أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - درس إقليم كردستان لثوار سورية















المزيد.....

درس إقليم كردستان لثوار سورية


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5708 - 2017 / 11 / 24 - 12:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"آه يا محكمة العدل الغبية
حققي ما دمتُ مصلوباً على باب المدينة أمنياتي الذهبية
وانشري العدل، فإن العدل أمسى في بلادي بندقية"
الشاعر مناضل نعمة*
ما جرى بحق تطلعات شعب الإقليم من رفضٍ غربي أولاً وإقليمي ضمناً في محاولةٍ منهم لمنع إجراء أي تغييرٍ جوهري للوضع في ذلك الجزء من العالم، بالرغم من كل الوسائل الحضارية التي لجأ إليها شعب الإقليم وحكومته، كشف عورة الغرب الديمقراطي الذي لا ينظر إلى الآن للدول الشرقية إلاّ كمزارع تضم شعوباً لا يطبّق بحق الموجودين فيها إلاّ ما كان يطبقه المستعمر الغربي منذ قرنٍ من الزمان في نفس البقعة الجغرافية، وأن قيَم الديمقراطية والحرية والعدالة هي فقط ملك يمين واجديها، ولا تطبّق من مضامينها شيء على شعوب المستعمرات الاقتصادية للدول الغربية، إذ أن المفاهيم التي يتبجح الغرب الديمقراطي بتبنيها ليل نهار، والتلويح بها كواحدة من مفاخرهم بوجه شعوب العالم الثالث التي ترزح تحت نير منظوماتٍ لا تماثل عقول حكّامها إلاّ عقلية القرون الوسطى، إذ تقتضي مصالح المتاجرين بتلك المفاهيم بقاءَ حال أنظمة آسيا وأفريقيا على ما هو عليه لدوام نهب خيرات شعوبها، كما يُفهم من خلال عدم سماح الغرب قبل الدول الإقليمية بإحداث أي زحزحة في الخارطة السيااقتصادية في المنطقة أن الهدف منه إدامة عمر الأنظمة إلى حين، وحتى يستمر مسلسل استثمار ثروات المنطقة وابتزاز حكامها إلى أجلٍ غير مسمى.
فمن جهة يقوم الغرب السياسي بتخويف شعوب الشرق بحكامها لكي تنصاع الشعوب لأوامر الأنظمة، ومن جهةٍ أخرى تخوّف الحكام بالشعوب بجزرةٍ اسمها الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وذلك ليس حباً بالشعوب، ولا حباً بخاقانات الأنظمة، إنما ليبقى الغرب يبتز عبر تلك المفاهيم حكّام اَسيا وأفريقيا لينال بذلك ما يريده من الموارد إلى أمدٍ غير منظور من خلال إبقاء الطغاة مقابل ضمان عدم تأليب الشعوب عليهم.
وفي الحالتين تفعل الدول الغربية وعلى رأسها واشنطن بشعوب أسيا وأفريقيا، كما يفعل المقامر الأمريكي باللاعبين في حلبات المصارعة الحرة، وهي الثقافة التي ورثها الأمريكان عن الرومان، إذ قديماً وفي عهد أباطرة الرومان كان على حرّين أن يقتل أحدهما الآخر لينال أحدهم حريته على حساب نحر قرينه، فيُطلب منهما أن يقتلا بعضهما بعضاً فدوى لرغبات المتفرجين، حيث كان على المعتقل أن يُنهي حياة معتقلٍ مثله ليس لإيمان المقامر بالحرية، إنما ليبلغ النشوة وهو يستمتع بذلك المشهد الدموي؛ وهذا عملياً ما يفعله الغرب السياسي بالكثير من دول آسيا وأفريقيا، فهو يحرض طرفاً ضد طرف ليس إيمانا بإحقاق الحق، ولا من باب إنصاف ملل تلك الدول، أو إقامة العدل بين أبنائها، إنما لاستنزاف طاقات الطرفين، وليستفيد من المقامرة برؤوسهم ويستمتع بالمشهد الدموي ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
وللتذكير فقط حيث تقول المرويات بأن أباطرة الرومان كانوا يدفعون بالسجناء إلى "الكولوسيوم"* التي يقال لها حلبة المصارعة الرومانية، أو حلبة الموت الرومانية التي قُتل فيها آلاف البشر، حيث كانوا يُدخلون إليها السجناء ليواجهوا الردى بصدورهم العارية وأجسادهم الهزيلة، فيُقتل المبارزون إما بسيوف أصدقائهم الذين أجبروا على مقاتلتهم رغماً عنهم، أو يواجهون أنياب الحيوانات المفترسة التي كان يطلقها رجال الإمبراطور كنوع من أنواع العقاب من جهة، وليبلغ الامبراطور وحاشيته ومحظياته منتهى اللذة والاستمتاع من جهةٍ أخرى، وهم يتابعون بحماسٍ منقطع النظير وقائع المباراة الدموية التي تجري أمامهم بين السجناء، وذلك وسط صرخات وهتافات جماهير منقادة لا حول لها ولا قوة وهي تحض اللاعبين على إزهاق أرواح بعضهم بعضا، إذ أن تلك الثقافة الرومانية القاتلة وتلك الأجواء الدموية عاشها ساسة الغرب مؤخراً مرةً أخرى وهم يستمتعون بالمسلسلات الدموية لتنظيم داعش ليس داخل الكولوسيوم هذه المرة، إنما على مستوى مساحة عدة دولٍ في منطقة الشرق الأوسط امتداداً من ليبيا إلى العراق وسوريا، وذلك قبل أن يأذن الغرب والأنظمة الاقليمية بأفول نجم دولة داعش التي كانت أقرب إلى الاسطورة من الحقيقة.
