شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5676 - 2017 / 10 / 22 - 16:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعيش مرحلة مخاض عسير بعد الانتكاسة الفكرية ، وأفول الهوية القومية ، وحالة الارتداد القيمي ، وسيطرة التمترس الديني تحت يافطات حركات التأسلم السياسي ، وآخرها ولادة داعش .. وما ادراك ما داعش ، التي قامت بأفعال فاقت حد المعقول ، واجتازت جميع حدود الانسانية ، من قتل وانتهاك للحريات ، وطمس للتراث ، وتهديم للمساجد والكنائس ، وتحطيم تماثيل عمالقة الفكر والثقافة في العراق وسوريا .
ان المراد اليوم هو تغييب العقل وحجب الثقافة العقلانية المتنورة ، وتسييد ثقافة الجهل والخزعبلات تحت يافطات الجهاد الزائفة .
وما من أحد أكثر من الأديب العربي الدكتور طه حسين ، تجسيداً لهذه العقلانية في العالم العربي لتطبق عليه الظلمة التامة ، ولا يزال يتعرض للاغتيال الفكري وهو في ضريحه ، على ايدي جماعات التطرف والتكفير والتحجر والتعصب الديني .
وفي الواقع أن ابلغ رد على محنة الثقافة العربية الراهنة ، هي العودة الى تراث المعري وابن رشد وابن خلدون وطه حسين والتنويريبن في عصر النهضة ، ومن هم بوزنهم من مفكري وفلاسفة العصر الحديث ، واضاءتهم للتراث الفكري العقلاني في ثقافتنا ، التي يتمثل حاملها في مرتكزين اساسيين هما البعد الوطني المستهدف ، باستشراء الغلواء المذهبية الطائفية التي مزقت النسيج الوطني والاجتماعي والأهلي ، والبعد الديمقراطي المستهدف الآخر تحت تأثير نمو وصعود التيارات السلفية المحافظة التي تستهدف الحداثة كفكرة ونمط حياة ، ممثلة بالثيوقراطية الدينية ، التي تدعي زيفاً انتسابها للدين ، وهي نقيض له في كل شيء .
الماضي لا يعيد نفسه ، ولكن الثقافة العربية باقية ، وليس لجيلنا أن يحدد ماذا سيبقى منها ، فالثابت عندنا انها باقية ، لانها نواة المدار الحضاري العربي الاسلامي .
المهمة العاجلة هي محو الأمية ، والقضاء على الجهل والفقر الثقافي المتعاظم في المجتمعات العربية بالقطع الصارم ببن الثقافة والجهالة .
ومن الواضح أن هذه المسألة تقع على عاتق ما تبقى من مثقفين ومفكرين وفلاسفة عرب جدد .
المطلوب اليوم وغداً ، العقلنة الموضوعية لقراءة ثقافتنا العربية المعاصرة بنزاهة أكثر علماً لينهل الفرح من معينها ، وثمة حاجة لوجوب نهضة فكرية وثقافة معاصرة ، وضرورة التجديد والتحرير والتغيير، والاطلاع على ثقافات انسانية وفلسفات جديدة ، علاوة على تجفيف منابع الارهاب ، ومكافحة التطرف الديني ، ومعاداة الانسان والحياة ، شأن ثقافة حقوق الانسان وتحرير المرأة ، وتسييد فكر التنوير وثقافة العقل والضوء .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