أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إفلاس دول الحصار















المزيد.....

إفلاس دول الحصار


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5700 - 2017 / 11 / 16 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أعني الإفلاس المادي بطبيعة الحال ،لأن مجموعة دول الحصار تنقسم إلى قسمين الأول غني وثرواته متجدده وإن كان فيه من السفه الشيء الكثير ،ويضم الإمارات والسعودية ،والثاني يعاني من الفقر والجشع والطمع ،لكنه يتقن فن التسول والإبتزاز ويضم البحرين والسيسي ،ولا أقول المحروسة مصر التي نحب ونتمنى لها الخلاص من حكم التسي تسي العسكري المجرم .
وواضح من خلال التدقيق والمتابعة أن دول الحصار تحاصر قطر بالتضليل والإدعاءات الكاذبة ،من حيث دعم الإرهاب وغير ذلك،وهم في الحقيقة يريدون سرقة فعالية كأس العالم منها ،وعدم إتاحة قناة الجزيرة أن تغطي مشاركاتهم في العدوانات المرتقبة على غزة ولبنان ،وإستضافة معارضيهم عند إعلان العلاقات السعودية-الإسرائيلية .
ما أتحدث عنه هنا هو الإفلاس القيمي والأخلاقي الذي باتت تتسم به دول الحصار الأربع ،وأصبح يغلف كافة خطواتها السرية والعلنية ضد دولة قطر ومن يقف معها في المجتمع الدولي برمته ،لأن المجتمع الدولي إقتنع مبكرا بكذب وضلالية رواية دول الحصار ،لكن البعض فضل إستمرار التواصل مع رأس الأفعى طمعا في "الحلب"،لإدراكهم انهم أمام كتلة من السفه ،وبالتالي فإن إبتزازهم حلال..ترامب نموذجا.
أولى صور الإنحطاط القيمي والأخلاقي التي ظهرت خلال الحصار ،هي أنهم لم يراعوا الأخوة ولا الجيرة وتحديدا دول الحصار الخليجية الثلاث ،كما أنهم حاصروا قطر في رمضان شهر الخير والرحمة وشهر التسامح ،في الوقت الذي رأيناهم يهرلون حفاة عراة للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية ،عدوة الشعوب العربية والإسلامية والعالم الحر ،والتي تحتل فلسطين وتشرد أهلها منذ العام 1948.
ولنبدأ في أوجه الإنهيار القيمي والأخلاقي في السعودية وخاصة بعد فرض الحصار على قطر،فهي تسرع الخطى للإنهيار بهرولتها للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل وكشف العلاقة المستترة معها ،والتي بدأت مذ كانت المستدمرة فكرة صهيونية على الورق عام 1916،وتسوق السعودية أعذارها الواهية بأنها تفعل ذلك لمواجهة إيران ،ولا أدري أي منطق هذا الذي يجعل بلدا إسلاميا "قبلة "للمسلمين "يستعين بأعداء الله لمواجهة إيران ،هذا في حال كانت إيران فعلا عدوة لنا.
ومنا نلمسه أيضا ان النظام السعودي إنفصل وإنفصم ليس عن شعبه فقط ،بل عن نفسه بإنقسام العائلة المالكة ،لأجل تنصيب المراهق محمد بن سلمان ملكا على السعودية بعد حصوله على الدعم الإسرائيلي وتسجيله عميلا للموساد قبل ثمانية أشهر،فهاهم الأمراء والأثريا والدعاة الذين جبلوا على التطبيل للطغمة الحاكمة في الرياض ،في السجون وقد تم تجريدهم من ثرواتهم لإجبارهم على تأييد تولي الدب الداشر للحكم ،وكذلك وهذا يتعلق بالأمراء الأثرياء وكبار رجال الأعمال السعوديين المعتقلين ، فإن إعتقالهم جاء تلبية لطلب الرئيس ترامب ،عقابا لهم لأنهم كانوا من داعمي منافسته "الناجحة" السيدة هيلاري كلينتون ،ويبدو أن ترامب سيتقاسم ثرواتهم مناصفة مع الدب الداشر الذي يحلم بأن يكون أصغر تريليونير في العالم.
ممارسات النظام السعودي وفي كافة أبعادها تدلل على الإفلاس القيمي والأخلاقي ،فهم يوظفون كبير المجرمين في عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ،وزير الداخلية السابق الذي يلاحق قضائيا لجرائم في مصر الحبيب العادلي ،مستشارا لولي العهد محمد بن سلمان.
تمارس الرياض هذه الأيام دورا غير مسبوق ،وهو جلب حلفائها من صناع القرار العرب والإملاء عليهم ،ومن يرفض أو لا يتماهى معها يتم احتجازه كما هو حاصل مع الرئيس اليمني عبد ربه هادي وأعضاء حكومته ،وكذلك رئيس وزراء لبنان سعد الحريري وعائلته ،ويبدو ان رئيس سلطة اوسلو محمود عباس نجا من الإحتجاز وغادر الرياض بعد ان طلبوا منه الموافقة على صفقة القرن وسحب السلاح من حماس وتسليم السلطة للعميل دحلان وتسليمه الولاية على المخيمات الفلسطينية في لبنان ليشاركوا في شن الحرب على حزب الله.
تمر الرياض صاحبة الكلمة المسموعة سابقا ،بأزمة ثقة في العالم إذ ان المجتمع الدولي لم يعد يقيم لها وزنا ،ولم يعد مضطرا لتصديق روايتها التي كانت تعج بالكذب والإفتراء وما تزال ،بدليل أن مؤسسات امريكية فاعلة وفي مقدمتها "السي آي إيه "الأمريكية تشكك في المسيرة السعودية وتحذر من طيش بن سلمان وعدم اهليته للحكم نومعها بطبيعة الحال كبريات الصحف العالمية.