وما قيل عن زمن الكولوسيوم هو عين ما يقدم عليه اليوم ذلك الغرب الحضاري، وفي مقدمتهم وريثة الامبراطورية الرومانية من جهة القوة والقسوة صاحبة تمثال الحرية (أمريكا)، وذلك في الكثير من المناطق الساخنة في آسيا وافريقيا ولعدة غايات، منها؛ أولاً لإدامة عمر الأنظمة الحالية على جورها وعلى ما فيها من العلل، وذلك حتى يدوم عمر الفائدة المرجوة من وراء إدامتها، وثانياً لاستنزاف طاقات الشعوب من خلال دعم الحكام والشعوب معاً بحيث يبقى الطرفين نصف مقتولين أو نصف أحياء، لكي لا يغلب طرف بينهم على طرفٍ آخر، ولكي لا تنتهي اللعبة التي يجنون منها كل ما من شأنه أن يزيد من ثرائهم، وبالتالي إسعاد شعوبهم على حساب معاناة وآلام شعوب آسيا وافريقيا؛ ولتحقيق التوازن المحمود من قبلهم يضعون جل جهودهم لئلا يحصل أي تغيير جذري في موازين القوى المتحاربة بالوكالة حتى لا تؤثر المنازعات على مسار لعبتهم الاقتصادية الثابتة، وثالثاً ربما كان الهدف البعيد هو تحقيق التوازن السكاني على مستوى الكرة الأرضية تنفيذاً لما جاد به مالتوس من خلال أفكاره ونظريته الاقتصادية المتعلقة بالتكاثر السكاني، ورابعاً لإشغال شعوب وملل الدول الغربية بما يجري في الدول النامية، والإيحاء إليهم بطريقةٍ ذكية بأن مصيرهم سيكون كمصير هؤلاء المنهكين جوعاً واقتتالا إن تمادوا في المطالب.
وبناءً على العنوان ومن ثم المدوّن أعلاه، فمن المؤكد أن ما نرمي إليه لا يتعلق بالموقف النبيل لحكومة الإقليم من الثورة السورية وإيوائها لمئات الآلاف من اللاجئين من غير أن تتاجر بهم كما هو حال أغلب الدول المجاورة التي آوت السوريين وابتزت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بذريعة مساعدة اللاجئين، إنما الأمر متعلّق بالتواطؤ الإقليمي والغربي على الإقليم، وسرعة تخلي الغرب عن كل مفاهيم حقوق الإنسان وقيم الحرية والديمقراطية والتضحية بـ: 4 مليون إنسان مقابل استمرار مصالحهم مع الأنظمة الفاسدة والجائرة بحق شعوبها، إنما قلنا ذلك انطلاقا من كلام مسعود البارزاني لوفد المجلس الوطني السوري أوائل عام 2012 في قوله بما معناه أن الغرب عموماً بما فيهم أمريكا لن يساعدكم مهما قدمتم لهم من الأدلة والوثائق والقرائن على انتهاكات النظام وإجرامه، وأنكم إن لم تقدروا على أن تكونوا البديل عن النظام في تحقيق مآرب الغرب، أو تكونوا في وضعية القادر على الإضرار بمصالح الغرب فانسوا مساعدتهم لقضيتكم العادلة*.
إذن فمن خلال هذه المعادلة الغربية القائمة فقط على تفضيل المصالح كحال أي سمسارٍ استغلالي من عامة البشر، ومن خلال هذه الآلية الخالية من أي فكر إنساني نبيل والتي يتعامل الغرب السياسي من خلالها مع دول وقضايا المنطقة، نقول طالما أن ثوار سوريا غير قادرين على تحقيق مصالح الغرب كما هو حال النظام الذي فلح ويفلح في ذلك إلى الآن، وطالما هم غير قادرين على الإضرار بمصالح الغرب، فمتوقّع جداً مع استمرار تلك المعادلة أن يعود السوريون إلى مربعهم الأول في 2011، وذلك وفق المسار التدريجي للتنازلات عبر المؤتمرات التي يرعاها الغرب بخصوص سوريا، ومع دوام هذه الحالة فليس للثوار السوريين في النهاية وسط نُظم إقليمية مخادعة، وعالمٍ غربي متاجر، ونظامٍ قاتل، إلاَّ التعويل على البندقية التي قد تعيد إليهم ولو شيئاً قليلاً من الكرامة التي هدرها ويهدرها جلاوزة الطاغية منذ عقود، وعن أهمية البندقية ودورها الفعّال، فبدون أدنى شك لولا سلاح البيشمركة وشهامتهم لأهانَ حكاّم بغداد كل كرد إقليم كردستان كما فعل قبلهم البعث الفاشي، وفي سورية نتصوّر أنه بدون البندقية الثورية، فقد تتلاشى مع الوقت تدريجياً وبكل سهولة جُلّ ملامح الثورة الأبيّة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أنطولوجيا الشعراء العراقيين الذين قتلهم صدام وحزب البعث/ حيدر الكعبي.
* كولوسيوم: ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.
* صحيفة الحياة، عبدالباسط سيدا 1/ 11/ 2017 (مسعود بارزاني تاريخ حافل وقيادة متميّزة).



