أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - تاريخ المونودراما














المزيد.....

تاريخ المونودراما


ابراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 5701 - 2017 / 11 / 17 - 11:57
المحور: الادب والفن
    


رغم أن المونودراما لم تظهر بشكلها المكتمل إلا إبان الحركة الرومانسية التى بدأت تجتاح أوروبا منذ النصف الثانى من القرن الثامن عشر، فإن بذورها وجدت منذ بدايات الدراما الأولى"؛ حيث يمكن رصد أقدم عروضها فى المسرح اليونانى القديم" عند "ثيسبس" صاحب العربة وأول ممثل فى تاريخ المسرح الإغريقى – الذى عاش فى القرن السادس ق.م – وقدم عروضًا منفردة أمام جمهور أثينا فى الاحتفالات بمواسم الحصاد، لاسيما وأنه بدأ راويًا، ثم قائدًا لمجموعة من المنشدين تصاحبهم موسيقى."
وهو ما يؤكده "أحمد زكى" بقوله "كانت العروض الأولى للمسرح فى عهد الإغريق، تحتوى على ممثل واحد وكان فى الغالب هو الشاعر نفسه، وكانت تعاونه مجموعة عرفت بالكورس، ودورها فى الأداء ينحصر فى ترديد فقرات خاصة من النص المسرحى فى ترتيل منغم والصوت جماعى وعن طريق الرقص أحيانا. أما الممثل الواحد، الكاتب الممثل، فيستطيع أن يجسد شخصيات عدة عن طريق قناع مصنوع من الكتان."
واستمرت صور التمثيل الفردى فى المسرح الرومانى، والتراجيديات الأوروبية فى عصر النهضة، "فنجد أبطال تلك التراجيديات يحتكرون المسرح فترات طويلة ليلقوا على مسامع الجمهور الخطب العصماء التى تحوى المواعظ الأخلاقية."وإذا عدنا لمسرحيات شكسبير Shakespeare (1564 – 1616 م)، "كهاملت" أو "الملك لير"، فسنجد العديد من المقاطع التى تمثل مونودرامات صغيرة.
وعندما اجتاح أوروبا، التيار الرومانسى- الذى نادى بالثورة على التقاليد والأنظمة الموروثة، وقدس فردية الفرد- تبلور الشكل الناضج للعروض المسرحية المونودرامية "وليس أدل على دور المونودراما باعتبارها شكلًا فنيًا بالفكر الرومانسى الذى يدعو إلى التفرد من مسرحية مونودرامية بعنوان "بيجماليون" كتبها الفيلسوف الفرنسى "جان جاك روسو"، عام 1760م."، وربما كانت هذه المسرحية هى البداية الحقيقية للمونودراما، باعتبارها شكلًا أدبيًا دراميًا.
وما إن بدأ القرن التاسع عشر، حتى انسحبت المونودراما بعيدًا عن المسرح، وترجع "نهاد صليحة" ذلك إلى "اصطدام المد الثورى التحريرى الذى حوته الحركة الرومانسية، بالنزعة الفردية فيها فاتجه دعاة الثورة الاجتماعية تدريجيًا إلى العمل الجماعى، بينما انزوى دعاة تقديس الفردية فى ظل عوالم غيبية رمزية منفصلة عن الواقع، وانعكس هذا الانقسام الفكرى فى المسرح فنشأ المسرح الواقعى والرمزى جنبًا إلى جنب، وانسحبت المونودراما بطابعها الفردى بعيدًا عن عالم المسرح؛ لتجد متنفسًا لها فى مجال الشعر".
ومع بداية القرن العشرين، بدأت المونودراما، تعود إلى المسرح؛ حيث بعثت بجهود رواد عالميين مثل تشيكوف Chekhov (1860-1904) الذى كتب نصًا مونودراميًا بعنوان "مضار التبغ"، الذى يعتبره "إبراهيم حمادة" من أحسن النماذج فى هذا المجال"
كما ظهرت فى القرن العشرين، تجارب كثيرة، تعتمد على الممثل الواحد، مثل مسرحية "الأقوى" للكاتب السويدى أوجست سترندبرج" August Strindberg (1849-1912)، ومسرحية "قبل الإفطار" للكاتب الأمريكى "يوجين أونيل" Eugene O’Neil (1888-1953)، ومسرحية "نوبة صحيان" للكاتب الإيطالى "داريوفو" Dario Fo (1926م).
وقد انتقل هذا النوع من الدراما إلى مسرحنا العربى عن طريق "الاحتكاك الثقافى بالغرب، وفعل الترجمة، والاطلاع على الكتابات والعروض المونودرامية الغربية، وكذلك عن طريق الدراسة فى معاهد الغرب وجامعاته، مع تطوير التجارب الفردية النظرية التى توجد فى موروثنا العربى القديم"مثل مسرح الحكواتى، وقد انتشرت المسرحيات المونودرامية، فى مساحة مسرحنا المصرى خلال الثلث الأخير من القرن العشرين، سواء على مستوى مسرح المحترفين، أو مسرح الهواة.
ويخالف الباحث رأى بعض النقاد الذين يرون أن ظهور المونودراما – فى عالمنا العربى– قد جاء "بظروف اقتصادية، حيث إن ميزانيات المسارح ضعيفة، ومن البدهى أن المسرحيات التى يمثلها فرد واحد تتطلب إمكانات مادية أقل من المسرحيات العادية، وتمثل عامل توفير اقتصادى."
ويرى أن المونودراما تمثل طريقة فنية فى التعبير والتشخيص الدرامى، باعثها الرئيس، شعور المبدع المسرحى باليأس والإحباط، جراء خوضه تجربة مريرة، أو إحساسه بالتهميش والقمع، فى ظل حالة الاستبداد، وتردى الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وانبطاح الإنسان العربى وجوديًا وقيميًا. ويؤدى كل من الشعورين إلى حالة من الانطواء على الذات، مع شعور مناقض بالرغبة فى تخطى الظرف الخانق بالبوح والإفضاء من خلال قالب فنى يصور صراعه الداخلى ويستجلى بواطنه النفسية، ويكشف تمزقه الذهنى والوجدانى فى صراعه المرير مع الذات والواقع المعيش.



#ابراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آليات السرد فى مونودراما -معكم انتصفت أزمنتى- للكاتب العراقى ...
- خصائص الرواية وكيفية مسرحتها
- مسرحة الرواية
- يوسف ادريس يبحث عن بقايا ذرية هابيل فى -الجنس الثالث- !!!
- على الراعى وهوية المسرح العربى
- صورة المرأة فى مسرح توفيق الحكيم بين الرجعية والتحضر
- مسرح مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية يحتضن عروض مشاريع التخر ...
- عرض كتاب :التمثيل فى مسرح الطفل المؤلف: محمد عبد القادر .
- مكونات العمل الفني.
- النص المسرحى (اللعبة) اعداد د ابراهيم حجاج عن النص المسرحى - ...
- بهدوء وموضوعية السيسي رئيس الجمهورية.
- مفهوم الفن
- الجمال فى الاسلام
- مدخل إلى علم الجمال (المفهوم- النشأة- الأهمية)
- علم الجمال فى العصر الحديث
- الفن والجمال عند الفيلسوف الفرنسي شارل لالو
- علم الجمال فى المسيحية والعصور الوسطى.
- الجمال عند الفلاسفة اليونانيين
- أمير الحشاشين يسطو على السلطة باسم الدين قراءة تحليلية لنص - ...
- الاخوان المسلمون بين المسرح اليونانى والأوروبى الحديث.


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم حجاج - تاريخ المونودراما