أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - طلال الربيعي - التأثير المتبادل والتضامن بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا اللاتينية















المزيد.....

التأثير المتبادل والتضامن بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا اللاتينية


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 23:25
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


بمناسبة الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية الكبرى، من المهم لفت الانتباه إلى موضوع أقل شهرة ولم يحظى بكثير من الانتباه, وغالبا ما يقلل من شأنه، وهو التأثير المتبادل والتضامن والدعم بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا اللاتينية.

وكان أكثر الأمثلة وضوحا على النفوذ السوفيتي في امريكا اللاتينية هو علاقته بالحرب الباردة مع كوبا، وكثيرا ما أسيء تفسيرها على أنها علاقة غير متكافئة استخدمت فيها الأخيرة فقط كبيدق جيوسياسي!

كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون يرون دائما أن الحركة الشيوعية في أمريكا اللاتينية وأماكن أخرى ليس لديها عقلها الخاص بها، وأن الاتحاد السوفياتي كان هو العقل المدبر وراء استراتيجياتها ومنظماتها. والواقع أن العلاقة كانت أكثر عمقا وتعقيدا مما يصوره هؤلاء او حاولوا تصويره الى الناس.

ويعتبر البيرواني خوسيه كارلوس مارياتيغوي الأب المؤسس للاشتراكية في أمريكا اللاتينية, وكان يصر على ان الاشتراكية في أمريكا اللاتينية ليست "نسخة كاربونية" من التجربة الأوروبية، ولكن الاتحاد السوفيتي حظى عنده باعتبار عال، وغالبا ما استدعى مارياتيغوي ثورة أكتوبر كملهم للحراك الثوري في وطنه بيرو. كان مارياتيغوي قائدا سياسيا وكاتب مقالات وهو اول من طبق المادية التاريخية في ظروف بيرو خصوصا وامريكا اللاتينية عموما (1).

وقبل عقود من إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين بيرو والاتحاد السوفييتي، كان مارياتيغوي مساهما بشكل بارز في نشر الأدب والثقافة السوفيتيين، مما جعله واحدا من أوائل السفراء الثقافيين للاتحاد السوفييتي، ليس فقط في بيرو ولكن ايضا في أمريكا اللاتينية بشكل عام. وبشكل متبادل، وبعد وفاته, ساهم المثقفون السوفيت في توزيع نصوصه في بلدهم، مما أدى في نهاية المطاف إلى التعرف عن كثب على هذا المفكر الأمريكي اللاتيني وزيادة شهرته على الصعيد العالمي.

وقد تأثرت شخصيات كبيرة في أمريكا اللاتينية بشكل كبير بالثقافة المستوحاة من الاتحاد السوفيتي. فالعملاق الأدبي, الشيوعي الراحل وشاعر شيلي الكبير والحائز على جائزة نوبل في الادب في عام 1971, بابلو نيرودا، الذي حصل ايضا على جائزة السلام من الاتحاد السوفيتي، اعلن أن الاتحاد السوفيتي "معقل للسلام وملهم للنشاط الخلاق" لشعوب أمريكا اللاتينية.

ومن الجدير بالذكر ان الانقلاب الفاشي في شيلي بقيادة الجنرال بينوشيت في عام 1973 قد زعم ان موت نيرودا بعد حوالي اسبوعين من حصول الانقلاب كان بسبب اصابته بالسرطان. ولكن فحص جثته الآن من قبل فريق من علماء واطباء عدليين من شيلي, الولايات المتحدة, اسبانيا, وكذلك سويسرا مؤخرا, اظهر انه مات على اثر حقن جسمه بمادة سامة اثناء اقامته في المستشفى (2). وان سرطان البروستات الذي كان نيرودا يعاني منه لم يكن هو المسؤول عن موته. وكما نعلم, ان الاقتصادي ميلتون فريدمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد قد ساند انقلاب بينوشيت الفاشي الذي خططت له المخابرات المركزية الامريكية واشرفت عليه. وفريدمان هو احد زعماء الليبرالية الجديدة في الاقتصاد (3) وهو الاب الروحي ل بول بريمر الذي كان رئيسا لمجلس الحكم في العراق بعد احتلاله في عام 2003. وتجربة شيلي كانت بمثابة اول تجربة لليبرالية الجديدة على الصعيد العالمي والتي اودت بحياة الآلاف من خيرة بنات وابناء الشعب الشيلي. واحتلال العراق كان هو تكرارا لا يقل وحشية عن تجربة شيلي النيوليبرالية ان لم يتفوق عليها وبكل المقاييس والمعايير, فقد كتبت مجلة الايكونومست ان احتلال العراق كان يهدف الى تحيقق الحلم الرأسمالي في العراق (4) وبيعه في سوق النخاسة الرأسمالية. وهذا هو ما حصل فعلا.

