أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - الحريري يفتح ازمة بالاستقالة















المزيد.....

الحريري يفتح ازمة بالاستقالة


خالد ممدوح العزي

الحوار المتمدن-العدد: 5694 - 2017 / 11 / 10 - 21:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الدين الحريري لم تأتي من فراغ ، بل هي نتيجة تراكم اخطاء كثيرة مارسها فريق التسوية التي انخرط فيه الحريري طوال سنة من العهد الجديد، معبرا عن انخراطه فيها حفاظا على السلم الاهلي اللبناني وابعاد لبنان عن ازمات المنطقة بظل الحريق المستعر في دول الجوار العربي .
الحريري الذي كان مفجوعا بمقتل والده رفيق الحريري حيث اشارت اصابع الاتهام في المحكمة الدولية وفي تحقيقاتها الاولية الى شبكة من عناصر حزب الله ، لكنه قبل بتشكيل الحكومة اللبنانية لكونها تأتي من ضمن تسوية المنطقة والحفاظ على السلم الاهلي، وبالرغم من الخسارة الكبيرة من رصيده الشخصي والمالي والشعبي لقبوله بهذه التسوية متخيلا بان الجميع سوف يسيرون بهذه التسوية بجدية ابتداء، من رئيس الجمهورية القادم من فريق حزب الله للرئاسة سيكون على جانب من الطرفين.
لكن بظل فترة التعايش الاجباري بين الفريقين اظهر الرئيس انحيازه السريع لحزب الله والدفاع عنه في المحافل الدولية من خلال تصريحاته الاخيرة بان مشكلة حزب الله وسلاحه هي مشكلة اقليمية مرتبطة بحل القضايا العالقة في الشرق الاوسط.
جاءت استقالة الحريري من الرياض ردا على تصرفات الحزب وحلفائه في لبنان وتقول للرئيس لنبدأ من حل المشكلة اللبنانية اولا التي خلقها الحزب وتصرفاته.
بالطبع انها استقالة شجاعة وموقف مهم اعلنه الحريري في التصدي للمشروع الفارسي، وقد ربط نفسه في الجبهة العربية التي تشارك بالحرب على ايران واذنابها والتزامه بالصف والتوجه القومي العربي، معلنا بان لبنان لن يكون ورقة بيد ايران ترسل من خلالها رسائلها للعالم ، بل اكد بان لبنان وشعبه ، لن يترك وحيدا في فم الملالي .
بالرغم من ان التسوية التي عاشتها حكومة الحريرية كانت فترة صغيرة لم تتعدى السنة، لكنها كانت حكومة استسلام للمشروع الايراني ، وبتغطية سنية لكل الاعمال الذي مارسها الحزب واعوانه في الحكومة والمنطقة، مما شكل احباط واضح في الشارع السني انعكس على سياسة الحريري سلبا . التسوية اللبنانية التي عقدت العام الماضية قامت بسبب غياب مشروع مواجهة مع ايران في المنطقة، اليوم التعايش بات مستحيلا بسبب بلورة مشروع عربي واضح لمواجه ايران بقيادة المملكة ودول الخليج العربي متوازيا مع ضغوط دولية تحاول اضاف الدور الايران في المنطقة .
الحريري في استقالته اسقط مشروع السيطرة على لبنان من خلال الاستسلام الذي فرضه المرشد على الدولة بواسطة الدويلة والانياب الايرانية في المنطقة.
فالاستقالة كانت واردة في الشعور اللبناني الداخلي من جراء التصرفات التي بات يفرضها الحزب ، التي اضعفت كل المكونات المعارضة له، لكن وقت ومكان الاستقالة لم يكن معروفا لان الحريري كان يدافع عن حكومته حتى الرمق الاخير واعدا الجميع بإنجاز المشاريع الكثيرة للبنان .
وربما زيارة على اكبري ولايتي الى بيروت والسراي الحكومي وتصريحاته النارية المستفزة للعرب ولبنان، وفرض امر واقع بان ايران هي التي اصبحت وصيا على لبنان، لذا كانت ردة فعل الحريري السريعة بالسفر الى الرياض واعلان الاستقالة لفتح بواب المواجهة مع ايران، بالطبع المواجهة المفروضة هي سياسية لرفض الوصاية الايرانية.
ومن هنا نرى الحريري ربط في بيان الاستقالة بان الوضع الحالي يشبه الوضع الذي ساد قبل اغتيال والده في فترة الوصاية السورية، وتهديد المخابرات له ومن ثم اغتياله، حيث اندلعت بعدها ثورة الارز في انتفاضة شعبية لكل المكونات اللبنانية التي رفضت الوجود السوري، مما ادى الى ضغط امريكي وعربي على الاسد الابن للخروج من لبنان .
الوضع اليوم هو شبيه بتلك الايام من خلال سيطرة الدويلة وفرض نجاحات ايران في المنطقة بإعلان نفسها وصيا على لبنان وشعبه، لكن هل ولايتي هدد الحريري لان الاعلام اللبناني اعلن عن خطة كانت قائمة على اغتيال الحريري.
بغض النظر عن التفاصيل التي ستكشفها الايام القادمة، لكن الحريري رفض الوصاية من خلال الاستقالة التي عبر فيها عن عدة مواضيع ونقاط جوهرية تشكل لب الخلاف الحقيقي بين التوجهات الداخلية اللبنانية، متهما ايران بممارسة العنجهية، والغطرسة والعبث في المجتمع اللبناني رافضا وجوده على راس الحكومة لتقديم الغطاء لهذه الدويلة التي باتت تعتبر العرب هدفا لها من اجل تنفيذ مشاريع ايرانية خاصة للانتقام ولتحقيق الاهداف الدولية .
لان ايران تحاول استخدم لبنان صندوق بريد للخارج بعد ان كان مركزا ترفيها لكل القوى والشراذم الايرانية التي تمارس اعمال عنفيه ضد الدول العربية والافريقية مستغلة شعار التهدئة والحفاظ على السلم اللبناني ، لكن النأي بالنفس كما تدعي لم تمارسه.
لقد اكد المحللون والباحثون اللبنانيون بان الاستقالة كانت صدمة فعلية لإيران ولحزب الله الذي امتنع عن اي تعليق بانتظار جلاء الصورة التي شكلتها ردة فعل الحريري والذي سوف يبررها حسن نصرالله في اطلالة تلفزيونية هذه الليلية لشرح خفايا الاستقالة التي تقف وراءها السعودية واميركا لكشف لبنان امنيا وسياسيا وتعريضه لهجوم اسرائيلي .
بالطبع الحريري سحب كل الاوراق من يد حزب الله ووضعه في ازمة حكومية . فالرئاسة اللبنانية التي تعاملت مع موضوع الاستقالة بتريث شديد نتيجة الازمة التي فرضتها، بإعلان الرئيس اللبناني ميشال عون بانه ينتظر عودة الحريري الى لبنان لتقديم الاستقالة خطيا، لان الاستقالة التسوية والشراكة المعمول بها، وبالتالي الاستقالة تركت الباب مفتوحا امام الصراعات الداخلية مما يستدعي تحليلا سريعا في كيفية الخروج من الازمة الحكومية التي باتت في ملعب حزب الله وحلفائه من الانتظار لأخذ قرارا سريعا لحل هذه الازمة التي يمكن ان تكون :
-الابقاء على الحكومة المستقيلة الحالية وتقوم بتسيير الاعمال بانتظار الانتخابات النيابية القادمة في ايار والتي ستحدد نتائجا القادمة من هي الكتلة الكبيرة التي ستتوالى انتاج حكومة جديدة بشروط تسوية جديدة .
- تشكيل حكومة من لون واحد يقوم حزب الله بتشكيلها مع حلفائه، وتكليف شخصية سنية هزيلة بهذا المنصب وهذه الخطوة سوف تضعه في صراع مع المجتمع اللبناني نتيجة ازماته الحالية والمجتمع الدولي الذي سيعزل لبنان.
- مغامرة عسكرية يقوم في حزب الله في الداخل اللبناني ضد الفريق الاخر، او خارجية ضد اسرائيل ظنا منه بانه يقلب المعادلة على اعدائه.
لكن المشكلة بان الخارج بات ينظر الى حزب الله على انه "عدو ارهابي" من الدرجة الاولى، وقد تم وضعه مؤخرا على لائحة الارهاب الدولي وهذا الامر سوف يقلب الطولة على راسه بالدرجة الاولى وعلى الجميع بحال الحزب حاول تحدي المجتمع الدولي .
من هنا كان راي الحريري بعدم الذهاب بعيدا في الاستسلام لسيطرة الدويلة وابعاد نفسها عن مغامرات الحزب المجنونة اكراما للمرشد الاعلى للثورة الايرانية، فالسير بهذه الحكومة مطولا سيؤدي الى تسليم البلد كله لحزب الله وايران، فكانت الحرية افضل من الاستسلام الذي ترجمه الحريري بقراره الشجاع.
لذلك باتت المواجه امرا حتميا مع ايران وادواتها في لبنان كما في العالم العربي . فالمواجهة المطلوبة من لبنان واللبنانيين ليست عسكرية كي لا نبالغ لان السلاح موجود مع الحزب الذي يخوله السيطرة على البلد بساعة بمساعدة القوى والاجهزة اللبنانية المسيطر على مفاصلها .
المواجهة المطلوبة سياسية واعلامية من خلال تجميع كل المكونات المعارضة للحزب التي تبعثرت بعترتها التسوية السياسية السابقة، واعادة استنهاض المكون الشعبي المحبط من قيادته والمعادي لإيران وحزب الله في شعارات جديدة وخطط مواجهة جديدة .



