أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير جمعة المالكي - الاستراتجية السعودية لمحاربة التاثير الايراني















المزيد.....

الاستراتجية السعودية لمحاربة التاثير الايراني


زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)


الحوار المتمدن-العدد: 5695 - 2017 / 11 / 11 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ انشاء المملكة السعودية على يد الملك المؤسس عبد العزيز ال سعود عام 1932 عرفت السياسة السعودية بانها سياسة منغلقة تبتعد عن الصراعات التي تضطرب بها المنطقة العربية ووانها تسدل دائما ستارا حديديا عن اي صراعات او نزاعات داخلية وخصوصا بين اوساط العائلة المالكة . استمرت تلك السياسة طيلة فترة حكم الملك عبد العزيز واولاده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله ولم تخرج عن تلك السياسة الا في حالتين هما مساندة قوات امام اليمن ضد قوات جمال عبد الناصر التي ساندت ثورة اليمن في حكم الملك سعود بن عبد العزيز وقيادة التحالف الدولي لاخراج القوات العراقية من الكويت في حكم الملك فهد وفي كلا الحالتين كانت التدخلات السعودية مبررة بان الخطر قد وصل الى حدودها المباشرة . بوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز وتولي الملك سلمان الحكم تغيرت تلك السياسة بصورة كاملة كانت بدايتها باطلاق حرب اليمن التي اطلق عليها اسم (عاصفة الحزم ) بعد اقل من شهرين من تولي الملك سلمان سدة الحكم . في خضم الحرب توجهت الانظار السعودية الى سوريا لتأخذ مكان الصدارة من قطر في ادارة جهود معارضة الرئيس السوري بعد ان كان دورها طيلة الفترة السابقه يقتصر على مساندة الجهود القطرية . لقد ترافق هذا التغيير مع اتجاه الجهود السعودية الى محاربة النفوذ الايراني في المنطقة ولسان حالها يصرخ من لم يكن معنا فهو ضدنا .
في الايام الاخيرة ارتفعت نغمة العداء ضد ايران ووصلت الى التهديد بالحرب المباشرة حتى اصبح العالم يراقب بحذر وعيونه تتوجه مباشرة الى الرياض لمعرفة الاسلوب الذي ستتبعه للرد على ايران خصوصا ان حربا مباشرة مستبعدة نتيجة للعامل الجغرافي وعدم وجود حدود مباشرة . مع اعلان رئيس الوزراء اللبناني من على شاشة قناة العربية السعودية لاستقالته المفاجاة موجها هجوما غير مسبوقا الى ايران معللا الامر بما وصفه تدخلات ايران والخوف على حياته بفعل هيمنة حزب الله على مقاليد السلطة في لبنان . وقع المتتبعون للازمة في صدمة بالغة لهذا القرار المفاجئ ولهذه الاسطوانة التي لا تقنع احدا.خصوصا وان هذه الاستقالة جاءت بعد ساعات من انقضاء اجتماع سياسي عالي المستوى جمع الحريري مع مستشار مرشد الثورة الايراني السيد علي اكبر ولايتي . جاءت هذا الاستقالة لتلقي الضوء على الاستراتيجية التي قررت المملكة السعودية اتباعها وهي استهداف القوى المحسوبة على ايران في المنطقة في حربها التي لاتستطيعها بسبب العامل الجغرافي . سنحاول في السطور التالية معرفة الخطوط العامة التي ستتبعها المملكة السعودية في كل منطقة .
السؤال الاهم الذي يجب الاجابة عليه هو السبب الذي دفع السعودية الى تغيير سياساتها من الانعزال الى التدخل في شؤون الدول الاخرى وللاجابة على هذا السؤال يجب العودة الى ما قبل شهر مايس من عام 2017 اي قبل الزيارة الشهيرة للرئيس ترامب الى الرياض وهي الزيارة التي فسرها المراقبون على انها رسالة دعم من الولايات المتحدة الى السعودية وتعزيز للعلاقات القديمة بين الدولتين ولكن فات المحليين ملاحظة حدث بسيط حدث قبل الزيارة بشهر وهو تحويل ملف العلاقات السعودية الامريكية