أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اخلاص داود - حتى من تطأ قدماه القبر !!














المزيد.....

حتى من تطأ قدماه القبر !!


اخلاص داود

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 15:33
المحور: حقوق الانسان
    


لم يكن غريباً يوماً وانت تتجول في الأحياء السكنية وترى تجمع من الشباب أوكبار السن في بدايات الطرق واركان الشوارع يتجاذبون اطراف الحديث والتسلية في تسعينات القرن الماضي, فالسياسة القمعية والحصار وماحمله من تضخم وبطالة وعوز حرمت العراقي من وسائل الترفيه, لدرجة جعلت ثمن الشاي الذي يطلبه في المقهى يحسب له حساب!, مما دفعه يسلك هذه العادة كمتنفس رغم مساوئها, ومع رحيل النظام الفاشي غادرها البعض وربما الشباب هم اوفر حظاً فالذين لم تزل تتنفس رئتهم ولم يصبهم مكروه من المتفجرات والحروب توفرت لهم الاتحادات الرياضية والنوادي والمقاهي وأجهزة التكنولوجيا الحديثة فيمتلىء يومهم على اخره متعة وتسلية وفائدة عقلية وبدنية ..., بعكس المسنين فالذي كان يعمل بمهنة تتطلب قوة بدنية ووهن عظمه والمتقاعد الذي اقعده المرض وغيرهم من بلغ الخمسين وصعودا من كلا الجنسين في بلدنا لم يجدوا الى يومنا هذا متنفس حقيقي يمنحهم البهجة والمتعة او تنمي قدرتهم الذهنية والبدنية والسبب عدة عوامل تظافرت وتشابكت واولها اهمال الدولة لهذه الفئة ...
بعكس الدول المتقدمة التي أولت اهتماماً كبيراً بالمسنين منذ عقود مضت ابتداءاً من الوضع المادي المستقر ليغنيهم من استحسان الاخرين او العمل بمهنة ترهق عافيتهم او كرامتهم ,الى الوضع المعنوي كتقديم البرامج لتسهل من خلالها مواصلة التعليم حتى من بلغ من العمر عتيا كالسيده المسنة التي منحوها دراسة مادتين في السنة وبهذا حققوا حلم كان يراودها, وفتح برامج متنوعة للعمل التطوعي كالمستشفيات بما يتماشى مع عمرهم ووقتهم وما يرغبونه وتشجيعهم وحثهم لمنحهم هدف وسبب لوجودهم وانهم مازالوا معطاء, و الأهتمام بجلسات العلاج النفسي لزيادة تقديرهم لذاتهم وقدرتهم على التعبير عن انفسهم ومشاركة الاخرين همومهم, ليس هذا فقط وأنما هناك محاضرات تنمي احساس المسن بدوره كـ(جد) لمن فقد الاهتمام بهذا الدور ليتلافى القطيعة النفسية بينه وبين اولاده واحفاده. ولبث البهجة والارتياح فيهم هناك شركات سياحية متخصصة في تنظيم رحلات لهم, وغيرها الكثير الذي لا يسعها مقالي هذا والذي لا يوجد اي مما ذكرت في عراقنا السعيد.
أما العامل الاجتماعي الذي لا نستطيع اغفاله لأهميته المدمرة اذا كان في الاتجاه السلبي, كالنظرة والمكانة الاجتماعية ذلك الاطار المصنوع بحرفية القسوة والجهل والذي شب وعينا على أن يكون المسن يتكلم ويضحك ويتحرك ببطء كـ(الرجل الالي )وهذا نسميه (وقار) ! وبخلافه سنشكك بصحة عقله وتثار حوله تساؤلات حتى لو صحى ذات صباح ووجد نفسه بروح شبابية مبتهج واراد التعبير عنها!, وفكرة انهم غير مرغوب فيهم واصبحوا بلا فائدة تراود الكثيرمنهم بسبب التعامل غير الواعي لمن حولهم, لندفعهم بقصد او بدونه الى هاوية سحيقة من العدم واهمال الذات, واصبح من المسلمات لدينا أن يكون متذمر يائس حزين نكدي, دون معالجة والنظر بعين العطف والحنو والأفق الرحب لأيجاد اشياء لها القدرة ببث البهجة والارتياح وانعاش روحه, والكثير الكثيرمن المعانات يواجهها المسن حتى تطأ قدماه القبر.



#اخلاص_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نقول لقرار منتصف الليل لوزارة التربية؟؟
- هي دعوة..ولفت انتباه
- أيها السياسيين ادفنوا احزمتكم الناسفة ومتفجراتكم
- دموع الرجال
- الرفق...الرأفة ...أم الأدنى؟!
- الصراصير..الدواعش ..كلهم واهمون
- بين وحل الخنازير والدبلوماسية ضعنا!!
- محسن ابو الطماطة على كرسي البرلمان!!!
- ترويض الوحوش بعيدان الثقاب!!!!
- رحم موبؤ ...وعيوب خلقية !!!!


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - اخلاص داود - حتى من تطأ قدماه القبر !!