عزيز السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 11:47
المحور:
الادب والفن
ذاكرةُ الماء
.............................
زمنٌ مرَّ، وأعوامٌ مثقلة بالحزن، تخلَى الطينُ عن مائِه، وتيبست حناجرُ الدعاء، وألسنةُ السؤال، إلا عن شيءٍ عالقٍ في ذهنِ النسيانِ، أَنسيَ الماء مسارَه الجنوبي؟ والناس تنظر خلفها باحثةً عن رملِ الشطآنِ المبتلِّ بالأسى، والبعض ينبش في أرضِ الظلامِ، ومن يبصر في هذا الليل؟ أبحثُ في أوراقِ الذاكرةِ، عن حروفٍ تُعطيني بعضَ ملامحي، أستعيدُ بها عافيةَ دورةِ الحياةِ، وعن كفٍّ تسرقني من برودةِ الرملِ، لأعودَ إلى ورودي وأُشكّلَ منها قصيدةً، تبقى في ذاكرةِ الماء، كي لا يغتربُ النهرُ، وتعودُ العصافيرُ على أكتافِ الصباحِ، تُزقزقُ مُنشدةً ألحانَ الضياءِ، بعيداً عن دخانِ الجنازيرِ، وأقدامِ العابثين..................
.................................
عزيز السوداني
العراق
#عزيز_السوداني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