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يجمع الاتحاد الديمقراطي بالبعث الفاشي
- شبال إبراهيم: رفعنا دعوى قضائية في ألمانيا ضد 17 شخصية أمنية ...
- العبادي بين مبادرات نيجيرفان واستحقار دهقان
- حكيم الإقليم ورهط الثور الأحمر
- غياب الدولة من غياب المقدس
- نكايةً بالبارزاني لا يبغون الكهرباء
- ما بين خطاب الإقليم ولغة بغداد
- إسرائيل بين الإثارة والتحريم
- أحمد قاسم: «PYD» يفهم من وحدة الصف أن تجتمع كل الأحزاب تحت ر ...
- كردستان وعقارب بغداد
- حلبجة والمصيبة المستمرة
- آن للكردي أن يحدث ضجيجاً في هذا العالم
- صفقات الإقليم وصُراخ المُهددين
- فلاشات منتقاة عن قيامة الإقليم
- وخزات كلمة الحق
- من الاستغباء باسم الدين إلى الديمقراطية
- عبد الكريم حاجي: العمل الحزبي يفرض علينا التواجد في كل مكان ...
- الحرية بين الدعوة إليها وتجاهل طُلابها
- آمنوا بهم لتنالوا مرادكم أجمعين
- مقابح الاستقلال


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - درس إقليم كردستان لثوار سورية