة شيخ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا منصة لوياثان الغازي ...
- المقاومة الاسلامية في العراق.. صواريخ -الأرقب- تدك ميناء عسق ...
- ولاية بنسلفانيا.. رجل يعتدي على قس في الكنيسة والعثور على جث ...
- ثبتها بخطوات بسيطة… تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد على ناي ...
- مستشار الرئيس الفلسطيني: جماعة الإخوان تتاجر بالقضية الفلسطي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اخلاص داود - إكذوبة الغزو الثقافي