هنالك صورة متناقضة فاضحة للسياسة السعودية وهي تقديمها نصف تريليون دولار للرئيس ترامب ،وتقديمها الرشا بلا حدود لزوجته ميلانيا لتمويل جمعيتها الخيرية ،ورشوة لإبنته إفانكا وتعويض صهره اليهودي كوشنير عن خساراته المتراكة كرجل أعمال فاشل،علما أن الداخل السعودي يتدثر بالفقر ، ويعاني من البطالة وإنعدام الرعاية الصحية والخدمة والتعليمية ،كما يجب ان تكون عليه الأوضاع في دولة غنية مثل السعودية ،ولا زلنا نذكر تصريحات مسؤول ياباني كبير بأنه نجح في 45 دقيقة تشليح الدب الداشر 45 مليار دولار،ولا ننسى أن السعودية في العهد الجديد ستتعرض للخصخصة وها هي تعرض 5%من أسهم شركة أرامكو للبيع.
أما الإمارات الذي غنفجر دملها بعد وفاة حكيم العرب الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله،فقد إنحدرت إلى قعر الدائرة اللا أخلاقية ،بمشاركتها في الحصار على قطر مع السعودية ،لضرب عصفورين بحجر واحد ،الأول هو إضعاف قطر وتشليحها فعالية المونديال 2022 ،والثاني ضرب السعودية وتوريطها لثارات قديمة حسب تصريحات سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة.
إستبشرنا خيرا عند إستحداث وزارات في الإمارات لم نتعود عليها في الوطن العربي مثل وزارة السعادة ،ووزراة التسامح ،ولكن الإمارات كما قلنا تحاصر قطر للتضييق على شعبها ،وتدمر اليمن لقتل أهله وتتآمر في الصومال من خلال دعم الإرهابيين ليقوموا بالتفجيرات ،كما أن وزير التسامح ينزلق نحو الردة الدينية بتحريضه على المساجد التي تبنيها قطر في الغرب ،والإدعاء بأنها منبع للإرهاب والإرهابيين.
أما البحرين التي ترقص في العتمة وتتخيل أن العالم بأسره يصطف دوائر حولها لمتابعة رقصها والتصفيق لها إعجابا وإستحسانا بأردفاها وطريقة هزها ،فإنها ماهرة في التسول ،كما رأينا مؤخرا كيف تسولت من السعودية والإمارات لإنقاذ إقتصادها ، وقامت بطريقة لافتة للنظر وعلى ؟اعلى المستويات بالتحريض على قطر ،وها هي الأخرى ترتمي علانية ورسميا في حضن مستدمرة إسرائيل والحجة الواهية نفسها ..الخوف من إيران.
ويبقى التسي تسي صاحب الثلاجة الفارغة إلا من الماء لعشر سنوات كما إدعى ،واللاهث وراء الرز،فهو يمارس أكبر دور في الإجرام لتأليبه على قطر وصولا إلى غزوها عسكريا من قبل القوات المصرية ،بهدف الإنتقام منها اولا وإبتزاز دول الخليج العربية ثانيا وهو الذي يحقد عليها ،ولا يتساوق معها سياسيا كما حدث مؤخرا في الأمم المتحدة بخصوص تجريم الأسد إذ خالف السعودية وصوت ضد القرار.
عموما فإن ما يجري ليس ذنب قطر التي وظّفت ثروتها في نهضتها وخلق مكانة دولية مميزة لها في المجتمع الدولي ،وليس عيبا نجاحها في السعي لإحتضان مباريات كأس العالم لعام 2022 ،وهي بطبيعة الحال ليست مسؤولة عن سفه البعض.
وأختم ان الحصار المفروض على قطر إنعكس سلبا على دول الحصار نفسها التي تجد نفسها كمن يقف على الشجرة ولا يستطيع النزول أو البقاء ،ناهيك عن ضربه لأواصر القربى في دول الخليج التي تعد شعبا واحدا.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات الحرب السعودية-الإيرانية المقبلة
- قصة المياه ..قصة الخلق
- نبيل الشريف:سوء العلاقة مع إسرائيل هو التحدي الرئيسي للأردن
- وفد ألماني طبي يزور جامعة الملك عبدالعزيز لمواصلة تطبيقات اخ ...
- إفطار الجمعة الصباحي في اللويبدة... مبادرة مجتمعية ناجحة
- أوجه العبث
- حرب سعودية –إيرانية على الأبواب
- كنعان:مر على القدس غزاة كثيرون ورحلوا
- كارثة الخليج بين التصرفات الصبيانية وإبتزاز الدهاقنة
- مشروع -نيوم السعودي- تدشين ل-الشرق الأوسط -الإسرائيلي
- 4 مليارات دولار للسيسي تنهي أزمة الخليج
- 2017 عام الكويت
- إقبال كبير من فرسان السعودية ومصر والكويت في الجولة الثانية
- مؤتمر دولي يناقش في قونيا القضية الفلسطينية والدور التركي في ...
- وعد بلفور ..نتاج جريمتين
- حزب الحياة الأردني يعقد مؤتمره العام السابع وسط تشكيك بنوايا ...
- عبد الله كنعان ...صوت الحق المنافح عن القدس
- التطبيع شريان حياة ل-إسرائيل-
- التخوّف الرسمي الأردني ..في محلّه
- لقاء مدير الأمن العام مع مؤسسات حقوق الإنسان في الأردن .. مس ...


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - إفلاس دول الحصار