#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة الانسانية لا تلغي حق العودة ...
- مازق اقليم كردستان
- روسيا: بين روسيا المفيدة السورية ونوفا روسيا الاوكرانية والع ...
- الحريري: يستنجد بموسكو لتبيت الامن في لبنان .
- مقاوم في بلاد النسيان ...
- نتانياهو -بوتين : والوجود الايراني في سورية...
- العلمانية لا تعني الالحاد....
- تجربة رئيس راحل ذكرى وذاكرة...
- سورية حكاية في رواية ...
- بريطانيا وخروجها من الاتحاد ...
- كتاب عدالت عبدالله الكرد- الحالة العراقية والاخر العربي
- الجمهورية الغائبة ...
- كتاب -حرب السنتين وبعد
- كتاب جديد عن اوكرانيا ...
- كتاب -البوتينية....
- روسيا ما بين السوخوي ورحيل الاسد.
- خطوات روسيا القادمة في سورية :التقسيم او الاطاحة بالاسد ...
- اخطار التدخل الروسي العسكري في سوريا ...
- اوكرانيا :ازمة نخب في القيادة وتطرف يخيف الغرب...
- المبادرة الفرنسية بخصوص الشرق الأوسط...


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد ممدوح العزي - الحريري يفتح ازمة بالاستقالة