وقد اقتفى خطى نيرودا مثقفون آخرون كبار مثل الكاتب الروائي الارجنتيني خوليو كورتازار والروائي الكولومبي الكبير غابرييل غارسيا ماركيز من بين آخرين الذين كانوا معروفين باعتناقهم الافكار الاشتراكية وتحمسهم لبلد الاشتراكية الاول الاتحاد السوفيتي.

ولم يساعد الاتحاد السوفييتي فقط على إلهام المثقفين والحركات الثورية في أمريكا اللاتينية، بل قدم لهم ايضا دعما ملموسا في شكل مساعدات مالية وعسكرية وزراعية وسياسية. على مدى عقود، وخاصة في السنوات القليلة الأولى بعد ثورة 1959، قدم الاتحاد السوفييتي دعما حاسما لكوبا من حيث التجارة والائتمان. ولم تكن هذه صدقة, فقد زودت كوبا الاتحاد السوفياتي بالسكر بالمقابل.

وبعد وصول جبهة التحرير الوطني الساندينيستا إلى السلطة في نيكاراغوا في عام 1979، أرسل الاتحاد السوفياتي شحنات متعددة من المعدات العسكرية لدعم الكفاح ضد الكونترا المدعومة من قبل الولايات المتحدة. في عام 1983, بعد أن خفضت الحكومة الأمريكية خط ائتمان نيكاراغوا لشراء القمح، تدخل الاتحاد السوفييتي وأرسل آلاف الأطنان من القمح إلى هذا البلد في أمريكا الوسطى. وكان الدعم السوفياتي لالساندينيستا في جزء كبير منه بفضل نفوذ كوبا وإصرارها.

وبالمثل، بعد ثورة غرينادا بقيادة موريس بيشوب، خصص الاتحاد السوفيتي المنح والقروض والدعم الفني لحكومته، وإن لم يكن على نفس مستوى كوبا ونيكاراغوا.

لم تقتصر المساعدات السوفياتية على حكومات أمريكا اللاتينية والكاريبي فحسب، بل تم دعم الأحزاب الشيوعية في المنطقة أيضا من حيث تدريب الثوريين ونشر الدعاية من بين أمور أخرى. وعلاوة على ذلك، قدم الاتحاد السوفيتي آلاف المنح الدراسية للطلاب من كوبا وكولومبيا والبرازيل وفنزويلا والمكسيك من بين دول آخرى في المنطقة، حيث لم يحصلوا فقط على تعليم جيد ولكنهم تلقوا تدريبا أيضا على التكتيكات الثورية.

وفي الذكرى العاشرة لثورة أكتوبر، دُعيّ الفنان المكسيكي الشهير رسام الجداريات دييغو ريفيرا (5) ومجموعة من الفنانين الآخرين من أمريكا اللاتينية إلى احتفالات اجريت في موسكو بالمناسبة من قبل الحكومة السوفيتية. وخلال اقامته فى موسكو، دُعيَّ ريفيرا الى تقديم محاضرات واقامة ورش عمل للطلاب الروس فى الكوم اكاديمية او الاكاديمية الشيوعية. ونشرت أعماله أيضا في مختلف المنشورات الفنية والأدبية. وقد أعجبت الحكومة السوفيتية كثيرا باعمال ريفيرا بحيث أنها كلفته برسم جداريات لمبنى الجيش الأحمر في موسكو، وذلك من بين مشاريع أخرى. ولا شك, تعتبر جداريته "موال الثورة البروليتارية" إحدى أشهر جداريات ريفيرا والمعروضة في وزارة التعليم العام في مكسيكو سيتي, وهي جدا متأثرة بالثورة السوفيتية والتي تصور العمال المكسيكيين في انتفاضة شيوعية.

