أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبيد لبروزيين - ما معنى أن تكون مثقا؟














المزيد.....

ما معنى أن تكون مثقا؟


عبيد لبروزيين

الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


ما معنى أن تكون مثقفا؟
المثقف حسب المعاجم العربية مأخوذ من مادة ثقف، والتي تدل في اللغة على الفهم والفطنة والذكاء، ولكن، ماذا يعني أن تكون مثقفا؟ بداية، وإجابة عن هذا السؤال، لا بد من تحديد الخصائص التي تجعلنا نطلق على إنسان ما صفة مثقف، فليس من قرأ ديوانا أو كتابا يستحق هذه الصفة وهذا النسب، أو حتى من كتب مقالة أو كتابا يشفع له بدخول نادي المثقفين، لأن المثقف يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الصفات، نذكر بعضها، إنه من أطلق عليه القدماء بحر زمانه، وهنا نستحضر الشرط الأول وأريد به الموسوعية، إذ على المثقف أن يكون جامعا لعلوم زمانه وماضي الأمم السابقة في شتى المجالات والتخصصات.
أما الشرط الثاني، أن لا يكتب باسمه، بل باسم الجماعة والوطن، أو حس إنسانيّ يجعله ينتقل من المحلي إلى الكوني، هذا الكوني الذي يشمل الإنسان بكل عوالمه، وليس المراد الفكر والأدب الغربي، الذي يترجم بأنه عالمي في الدراسات العربية دون وجود مبرر لذلك، حيث أدى هذا الفهم الخاطئ لدور المثقف إلى ظهور أشباه المثقفين، له حظ وافر من الفكر الغربي ولا شك، ولكن يجهل تراثه ويتنكر لواقع أمته، فلا يستطيع كتابة مقالة أو كتاب يوجه به العامة التي ظلت تائهة ومستهلكة لدرجة التقزز. وهو ما سماه طه عبد الرحمان بالحداثة المقلّدة، إنه استلاب واستعمار جديد، خسر فيه المثقف أول معاركه، لأن المثقف يجب أن ينتصر للعقل الكوني، وأن يتابع النتاج الأدبي والفكري، قديمه وحديثه، وربطهما بالواقع لإيجاد حلول للمشاكل الإنسانية، وهنا أستحضر مصطلح المثقف العضوي الذي نحته كرامشي.
والشرط الثالث، أن لا يضع يده في يد السلطة، بل يقف لها بالمرصاد، ويقوّم اعوجاجها وينتصر للحق على الظلم، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فإن أصبح جزءا من السلطة صار لسانها، واقتصر دوره على إيجاد مبررات لقراراتها، مهما كانت ظالمة ومجحفة. المثقف دونكيشوط زمانه، بدون سيف أو تابع أو فرس، يحرر الرقاب من شرنقة الجهل، ويضيء طريق التائهين والضائعين.
مثقف، صفة لا يستحقها أحد في هذا الزمن الرديء، لأن المثقف الحقيقي انهزم عندما أفسدت الأخلاق، وباع روحه للشيطان كما فعل فاوست، غير أنه باعها من أجل المعرفة، أما المثقف فباعها من أجل المال والظهور بربطة عنق أنيقة على شاشة التلفاز، أو ربما يهتم بالشكل فيسدل شعره، ويضع فوقها قبعة صغيرة، ونظارة يختبئ خلفها كي لا تقع عينه في عين أحد. أعتقد أن المثقف الفعلي مات بموت أفلاطون والفلاسفة الإغريق، وفلاسفة عصر النهضة، المثقف يربح معركته بالليل ويحصي عدد هزائمه في النهار.
عبيد لبروزيين



#عبيد_لبروزيين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكاية العجيبة وموضوعة الرحلة في حكاية -بوعتريس-
- ماذا لو تعرضت الرباط لانقلاب عسكري؟
- الغياب والحضور في رواية -هل سأعيش يوما-
- الهولوكست أو محرقة الأدب


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبيد لبروزيين - ما معنى أن تكون مثقا؟