من ملفات مستشارية الامن القومي الامريكي الى وزارة الخارجية الامريكية . المطلعين على اسلوب ادارة السياسة الامريكية يعرفون بان هذا يعني ان المملكة العربية السعودية وامنها لم يعد جزء من الامن القومي الامريكي كما كان الوضع منذ الاجتماع الشهير بين الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت عام 1945 الذي عرف باجتماع كوينسي . تأكيدا لهذا التغيير كان الوفد الذي رافق الرئيس الامريكي ولاول مرة خاليا من مستشار الامن القومي ورافق الرئيس هذه المرة وزير الخارجية والخبير النفطي تليرسون في حين كان مستشار الامن القومي في اواسط اسيا ضمن اطار ايجاد موقع اخر بديل . من ناحية اخرى فيمكن ملاحظة ان كل ماجرى في الزيارة الشهيرة هو تعزيز التعاون مع عائلة ترامب اكثر منه تعاون مع حكومة الولايات المتحدة الامريكية بحيث اصبح صهر الرئيس جاريد كوشنر زائرا دائما الى الرياض وعرابا لبناء علاقات مباشرة بين السعودية واسرائيل وحتى صفقة السلاح الشهيرة والتي بلغت خمسمائة مليار دولار كانت نوعا من الدعم للرئيس ترامب الذي سبق له وان وعد (بحلب ) اموال الخليج .
بالنسبة للسياسة السعودية فقد ادركت ان رفع الغطاء الاميريكي عنها يجعلها عرضة لتغيرات كبيرة خصوصا على الصعيد الداخلي لذلك لجأت الى الاسلوب القديم في خلق منطقة اضطراب من حولها لابعاد اي اضطرابات داخلية وكذلك اجبار الولايات المتحدة الامريكية على القدوم لمساعدتها بصورة مباشرة . حيث ان من المعروف بان الادارة الامريكية في كافة العهود سواء الجمهورية او الديمقراطية لاتتحرك الا باتجاه الملفات الساخنة لذلك عمدت السياسة السعودية لتسخين المنطقة لاجبار الادارة الامريكية للتدخل بصورة مباشرة . من هذا المنطلق اتجهت الاستراتيجية السعودية الى محاربة القوى المتهمة بانها اذرع ايرانية في المنطقة وهذا ماسنستعرضه فيما يلي .
في اليمن حيث الحرب المنسية التي تفتك بالملايين من النساء والاطفال والشيوخ اعلنت السعودية انها ستقوم باغلاق كافة المنافذ البحرية والبرية والجوية لمنع وصول الامدادات الى حكومة صنعاء . بمعنى اخر ان السعودية قررت الاستمرار في الحرب على اليمن بمساعدة التحالف الذي انشأته عام 2015 مع تشديد الحصار البحري باستخدام القاعدة البحرية الاماراتية في الصومال لاغلاق ميناء الحديدة وهو المنفذ البحري الوحيد الذي مازال تحت سيطرة حكومة صنعاء . تبقى امامها مشكلة الحدود البرية اليمنية العمانية والتي رفضت السلطنة اغلاقها في وجه حكومة صنعاء بالرغم من الضغوط السعودية . ان سلطنة عمان الدولة الخليجية المسالمة ذات الاغلبية الاباضية تدرك بانها وبالرغم من عضويتها في مجلس التعاون الخليجي الا انها في محيط معادي لها لاسباب مذهبية وطائفية وسبق لها ان اعلنت القاء القبض على مجموعات تجسسية تابعة لدول خليجية اخرى اخرها عام 2011 ولذلك قررت عدم التدخل في اي صراعات في العالم لذلك مما دعاها لابقاء حدودها البرية مفتوحة امام حكومة صنعاء . تعتمد الاستراتيجية السعودية اتجاه اليمن على تشديد الضغوط من خلال تكثيف الغارات الجوية على المناطق التابعة لحكومة صنعاء ودعم الجماعات الاصولية في منطقة الحدود بين اليمن وعمان لمنع اي امدادات قد تصل الى حكومة صنعاء من ايران ولكن هذا الموضوع يبقى صعبا بسبب الجبال التي تسيطر عليها حكومة صنعاء .