كانت فريدا كالو، وهي الفنانة الأكثر شهرة في المكسيك، وشريكة حياة ريفيرا، عضوة في الحزب الشيوعي المكسيكي وكثيرا ما أظهرت دعمها السياسي للاتحاد السوفياتي والشيوعية في لوحاتها. في عام 1937 منحت كالو ليون تروتسكي ملجأ في البيت الأزرق الشهير لوالديها في مكسيكو سيتي. وقد حققت كالو شهرة عالمية واسعة, وحتى انها دعيت لحفل عرض لوحاتها في احدى قاعات اللوفر في باريس, وقد تم نقلها الى المتحف بسيارة اسعاف حيث انها كانت معاقة عن الحركة بسبب اصابتها بمرض شلل الاطفال وهي في السادسة من عمرها, اضافة الى تعرضها الى حادث سير لاحقا تسبب في كسر العديد من عظام جسمها (6).

من عام 1957 فصاعدا, شرع الاتحاد السوفياتي بإرسال أفضل الموسيقيين والفنانين إلى أمريكا اللاتينية، وبدوره استضاف الفنانين من أمريكا اللاتينية في كثير من الأحيان ومنح لهم الجوائز التقديرية. في هذا الوقت تقريبا حصل نيرودا على جائزة السلام السوفيتية كاعتراف بإنجازاته الأدبية. وقبيل 1960s كان راديو موسكو يوجه الكثير من اوقات بثه الى أمريكا اللاتينية مع عروض باللغة الإسبانية والبرتغالية والكيشوا (لغة الكيشوا هي لغة السكان الاصليين في بيرو, بوليفيا, والاكوادور والذين عددهم يقارب العشرة ملايين).
---------
مصادر ذات صلة
1. José Carlos Mariá---------------------------------------------------------------tegui
Peruvian political essayist
https://www.britannica.com/biography/Jose-Carlos-Mariategui
2. Pablo Neruda poisoning doubts fuelled by new forensic test
https://www.theguardian.com/books/2015/jun/05/pablo-neruda-poisoning-doubts-fuelled-by-new-forensic-tests
3. Neo
Liberalism and its Prospects
by Milton Friedma
https://miltonfriedman.hoover.org/friedman_images/Collections/2016c21/Farmand_02_17_1951.pdf
4. Let s all go to the yard sale
If it all works out, Iraq will be a capitalist s dream
http://www.economist.com/node/2092719
5. Diego Rivera
https://www.moma.org/interactives/exhibitions/2011/rivera/chronology.php
6. Frida Kahlo
http://www.fridakahlofans.com/chronologyenglish.html



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق مهد الحضارات لا يمتلك سوى وزيرة واحدة فقط!
- شيوعية الدراويش ومسخ كافكا!
- الحجاب والتحرش الجنسي وجهان لعملة واحدة
- انهم ليسوا رسل الشيوعية: انهم رسل البربرية ودعاة فناء البشري ...
- مطلب الشعب: السيدة سروة عبد الواحد رئيسة لجمهورية العراق
- ماركس: -الدين أفيون الشعوب-! 2
- ماركس: -الدين أفيون الشعوب-!
- الدمية (الامريكية) باربي تعلّم المسلمات/المسلمين قيمهم!
- لينين و-شيوعيو السوبر ماركت-!
- الشعر الطويل والزي لا علاقة لهما مطلقا بالجنسية المثلية!
- لينين, اللينينية, وديكتاتورية البروليتاريا!
- -حذفتم- لينين فعلام تستشهدون به الآن؟
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (39)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (38)
- خرافات الحركة -الشيوعية العراقية!-
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (37)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (36)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (35)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (34)
- ماركس ووايتهيد والميتافيزيقيا والديالكتيك (33)


المزيد.....




- اصطدم بعضهم بالسقف وارتمى آخرون في الممر.. شاهد ما حدث لأطفا ...
- أخفينها تحت ملابسهن.. كاميرا مراقبة ترصد نساء يسرقن متجرا بط ...
- عجل داخل متجر أسلحة في أمريكا.. شاهد رد فعل الزبائن
- الرئيس الإيراني لم يتطرق للضربة الإسرائيلية بخطاب الجمعة
- وزير خارجية بريدنيستروفيه: نحتاج إلى الدعم أكثر من أي وقت مض ...
- مخاوف على حياة 800 ألف سوداني.. تحذيرات من ظهور جبهة جديدة ب ...
- -الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو- – الغاردي ...
- العراق... ضحايا في قصف على قاعدة للجيش والحشد الشعبي
- جمهورية جديدة تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.. وا ...
- كوريا الجنوبية.. بيانات إحصائية تكشف ارتفاع نسبة الأسر المكو ...


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - طلال الربيعي - التأثير المتبادل والتضامن بين الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا اللاتينية