أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - العصرنة.. وانحسار الموروث الشعبي














المزيد.....

العصرنة.. وانحسار الموروث الشعبي


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


                                                         العصرنة .. وانحسار الموروث الشعبي

نايف عبوش


 لا شك ان العصرنة بما افرزته من منافع وايجابات في سياق حركة التطور  الحضاري والتقدم الإنساني، تظل ظاهرة إيجابية . الا انه يلاحظ من ناحية أخرى، ان الكثير من موروثنا الشعبي اخذ بالانحسار، والتراجع مع زحف العصرنة الصاخب .. وخاصة بوسائلها الرقمية المختلفة .. حيث جذبت اليها فئة الشباب بشكل خاص ، واستهلكت جل وقتهم، وأقصتهم بجلف عن معايشة الكثير من العادات، والتقاليد الاجتماعية،التي كانت حاضرة بحيوية في سياق الحياة اليومية العادية ، وأملت عليهم تبني أنماط سلوكية طارئة،بفعل الاعتياد عليها،ومحاكاتها بطول فترة الاستخدام، والانغماس المتواصل مع واقعها الافتراضي الى حد الادمان،وما يعنيه ذلك من عزلة حقيقية عن بيئتهم الاجتماعية..

 وهنا تجدر الإشارة إلى أنه بقدر ما تمثله التقنية الرقمية الحديثة،وأجهزة التواصل الذكية من قفزة إلى الأمام في سياق تطور حياة الناس المعاصرة ، وبرغم كل ما تمثله من حافز مساعد للأطفال، والشباب في التعلم بدرجة كبيرة، وتوسيع أفاقهم الفنية، وتنشيط مخيالهم التقني، الا أنها أصبحت من الناحية الأخرى، خطرا يتهدد سلوكياتهم، ويشوه تكوينهم الوجداني، بنقلها لهم ممارسات غير مألوفة،  تأباها عاداتنا،وتقاليدنا ، وذلك من خلال ما تتداوله من برامج ترفيهية، يهبط بعضها بقيمته إلى مستوى الابتذال، حيث تتسلل مفاعيلها السلبية عندئذ إلى نفوس المستخدمين، لتقضم المتراكم في دواخلهم من موروث، دون أن ينتبه أحد لمخاطر تلك التداعيات الضارة على مستقبل منظومة الموروث من التقاليد، والعادات الاجتماعية، وعلاقة الأجيال الحالية، والقادمة بها.. 

ولعل الملفت للنظر حقا، ان الجيل الجديد من الشباب يكاد يكون بفعل التصاقه الشديد بالواقع الافتراضي للفضاء الاعلامي، والمعلوماتي، وانغماسه الكلي فيه، والتماهي التام مع معاييره، قد انفصل عمليا عن واقعه الاجتماعي الحقيقي، فلم يعد يتفاعل مع الوالدين، والجدات،والآخرين، بنفس روحية، وحميمية الجيل السابق،فبدأ يفقد دفء العلاقة الروحية مع العائلة، والأقارب، ويخسر التواصل مع ذاكرة الماضي، بالانفصال عن الاستماع لحكايات كبار السن في مروياتهم في أحاديث السمر بالمجالس ، وخسارة تلقي احجيات الجدات في المساءات الحالمة أيام زمان ، وبذلك تعثرت سلاسة حركية الحال التراثية ، حتى وان كانت تلك الحال في جانب منها ذات طبيعة خرافية، أو اسطورية، الا انها تترك في نفس الجيل من الشباب، والصبية، والاطفال،ملكة الخيال،وتنمي لديهم القدرة على التصور، وتفجر عنده طاقة الإبداع ، وتزيد اصرة الألفة العائلية،والاجتماعية، من خلال اسلوب التواصل الاجتماعي الحقيقي التقليدي ، بما هو آصرة مجتمعية تراثية متراكمة، متناقلة من جيل الى اخر.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكتة والكتابات الساخرة.. أساليب نقد مؤثرة تنتظر الإحياء
- توطين العمالة في الخليج العربي.. التحديات والضرورات
- بدء العام الدراسي الجديد.. والمدرسة أيام زمان
- هذه هي مدرستي
- وجد يتجدد
- مرابع الديرة
- عجوز نشمية
- حنين شجي
- عيد في دهاليز الذاكرة
- بيت طين ايام زمان
- الاحاطة الكلية للقران الكريم بحقائق الوجوحود
- مفارقة صادمة
- اجهزة التواصل الرقمي الذكية..المنافع والسلبيات
- قرية ايام زمان..قصة قصيرة
- الثقافة العربية..استلاب المعاصرة وتيبس الاصالة
- الرطانة تهدد فصاحة اللسان العربي بالمسخ
- شاي على نار حطب
- العمالة الوافدة في الخليج العربي..تحديات الحاضر ومخاطر المست ...
- ايقاع العصرنة ..تحديات الاستلاب وضرولرات التحديث
- سماحة الإسلام في التعامل مع الغير


المزيد.....




- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...
- الممثل توني شلهوب يقدّم إكرامية بنسبة 340? إلى عربة طعام.. ش ...
- الموسيقى الكاميرونية.. أنغام متجذّرة وهوية نابضة
- جيل تيك توك: نهاية الأيديولوجيا أم تحولها؟


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - العصرنة.. وانحسار الموروث الشعبي