في لبنان وسوريا وبعد ان تبين جليا ان الحكومة السورية والجيش السوري وحلفاؤهما يحققان انتصارات كبيرة توحي بان نتيجة الحرب في سوريا اصبحت شبه محسومة لذلك كان لابد من ايجاد خطة لانقاذ المشروع السعودي في المنطقة . فالسعودية لم تنسى انها قد خسرت مائة مليار دولار في لبنان قبل ان تضطر لللانسحاب امام تأثير حزب الله عام 2005 كما ان الحزب هو اقوى الحلفاء الذين وقفوا مع حكومة الرئيس بشار الاسد في سوريا لذلك كان القرار بالعودة الى لبنان لمعاقبة حزب الله . في الحالة اللبنانية ايضا يلعب العامل الجغرافي عامل معطل لاي تدخل مباشر لذلك يجب الاعتماد على التحالفات الدولية لضرب حزب الله . تعتمد الاستراتيجية السعودية في هذا المجال على ان تكون البداية استقالة الحريري كمقدمة لزعزعة الاستقرار في لبنان واثارة صراعات بين الفرقاء في لبنان مع احتمال وقوع بعض الاغتيالات لاشعال الوضع . اثارة الخلافات والنزاعات في لبنان ستكون مقدمة وحجة لتدخل امريكي فرنسي في لبنان لايقاف الحرب الداخلية التي يتم العمل على اشعالها . في هذه الحالة تكون قواعد حزب الله هي المستهدفه حسب المخطط السعودي ولايبقى امام حزب الله سوى توجيه ضرباته الى اسرائيل لتضطر اسرائيل للتدخل المباشر للقضاء نهائيا على مراكز انطلاق الصواريخ . الا ان هذه المخططات تتنسى ان الوضع الدولي مختلف وان الادارة الامريكية الحالية لاتميل الى التدخل العسكري المباشر كما ان اوربا مشغولة في مشاكلها الاقتصادية التي لن تساعد كافة المليارات السعودية على حلها كذلك الحكومة الاسرائيلية ليست في وضع للقيام بمغامرات حربية مع ترسانة حزب الله الصاروخية .
الاتجاة الاخر الذي تتجه اليه الاستراتيجية السعودية هو العراق حيث توجد اغلبية شيعية تسيطر على رئاسة السلطة التنفيذية . شهد عامي 2016-2017 فشل مخططات دعم الجماعات المتطرفة مع سقوط معاقل داعش الواحدة تلو الاخرى . فالاستراتيجية الجديدة تعتمد على دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني في شمال العراق لخلق منطقة تخلخل واشغال القوات التركية في محاربة حزب العمال الكردي لمنعها من مساندة قطر . في المناطق الغربية تستمر الجهود السعودية لدعم مجموعات سنية للدعوة لانشاء اقليم سني في المناطق الغربية من العراق . اما في منطقة بغداد فقد بداء العمل منذ فترة على شراء الصحف والمجالات والقنوات الفضائية بصورة مباشرة او ربطها بالسياسة السعودية بالاضافة الى انشاء العديد من المواقع على الشبكة العنكبوتية استعدادا للتاثير على الانتخابات القادمة عام 2018 لوضع مجموعات موالية للسعودية داخل مجلس النواب العراقي . بالاضافة لما تقدم فقد عملت السعودية على استمالة تيار كبير من داخل التحالف الوطني ليكون مخلب قط سعودي داخل التحالف بالاضافة الى مد علاقات مباشرة مع رؤساء العشائر في منطقتي الفرات الاوسط والجنوب من توزيع تأشيرات الحد المجانية بسخاء . تعمل السعودية حاليا على انشاء قنصلية في مدينة النجف الاشرف لمراقبة الاوضاع عن كثب لخلق تيار مؤيد للسياسات السعودية داخل الاوساط الشيعية ومحاولة استخدام المال السياسي للتدخل في اختيار خليفة للمرجع الاعلى في حالة وفاة السيد السيستاني .
تركز السياسة السعودية في العراق على محاربة الحشد الشعبي الذي اثبت انه قوة عسكرية لايستهان بها في محاربة الجماعات المتشددة ولذلك كان العرض السعودي واضحا لكافة القوى السياسية هو راس الحشد مقابل الدعم للوصول الى رئاسة الوزراء .
ان هذه المخططات قد دخلت حيز التنفيذ بالفعل ورياحها قادمة للعراق لامحالة سواء احببنا ذلك او لا ومهما كانت التصريحات السعودية مغلفة بالكلمات الطيبة الا ان موقف السعودية من سيطرة الاحزاب الشيعية على الحكم في العراق موقف اساسي في الحكم السعودي كما هو موقفها من الحشد الشعبي . لذلك يمكن القول ان الايام مازالت حبلى ونحن بانتظار ماتلده .



#زهير_جمعة_المالكي (هاشتاغ)       Zuhair_Al-maliki#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في مسودة تعديل قانون الاحوال الشخصية
- خرافات المتأسلمين3- الخلافة الاسلامية
- خرافات المتاسلمين 2 – خرافة الدولة الاسلامية
- خرافات المتأسلمين - حد الردة
- تاريخ الحدود العراقية
- خور عبد الله مرة ثانية والمزايدات السياسية الجوفاء
- مسيحيوا العراق قديسوا الشرق ورهبانه
- تركيا من تصفير المشاكل الى خلق المشاكل
- قانون منع الخمور عندما يرتدي السياسي عمامة رجل الدين
- قراة في جاستا واثارها
- لمن ستفتح بوابات البيت الابيض؟
- سم الفساد في عسل العفو
- غلق التحقيق مع السيد رئيس المجلس
- استجواب السيد الوزير
- نظرة على مسودة قانون مجلس النواب
- المواقع العراقية على قائمة التراث العالمي .... ماذا بعد ؟
- دكتوراه في خداع الشعوب
- سايكس بيكو المظلومة
- ازدواج الجنسية واسترداد الاموال المنهوبة
- الحكم الغيابي وجهود استعادة الاموال المنهوبة


المزيد.....




- تطاير الشرر.. شاهد ما حدث لحظة تعرض خطوط الكهرباء لإعصار بال ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة حتى لو ت ...
- طبيب أمريكي يصف معاناة الأسر في شمال غزة
- بالفيديو: -اتركوهم يصلون-.. سلسلة بشرية من طلاب جامعة ولاية ...
- الدوري الألماني: شبح الهبوط يلاحق كولن وماينز بعد تعادلهما
- بايدن ونتنياهو يبحثان هاتفيا المفاوضات مع حماس والعملية العس ...
- القسام تستدرج قوة إسرائيلية إلى كمين ألغام وسط غزة وإعلام عب ...
- بعد أن نشره إيلون ماسك..الشيخ عبد الله بن زايد ينشر فيديو قد ...
- مسؤول في حماس: لا قضايا كبيرة في ملاحظات الحركة على مقترح ال ...
- خبير عسكري: المطالب بسحب قوات الاحتلال من محور نتساريم سببها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زهير جمعة المالكي - الاستراتجية السعودية لمحاربة التاثير الايراني